مقدّمة الجزء الأول من رواية إمرأة من خيوط : الشّيطان ملاذا :
على هامش الحرب هناك ضحايا لا يموتون بالسلاح وقد لا تموت أجسادهم أيضا . حتى أن أحدا قد لا يلاحظ موتهم . وعلى هامش الحرب . تنتشر صنوف شتى من الجرائم حتى بين البسطاء أنفسهم . فنرى الضحية قد أصبحت جلادا بطريقة او بأخرى .. وضحايا كانوا فرائس ودفعوا أثمانا بشكل متكرر . شذى وعقبة كانا من بين الملايين الذين قطعوا الحدود شمالا بطريقة محفوفة بالمخاطر بحثا عن حياة جديدة وآمنة . لكن المستقبل لم يكن واضح المعالم بالنسبة إليهما . في الجزء الأول من رواية إمرأة من خيوط . تمتد نحوهما أول يد للمساعدة من غريب . وبنفس الوقت تمتد نحوهما أول طعنة غادرة من قريب . لتنطلق أحداث الرواية المليئة بالغرابة والتوحش و الطيبة أيضا . إلا أن القاسم المشترك بينها جميعا هو أنها حدثت في واقع لا منطقي نتج عن آثار للحرب والخراب . مع أن الغالبية ينكرون حدوثها
رواية إمرأة من خيوط . الجزء الأول : الشّيطان ملاذا : كان عقبة قد جاء من ريف حلب لاجئا قد خسر عائلته وبيته الذي كان يأويه ، ومثله مثل كثير من السوريين قطع الحدود إلى تركيا بالثياب التي يلبسها ، ولم يكن معه سوى زوجته الجميلة و مبلغا صغيرا من المال لا يكاد يكفيه أسبوعا للحياة في بلد كبير مثل تركيا . وهكذا كان مرعوبا من المستقبل ويحاول أن يبحث عن شخص يتكلم العربية كي يدلّه على طريقة يتمكن فيها من ايجاد مسكن مناسب ، وعمل يغطي من خلاله مصاريف مستقبله المجهول مع زوجته . لم يكن عقبة يريد أن يسكن المخيم مع زوجته لأنه لم يكن يحب الانتظار ، بقدر ما كان يرغب بالبحث عن فرصة تُغّير مستقبله مثلما حدث مع ابن عمه الذي جاء إلى تركيا منذ عام ونصف في حال يرثى له ، لكنه اليوم بأحسن حال حسبما أخبره باتصالهم الأخير وهو يحاول اقناعه بالقدوم إلى تركيا ، و وعده بانتظاره وأخبره أن عليه الاتصال به فور دخوله لتركيا . لكن عقبة يحاول الاتصال بابن عمه يوسف و هاتف يوسف مغلق لهذا شعر عقبة أن عليه البحث عن حل وحده ريثما يفتح يوسف هاتفه . دخل عقبة وزوجته احدى المطاعم كي يتناولا أرخص وجبة تساعدهم على الصمود ، لأنهما لم يأكلا شيئا منذ يومين ، وقد بدا عليهما التعب والقلق والخوف أيضا . وقد لاحظ ذلك رجلٌ جالس على طاولة صغيرة في مدخل المطعم . وكان يتحدث عربية ضعيفة لكنه كان قادرا مثل معظم سكان جنوب تركيا على فهم اللغة العربية والتعبير عن ما يريد قوله . . لهذا ركز هذا الرجل نظراته على الزوجين التائهين وهما يأكلان وجبة صغيرة بشراهة كبيرة ، الأمر الذي كان واضحا عليهما جيدا . وعندما قام عقبة بطلب الماء قال له شغيل المطعم أنّ كل قنينة ماء صغيرة بليرة واحدة .( بير ليرة) . فطلب عقبة كأسا كي يشرب من الحنفية . لكن شغيل المطعم قال له أنها غير صالحة للشرب وعقبة لم يفهم عليه وأصر على طلب كأس فارغ وهو يشير الى الكأس على الرف . عند هذه اللحظة تدخل ( دوراق بيه) الرجل التركي الذي كان جالسا عند الباب يراقب ما يحدث بفضول واهتمام ، وقام من مكانه ليفتح باب البراد ، وتناول قنينتين من الماء وناولهما لعقبة وقال له هذا اكرام . إكرام أي هدية . فشكره عقبة واعطى واحدة لزوجته التي لفها الخجل عندما لاحظت نظرة دوراق بيه إلى وجهها اثناء قوله عبارة . هذه إكرام . سأل دوراق بيه عقبة عن حالهم وأين ينوون التوجه ؟ فحكى عقبة له كل القصة وكيف انه يبحث عن مكان يسكنه وعمل يعيش منه لأنه يخشى ان ابن عمه قد حدث معه عارضٌ كبير، او حادث يمنعه من فتح جواله وخصوصا ان ثقته بابن عمه كبيرة جدا . فعرض دوراق بيه على عقبة أن يسكن في مزرعته مع زوجته . ويعملا فيها ، وخصوصا ان المزرعة فيها بيت من غرفتين مجهزتين بالكامل . وقال له تهتمان بالاشجار والحيوانات مقابل سكنكما وسأعطيكما المؤونة اللازمة لحياتكما لمدة اسبوع بلا مقابل فإن ظهر ابن عمك يمكنك الذهاب اليه وان لم يظهر يمكننا ان نتفق على العمل بعد ان تكونوا قد تعرفتم على اجواء المزرعة . تردد عقبة في قبول العرض وزوجته قالت له : خلينا نصبر واشارت له بما يعني انها خائفة من الرجل ، فهم لا يعرفونه ويخافون ان يكون واحدا من عصابات الخطف او تجارة الاعضاء التي سمعوا عنها كثيرا . لكن دوراق بيه لاحظ اشارة الزوجة وفهم الرسالة وعرف انهم لم يطمئنو له ، فقال لهم ان هذا حقهم أن يقلقوا من الغرباء لكنه أشار لعربته ومحله الكبير بجانب المطعم وقال لهم : أنا شخص معروفٌ هنا ويمكنكم ان تسألوا الجميع عني . وبكل حال ان لم تطمئنوا فبإمكاني التحدث لأجلكم مع جمعية تنشط لأجل مساعدة اللاجئين حتى تؤمّن لكم مسكنا هذه الفترة . وقام برفع هاتفه والاتصال ، ومع انه فتح الانترفون إلّا انّ عقبة وزوجته ( شذى ) لا يفهمون حرفا مما يقول باللغة التركية لكنهم فهموا انه جادّ فيما يفعل . فقالت شذى لعقبة انها تخاف ان ترسلهم الجمعية الى المخيمات فيعلقو فيها ولا يعود ممكنا لهم الخروج . فقال لها انهم لا يعرفون الرجل وليس امامهم خيار اخر سوى الجمعية فقالت شذى على العكس ، فهذا الرجل قد يكون فرصتهم وان الله ارسله لهم لمساعدتهم وهو رجلٌ معروف كما يبدو ولديه أملاك ولن يغامر بكل ذلك لأجل أذيتنا . فقال عقبة أن عليهم زيارته في المحل حتى يتأكدوا أنه فعلا صاحب المحل ولا يكذب عليهم . كان دوراق بيه يلتقط من كلماتهم ما يكفي ليفهم من أي شيء يخافون ، فأنهى مكالمته الهاتفية وقال لهم : إنّ الجمعية جاهزة لتأمين غرفة مؤقتة لكم ليومين فإن اردتم اكثر سيكون عليكم الذهاب الى المخيم ، فهناك يهتمون بالجميع . فأجابوا بأنهم لا يريدون المخيم أبدا . فقال دوراق بيه أنه لم يبق إلا غرفة الجمعية ليومين أو عرضه في السكن بالمزرعة ، وقال لهم أنه بإمكانهم البقاء معه في المحل حتى ينهي عمله ، ومن ثم يأخذهما إلى المزرعة ليشاهداها ويقررا بعدها ، فإما يقبلان أو يأخذهما للجمعية . لقد بدد كلامه كل مخاوفهما فقبلا معه وذهبا معه للمحل ومن ثم للمزرعة التي أعجبتهم كثيرا . والسكن كان جيدا فَـقَبلا العرض . أعطى دوراق بيه مفاتيح البيت لعُقبة و قال له : في المطبخ تجد كل شيء ، شاي وقهوة و عصير وحتى طعام معلّب وناوله عدة سمونات من السيارة وقال له سأزوركم غدا لأطمئن عليكم ونذهب معا لتشتروا ما ينقصكم من مواد . أمضى عقبة وشذى ليلة سريعة حيث لم يشعروا إلا باستغراقهم بالنوم بعد أيام السفر بالتهريب ، المُتعبة جدا . وعندما استيقظا صباحا كان النهار قد انتصف تقريبا . وجاء دوراق بيه واخذهما للسوق واشتريا كل ما لزمهما وخصوصا الخبز، حيث اشتريا عشرة سمونات مرة واحدة . وقد تغامز عليهما كل من في المتجر فاوضح لهما دوراق بيه ان السمون يشترونه يوما بيوم ولا يتم تخزينه ، لكن شذى قالت : هيك أحسن لحتى ما نعذبك كل يوم . وجد دوراق بيه في كلامها أخلاقا عالية فقام بدفع ثمن كل الأغراض وقال لهم هذا إكرام أيضا . وهكذا استقر الزوجان بالمزرعة ومضت عشرة أيام قبل أن ينجح عقبة بالاتصال بهاتف ابن عمه يوسف الذي جاء بعد يومين لزيارتهما في المزرعة و لم يذكر لعقبة شيئا عن أنه قد يأخذهما لعنده . وشذى استغربت ، لكن عقبة قال أن عليهم الانتظار حتى يحضر ويعرفا ما الذي حصل معه . وعندما جاء يوسف رحبا به وجلسا طويلا أمامه ، ولم يفتح يوسف فمه بكلمة عن خطته لمساعدتهما ، فتشجعت شذى وسألته عن سبب عدم استقباله لهم وكيف سيساعدهم مستقبلا . فقال يوسف أنه مهما كانت مساعدته لهما فلن يوفر لهما الراحة الموجودة في المزرعة وان الله يحبهما لأنه أرسل لهما هذا الرجل ليعطيهما منزلا مستقلا وعملا . وانه كان يفكر أولا أنهما سيسكنان معه ، لكنه عندما رأي هذه الحالة غير رأيه ، لأن وضعهما في المزرعة أفضل بكثير مما سيكون عليه الأمر عنده . فقال عقبة ليوسف مازحا . أذكر أنك قلت لي أن أوضاعك فوق الريح والآن تقطع يدك وتشحذ عليها فضحكت شذى لأنها اعتبرت أن عقبة قد شفى غليلها من يوسف لأنها كانت تشعر أنه كان يخدعهم طوال الوقت بوعود لم تكن صحيحة . لكن يوسف طلب من عقبة أن يخرج معه لبتمشيا قليلا ، ويتحدثا بأمور تخص كلام الرجال حسبما قال لشذى عندما طلبت منهم أن يتحدثا أمامها . قال يوسف لعقبة أن الحياة بتركيا صعبة جدا وأنه وجد نفسه مشردا وعاجزا قبل أن يتعرف على المجموعة التي يعمل معها الآن وأن جواله كان مغلقا لأنه كان مُلاحقا . فسأله عقبة : مما كنت ملاحقا فقال له أنه يعمل مع عصابة لصوص وأنهم جميعا كانوا ملاحقين في تلك الفترة التي جاء بها عقبة وزوجته . وقال له أنه قد جمع مبلغا كبيرا من السرقة لكنه لا يقدر الاقتراب من حارته حتى يطمئن إلى انتهاء البحث عنه ، وأن احدا لا يسأل عنه في حيّه ، ثم قال لعقبة أنه إن سارت الأمور كما يجب فإنه يخطط للسفر نحو أوربا . فسأله عقبة : أنت تسرق لأنك تريد السفر لأوربا ؟ فقال له يوسف بل أريد السفر لأوربا لأن السرقة هناك أحسن والأوربيين أغنى من الأتراك وأريدك معي في هذا . فقال عقبة أنه لا يمكنه أن يغامر بذلك ، فقال له يوسف : مثلما كنا نسرق دكاكين بسوريا هون منسرق بيوت فما بدها خوف . فأجاب عقبة أنه يخاف على زوجته إن تم القبض عليه .فقال له عقبة : لا تخاف عليها ، هي قد هناها وقد عزاها وما رح يصيرلا شي ، واقترح أن يخطط مع عقبة لسرقة مالك المزرعة دوراق بيه مرة واحدة ، ومن ثم يغادرون كل تركيا فورا . فرفض عقبة ، لكن يوسف قال له أن الزلمي شبعان وما رح ينقص شي منو ، لكن رح تتغير حياتنا كلنا للأحسن، أنا وأنت وشذى ، لكن عقبة رفض مجددا ، فقال له يوسف فكر بالأمر ولا تعطي جواب حاليا وبكل الأحوال أنا رح ظل عندكن كم يوم لتهدا الأحوال عندي واتطمن إنو ما حدا عميدور عليي . فرحب به عقبة وطلب منه أن لا يظهر أمام دوراق بيه إن جاء لزيارتهم ، أو أن يقول أنه شقيق شذى جاء ليطمئن عليهم قبل سفره لأوربا ، لكن يوسف قال أنه يفضل ألّا يراه أبدا . بعد سهرة طويلة دخل عقبة وشذى للنوم في غرفتهما بينما نام يوسف في الصالة .. وقبل الفجر بقليل تسلل يوسف إلى غرفتهما حاملا بخاخا مخدرا من الذي يستخدمه اللصوص في تركيا ،وقام برش المخدر في جو الغرفة لتخدير عقبة وشذى عن بعد . وعندما تأكد أن صوت أنفاسهما قد هدأ دخل بكل ثقة الى غرفتهما وفتش أغراضهما فلم يجد معهما إلا بضع آلاف من الليرات السورية وبعض النقود التركية لا تصل الى خمسين ليرة . ومع أنه بحث جيدا لكنه لم يجد شيئا ثمينا إلا سلسلة ذهبية كانت تتدلى من رقبة شذى الغارقة بالنوم المضاعف تحت تأثير المخدر . فاقترب منها ليراها ، وأغوته نفسه وهو يرى لأول مرة جسد شذى الأنثوي مُتكَشّفا أمامه ، يضج بالشباب والحيوية ، فأخذ يتلمّسها بحذر ، حتى أنّه قبّلها في عدة مواضع . ومع أن رغبته اشتعلت في داخله لاغتصابها لكنه كان يخشى أن تشعربما فعله بعد ان تستيقظ ، فقرر تأجيل ذلك حتى اليوم التالي أو أي يوم يتأكد فيه من أن عقبة وشذى قد مارسا الجنس قبل النوم . عندها يكون من الصعب على شذى أن تميّز إن كان أحد آخر قد لمسها غير زوجها .في الليلة التالية تظاهر عقبة بأنه متعب بحجة أنه لم ينم جيدا في الليلة السابقة حتى أنّه لم يشاركهما العشاء وطلب منهما أن يتعشيا وحدهما لأنه يريد النوم . فقررا الدخول إلى غرفتهما كي لا يزعجانه ، بينما هو كان يستمع الى حديثهما ، ومن ثم غزلهما ، ومن ثم أنفاسهما الملتهبة التي ملأت المكان وهما يمارسان الجنس معا بشغف . حتى أن شذى قالت بصوت واضح انها تخشى أن يسمعهما يوسف فأجابها عقبة أن يوسف بسابع نومة لأنه تلفان عالآخر . كان عقبة يُصَعّب المهمة على يوسف الذي طال انتظاره خارج توقعاته ، فاستمرت جولات الزوجين العاشقين لأكثر من ساعتين فكّر خلالهما يوسف أكثر من مرة ، باقتحام الغرفة عليهما لشدّة ما كان مستثارا ومهتاجا بسبب ما يستمع اليه من آهاتِ وتنهداتِِ شذى التي علقت في رأسه ، ولم يعد يفكر بشيء في الكون ، إلا باللحظة التي يطحن فيها عظامها بين ذراعيه . وبعد طول انتظار كان صرير باب الحمام بمثابة بشرى ليوسف الذي تظاهر بالاستغراق بالنوم وحتى أن شخيره علا . بينما كان ينصت لضحكات شذى وعقبة وهما يغتسلان بهدوء ، وكأنهما يسترقان قطرات الماء دون ان يشعر أحد بهما . وبقي يوسف منصتا حتى اطمئن إلى استغراق شذى وعقبة بالنوم بعد ليلتهما الحمراء المشتعلة ، فسارع إلى التسلل لغرفتهما ورش المخدر في هواء الغرفة والانتظار قليلا قبل أن يقتحم مخدع الزوجين العاشقين مُغطيا أنفه بكمامة كي لا يستنشق بقايا المخدِّر في الهواء . تأكد من استغراقهما بالنوم . ثم كشف كامل الغطاء عنهما فوجد انهما ينامان متعانقان ومتشابكان . فقال لعقبة المستغرق في النوم : كل هذا وما شبعت يا إبن الحرام . هلأ دوري أنا إشبع من هالقمر . وانحنى عليهما يفرقهما ، وأَبعد جَسد شذى عن عقبة كليا ، ثم رشّ المُخدّر ثانية على وجه عقبة مباشرة . حتى يضمن أنه لن يفاجئه باستيقاظ مفاجئْ، و وقف فوق جسد شذى متأملا لمعانه تحت تفريعة الساتان البيضاء المُزركشة ، وانتفاخ شفاهها التي تفضح عُنف الشّبق الذي خاضته قبل ساعات قليلة بحثا عن الحب واللذة ، ولم يتردد لحظة واحدة في الانهمار على جسد شذى ، وأخذها بكل ما استطاع من قوة والتهامها اغتصابا ، مثل ذئبٍ جائعٍ لم يرى اللحم الأبيض منذ شهور . ورغم أنه كان يشعر بصعوبةٍ في ولوج ِ موطن عفتها كما كان مُتخيلا ، لكنّه لم يتراجع أبدا عن أخذ ما أراده كاملا ، إلى أن تأكد أنه وصل قعر بركانها الذي لم يكن قد خمد بعد ، أو ربما لم يكن قد اشتعل بعد بما يكفي ! ، لقد منحه ذلك لذّة مضاعفة حتى عن أقصى خيالاته مجونا وهذا ما جعله يبذل كل جهده رغم القلق والحذر ، وهو ذات السبب الذي جعله يشعر بارتواءٍ أجوفَ في داخله ، وغير مكتمل ، وثّاب نحو المزيد ، ولأنّ الوقت لم يسعفه ، استرخى كليا مثل طفلٍ أتعبه البكاء ، حتى أنه غفا على صدرها المتحفّز لبضعة دقائق قبل أن يتنبّه أن عليه إعادة كل شيء كما كان ، قبل أن تصحو شذى من تأثير المُخدّر . كان واضحا في الصباح أن شذى كانت بقمة نشوتها حتى أنها قالت لعقبة بخجل : أنها تشعر وكأنها كانت ليلتها الأولى ، وأن بداخلها شعورٌ بأنها لم تكتفي . فأجاب عقبة مُتفاخرا وهو يَضُمّها : لكان يا روحي ، لما تكون نفسية الرجّال مرتاحة بيطلع معو أكثر من لما يكون غرقان بالهموم . و وعدها بأن الليلة ستكون أكثر حماسة إن هي أرادت فأجابته بدلال . أكيد بِدي في هذه الأثناء كان يوسف لا يزالُ غارقا في نومه ، ولم يصحو حتى وقتٍ متأخر، لكنه سرعان ما شعر بالإثارة لمجرد أن قالت له شذى : صباح الخير لحظةَ خرج الى أرض المزرعة حيث كان عقبة وشذى يتشاركان جلسة شاي . شعر يوسف حينها أن شذى خُلِـقَت لأجله ، وأنه هو الأحق بها لأنه من حطّم طوق خاتمها عن جدارة لم تعرفها هي من قبل ، لكنها دون أدنى شك ، تشعر الآن بآثار ركام النشوة يغلي في أحشائها حتى دون أن تعلم السبب ، وأن المتعة التي شعر بها يوم أمس كانت تلبية لخيالاته المشتعلة ، والتي يجب أن يحولها إلى واقع يومي ، لكنه بدّد أفكاره ليشاركهما الجلسة ، متلذذا بعبير شذى الذي صار يَشُمّه بطريقةٍ مختلفةٍ كليا عن ما كان يحدث قبل أمس ، حيث لم يعد يشبع منه أبدا ، حتى أنّه بات شغوفا به . في هذه الليلة خطط عقبة وشذى أن يتظاهرا بأنهما هما من يريدان النوم مبكرا حتى يدفعا يوسف للنوم باكراً أيضا . وعندما سمع يوسف ذلك تظاهر بأنه مُتعب ، ربما بسبب تغيير الجو عليه ، من هواء المدينة المُلوث إلى هواءِ المزرعة النقي . فكان كلامه مريحا لهما فاستأذنا وذهبا للنوم ، توقعت شذى أن يوسف قد يتأخر حتى ينام ، وأنها تخشى أن يسمع أصواتهما وهما يتطارحان الغرام ! ، فضحك عقبة وهمس لها : أن المشكلة ليست في يوسف بل فيها هي لأنها من بين كل نسوان الأرض بيطلع صوتها صريخ على عويل على ضحك على ما بعرف إيش ! فضحكا معا بهمسٍ قاطعته شذى بقولها ، أن الفرس لا تصهل إلأا مع الخيّل الجدير بها . فاقترح عُقبة أن يتداعبا بصمت ، أطول فترة حتى يتأكدا من نومِ يوسف في الغرفة الثانية . لكن ذلك لم يمنع همسات العاشقين من التسلل نحو الأذن التي تتلصص خلف الباب وتحصي عليهما أنفاسهما العابِقة بالشهوة والإثارة . تعمّد يوسف التظاهر بالنوم مجددا ، عندما دخل عليه عقبة ليتأكد من استغراقه في النوم قبل أن ينطلق عائدا مثل فارس نحو شذى التي كانت تتلوى في فراشها الدافىء ، بثوب ساتان أسود مزين بالدانتيلا ، فاستقبلته مثل أرض متشققة تشتاق لفيض من الماء كي يروي عطشها ، حتى أنها كما توقعت، صهلت مثل فرس عندما اقتحمها عقبة بعنف معلنا بداية ليلة الشبق الجديدة . وشيئا فشيئا بدأت شذى تستجمع أحاسيسها هناك حيث يغرس عقبة راياته ، وتشعر أن هناك وديانا وهضابا لم يلمسها الغازي المعتاد حتى الآن . فالشعور مختلف كليا . حتى أنها تشعر بمتعة أقل مما توقعتها أو من التي أشعلت جسدها بالأمس . ومع أنها ركزت جيدا في تتبع أحاسيسها إلا أن شعورا بالخواء بدأ باقتحامها . لأن في أحشائها ثمة مواضع تغلي وتنادي بكل جوارحها دون أية استجابة من وليفها الذي لا تشكّ أبدا أنه يبذل قصارى جهده ، لكن دون أن ينجح في دفعها نحو منتصف ذروتها حتى !! فقالت لنفسها ربما هو متعب ولا يمكنه ان يخوض ليلتين بذات الكفاءة والقدرة . وقررت أن عليها مجاراته والتظاهر بالنشوة كي يشعر بالرضا عن نفسه ويُكمل حتى النهاية . فأخذت تسارع اللهاث وتتلوى تحته مثل حيّة في الشمس ، وتتغنج على مسامعه ولم تتردد ابدا في عضه على كتفه وهي تقول له متظاهرة بأنها في قمة استمتاعها ، بأنها ذكرى لهذه الليلة الملتهبة .