المقدمة :
قليلون من يصدّقون أن التوحّش صفة بشرية متأصّلة ، لا ترتبط بظروف الحرب دائما ، لكنّ الحروب ربما تكشف بوضوح ما كانَ خافيا عن الأنظار . في الجزء التاسع من رواية إمرأة من خيوط تكمل ديمة قصتها مع القهر الذي تمكّنت من تطويعه بذكائها ، لكنّها لم تعي ذاتها إلّا وكانت قد غرقت بمستنقعاته .
الجزء التاسع / آلام ملونة
قالت شذى ضاحكةً بينما كانت تضع صينية القهوة التي قامت بتجديدها للتو : عقبة ويوسف بسابع نومة وشخيرهن موصل لآخر المزرعة يمكن . فجاوبتها ديمة : إي أغلب الرجال حياتن هيك ، ما عندن شي يحكوه بالليل إلا إذا كانت عندن مشكلة لازم يفكروا فيها . لإن عقل الزلمي بيشتغل بس لقدام ، ونادرا ما تلاقي رجّال بيحب يسهر مع الذكريات ، عطول حابسين حالن بأحلام المستقبل ، بينما النسوان بالعكس ، بيشتغل مخهن بكل الإتجاهات ، والليل عندن أنسب وقت للحنية للماضي وأيامن اللي كانت حلوة ويمكن بيحسوها ما عاد تنعاد ، ومع هيك بتلاقي زاوية تدحش فيها خطة للمستقبل أو حتى تفكر بمشكلة عايشتها هلأ ، وكلّو بنفس الوقت .
فردّت شذى : فعلا هيك ، بتعرفي أنا أحيانا بعتبر حالي مجنونة لإني بفكر بأكتر من شغلة سوا ، بشلش حالي بحالي ، بس بحس إنو كلن ضروري فكر فيهن ، يمكن من كثرة المصايب أو من زحمة الأحلام يا حسرتي عليها . فابتسمت ديمة وهي تلمّس على شعر شذى وقالت ، إنتي الصح ، لا مجنونة ولا شي ، وحتى لو ما كان عندك ولا مشكلة رح تظلي تحلمي بالأحسن ، هيك الله خلق المرأة ، بتفكر وبتخطط وبتعرف ألف طريقة لتوصل لأهدافها ، زمان كان العالم كلو مليان مَلِكات ، بلقيس ملكة سبأ ، وكيليوباترا ملكة مصر ، وزنوبيا ملكة تدمر ، وجوليا دومنا ملكة روما ، وكانت الناس عايشة أحسن من زمن حكم الرجال ، واليوم شوفي الناس لوين عمتحلم توصل ؟ أستراليا ونيوزلندة وسويسرة والنرويج وألمانيا وبريطانيا و النمسا وكلها دول حاكمتها نساء . ورجالنا ، اللي عاملين علينا رجال طبعا ، بيحلموا يروحوا يجلو صحون هنيك ، المهم يلاقوا مدعس رجل لإلهن بالبلاد اللي حاكمتها نسوان . ومع إنو عنا الزمن عميتغيّر ، ورح يظل يتغيّر ، لكن خلينا نداوي الحاضر بالحاضر ، ونحكي على قدنا ، يعني المهم إنو الوحدة ِمنّا تسعى تكون ملكة ، حتى لو على قدها ، لإن هذا مكاننا الطبيعي ، وغير هيك ما لازم تقبل . ملكة بشغلها الخاص أو ببيتها ، وين بتقدر ، المهم تسعى تبني مملكتها وما تسمح لمخلوق يخربلا أحلاما شو مكان ومينما كان . وما تنسي إنك خلقتي لتكوني ملكة ، ومو عبدة لحدا ، وإذا كان في خطأ بالتاريخ ، نحنا لازم نصححو كل وحدة من أرضا ومن مكانها .
كانت شذى تنظر مذهولة إلى ديمة وهي تنصت لها باهتمام ، وخطر لها أن تسألها فقالت : وإنتي كيف بتعرفي كل هالحكي ؟ ، مع إنك تزوجتي صغيرة ، يعني ما كملتي تعليمك ؟ فضحكت ديمة وقالت ، من عاشر القوم يا حبيبتي ، من الناس ، ومن التلفزيون ، وبعدين حديث اللجوء والدول هو الحديث الدائم للسوريين ، الله وكيلك صاروا حتى يقارنوا الفرق بحق كيلو البندورة بين الدول قبل ما يقرروا لوين يروحو يقدموا على لجوء . وضحكت وهي تنتبه إلى أن شذى التي لم تفهم جيدا ما قصدته ديمة ، قد بادلتها بابتسامة بسيطة بينما كان فكرها يشرد بعيدا وهي ترتشف من فنجان قهوتها . قبل أن تقول لها ، ليكي أنا مخي على قدي ، كلمتين بعد بتشربك ، خليني باللي بفهم فيه ، كمليلي قصتك لإني ما رح نام لإسمعها كلها إذا ما عندك مانع .فقالت ديمة ، والله ما بدّي إنزعلك مراقك ! ، خليكي هيك شايفي الحياة حلوة وملونة ومأحلاها وبلالك هالنكد بهالليل . فقالت شذى ، لا بالعكس ، أنا شايفي النتيجة قدامي بنت صبية متل القمر، ومرتاحة وعندا من حالا ويمكن كل البنات بيتمنو يكونوا مثلها ، فشو مَحَكيتي أنا عارفي إنو كلّو راح ومضى ، وما رح إزعل ، بس حابي أعرف من بعد ما وافقتي على طلب حماتك إنو سلفك يدخل عليكي وهني راحوا عالساحل .شو عاد صار ؟؟ قالت ديمة وهي تعدّل جلستها ، اللي صار إنّو صار كل شي . وضحكت بسخرية وتابعت : زاد دلال حماتي لإلي لدرجة إني كنت حس حالي متل اللعبة بين إيديها ، ولما سافروا عمي وزوجي وسلفي الصغير عرفت إنو إجا الموعد وكنت متوقعة بعقلي الصغير إنو لازم تجهزني وتحممني وتزينني وتزبطني لحتى تكون الدخلة فاتحة شهية متل أي عروس وكان كل عقلي كمان إنو شو رح تحليني وإنو رح تفطرني مشكّل ملوّن متل فطور العرايس اللي جابولنا ياه بيوم الصباحية بعد عرسي . هذا كان كل همّي ، لكن بعد المغرب ، مرت عمّي نادتلي وقالتلي : يالله حبيبتي ، يالله يا نور عيوني ، إجا الوقت اللي توصيلنا فيه على ولد يملى علينا وعليكن حياتنا . فوتي على غرفتك ولا تلبسي شي غير قميص نوم ، وتمددي بتختك واتركي باب الغرفة مفتوح ، يعني لا تقفليه بس . وما تخافي رح يدخل عليكي بسرعة ويطلع بسرعة وفورا بتخلص كل القصة . فسألتها : وأنا شو أعمل : فضحكت مرت عمي وقالت : لا تخافي ما رح تحتاجي تشلحيه البنطلون ولا شي . فعرفت انها قصدها عن اللي عملتو مع زوجي ليلة دخلتنا . وانو بعدها مو ناسية اللئيمة . بعدين قالتلي انتي بس تمددي بسريرك واتركي حالك واذا كنتي خجلانة فيكي تغطي عيونك بمنشفة او بالمخدة . وأنا بعرف إن القصة صعبة عليكي بس مو أهون من إنّو تطّلقي أو تقعدي كل عمرك بلا ولاد والناس تعيرك . ؟ وأنا بوقتها ما كانت فارقة معي كل هالحكي بصراحة . كان بالي مشغول انو في أكل طيب أو مافي . وضحكت وأضافت ، لإن محسوبتك ومن هيي وصغيري بتحب كِرشا كتييير . ومتلما قلتلك ما كنت خايفة لإني كنت متخيلي كل الرجال متل جوزي يعني وإنو القصة متل حكة الأصبع ، و حتى ما فيها نخزة . رحت على غرفتي متل البنت اللي رايحة تلعب غمّيضة ، تركت الباب مفتوح بس مطبوق طبق ، وشلحت كل شي تحت قميص النوم تبع البيت ، وتمددت بسريري ، وغطّيت عيوني بمشفة الإيدين الصغيرة ، وصرت إستنى . وإستنى ، وأفكار تاخدني وأفكار تجيبني ، وصرت لوم حالي ليش ما طلبت من حماتي سكاكر أو أصابع مصاص ملوّنة ، وقلت لحالي ، المرّة الجاي لازم أطلب منها ، وما استحي ، مو هيي بدها ياني أعمل اللي بدها ياه ، كمان هيي لازم تعمل اللي بدّي ياه وحتى تجيبلي لعبة بسرير كمان ، ويكون شعرا طويل . ! وهيييك سرحت بأفكاري لغاية ما عدت حسيت إلا وأنا غفيانة مع لعبتي إلّي تخيلتها وصرت لاعبها بالمنام ، وغيرلا تيابا ، وحممها ، و مشّطلا شعراتها ، وحتى غنّيلها ، وفجأة صحيت على إيدين عمتلمسني ، وما استرجيت إتطلّع ، لإني فورا تذكرت شو اللي عمبيصير ، خفت وصار قلبي يدق ، مع إني ما كنت عاملة حساب أصلا لكل القصة ، بس ما عرفت ليش خفت ، وصار كل تركيزي مع الإيدين اللي تحت ، بالأول كانوا يلمّسوا عليي ، وبعدين فتحولي رجليي وبعدوهن عن بعض ، وأنا كنت مرتخية عالآخر من الرعبة ، مو لإنو وصتني حماتي إني إرخي حالي ! ، وصرت حسّ بصوت نَفَس رجّال مخنوق ، يمكن لإنو كان ملثم ، بس ما شفتو ، بس هوي طوّل وهوي عميلمّسني ، بعدين حط كفوفو تحت ركبي ورفعهن لفوق ، وحسيتو دخل بيناتهن ، وقال بسم الله ، وفجأة صرت حس بشي تخين وحامي عميدق على بابي ، استغربت ، وركزت معو ، وهوي متل كإنو عميتمرمغ على بابي يمين ويسار ولفوق ولتحت ، وأنا صرت حب هذا الشعور ، بس مو مسترجيي حتى خلّيه يسمع مني النّفَس ، وبعدها ، وأنا يدوووب كنت عمإستمتع مع لعبتو ، متل كإنو غرز سكين جواتي وبكل قوة وعنف ، أنا صرخت من الوجع لإن ما كان فيني إتحمّل ، وانرعبت وبدّي أعرف شو اللي عمبيصير تحت ، حاولت إتجلّس لكن كان نام عليي بكل وزنو وأنا موجوعة وحاسة إنو وراكي تملّخت ، وهوي فايت طالع بس أنا عمإنوجع وإصرخ ، حط إيدو على تمّي وبالإيد التاني مسكلي إيدي وحشرها تحتي وكبسني بوزنو . رجع بدل إيديه ، حط الإيد التاني على تمّي ، ومسكلي إيدي التاني بإيدو وثبتها على جنبي ، وكمّل ضغط وسحب وكبس ، وأنا متت من رعبتي ، وما عاد قدرت إتنفس وصار الوجع فوق طاقتي ، لغاية محسيت إنو في شي انفجر جواتي تقولي حنفية حليب سخن ، وهوي صار يرجف فوقي ، بس ظلّو مكمل تدخيل وتطليع ، لحتى ارتخى عالآخر ، وأنا بطلت أعرف فكّر ، مرعوبة على موجوعة على مستغربة . على أفكر انو وراكي تكسّرت وخطرلي إني ما عاد رح إقدر إمشي بعدها ، وصرت بدّي إبكي ، لكن بلحظة هوي فلتني وسحب حالو وطلع برا كل الغرفة . وأنا مجرد ما قام عني لويت حالي على حالي متل الولد ببطن إمّو ودموعي سبقتني وصوتي عبّى الدنيا وأنا عمإبكي من وجعي ، ومديت إيدي لتحت لإلمس مكان مو حاسي بشي حامي عميسيل على فخاذي . لاقيت ايدي تعبّت دم ، دم حقيقي ، جنّيت بزيادة وعلي صوتي أكثر وارتعبت أكتر وأكتر ، لكن مرت عمّي متل العادة من وين نبقتلي ما عرفت ، وما حسيت فيها غير وهيي فوق راسي عمتلمّس عليي وتقوللي طولي بالك ، وما في شي يا حبيبتي ، هذا طبيعي ، وعادي ومن هالكلام ، وأنا رميت راسي على حضنها وهاتي يا بكا ونواح وعويل ، وما حسيت إلا وأنا غفيانة على حضنها ، ما بعرف كم ساعة . بس طولما أنا غفيانة الوجع ما فارقني لحظة . ولما صحيت لاقيت حماتي نايمة جنبي وفي يمكن شي خمس أو ست بشاكير على جنب مجمّعين على شقفة ، تقولي مغطّسين بالدم تغطيس ، وفي بين رجليي كمان بشكير ملفوف عليي متل ما بيلفو الحفوظة على الولد أول ميخلق ، باختصار كنت غرقاني بدمّي ومو عرفاني عن شي ولا قادرة إفهم شي ، ولما صحيت حماتي لمّا حست عليي ، ضمتني وبوّستني ، وباركتلي ونفخت براسي وحسستني إنو أنا أنقذت شرف العيلة لإني اتحملت اللي صار وحملت هالسر ورح ظل حاملتو كل العمر ، وأنا سألتها إنو ليش هيك صار ، وليس أنا انوجعت هالقد ، قالتلي معليش حبيبتي ، لا تسألي ، يمكن لإنو الشغلة صارت على عجلة وكان بدها تحضير أكتر . وانو الحق عليها ما عملت هالحساب . لكن قالتلي انها من الصبح بعتت ورا داية من غير حارة لحتى تجي تكشف عليي وتعطيني دوا يخفف عني الوجع او يقطع النزيف . وطبعا من غير حارة لازم تكون الداية لحتى السر ما ينكشف ، لإنو داية الحارة احتمال تكون عارفي إنو زوجي مسافر مع أبوه وأخوه فممكن تسأل عاللي صار . حاصلو ، إجت الداية من حارتين تلاتة بعد حارتنا وكشفت عليي وقالت لحماتي ، إي شو هالدب هذا عريسها اللي عامل فيها هيك ؟ البنت متل الّلهيونة ( تقصد الهليون ) ، وبعدها طرية بدها حنيّة يا بنت الناس ، قالتلا مرت عمّي معليش الحق على أبوه ما علّمو ، بس إنتي شوفيلنا حل ، وعيرينا سكوتك وكل شي بثوابو من عند ربّ العالمين ، وبآجارو متلما بدك وأحسن منّا . وهيك الداية بلشت تطلسني مراهم و وتغيري شقف مي سخنة وتحشيني بشغلات ما عرفت شو هيي لحتى وقف النزيف بعد شي ساعتين ، وقالت إنها عاملتني وكإني نَفَسة مولّدة ، وإنو انشالله نظفت ، وما عاد في أي خوف عليي ، بس ما عاد لازم عريسي يقرّب عليي لإسبوع عالأقل ، أو عشر تيام ، ولحتى هيي تجي تكشف عليي من جديد .
أنت تقرأ
رواية إمرأة من خيوط 🔞
Chick-Litقد تشعر أنك أمام رواية أيروتيكية مثيرة ، فيها استغراق بالتوصيف وتنوّع بالمشاهد الساخنة كما لم تألفه من قبل في رواية عربية ، لكنك وبعد خطوات ستدرك أن كل ذلك الشبق الذي يتقافز بين سطور الرواية ما هو إلأا أسافين يتم غرسها بعناية في المسكوت عنه من سل...