رواية إمرأة من خيوط الجزء 13
من ذاكرة اللذّة
كثيرا ما نستعين بالجزء الجميل من ذاكرتنا ، لتزين لنا واقعنا الموجع ، لأننا نحتاج غالبا للأمل ، والأمل قد نصنعه من وحي طموحاتنا ، وقد نصوغه من تجاربنا الماضية التي أثبتت لنا أن كل شيء حتى لو كان مرّا ، يمكن للزمن أن يمنحه طعما حلوا وشهيّا ، بشرط أن نكون قد انتصرنا فيه بنهاية المطاف .
في الجزء الثالث عشر من رواية إمرأة من خيوط سنرى كيف تكاتف الحرمان مع القهر مع الطموح ليستحضروا ذاكرةً مخبأة لتصبح عونا في لحظة حاجة لها . ليكون ذلك دليل جديد على أن الخير موجود في قلب الشرّ والشر موجود في قلب الخير دوما . مع تمنياتي بقراءة ممتعة .
من ذاكرة اللذة :
لم يكن صعبا على ديمة وشذى ملاحظة السّخط والامتعاض على ملامح عُقبة ويوسف اللذان كانا بانتظارهما في منزل المزرعة ، ومع أن يوسف حاول تهريبَ ابتسامة ترحيب نحو ديمة ، كي يوحي لها أنّه خارج دائرة الغضب التي قد يشعلها عُقبة ، نظراً لأنّ زوجته خرجت دون إذنه ، إلّا أنّ الفتاتان كانتا تنفّذان ما اتفقتا عليه في التاكسي ، وولجتا بسرعة نحو الداخل ، لتبديل ملابسهما والاغتسال .
قالَ يوسف لعقبة ، لَك شو باك ؟ هيك رح تمررلها القصة بدون ولا كلمة عتب ؟ بكرى بتتعود تكسر كلمتك وبتعملك طرطور وبتصير تفوت وتطلع بدون شورك . فردّ عقبة متذمّرا : مو شفت كيف ما عطونا فرصة ، وبسرعة تسلحَبو لجوّا ، بعدين بدّك ياني إفتح مشكلة قِدّام الضيفة ؟ مو إنت قلت إنك رح تتمشى معها وتبعدو عنا وساعتها أنا بشوف شغلي مع شذى وبربّي فيها كلاب الشّوارع ؟ فردّ يوسف وهو ينفّخ ويفرك كفيّه : طيب ، هلق منشوف ، مع إن هالقصة عازّي عندي أكتر منك حسبما أنا شايف ، بس منستنى لنعرف شو رح يطلع مع جنابك .
كانت شذى قد اغتسلت أولاً وغيّرت ملابسها تماما وجلست في غرفة النّوم تنتظر خروج ديمة من الحمّام ، لأنها لم تجرؤ على الخروج وحدها بعد أن لمحت نظرات الغضب في عينيّ عقبة . لقد ساورتها نفسها بأنّ أيّ خطأ قد يحدث اليوم قد يُبعد عنها فرصة التقرّب من ديمة ، واستغلال الفرصة التي عرضتها عليها بتغيير حياتها نحو الأفضل ، ثم قالت لنفسها : ما دامت هيي قالتلي خلّي عقبة عليي ، معناها خليها هيي تشوفو بالأوّل . ليش لحتّى زيد الطّين بلّة ؟! . وعندما دخلت ديمة وهي تفرك شعرها بمنشفة جديدة اشترتها في جولة اليوم ، لمست نظرات القلق على وجه شذى ، فابتسمت وهي تقترب منها وسألتها : إنتي لما تنامي مع عقبة ، بتطلعي بعيونو أو بتنامو عالعتمة ؟ فاستغربت شذى من سؤال ديمة وقالت : إسّا أنا بشو وإنتي بشو ؟ مو شفتيه شلون عميغلي غلي من زعلو ليش طلعنا بدون مَ خبرو ؟ ، فردّت ديمة : ما عليكي منّو أنا هلأ رح إطلع زبطلك المود تبعو . بس عمإسألك لأعرف رتبلك قصة تسوسحو فيكي لحتى يقبل تعملي دورة معنا ، وتغيبي عنه أسبوع يا هبلة . ! فقالت شذى : يعني هالسوسحة ما بتزبط إلا لما تعرفي إذا كنت بتطلّع بعيونو أو لأ ؟ فردّت ديمة : إي .. هيك شي ! فضحكت شذى وقالت ، أحيانا إذا كنّا نايمين على ضو أو بالنهار ، ممكن تجي عيني بعينو ، بس أنا بكسر عيني فورا ، ما بعرف ليش ، يمكن لإني بخجل من هالقصة . فضحكت ديمة وقالت ، إي شو عمتصلّوا التراويح مع بعضكن وإنتي خجلتي يشوفك بالزلط قدامو ؟ زوج وزوجتو ونايمين مع بعض متلما بيعملو من كذا سنة .! فعلى شو الخجل يا بعدي .؟ فقالت شذى ، وليش مستغربة ؟ يمكن ما في مرى بتحط عيونها بعيون زوجها بهيك شغلة ! وكل إم بتوصي بنتها إنو أوعك تعملي هالقصة لإن بيعتبرها زوجها وقاحة . تنهدت ديمة وجلست عل الكرسي وقالت . لإنن ما بيعرفو شي ، اسمعيني مليح ومو وقت شرح هلّأ ، رح إطلع بس جهّز حالي وإحكي مع عقبة بطريقتي ، لكن ما رح إفتح موضوع الدورات لحتى تخلصي اللي عليكي ، أنا عليي أعطيكن وقت لحالكن ساعتين ، بتمشى أنا ويوسف فيهن بالمزرعة ، لإن نص تعصيبة زوجك لإن من أوّل مَ جينا أنا ويوسف قعدنا عندكن ما قدر يلمسك ، فيمكن بيكون محقون مسكين ، وضحكت ، لهيك أنا ببعتلك ياه وإنتي نفّْسيه على كيفك ، بس بطريقتي مو بطريقتك ، فسألت شذى ؟ يعني كيف طريقتك ؟ . فتابعت ديمة : إي شو صارلنا ساعة عمنحكي ؟ بتخلي الضو شاعل ، وبتطلعي بعيونو . وكل ما حاول يزيح نظرو عنّك بتمسكيه وبتشديه ناحيتك وبتطلّعي بعيونو . . شو ما عمل لازم تلحقي عيونو بعيونك ، وبتذبليلو ياهن ، وبتغمريه آهات وتنهيدات لحتى يشتعل ، و لا تخلّيه يرتاح منك ، اهلكيه . حسسيه انو انتي ما عمتشبعي منو . وبنفس الوقت إنو ما عميقدر يِكفيكِي ، لحتى اذا خلّص قبلك ، وأكيييييد رح يصير هيك ، يكون محتار كيف يرضيكي ، هون عاد إنتي لا تهتمي ، كملي معو ودلليه وبينيلو انو متعتك بهالقصة مو كثير مهمة حاليا ، وقوليلو معليش حبيبي بعدين بتعوضني . خليه يطلع مكركب ، ومحتار ومهووس بنفس الوقت . وأنا بكمل عنك الباقي بالسهرة وبحكي معه بموضوع الدّورات . فقالت شذى : لكن أنا قلتلك إنوعلاقتنا عمتبرد بالفترة الأخيرة ، وإنو هيك هيك هوي عارف حالو ما عاد متل أول معي . فقاطعتها ديمة : حتى لو يا فهمانة . طنشي ولا تحسسيه إنك فهمانة شي . اعملي حالك إنو الشوق قاتلك . و ساوي متلما قلتلك وخليه يحس إنو مو كافيكي وإنك مع هيك قبلانة فيه . شو بس نحنا المطلوب منا نقبل الرجال بعجرهن وبجرهن ، و بفقرهن وتعتيرهن وما نحكي ؟ كمان لازم نحسسهن إنو فاتورة اللي نحنا مستحميلنو معهن عمتكبر . لحتى لو يفكر يقولك كاني ماني . بيكفي تلمحيلو تلميح للفاتورة وهوي رح يفهم كل الليستة لحالو ويسكت عنك . لهيك اعملي متلما عمقولك . ولا تنسي انو الحياة الجديدة والدورات رح تعمل منك وحدة تانية ، إذا مو متل رجاء رح تكوني أحسن من وضع مروة عالأقل . يعني الشغلة حرزانة تشغلي مخك وفهمك وجسمك وأنوثتك كلن مع بعض كرمالهن . بقى شو قلتي ؟ ردت شذى مبتسمة وفي مخيلتها طيف صورتها مكان مروة تستمع إلى مشكلات النساء اللواتي يشبهنها حتى اليوم . وقالت : قلت موافقة . ورح أعمل جهدي لأسلب مخو لا تحملي هم . أصلا أنا بعرف دواه . ونظرت نحو ديمة بمكر المقتدرة الواثقة . فربتت ديمة على كتف شذى وقالت . بعرفك قد هناكي وقد عزاكي ولما تحطي شي ببالك رح تحققيه لإنك من جواتك إمرأة متمردة وذكية . وما بيقصك شي لتكوني متلما بدك وأحسن كمان .. تابعت ديمة تغيير ملابسها و تجهيز هيئتها استعدادا للخروج ، بينما انشغلت شذى بتجهيز نفسها لاختطاف ساعة متعة مع عقبة ، بحيث لا ينساها أبدا . ومع أن لمحات من ذكرى موقعة الشيّخ اقتحمت مخيلتها ، لتحلّ محلها ذاكرةٌ من المشاعر التي تركها في داخلها الجنّي العاشق ، إلا أنها فضلت تبديدهما والتركيز في صورتها وهي تجلس على مكتب مروة ، مرتدية بدلة رسمية ، وتحمل قلما تسجل فيه ملاحظات .. ابتسمت لأنها سَهت عن أن تتخيل شكل الدفتر الذي يجب أن تكتب عليه وكل ما جادت به مخيلتها هو دفترها المدرسي الأول . فضحكت من نفسها وقالت مواسية حالها : إي ما حدا خلق معلم .. بكرى معي معي .. بتعلم .
أنت تقرأ
رواية إمرأة من خيوط 🔞
Genç Kız Edebiyatıقد تشعر أنك أمام رواية أيروتيكية مثيرة ، فيها استغراق بالتوصيف وتنوّع بالمشاهد الساخنة كما لم تألفه من قبل في رواية عربية ، لكنك وبعد خطوات ستدرك أن كل ذلك الشبق الذي يتقافز بين سطور الرواية ما هو إلأا أسافين يتم غرسها بعناية في المسكوت عنه من سل...