وبعد عناق قصير غفا عقبة بسرعة بين أحضان شذى وشفتاه مرتخيتان على أرنبة نهدها ، بينما بقيت شذى سارحةً مع أفكارها تبحث عن سبب لهذا الفارق الهائل بين مضاجعتهما أمس ومضاجعة اليوم .وتسأل نفسها أين اختفى ذلك الشعور الذي اجتاحها ليلة البارحة ناشرا اللذة في كل خلية من خلايا جسدها المشتاق للإثارة في كل لحظة . غفت شذى وأفكارها تسافر بها تارة نحو التبرير وتارة نحو التساؤل لكن يقينها الوحيد أن جسدها كان يغلي في تلك الليلة مثل حمم بركان على وشك الانفجار . . .. هنا وبعد أن اطمأن يوسف لاستغراق الزوجين الهائمين بالعشق في النوم خطرت له فكرة جهنمية . فتسلل الى غرفتهما وقام برش مخدر اللصوص الذي أوشك على الانتهاء ، و سارع نحو مخدعهما ليرفع عنهما الغطاء ، وكان سعيدا جدا لأنه رأى عقبة متكتلا على نفسه ، بينما شذى تُعطيه ظهرها وتأخذ وضع الجنين ، وغارقة في النوم بعيدا عن عقبة . تأكد يوسف جيدا من تخديرهما وقام بزيادة الجرعة لكليهما ثم أشعل نورالغرفة ، و مدد شذى بطريقةٍ تبدو فيها وكأنها تداعب نفسها ، وأحضر جواله وبدأ بأخذ الصور لها ، ثم مقاطع فيديو قصيرة . وهو يُغيّر أوضاعها حتى تبدو وكأنها تمارس كل طقوس الجنس الفموي واليدوي ، مع شخصٍ لا يظهر في الصورة ، والى جانب زوجها المستغرق بالنوم خلال ذلك كان لا يترك فرصة لتقبيلها تفلت من شفتيه ، إلى أن بلغت اثارته حدا لم يعد يطيق تَحمُّله ، فجهّز جسدها لاستقباله ، و أخذ في تقبيله وشمه مثل فطيم لم يرى أمه منذ أيام ، ثم ولجها بعنف ، وأوغل كثيرا في عنفه قائلا في نفسه : يجب أن أمزق أحشائها حتى لا تنسى هذه الليلة ، وحتى تعرف أنه لا يمكن لأحد أن يُشبِعها سواي و استمر يَعصر بالأميرة الغافية بين يديه ويهصر جسدها بين ذراعيه ، وينشر بصماته في كل زاوية منها حتى شعر بأن جسدها أخذ يتفاعل معه بردود الفعل ، بعد أن تدفقت منه حمم الشوق ، وملأت بطنها وساقيها وبدأت تسيل على جوانبها ، فعلم أنها توشك على الاستيقاظ . فمسح جسدها بسرعة وحاول اعادتها كما كانت ورمى الغطاء على الزوجين النائمين وانسحب مسرعا وهو يلملم أشيائه ومسح جسدها مجددا ، ومسح جسده دون اغتسال ، وغمس نفسه في فِراشه واخذ يراجع ما تم تصويره على جواله ، بينما كانت السعادة تغمره لهذا الانجاز . في الصباح لم تبرح شذى فراشها أبدا مع أنها استيقظت مُنتشية مُنهكة . لكنها شعرت بأن بقايا لذة غريبة كانت تسري في جسدها كما أنها تحسست ألما واضحا أسفل بطنها و ما يشبه الرضوض الشهيّة التي تحتفظ بمذكرات النّشوة في أحشائها ، تدغدغها كلما تحركت . وكل هذا لم يكن بالامس حين خرّ عقبة نائما على ثديها ؟ لقد زادت التساؤلات في رأسها و كانت مذهولة مما تشعر فيه خصوصا أن جسدها الذي نام خاويا مشتعلا قد استيقظ متخما مرتويا ، بل و يطلب المزيد أيضا . لم تجد تفسيرا لذلك . مع أنها فكرت كثيرا وكان أول ما فعلته أنها تأكدت من أن الباب كان مُغلقا من الداخل كي تبدد شكوكا راودتها للحظات ، حول يوسف الذي لم تكن تعلم انه لص يَسهُل عليه فتح أي باب واغلاقه ، دون أن يترك أثرا خلفه . جلست في فراشها طويلا تُقلّب صفحات الانترنت وتبحث عن سببٍ لتأخّر الشعور باللذة ، و وجدت تعقيبات كثيرة تتحدث عن فجوة اللذة ، في حال عدم وجود تناغم بين الجسدين فأقنعت نفسها بأنّ ذلك قد يكون سبباً وجيهاً . لكن كل ذلك لم يكن كافيا لتبريرشعورها بنبضات لذيذة في جوفها لم تكن تعرفها أمس . لقد بذلت جهداً مضاعفاً لمعرفة سبب ذلك حتى وجدت تبريرا أن الرضوض الداخلية ، لا يمكن الشعور بها حتى يبرد الجسد ويستعيد استرخاءه . فقالت لنفسها . هذا هو ما حدث ليس أكثر . في المزرعة كان يوسف وعقبة يتمشيان عند الظهيرة ، فأعاد يوسف اقتراحه على عقبة بأن يقوما معا بسرقة دوراق بيه لكن عقبة أصر على موقفه ، بالرغم من مجادلات يوسف له . وفكر يوسف بتهديد عقبة بالصور التي أخذها لشذى ، لكنه تراجع وقال لنفسه أن الأمر يحتاج لمساتٍ إضافية . كي يكون فعالا . وعندما انشغل عقبة ببعض الأعمال ، وشذى كانت تُجهز غداءاً بسيطاً وهي تحت وطأة تساؤلاتها التي لا تنتهي . كان يوسف يصنع باستخدام برنامج مونتاج على جواله ، فيلما قصيرا وضع له عنوانا ( شاهدوا الزوج الديوث بسابع نومة وزوجته مع عشيقها بجانبه ) ثم مقطع آخر بعنوان (( تخون زوجها وهو نائم بجانبها ) وهكذا جهز عدة مقاطع ولم ينسى حتى تغيير ألوان الخلفية حتى لا يبدو المكان مشابها لغرفة النوم التي كانا فيها . ومع أن هذا يمكن كشفه عند أي محترف بالمونتاج لكن زوجاً غاضبا لن يتمكن من التدقيق بهذه التفاصيل أبدا ..شيء ما يحدث في مخيلة شذى التي تشعر وكأن العالم كله اختلف بالنسبة لها ولا تعرف لماذا .. مضت ثلاثة أيام حتى جاء دوراق بيه لزيارة العائلة ومعه أغراض وهدايا ، كما انه اصطحب عائلته لقضاء يوم في المزرعة . ولم يكن ممكنا إخفاء يوسف لأنه كان مع عقبة بجانب المدخل عندما وصلت سيارة دوراق بيه . مضى اليوم سعيدا بالنسبة للجميع حتى شذى التي كانت تتعافى من هواجسها يوما بعد يوم . وفي اليوم التالي قال يوسف لعقبة سائلا إن كان قد انتبه الى كمية الذهب في أيدي زوجة دوراق بيه وبناته ؟. وقال إن نصفها فقط يكفي لدفع تكاليف سفرهم معا الى أوربا والعيش بأمان . فكرر عقبة رفضه ، وعندما قال بأنه يخاف على زوجته من بعده ، قال له يوسف : من أي شيءٍ تخافُ عليها ؟. فقال عقبة إنها لن تعرف كيف تتدبر أمورها ، فأجابه يوسف أنه لا توجد إمرأة في الكون لا تعرف كيف تتدبر امورها ، وأنّ عليه أن لا يقلق من هذا الأمر ، فغضب عقبة لردِّ يوسف ، وقال له أنّ شذى ليست من هذا النوع أبدا . فقال يوسف : أنا لا أقول أن تزني أبدا ! . هناك الكثير من النساء اليوم يصورون أنفسهم ويبيعيون الصور دون أن يكشفوا وجوههم ، ودون أن يعرف أحد مَن هُم . وأحيانا يقومون بتصوير فيديوهات ويبيعونها للمواقع ب٥٠٠ دولار لكل فيديو ولا أحد يعرفهم . قال عقبة : مع ذلك فشذى ليست من هذا النوع . لكن يوسف ضحك وقال له أنه بكل الأحوال لن يحصل له مكروه أبدا وأنّ المسألة آمنة . لكن الفضول كان قد أخذ عقبة نحو حديث يوسف فسأله : هذه المواقع التي تتحدث عنها ، عليها بنات عرييات ؟ فأجابه يوسف : من كل الجنسيات . إن كنت ترغب أن تشاهد سأريك . لكن خلينا نبعد شوي عن البيت . كان يوسف قد أنشا لنفسه حساب مستخدم على إحدى هذه المواقع و قام بتحميل عشرات المقاطع في حسابه ، ودسّ بينها المقاطع التي أنشاها لشذى . لقد كان يعرفُ ما الذي يريد فعله . كان يريد تحطيم العلاقة بين عقبة وشذى الى الأبد ، فإما يُلزِم عقبة بأن يسرق معه منزل دوراق بيه ، أو يترك عقبة شذى فيأخذها يوسف وحده دون منازع .. فتح يوسف الموقع وفتح صفحة المستخدم المستعار التي جهزها سابقا على أول مقطع مصري ، وأعطى الهاتف لِعقبة كي يراه . وقال له إن بدك سوري أو سعودي أو لبناني أو اجنبي ، اكتب بالبحث بيطلعلك . وقال لعقبة أنه سيذهب قليلا للحمام ويعود . وتركه يُقلّب بين المقاطع وحده . وعندما عاد وجد شذى مع عقبة والهاتف مغلق بجانب عقبة ، فعلم أنه لم يرى ما أراد ، لكن عندما انصرفت شذى . سأله إن كان قد استمتع بالمشاهدة ؟ فقال له عقبة أن شذى حضرت بسرعة بعد ذهاب يوسف ، ولم يتمكن من مشاهدة مقطع كامل ، فأعاد يوسف فتح الموقع لكنه هذا المرة فتح له قائمة في منتصفها مقطع من مقاطع شذى . ناوله الجوال وتمدد الى جانبه على التراب ، وغطى عينيه بمنديل في وجه أشعة الشمس ، بينما عقبة كان يُقلّب المقاطع على الموقع . وفجأة انتفض عُقبة مخاطبا يوسف الذي بَدا مُستعدا لجولة صعبة . وأعطاه الجوال ضاحكا وهو يقول : شوف هذي المرى ، لو ما العيب كنت قلت انها مرتي من كثر الشبه بيناتن . انصدم يوسف مما سمع من بلاهة ، وقال لعقبة خليني شوفها . وأخذ الجوال و دقق في المقطع متظاهرا بالفضول . وقال لعقبة . وشو إذا كانت مرتك ؟ إنت نفسك بتكون ما عرفتها ! . معناها ما حدا رح يعرفا !. فأجاب عقبة مو قصة ما عرفتا .أنا مستحيل شك إنها هيي لو كان التطابق بينهم مية بالمية ، وهذا الاحتمال مستحيل يدخل براسي ... فأجابه يوسف . والله يا إبن عمي بدك تحط كل الاحتمالات ، وعن عمد قام يوسف بفتح المقطع الذي يظهر فيه عقبة نائما وقال له .شوف شوف شوف . طيب هي بتشبه شذى ومو هي شذى ! لكن معقول معها واحد بيشبهلك كمان ؟ ؟ وأضاف بنبرة تساؤل وعتب : معقول يا عقبة عمتصوروا مقاطع وتبيعو وما بتقول لابن عمك . . ظن عقبة أن يوسف يمزح . وطلب منه أن لا يمزح بهذه الأمور، فرمى يوسف الجوال بيد عقبة ، وقال له شوف حبيبي أنا ما عمإمزح . تفرج ، إنت أو مو إنت هذا . ؟ عندما قرأ عقبة العنوان . تخون زوجها وهو نائم إلى جانبها . وثم رأى صورته ، أصيب بالجمود . لقد ذُهِلَ تماما . لم يعرف ما يقول . جَحَظَت عيناه ، وكده العرق ، والغضب ملأ ملامحه . بينما كان يسمع يوسف يقول له . أنا سترك وغطاك يا إبن عمي وسرك ببير غميق . أنا من الأول كنت قول لحالي ، إنو هذا دوراق بيه كيف معطيكن المزرعة لوجه الله . طلع ما في شي لوجه الله ، وكل شي عميصير لوجه مرتك شذى ، وإنت يا مسكين ياغافل الك الله . عموما إبن عمي لا تعصّب ، وسيطرعلى حالك خلينا نشوف كيف فينا نردلهم الصاع صاعين ، ونعلمهن درس بعمرن ما ينسوه . صاح عقبة غاضباً والله لإدبحها . وقام من مكانه بينما أمسكه يوسف بعنف وهو يقول طول بالك يا حمار لا تضيع حالك كرمال وحدة عمتخونك و واحد مستغبيك . اقعد خلينا نخطط ونحكي . لكن عقبة ظل يكرر وهو يلهث بغضب والزبد يرغي من فمه . والله لإدبحها . والله لحتى إدبحهن التنين .. .. يتبع في الجزء الثاني
أنت تقرأ
رواية إمرأة من خيوط 🔞
Chick-Litقد تشعر أنك أمام رواية أيروتيكية مثيرة ، فيها استغراق بالتوصيف وتنوّع بالمشاهد الساخنة كما لم تألفه من قبل في رواية عربية ، لكنك وبعد خطوات ستدرك أن كل ذلك الشبق الذي يتقافز بين سطور الرواية ما هو إلأا أسافين يتم غرسها بعناية في المسكوت عنه من سل...