إمرأة من خيوط الجزء11 تحت خط القهر

2K 15 2
                                    


مقدّمة : 

 كثيرا ما كنّا نظنّ أن كلّ شيء له ضدّ واحد في هذه الحياة يمكنه إضعافه أو حتّ إبطال مفعوله . ، فالأبيض يقابله الأسود ، والخير يقابله الشر ، والضجيج يقابله السكون ، وإلى ما هنالك من تضادّات . حتّى تعرّفنا على القهر الذي يلزمه اجتماع كوكبة ٍ من المضادات حتى ننتصر عليه ، لتضعفه فقط . كالصبر والحكمة والذكاء والجلادة والتحمّل والرؤية التي تنسجها جميعا في خدمة ما هو أهم : الإرادة .! لأن الإرادة وحدها هي المركب القادر على حملنا من شاطىء إلى شاطىء مختلف كليّا . لنغيّر فيه حياتنا بشكلٍ ما كنّا حتى لنتخيّله أو نتوقعه ، و الإرادة هي التي تشكّل الفارق الجوهري بين إنسانٍ يستسلم للقهر ، ويُذعنُ له ، وإنسانٍ يحتوي القهر ويبحث عن ألف طريقة كي لا يسمح له بهزيمته ، حتى لو اضطر إلى كسر القواعد المألوفة ، لأن المقهور هو أكثر من يعلم أن معظم القواعد والعادات والقيم التي تحكم حياتنا ، ما هي إلا أدوات يتم استخدامها بشدة ، لقهرنا واستعبادنا ، وإن كان ذلك يتم بنسب مختلفة . وهو أيضا من يعلم أهمية تحطيم كل تلك الأدوات القهرية كي يتحرر ويستعيد حياته أو ما تبقى منها على الأقل .

في الجزء الحادي عر من رواية إمرأة من خيوط ، وتحت عنوان تحت خط القهر . تلتقي شذى في صالة الانتظار مع علياء وسلوى لتحكي كلا منهما قصتها التي وصلت بسببها إلى أن تجتمع مع صاحبات الحظوظ العائرة في تلك الصالة ، وذلك اليوم ، وتلك الساعة التي دخلت فها شذى للمكان الذي سيساهم في تغيير المزيد من حياتها للأبد .

إمرأة من خيوط ، الجزء الحادي عشر ، تحت خطّ القهر

جلست شذى بخجل أمام طاولة السيدة مروة مديرة المكتب الخاصة لرئيسة الجمعية ، وكانت تنظر حولها إلى الفخامة في ديكورات الصالة ، والتي لم يسبق لها وأن شاهدت مثلها ، وبدأت تُنَقِّلُ نظرها بالنسوة الجالسات في محيط الصالة ، وجميعهنّ ينظرنَ لها بفضول منذ لحظة دخولها ، لقد كُنَّ يظنونها مدعومة جدا ، أو معها توصية ثقيلة نظرا لاهتمام مديرة المكتب بها ، والتي سألتها إن كانت تودُّ شرب شيء ما ، فشكرتها شذى على حياء ، وتابعت تجولُ بنظراتها في المكان المُبهِر والجالسات فيه .

قالت مروة مديرة المكتب : قبل ما حضرتك تتفضّلي كنت عمإسمع قصص الصبايا ، لحتى نشوف كيف ممكن نساعدهم أو نوثّق اللي صار معهم ، لحتى ما يضيع حقهم بالمستقبل ، وهذا جزء من شغلنا ، فإنتي كمان إن حبيتي فيكي تحكي قصتك ! لكنّ شذى تذكّرت توصية ديمة ورجاء لها بأن تستمع دون أن تتحدث ، فأجابت : لا لا أنا جاي بغير شغلة ، وناطرة خالتي عند الأستاذة جوّا لتخلّص ، و ما عندي قصة خاصة ، متلي متل كل هالناس اللي هربوا من الحرب والقصف والخراب . لكن ما رح إزعجكن ، وإذا بدك بستنى بغير مكان منشان تاخذوا راحتكن ، فضحكت مروة مديرة المكتب وقالت ، لا بالعكس ، أصلا كل وحدة عمتحكي قصتها ، لحتى كل العالم يسمعها ، وكلنا منتعلّم ومنستفيد من تجارب بعض كمان ، فخليكي ، اسمعي معنا وشوفي شو في حكايات ببلدنا مخباية جوات حكايات ، وكل وحدة أغرب من التاني ! . فأومأت شذى لها بالموافقة وعدّلت جلستها ، بينما توجّهت مديرة المكتب إلى إحدى النساء ، وقالت : إي ست علياء ، بما إنك يدوب كنتي مبلشي بقصتك ، فيا ريت تعيديها من الأول لحتى ضيفتنا كمان تعرف حكايتك من الأوّل وتتابع معنا للآخر .

رواية إمرأة من خيوط  🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن