#زهرة_الهاشمي
الفصل الثالث عشراستمرت في بكائها ولم تتوقف سوى بعدما شعرت به يطوق جميع بدنها بذراعيه بينما أحد كفيه يربت على ظهرها بحنو بالغ، انتفضت بصدمة من فعلته فشعر بها ليحمحم بهدوء قبل أن يبتعد عنها متمهلًا لينشد بصوته الشجي الذي تدفق منه الحنان إحدى الأناشد التي كان قد استمع إليها قديمًا فعلقت بذهنه
- ما كنت أعرِف كيف يبكي الياسَمين
حتى رأيتكِ في بكائكِ تغرقين
ما جفَّ دمعك في عيوني لحظةً
وأنينكِ المجروح علمني الأنين
لما بكيتِ صغيرتي علمتني
ما خبأته الأرضُ من وجع السنين
أبنيتي سيطل من أوجاعنا
فجر نقي الروح وضّاء مبينتنهدت بقوة وشعور غريب يعتريها لم تستطع تفسيره، أهو خجلًا منه ومما فعل أم حزنًا لقسوته عليها بسبب فعلتها التي لم تكن لتتعمدها أبدًا، أم تأثرّا بصوته الذي كان أول من طرق على باب فؤادها ليستوطنه بعدها باحتلال لا رجعة فيه.
نظر إليها بأعين لامعة ليقول بصوت هامس
- أنتِ عارفة إن أكتر حاجة بتوجعني هي دموع القوارير... فما بالك بقا لو كانت دموع الأميرة بتاعتي، ليكِ إنك تتخيلي الشعور اللي أنا حاسس بيه دلوقتي.لم تقدر سوى على استدعاء الصمت ليقف حاجزًا بينهما بهذا الموقف ليردف بعتاب خفي
- أنا بعتذر على الطريقة لكن مش بعتذر عن الكلام اللي قلته، لأن كل ما بفتكر إن حد ممكن يكون شافك وأنتِ كدا بتعصب أكتر.وأخيرًا نحت الصمت جانبًا لتقول باندفاع
- بس أنا مكانش قصدي وربنا سبحانه وتعالى أكرم من إنه يحاسبني على ذنب متعمدتش أعمله
- تمام بس ربنا قال لنا بردوا إننا نحترس ونفكر قبل ما نعمل أي حاجة.- إن شاء الله مش هتتكرر تاني.
صمتت قليلًا لتتابع بعدها
وأكيد مش هتتكرر تاني عشان ربنا مش عشانك.ابتسم بخفة حينما استشعر طفولتها التي أخبرته بأنها مازالت غاضبة منه ليقول
- ماشي يا ستي اللي يرضي ربنا سبحانه وتعالى أكيد هيرضيني وإنك متعمليش حاجة عشان رضاه مش عشاني دي حاجة تفرحني مش تزعلني.أومأت بعناد وهي تشعر بأنها مازالت بحاجة للقصاص منه لتتمتم بخفوت جعله لم يتبين ما تقول
- قال جاي عشان يصالحني يقوم ينكد عليا من قبل ما يوصل، دا أنت رهيب.
عقد حاجبيه بعدم فهم لما تقول ليسألها بمرح
- بتبرطمي تقولي إيه؟- مفيش
رفع أحد حاجبيه لها بعدم تصديق لتبتسم بخفوت جعله ينصدم من رد فعلها وتحول مزاجها الغريب ذاك.
- على فكرة أبي ودى تليفوني عند البشمهندس اللي في أول الشارع وقاله إنه هيتصلح على بكرة إن شاء الله
نظر إليها باهتمام لما تقول لتوميء مؤكدة لكلامها فحمد ربه سرًا عازمًا على شراء هاتف جديد لها حينما يتيسر له الأمر.