الفصل الخامس عشر والأخير "نهاية سعيدة"

3.4K 186 45
                                    

انتهينا في الفصل اللي فات عن طلب هاشم بتعجيل موعد الزفاف والاستعدادات اللي كانوا بيعملوا في تجهيز البيت  ويونس كان بيحاول يصالح خديجة بس رفضت

زهرة_الهاشمي
الفصل الخامس عشر والأخير
تنظر حولها بتيهٍ كبير، لا تصدق ما هي عليه الآن، لو كان أخبرها أحدهم  قبل عدة أشهر أن زفافها سيكون اليوم على من كانت تناجي ربها سرًا وتبكي له كي  يخلصها من حبه المحال تتويجه بميثاق غليظ لما كانت صدقته أبدًا، كل شيء حولها يدعو إلى تصديق ما تعايشه، الإضائة المعلقة على منزل أبيها من أعلاه لأسفله، تلك الزغاريد  والأناشيد التي تملأ بيتهم، بل رائحة أكلات الأفراح المميزة التي تفوح من كل النواحي وأصوات الفرحة التي تأتيها من كل جانب يجبرونها على التصديق، تلك المرأة تجلس أمامها لترسم لمساتها على وجهها وفستان الزفاف الذي ترتديه يقسمون لها أن اليوم ستزف إليه، هاشم قلبها ومالكه.

انتفض قلبها بشعور لم يمر عليه من قبل، شعور اجتاح فؤادها البكر للمرة الأولى وهي تنظر إلى والدها الذي قدم إليها من بعيد وبرفقته هاشم، ذاك الذي دلف لأخذها دون سابق إنذار كما قلبه الذي احتل فؤادها احتلالاً، أو ربما أنذر أحدهم بقدومة ولكن تلك الموجة الغريبة التي تبتلعها أجبرتها على عدم الاستماع.

لا تعلم لما ارتعش كفاها هكذا حين رأته وأيقنت أنها النهاية لليلتها في منزل أبيها، ترقرقت عيناها بالدموع حينما اقترب منها والدها وها هي تكاد أن تنفجر بكاءً وتظل برفقته بعد ذلك العناق القوي الذي أقحمها بداخله عنوة، ألم يكفيها ما كانت تفكر به حتى يأتي والدها ويدعس بقدميه على آخر مقاومتها للبكاء الذي يسحبها بعنف؟! وآهٍ من دموع والدتها التي أغرقت عيناها لتخبرها بما امتنعت من البوح به، بل إخوتها اللاتي تشكلت على ملامحهن الكآبة واحتل الإحمرار وجوههن وكأنهن يقفن بعزائها، حقًا لم تكن تعلم أن الخروج من مملكة الوالد صعب، بل شاق لهذه الطريقة التي تكاد تطغى على فرحتها بهاشم.

فاقت من ما تشعر به على وقوفها أمام عتبة البيت ولا تدري كيف وصلت إلى هنا وعقلها الأحمق لا يتذكر سوى هفوات بسيطة لعناق ومباركة أشخاص لا تتذكر ماهيتهم.

ترددت قليلًا قبل أن تخط الدرجة الأولى فشعرت بمن يضغط على كفها برفق لتلتفت أخيرًا إليه بعدما كان قد اعتقد أنها تناولت أي من العقاقير التي تذهب العقل من فرط تشتت ذهنها، أقحم عيناها بعناق عنيف مع عينيه التي أوصلتها لأقصى درجات الاطمئنان بل وجعلتها تستعيد بعضًا من حماسها الذي كانت قد دفعته بعيدًا عنها، شعرت به يريد أن يتحدث إليها بشيء ليذهب عقلها أنه من المؤكد يريد أن يسألها عما أصابها إلا أنه أذهلها للمرة التي لا تعلم عددها  بفرط تفهمه وهو يردد بخفوت
- لو احتاجتي تيجي هنا كل يوم أنا معنديش اعتراض كوني متطمنة جنبي مش عايزك تفكري في أي حاجة تضايقك، مش هخليكي تحسي إنك بعدتي عنهم أصلا، اتطمني

 نوفيلا زهرة الهاشمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن