31 | مهما كان ليلك طويل.

3.1K 537 216
                                    

| 31 |

| كَـ شمسِ صباحٍ شتوي، تبث الدفءَ و تُنير العالم .. هكذا هم الأصدقاء |

رفعَ خالد أنظارهِ متفحصًا بَلقيس التي دلفت إلى القاعةِ؛ بوجهٍ عابس .. يبدو أنها بكتْ حتى جفتْ عبراتِها !

تقدمت بَلقيس بخطواتٍ مضطربة واقفةً أمامَ القاضي بعدَ أن تخطت خالد، مدت يدها بِهاتفها إلى القاضي و أعطتهُ إياهُ، متمتمةً بِـ بنبرةٍ شبه باكية :

" آلان و ساجد و يزن، كانوا مهددين قُصي إنه لو مقالش عارف إيه عن خالد هيضربوه، فَـ قُصي كان .. كان خايف لأنه وحيد و مش معاه أصدقاء كتير . "

صمتتْ تستنشق ماء أنفها، و أكملت :

" قال لِـ أستاذ خالد على إلّي حصل، و إنه مش قادر يخبي إلّي يعرفه و .. "

قاطعها القاضي بِأن قالَ متسائلًا :

" تعرفي إيه عن إلّي قُصي كان عارفه ؟ "

شهقت و هي تنظر لِـ خالد المنصدم بقهرٍ، ثمَ هزت رأسها إيجابا و أردفت :

" أه، أستاذ خالد طلب مِن قُصي يتفق مع ناس قاريبه بيشربوا مُخدرات؛ عشان يتهجموا على چويرية و الشلة و يضربوهم .. كان مفهمه إنها قرصة ودن، بس إتضح إنها لعبة عشان يتخلص منهم ! "

- " بتكدب، ده إفتراء و كدب ! "

صاحَ خالد و هو يحاول دفع بَلقيس بعيدًا، فَـ قيدهُ أحد الحراس تحتَ قول القاضي :

" كملي يا بنتي ! "

إزدردت بَلقيس لُعابها، و إسترسلت حديثها قائلةً :

- " وعد كانت الضحية في إلّي حصل، قُصي إنصدم مِن إلّي الأستاذ خالد عمله من وراه، بس هو هدده فَـ سِكت .. و بعدها إنضم لِـ حِزب الأستاذ خالد عشان يبقى مسيطر هو كمان !  "

- " بس قُصي مش وِحش، هو كان هيعترف فعلًا و أول خطوة عملها إنه قال لي و لما كان هيقول للشرطة، الأستاذ خالد بعتله رسالة إنه عاوزه.. الرسالة إلّي قدام حضرتك في الفون هي دي؛ قصي كان بعتها لي قبل ما يقابله "

نظرَ القاضي إلى الهاتف في يدهِ قارئًا الصورة التي تشمل رسالةً نصية مِن خالد .. يُكتب فيها :

" قصي يا إبني، أنا عرفت غلطي .. أنا توبت خلاص، بلاش تهور و تضيع مستقبلي و مستقبلك، ممكن تقابلني نتكلم، و لو مقتنعتش تروح تعترف عادي مش همنعك ! "

همهمَ القاضي محملقًا في خالد بريبةٍ، في حين تابعت بَلقيس بتنهيدةٍ حزينة :

" مكنش مطمن و عاطي الأمان لِـ الأستاذ خالد بالشكل الكافي، بس أنا إلّي قولتله إعطيه فرصة .. و لما راح يقابله بعد تفكير منه؛ كان حاطط التليفون بتاعه في جيب الجاكت بحيث إن الكاميرا تصور إلّي بيحصل، و أنا كنت على تواصل و شايفه كل حاجة و بسجل إلّي أنا شيفاه .. و إتضح إن الأستاذ خالد إستدعى قُصي عشان يقتله مش أكتر ! "

عصابة المشاغبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن