26 | نحوَ كماليةٍ مُفرطة !

3.4K 630 209
                                    

| 26 |

| على شاطيءِ الحُب وجدتُ نفسي غريقًا ! |

- منزل عشق

ضيقَ آلان عيناهُ ناظرًا لِـ والديهِ متمتمًا بِـ استنكارٍ :
" يعني انتوا رجعتوا خلاص ؟ "

أومأ بدر،  فَـ تابعَ آلان بِذاتِ الاستنكار الغامض :
" و مفيش مشاكل تاني ؟ "

ربتت نارين على كتفِ آلان قائلةً بِـ ضحكةٍ خافته :
" إفرح يا سيدي، مُرادك إتحقق "

نهضَ آلان قائلا بِـ ضيقٍ يتخللهُ غموض :

" إتحقق بعد إيه ؟ ، بعد ما طاقتي نفذت ! .. محتاج أرتاح شوية، عن إذنكوا "

خرجَ لِـ حديقةِ المنزل بِانفاسٍ مضطربة و تبعهُ باقي التشكيل العصابيّ، ثمَ جلسوا حولَ الطاولة كعادتهم تحتَ قولِ چويرية المستنكر :

" هو أنتَ في وعيك ؟ ، مش ده كان كُل طموحك ؟ إن أهلك يرجعوا و تعيشوا كَـ عائلة صغيرة !! "

نظرَ آلان لها بهدوءٍ و لم يتحدث، فَـ وضعَ ساجد يدهُ على جبينِ آلان متفحصًا حرارتهِ، و تمتمَ يزن بِـ ريبةٍ :

" أنتَ سخن يا لولو ؟ "

مطَ آلان شفتيه إنزعاجًا، فَـ تعلّقت أنظار ثلاثتهم بهِ منتظرين تبرير منطقيّ، لِـ يتنهد مردفًا بهدوءٍ :

" بدأت حكايتي مِن عشر سنين تقريبًا بِطلاق أهلي، كنت طفل صغير مش فاهم يعني إيه طلاق .. بس مع الوقت أدركت غياب بابا عن البيت بشكل ملحوظ؛ فَفهمت إنهم انفصلوا "

وضعت چويرية يدها أسفل وجنتِها تستمع لهُ، و تنهدَ يزن متلاعبًا في خصلاتِ شعرهِ، بينما استشفَ ساجد حُزن آلان .. فَصمتَ يستمعُ له!

" لما تحس إنك غير مُهم لدرجة إن أهلك مش مُقدرين مشاعرك، كَطفل في سن صغير محتاج رعاية، حب، إهتمام و أمان! .. بس أنا كِبرت على عِناد أمي! "

أطرقَ لدقيقةٍ يستجمعُ فيها روحهِ المُبعثرة، ثمَ أردف بنبرةٍ حزينة :

" أنا بحاول بقالي سنين عشان يرجعوا، و لما فقدت الأمل في إني ألاقي الأمان تاني .. و بسبب إن ماما حسّت إنها كانت على وشك فقد نصها التاني؛ قررت ترجع، لكن لما أنا حاولت؛ هي رفضت .. مِن حقي أزعل و لا لأ ؟ "

نظرَ لِـ ثلاثتهم طالبًا إجابة عن سؤالهِ، فَـ ردّتهُ چويرية قائلةً بِـ منطقٍ بعض الشيء :

" آلان؛ ممكن فعلًا كانت محتاجه فرصة عشان تستجمع روحها، فقدان جزء منها و إلّي يتمثل في أختك مش هين، إحنا لما بنفقد عزيز علينا بِندخل في حالة استنكار .. و أكيد جربت الشعور في وعد ! "

احتضن رأسهِ جرّاء تزاحم أفكارهِ، فَـ أكملت هي بِـ هدوءٍ :

" أنا فاهمه إن أنتَ مش مُرتبط بِـ أختك كليا لأنك عِشت معاها فتره صغيره تكاد تكون منسيه بالنسبة ليك، بس لما الأم ابنها بيتعب بتكون في حالة توتر و حزن مُفرط .. ما بالك موته بقى ؟! "

عصابة المشاغبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن