#زهرة_الهاشمي
الفصل الثامن "بلاء"
بشعور لم يراوده من قبل دلف إلى غرفته بعدما طمئن والدته بقدومه، لا يعلم كيف له أن يصف ما يشعر به الآن، لم يكن يعتقد أبدًا أنه سيكون بهذه السعادة والراحة، كلما ذهبت عن عقله أعادته ابتسامتها وصوت ضحكتها الذي ارتفع اليوم إلى هذه الحالة التي تسيطر على قلبه، يشعر بها أزهرت روحه وأعادته إلى شبابه مرة أخرى بعدما ظنَّ أنه شاب عشريني بقلب عجوز أرهقته نوائب الحياة.اتسعت شفتيه بابتسامة وهو يطالع اسمها المدون على هاتفه، نظر إلى رقم هاتفها بحماس وكأنه عثر على كنز من كنوز الزمان، دون تفكير أجبره قلبه على الضغط فوق الزر المخصص للاتصال ويطفو على ذاكرته ذاك الحوار الذي دار بينهم حينما طلب منها رقم هاتفها، ارتفعت ضحكاته وهو يتذكر كيف سحب هاتفها من يدها بغفلة منها ودونّ عليه رقمه مسجلًا ذاته ب" حبيبي وزوجي الغالي أبو ميمونة"
تذكر كيف عقدت حاجبيها باندهاش تسأله عن ماهية ميمونة تلك فأجابها بمرح أنها ابنتهم إن شاء الرحمن
شعور بالسعادة غمر قلبه وهو يراها تهتف باستنكار لتخفي تخضب وجنتيها
- لأ مفيش الكلام دا ملقتش في الاسماء كلها إلا ميمونة
- وماله ميمونة دا اسم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
- وأنت يعني سايب أسماء زوجات النبي كلهم ومعجبكش إلا الاسم دا لأ مليش دعوة مش موافقةرفع حاجبيه حينها معترضًا بمرح على رفضها ليقول بضيق مصطنع
- يعني مش عاجبك زوقي في اختيار الأسماءشعرت بالذنب يراودها من ضيقه ذاك فقالت بتردد
-خلاص وقتها إن شاء الله نبقى نفكر
ابتسم بهدوء قائلًا برفق
- طيب عايزة تغيري الاسم غيريه بس ثواني هرن عليا عشان أحفظ الرقملم تمر ثواني سوى وصدح صوت هاتفه يرج في الغرفة فدون شيئًا ما وعلى شفتيه ابتسامة
أرادت أن تعلم بماذا سجل رقم هاتفها فقالت باندفاع
- سميتني ايه؟- تتوقعي ايه؟
-الشيخ منتصر
قالتها بمرح وهي تتذكر ذاك اليوم الذي سقطت به حقيبتها منها فارتفعت ضحكاته قائلًا
- ياااه دا أنتِ قلبك أسود
ابتسمت بحرج دون أن تضيف شيء فأردف نافيًا
- عمومًا مسمتكيش بالشيخ منتصر ولا حاجة، وقتها كنتِ أجنبية عني لكن دلوقتي بقيتي أقرب لي من قلبي.تخضبت وجنتيها بقوة جعلته يشعر بلذة في قلبه لم تراوده من قبل، شعور عجيب احتل قلبه منذ اللحظة الأولى التي وقع بها على قسيمة الزواج، ذاك الشعور الذي يبدأ ببذرة صغيرة نمطرها فوق سطح قلوبنا ثم تأتي المواقف لتنبت هذه البذرة حتى تتزايد وتصبح شجرة عملاقة يصعب اقتلاعها.
فاق من شروده بذاك الموقف على صوتها الذي صدح في أذنيه ليعلم من نبرتها المرتفعة قليلًا أنها تجيبه منذ زمن كان غارقًا بها فيه.
- زهرة
بصوت أجش هتف اسمها ليعلمها أنه انتبه إليها فسألت الأخرى بتوتر ورقة
- معندكش شبكة ولا إيه
- لأ كنت سرحان فيكِ