#اقتباس٢
ابتسمت بسعادة بعدما التهمت عينيها آخر كلماته التي أرسلها لها على تطبيق الواتس آب مخبرًا إياها بأنه في طريقه إليها، نظرت إلى زمن الرسالة فوجدتها منذ عشر دقائق فتيقنت من أن موعد وصوله قد اقترب، تأملت ذاك الفستان الضيق الذي سترتديه أمامه للمرة الأولى ثم اقتربت من المرأة وصففت خصلات شعرها التي ستطلقها أمامه للمرة الأولى، تلمست أحمر الشفاة الذي تضعه بخجل ثم هرولت إلى شرفة المنزل واقفة خلف الستائر تنتظر قدومه.بعد دقائق قليلة من الانتظار اتسعت عينيها بفرحة أنستها طرف الستار الذي تقبض عليه بكفها حينما رأته أمامها ومن سوء حظها أن جاء ذلك التيار القوي الذي سحب الستارة بعيدًا عنها كاشفًا عن جسدها خلفه فشهقت بصدمة قبل أن تتدارك ما حدث وتهرول إلى الداخل وقلبها يتمنى ألا يكون قد لمح طيفها أحد.
اقتربت من باب المنزل بعدما استمعت إلى رنينه الذي من المؤكد أن يكون هو صاحبه ووقفت خلفه وهي تفتحه بهدوء دون أن تكشف عن جسدها للطارق خشية ألا يكون هو
ابتسمت بخجل وهي تشير إلى غرفة الجلوس بعدما ولج وأغلق الباب خلفه فدخل دون أن يلفظ بكلمة سوى تلك النظرة الغاضبة التي لو كانت تقتل لقتلتها في الحال
دخلت خلفه بتوتر واستعجاب من نظرته تلك، جلست على المقعد القريب منه وانتظرت أن ينطق بكلمة ولكنه ظل صامتًا لا ينبعث منه سوى ذلك الغضب الذي ماج في عينيه حتى كاد أن يغرقها دون رحمة، بعدما يئست منه همست برقة تخصه بها وحده
- مالك؟
تنهد بقوة وصوت أنفاسه بدأ يرتفع بعلو ملحوظ فهتفت بقلق
- مبتتكلمش ليه يا هاشم؟-عشان لو اتكلمت كلامي هيزعلك جامد
صعقت من تلك النبرة الجليدية التي يخاطبها بها للمرة الأولى فسألته بتوتر وعقلها يشرد بكل المواقف التي جمعتهما معًا في الأيام السابقة عله يصل إلى ما يغضبه وعندما لم تصل إلى ما يريحها كررت سؤالها بتوتر
- في إيه بجد؟في هذه اللحظة التفت إليها صائحًا بغضب لم يستطع التحكم به أكثر من ذلك
- يعني مش عارفة في إيه.. تبقى مصيبة لو بجد مش شايفة نفسك عملتِ حاجةشعرت بالدموع تصطف في عينيها وتتهيأ للهروب من مآقيها نعيًا لكرامتها بسبب ثورته تلك ولم تكد تمر عدة ثواني حتى تساقطت الواحدة تلو الأخرى وعقلها يتوصل إلى أن سبب غضبه هو ارتدائها لهذا الفستان الضيق وإطلاق شعرها أمامه، حاولت أن تعلم ما الخطأ فيما فعلته! فقد عقدا قرانهما منذ أسابيع ولم تجد سببًا يمنعها من الجلوس أمامه هكذا، وكيف لأبيها أن يتركها تجلس هكذا إن كانت ترتكب شيئًا محرمًا، بل وشقيقاتها من قبل كن يرتدين ملابس مشابهة ولم يكن أبيها يعترض أبدًا، شعرت بالقلق يسري في عروقها وعقلها يتوصل إلى أنه من أولئك الذين يحرمون ما أحل الله من كثرة تشددهم، أولئك الذين جعلوا ما يسره الله معسرًا على قلوبهم فباتت حياتهم كالجحيم بسبب عقولهم ملصقين ما يعانون منه لأحكام الدين التي هي بريئة من أفكارهم المقيدة برباط الجهل.
انتفضت واقفة دون سابق إنذار وهي تهمس باختناق
- ثواني هقوم ألبسعقد حاجبيه بغضب أكثر من ذي قبل معتقدًا أنها لم تعير غضبه اهتمام هسألها بحدة حاول ألا يظهرها تمسكًا بقوله صلى الله عليه وسلم "رفقًا بالقوارير" ولكن لم يفلح في ذلك وهو يتذكر فعلتها فخرج صوته غاضبًا أثار الرعب بقلبها وهو يصيح بعنف
- هتلبسي ليه- مش متضايق بسبب لبسي
همست باجابتها والدموع تتسلل من عينيها فألمه قلبه وزفر بضيق من نفسه ومنها قبل أن يستغفر عدة مرات هاتفًا بحدة
-اقعدىجلست بخوف وهي تشعر بأن الشخص الذي أمامها بعيد كل البعد عن ذاك الذي عشقه قلبها لهدوء نبرته والتزامه ولكن كيف للمرء أن يتحكم بغضبه وهو يشعر بنيران الغيرة تنهش بقلبه كالجحيم؟!
-إما أنتِ عارفة إن أنا هتضايق بسبب لبسك بتقفي كدا ليه في البلكونة؟ سيبك من إن أنا اللي هتضايق غضب ربنا مش فارق معاكِ؟ إزاي تقفي كدا أنتِ اتجننتي؟
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول فهم ما يشير إليه وسرعان ما وضعت كفها علر فمها كي لا ينظر إليها وهي تبكي وهمست بضيق بعدما توصلت إلى سوء الفهم بينهما وأدركت سبب غضبه الحقيقى
- أنا مكانش قصدي والله.. عمري ما وقفت كدا كنت ماسكة الستارة والهوا طيرها من ايدي والله غصب عنيتنهد بضيق وهو يشعر بأن دموعها تتساقط كالجمار المشتعلة على قلبه فهتف بأمر وهو مازال يشعر بالضيق منها رغم شفقته عليها
- طيب متبكيشوكأنه أمرها بخلاف ذلك فأجحشت في البكاء رغمًا عنها فمرر كفه على وجهه بكدر طالبًا العون من الله هامسًا يناجي ربه بصوت لم يخرج من حنجرته ولكنه وصل إليها بوضوح
- يارب#زهرة_الهاشمي
#الفصل_الأول_غدًا_إن_شاء_الله
منتظرة رأيكوا في الاقتباس
#سمية_رشاد