الفصل الرابع عشر مشاكسة

3.6K 183 40
                                    

عدنا ♥️

#زهرة_الهاشمي
الفصل الرابع عشر " مشاكسة"

دلفت إلى الغرفة التي ينتظرها بها على استحياء، تشعر بالخجل الشديد منه وخاصة حينما ارتفعت أنظارها إليه لتقع عليه وهي تراه يبتسم إليها بمكرٍ لم تعهده عليه، جلست بهدوء وعيناها تعقد معاهدة عناق مع سجادة بيتهم بنِّية اللون، ظلت هكذا بضع ثواني بانتظار إقدامه على فعل ما يرفع عنها خجلها كعادته معها ولم يُخِب ظنها وهي تشعر به يهمس بخفوت بعدما التقط كفها برفق
- أما آن للزهرة أن ترفع الستار عن خجلها وتجود على قلبىَ المسكين بنثرات هواها؟!

ارتعش كفها بين أنامله ليضغط عليه برفق ليطمئنها ويظل ممسكًا به كي تعتاد على اقترابه دائمًا، حاولت نزع كفها من بين يديه إلا أن قلبه الذي بات مكبلًا بأغلال عشقها رفض بقوة مصدرًا فرمانًا قويًا لجميع جوارحه بألا تسمح لما يبعده عن من يلتقط أنفاسه من رحيق حبها.

ظلت تلتفت يمينًا ويسارًا وكأنها تطلب العون من أحدهم ولكن لم يجدي ذلك نفعًا معه، فهو يشعر أن هناك حاجزًا يشيده خجلها ويزيد هو من ارتفاعه كلما لم يعطي للأمر بالًا هو الآخر وهذا الشيء لم يعد ممكنًا بعد الآن، فزواجهما قد اقترب موعده بل هو عزم على تعجيله عن ما كانا قد اتفق عليه لشعوره الدائم بالاشتياق إليها  وإلى أحاديثها وابتسامتها وكل ما يخصها خاصة في الآونة الأخيرة.

استمع إلى صوت أبيها يقترب من الغرفة فترك يدها احترامًا له مما جعلها تبتعد عنه قليلًا فرمقها بتوعد ومكر جديدان عليه جعلا وجنتيها تحمران خجلًا.

دلف أبيها إلى الغرفة وجلس بجواره بعدما ألقى السلام ثم سأله باهتمام
- إيه الموضوع المهم اللي كنت عايز تكلمني فيه يا هاشم

اتسعت ابتسامته قبل أن يجيبه بصوت اتشح ببعض الحياء
- كنت بفكر نقدم ميعاد الفرح لآخر الشهر لو معندكوش مانع طبعًا

شعر الشيخ منتصر بالصدمة في ذاته، فهو لم يكن يتوقع أن هاشم من سيطلب هذا الأمر، بل كان يعتقد أنه سيماطل في الموعد المحدد حتى تشفى جراحه كاملة ولكن طلبه هذا قد أيقظ تعجبه،

لم يبدِ إليه ما شعر به لكنه هتف بمرح وهو يشير إلى زهرة التي فتحت عينيها على وسعهما
- أنا معنديش مشكلة، بس بص كدا

نظر هاشم إلى زهرة التي كان قد أخبرها سابقًا برغبته هذه إلا أنه يعلم أنها اعتقدته يمزح ليغازلها فقط وبالفعل تيقن من ذلك بعدما رأى وجهه الذي جعله يكبح ضحكاته بجميع قوته.

ابتسم الشيخ منتصر على ما يرى أمامه من تلك الحالة المريحة التي تسيطر على ابنته وزوجها ثم نهض بعدما قال بمرح
- يلا شوف شغلك بقا أنا عن نفسي مفيش مشكلة زهرة دلوقتي هي صاحبة القرار

أومأ هاشم إليه وبعدما تيقن من خروجه رفع يده ليمررها بمرح أمام وجهها وقبل أن يرتفع صوتها اعتراضًا كما ظهر على محياها وجميع جوارحها المتأهبة للاعتراض وجدت صوته يرتفع بإحدى الآيات التي يتميز صوته بقراءتها فغرقت بكلمات الآية وصوته التي أسرها أكثر من قبل وكأنه يتعمد ذلك هذه المرة لينتهي من الآيات بعد دقيقتان فعقدت حاجبيها بانزعاج لصمته مما جعله يقول بنبرة صادقة أشعرتها بما يشعر به تجاهها
- علمت أن عزيزكِ الفياض قد هامَ بما كان يجود به لساني من تلاوات، بل بات قلبك الحبيب يشتاق لسماع مجرد صوتي ليطمئن، فكيف له الآن أن يعترض على محاولة قلبيَ العاشق للاقتراب منه بعدما أنهكته ذئاب الإشتياق، ألا ترغبين بأن تكون روحك هذه بجواري دائما كما قلبك الذي بات لا يفارقني؟

 نوفيلا زهرة الهاشمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن