إمرأة من خيوط الجزء العاشر تصالح للمصالح

2.1K 23 0
                                    


 مقدمة :

من الطبيعي أن تتجمع قطعان الضباع على رائحة الدم المنتشرة من أي فريسة جريحة .

ومن الطبيعي أن تتسابق الضباع وتتنافس في طرق النهش من جسد الفريسة بلا رحمة وبكامل الوحشية .

في الجزء العاشر من رواية إمرأة من خيوط نبدأ بالتعرف على صنف من الناس الذين تم استخدامهم كأدوات لاستغلال الجرح السوري ؛ وعن طريقهم سنبدأ بالتعرف على فنون المتاجرة بالمفاهيم المقدسة بدءا من الوطنية وليس انتهاءا بالإنسانية .

إمرأة من خيوط ، الجزء العاشر ، تصالح للمصالح .

باكراً إستيقظ عقبة ويوسف الذي تعمّد أن يدعو عقبة لشرب القهوة في مكان قريب من محلات دوراق بيه ، لكي يتسنى له مراقبته نهارا ، ويستكمل خطته في إقناع عقبة بأن يساعده في سرقته بأسرع وقت ، قبل أن تنضج خطته في السفر مع ديمة كما كان يدبر ، وكان كلما دخلت مجموعة زبائن إلى محلات دوراق بيه ، ينبّه عقبة إلى أن دوراق بيه ومهما كان حجم ما سيسرقونه منه ، لن يتأثر ، لأن لديه أرباحاً يومية هائلة ، وإن خسر جزءا منها فهو قادر على تعويضه بسهولة ، لكن هذا الجزء الصغير بالنسبة إليه قد يغيّر حياتهم إلى الأبد بشكل أفضل بكثير مما يتخيّلونه . لكنّ عقبة لم يكن ليتفاعل مع مقترحات إبن عمّه كما يجب ، لأنه يشعر بأن خطته قد اقتربت من نهايتها لكشف علاقة شذى ودوراق بيه ، وهو الأمر الذي كان قد سيطر على عقله كليّا ، بل وغلب على سلوكه الذي بدا وكأنه يُسخّره ، لتنظيف الطريق أمام شذى كي تكشف له بثقة وطمأنينة عن أعمق أسرارها ، وهذا أيضا ما لم يخفيه عن يوسف ، إنما احتفظ لنفسه بالتفاصيل المهمة . لهذا كان موضوع السفر بالنسبة إليه شيئا ثانويا ، بل ثانوي جدا ، لأن خطته كانت تقضي بتغليب الاحتمال الأكبر وهو العودة إلى سوريا بعد قتل شذى ودوراق بيه إن تمكّن من الإمساك بهما بالجرم المشهود . ولهذا لم تكن صورته في عين شذى تهمّه كثيرا ، لأنه ينوي تطيير رأسها كله حين تحين الساعة . وعندها فإن آخر بلاد يفكّر بالذهاب إليها هي البلاد التي تحكمها القوانين ، ولن يجد - كما كان يفكّر - أفضل من بلاد تعمّها الفوضى والخراب بسبب الحروب ، وبالتالي ستكون سوريا أنسب بلد يعود إليها ، وإن كان يخشى أن ينكشف أمره لأي سبب ، فبإمكانه الذهاب إلى العراق حيث لن يعرفه أحد فيها أبدا . وعلى هامش ما كان يفكر فيه ، كان موضوع تأمين المال شيئا ثانويا جدا . لقد استهتر بتغطية مصاريف هروبه وقال في نفسه ، إذا قتلتهن وعملت اللي براسي . ما عاد يهم لو برجع مشي ، وما رح احتاج حدا . !!

أما شرود يوسف فقد كان في مكانٍ مختلف تماما ، حيث يقارن عقله بين شذى وديمة ، ويقول في نفسه : يمكن الله بدو يعوّضني عن شذى بديمة ، فليش لحتى ظل حاطط شذى براسي ؟ أنا أصلا وصلت للي بدّي ياه وذقت الشهد من كعب الجرّة ، شو بعد بدّي أكتر من هيك ؟ مو خلص عاد لازم اقتنع باللي ربنا قسملي ياه ، واكتفي ؟ ثم يتذكّر ضحكات شذى وغنجها معه ، فيقول : لا لا شو إرضى وما إرضى ؟ هيي أصلا بدها ياني أكتر ما أنا بدي ياها ! بعدين لما تكون معي ومصحصحة وضحكتها معبية وجها وهيي تحتي أطيب وأحلى وأشهى وألذ بألف مرّة . قال بلاها . لك شو أنا أجدب لإتركها لهالحمار اللي جنبي ؟ بعدين شو يعني بطني بيوجعني إن كملت على شذى وديمة مع بعض ؟ ما رح يضرني ، ثم يتنهّد راضيا عن استنتاجه لهذا القرار ويقول بصوت عالي : توكلنا على الله .

رواية إمرأة من خيوط  🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن