رواية إمرأة من خيوط الجزء الثاني عشر - القصر 56 . 🔞
جرت العادة أن تتم معاقبة الناس على أفعالهم المادية أو المعنوية ، إذا ما أدت أو كانت تهدف لإحداثِ فعل مؤذي للأفراد أو المجتمع أو ملكياتهم . وباستثناء التجريم الديني للعواطف والأفكار والأحلام ، فإننا نادرا ما سمعنا عن عقاب بسبب العاطفة أو الأحلام ، إلا في ظل الأنظمة الاستبدادية والقمعية ، وخصوصا تلك التي تتدعي خلاف ذلك .
لم تشهد سوريا بالذات ، العقاب على الشعور ، في زمن ما بعد الثورة التي التهبت منذ عام 2011 فحسب ، بل ما قبل ذلك بكثير ، حيث كانت أقبية المعتقلات فيها تغص بالشباب بتهمة ( التعاطف ) التي كانت َمثارَ سخرية بين الناس ، لكنها كانت محطة ألم لا يوصف بين ضحايا هذا التجريم الجائر .
في الجزء الثاني عشر من رواية إمرأة من خيوط ، نتابع نموذجا حيّا وحساسا بلسانِ ضحية من ضحايا تجريم الأفكار والأحلام ، قبل أن تتحوّل فيما بعد ، إلى جلّاد للأفكار التي لا تناسب مصالحها .
رواية إمرأة من خيوط -الجزء الثاني عشر- القصر56:
همست رجاء لمروة أثناء غسيل أيديهن بعد الغداء ، بأن تروي قصتها بالتفصيل الممل جدا أمام ديمة وضيفتها شذى ، لأنها مهتمة بقراءة ملامح شذى وهي تستمع للتفاصيل ، وتريد أن تستكشف استعداداتها للمضي معها في ترتيباتها القادمة ، دون أن تتورط بالمناقشات الصريحة معها . فأجابت مروة : إي طرية البنت باينتها ، بس ما رح يضرنا إذا تأكدنا لوين حدود الطراوة عندها . فابتسمت رجاء وهي تنسحب وتقول لها : عيني عليكي ، انتي معناها بتعرفي شغلك ، وخلي عينك عليها وانتي عمتحكي كمان لحتى تعرفي إيمت تزيدي العيار أو تنَـقّـصيه . فسألتها مروة : يعني بدك تسحبيها لعنّا ؟ فردّت رجاء ، بدي إشحطها لعندي ، بس عالهدا ، خلينا نشوف مفاتيحها بالأول وبعدين بخبرك .
عندما بدأت مروة بسرد قصتها كانت شذى تحاول أن تلتزم بوصيّة ديمة لها بأن تحافظ على وقارها وثِقلها ، وأن تخفف من انفعالاتها وخصوصا انبهارها بكل ما تراه أو تسمعه ، وتكتفي بإشارة من رأسها أو ابتسامة خفيفة توحي بخبرتها وأنها تفهم كل ما يقال وأنه ما من شيء جديد عليها حتى لا يطمع بها الآخرون أو يظنونها ساذجة ويستخفّون بها . لذلك ، وبالرغم من فضولها القوي لسماع قصة مروة ، إلا أنها حاولت عقد حاجبيها ورفع رأسها ، ومن ثم شد ساقها نحوها واحتضان ركبتها والنظر بفوقية نحو مروة ، لكن كل ذلك أبقاها متشككة بقدرتها على اصطناع الوقار ، فقررت في نفسها أن تتدرب لاحقا على ( شوفة الحال ) أمام المرآة . ومن بعدها تمارس العجرفة على أصولها . أما الآن فعليها أن تركّز على القصة التي انتظرتها .
صاحبة القصة مروة : امرأة ثلاثينية ، عيناها واسعتان و حادتان ، و حاجباها عنيدان يوحيان بالتمرد ، وبالمجمل فإن ملامحها واثقة أيضا ، وصوتها عذب وألفاظها صريحة ليس فيها خلط أو لغط لأنها تتحدث بهدوء ، ولا يفوتها أن تمنح كلامها الحيوية اللازمة للتأثير من وحي ما تتحدث عنه باللباقة الضرورية أيضا .
أنت تقرأ
رواية إمرأة من خيوط 🔞
ChickLitقد تشعر أنك أمام رواية أيروتيكية مثيرة ، فيها استغراق بالتوصيف وتنوّع بالمشاهد الساخنة كما لم تألفه من قبل في رواية عربية ، لكنك وبعد خطوات ستدرك أن كل ذلك الشبق الذي يتقافز بين سطور الرواية ما هو إلأا أسافين يتم غرسها بعناية في المسكوت عنه من سل...