الفصل الثالث

1.4K 17 24
                                    

ثم ذهب مُسرعاً يصرخ على الجميع في المخيم ..: الحححققوووااا يااااررجججججاااااال !..
سمع سالم صوت الرمي مسبقاً واتى راكضاً .. تحدث سند بصوت راجف ومتوتر ..: الحق على زياد .. انا بلحق الخسيس ..
ذهب سند يركض خلف من اصابه ولكنه لم يجد سوى قطرات دمه على الارض .. وتوقفها بجانب شارع ومن الواضح ان احدهم كان ينتظره ليأخذه .. عاد بسرعه ليجد الجميع مُتجمع على زياد .. حمل سالم ومطلق زياد و وضعوه في السياره برفقة فهد الذي تحرك بسرعه .. ركب سند سيارته ومعه ابيه وخالد الذي بان عليه الخوف والتوتر على ابنه..
_____
في قاعة النساء ..
ذهب اغلب الحضور .. وبقي اهل الزواج ومن يمدهم بصِلةً قريبه .. يجلس كُلاً من منيره وساره والهام واسيل ونسيم وحنين وام سالم بجانب بعضهم على الطاوله .. تتفاوت الاحاديث .. ام سالم وهي ترفع هاتِفها وتتصل على ابنها لتعود ..: الو يا وليدي .. ويش !.. منهو ؟؟ .. ياويلي !!.. ابشر ابشر .. يالله الله يحفظكم وعلمنا لامن صار شي !..
ثم اغلقت الهاتِف تحت تساؤلات من حولها .. تحدثت منيره ..: علامتس يا ام سالم .. صايرن شي ؟..
ترددت ام سالم وهي تنظر لـ ساره .. تحدثت ساره وهي مُتعجبه من نظراتها لها ..: ام سالم اهرجي !..
ام سالم تحدثت بخوف..: سالم يقول انهم بالمستشفى !..
منيره ..: علامهم ؟؟..
ام سالم وهي تنظر لـ ساره ..: يقولون ان زياد انصاب بكتفه !..
وقفت ساره بخوف ..: ويشش ؟؟.. اهرجي عدل يا مره !..
ام سالم ..: هذا هو الصدق يا ساره .. ولا يدرون من الي راميه !..
وقفت الهام بغضب وهي تتصل على ابيها .. اتصلت مره ومرتين حتى اجاب .. تحدثت بصوت راجف..: علام زياد ؟.. طالبتك يبه ويش العلم الحقيقي!..
خالد بقِلة حيله وبحالً ليس افضل منهن..: ماندري يا بنيتي ماندري .. دخل بالعمليات وللحين محدن طلع لنا .. لا تخافون مابه الا كل خير ..
اخذت اسيل الهاتِف من الهام وقالت وهي تُحدث خالد ..: تكفى يا عم .. علمنا بالصدق .. زياد بخير ؟..
خالد ..: والله يا بنتي مانعلم!.. ابشري بعلمتس بكل شي اول بأول بس اذكروا الله !..
ثم اغلق خالد الخط .. وبدأت اسيل تبكي .. اخذتها حنين وذهبت بها بعيداً .. بقيت الهام صامته .. لم يكُن حال منيره طيبً وهي تشعر وبشكلً مؤكد ان هذه فِعلت مُتعب .. فِعلت ذالك الرجل الدنيء ..
لاحظت الهام صدود والدتها ورجفة يديها .. ذهبت وجلست بجانبها وعانقتها .. تشعر الهام بأن اخيها سيكون بخير .. شيئاً ما بداخلها يخبرها انه مجرد خدشً بسيط .. لن يذهب بسهوله ويتركهم ..
بدأ هاتِف نسيم بالرنين .. اجابت وذهبت بعيداً وهي ترى اسم سند .. تحدثت واضعةً الهاتِف عِند اذنيها ..: الو .. بشر يا اخوي؟..
سند بتأفف ..: للحين ما جانا علم .. وان شاءالله ان حالته طيبه .. مير لحدن يقول ل تميم .. خلوه لين بكرا ويعرف .. وزوجته اهلها لا يتكلمون ..
اجابت عليه نسيم بـ أبشر واغلقت الخط وعادت لهم .. اخبرت منيره ان لا يخبروا المعاريس .. واخبرتها منيره ان هذا ما ارادته اصلاً ..
_____
'الفندق'..
وصلو للفندق .. نزلوا وصعدوا لغُرفتهم .. دخلت اديم وخلفها تميم الذي يُحدث صاحب الفندق ان يحضروا لهم عشاء .. سبقته وبدلت فستانها الكبير .. بفستانن ابيض خفيف مُناسب لعروسةً صغيره .. وجلست على الكنب متوتره .. لا تعرف ماذا تفعل .. دخل تميم ونظر إليها .. ولا يُخفى عليكم توتره هو ايضاً .. اقترب وهو ينزع بشته ويقف لـ يُصلي ركعتين .. كما وُجِد في سُنة نبينا .. واشار لها تميم ان تصلي خلفه .. وقفت اديم خلفه بـ جلبابها .. انتهوا من الصلاه .. وقف تميم وهو يضع يديه على رأس اديم ويقول يسألها ..: تسمحين لي اابدأ حياتي الي ابيها واتمناها معتس ؟..
هزت اديم رأسها بـ"اي"..
ثم اردف تميم قائلاً وهو لا يزال واضعاً يديه على رأسها ..: اللهم بارك لي في أهلي، و بارك لأهلي فيَّ، و ارزقهم مني، و ارزقني منهم..
طُرق باب الفندق .. وذهب تميم ليأخذ ما معهم من عشاء .. وضعه على الطاوله امامها .. تحدث وهو يبدأ يأكل ..: ما ودتس تسمين ؟..
اديم ..: لا شبعانه .. عليك بالعافيه ..
تميم وهو يضع مابيديه ويقول ..: اجل حتى انا شبعان ..
اديم وهي تقف وتقرر الابتعاد ..: بروح ارقد ..
امسك تميم بيديها قبل ان تبتعد وقال بإبتسامه ..: برقد معتس ..
اغمضت اديم عيناها بشده وهي تفهم معنى ان ينام معها ..
__________
'المستشفى'..
يقف خالد تاره ويجلس تارةً اخرى .. خائف على ابنه .. يؤلمه قلبي من ما اصابه .. ذهب مطلق وفهد بعد حِلف خالد عليهم ان يرتاحوا و وجدهم لا داعي له .. بقي فالح وابنه وسالم الذي رفض بشده ان يترك خالد .. وكان خالد نوعاً ما يُريد ان يكون سالم بالقرب منه .. فهو بمثابة ابنه الاخر .. نادا فالح ابنه وهمس في اذنه ..: الحريم عادهم في القاعه ؟..
سند ..: ايه ..
فالح بغضب ..: اجمح .. روح واخذهم كلهم لبيتنا .. اهل خالد وام سالم .. لاتخلي الحريم بهالمكان لحالهم .. دامنا هنا خلك قريب منهم لا يحتاجون شي ..
سند وهو يهُم لـ الذهاب ..: ابشر يبه ..
اتصل سند على نسيم واخبرها انه سيأتي لأخذ الجميع .. وسوف يكونون ضيوفً لهم اليوم ..
اخبرت نسيم الجميع ان يستعد ويلبس .. سيأتي سند لأخذهم لمنزلهم ولا تريد اعتراضً على ذالك ..
لم ترد ام سالم وحاولت الرفض ولكن اصرار نسيم عليها كان اشد من رفضها .. لم تقل ساره ومن معها شيئاً فالخبر الذي سمعوه اليوم كان مؤلماً وكافياً لعدم الاصرار على شيء او الجدال ..
وصل سند ونزل الجميع ليذهب .. ركبت نسيم وحنين بجانب سند .. بينما في الخلف كانت منيره و ساره وام سالم .. وفي السيت الاخير تجلس الهام واسيل وبأحضانهم ابناء نسيم .. منيره بعد ما ركبت ..: اخبارك يا ولدي ؟..
سند بهدوء وهو ينظر امامه ..: بخير الحمدلله اخباركم انتم ؟..
منيره ..: اخبارنا بيّنه .. مير بشر عسى الحال قده احسن ؟..
سند ..: والله الظاهر انه احسن .. من البدايه يوم جيته اصابته ماكانت هاك الزود ..
منيره ..: كيف جيته ؟..
سند ..: سمعت طلق النار ورحت له ولقيت زياد جريح واخذت السلاح ورميت المنحاش في رجله .. كان ودي ان يعسر عليه هروبه مير ان به اردى منه خذاه بالسياره ..
ساره بتفاعل غريب ..: كفو عزالله انك اقديت فيه !.. ليتك بترت هالرجل عشان يعرف من يخطي !..
ابتسم سند من حماسها وقال بنفس الهدوء ..: الردي بياخذ جزاه .. ولو انه كفو كان ماجاء بالقفا .. وسالم بيبدا يبحث بالقضيه ويشوف علمه ويش هو..
ساره ..: وعلمنا يا وليدي ويش يصير .. ترا قلبي موجعني وكثر المحاتى ارهقني ..
سند وهو يقف امام المنزل ..: ابشري ولا يصير خاطرتس الا طيب ..
نزل الجميع وكانت نظرات سند تختطف الهام لوهله ويبعدها .. حاول بصعوبه ان يصد عنها .. لم يغب ما فعله سند لأخيها .. وقدرت ذالك بشده .. تمنت لو تستطيع شكره .. ولكن لا تقدر ..
__________
'المُستشفى'..
خرج الدكتور من غُرفة العمليات وهو ينزع كمامته.. تحدث بعد ما اجتمع عليه الثلاثه .. : الحمدلله عدت العمليه على خير .. لكن الرصاصه انغرست في كتفه بشكلً كبير .. وممكن يسبب هالشي صعوبه كبيره في تحريك يده ..
خالد بخوف..: يعني هو بخير الحين ؟.. اقدر ادخل عليه ؟..
الدكتور ..: اي بخير نحمدالله .. لكن للأسف ماتقدر تدخل .. لانه لا يزال تحت التخدير .. واكرر الحمدلله ع السلامه ..
خالد وهو يجلس بعد ما إطمأن..: الله يسلمك يا دكتور .. والله يعطيك العافيه ..
اقترب سالم وهو يجلس بجانب خالد بعد ما قبل رأسه وقال مُطمأنن عمه ..: الحمدلله ع سلامة اخوي .. زياد ماهوب سهل عشان تطرحه رصاصه !..
فالح يقترب هو الأخر ويضرب بيده على كتف صديقه ..: الف الحمدلله ع السلامه ..
خالد بإبتسامة راحه ..: الله يسلمكم ويطول في عماركم ..
سالم وهو يرفع هاتِفه ويقف لـ يبتعد ..: انا يا عم بدق ع الأهل واعلمهم ان العلوم طيبه .. وبروح اخذ امي ومن معها ونرجع ..
فالح وهو يقف ويُمسك سالم ..: علمهم لكن منت برايح في ذا الليل .. واهاليكم عندنا في البيت .. وصيت سند ياخذهم ولا يتركهم في القصر لحالهم بدون رجال !..
سالم بإحراج..: الله يطول في عمرك يا عم .. مير اني لازم امشي واخذ اهلي !..
فالح بإصرار ..: والله ماتمشي قبل طلعة الصبح .. وخل منا الهرج الزايد ..
سالم بـ قِلة حيله ..: ابشر والله معاد لي كلمة بعد حلفك.. لكن بروح اشوفهم يحتاجون شي ولا !..
خرج سالم واتجه الى منزل فالح .. حيثُ توجد والدته ..
___
في سيارةً قريبه تُراقب المنزل وتنظر إلى ساكنيه .. تحدث الكبير .. وهو يضرب على وجهه رفيقه ..: اصحى يا بهيمه ! .. لا انت الي قدرت تصيب من خذا اختك ولا قدرت تهرب من الاصابته !..
الأخر وهو يُمسك قدمه المصابه ويتحدث بأنين ..: ايش تبغيني اسوي ؟.. خليتني اروح وارميه وانا مانيب في وعيي !.. حتى سلاحي تركته وراي ولا جبته !..
الكبير وهو يُعيد نظره وينظر للمنزل ..: ولانك ما سويت الي نبيه عدل !.. بنراقب البيت لين ناخذ حقنا !..
الأخر ..: اختي زوجته الحين !.. ما اقدر اخذها منه وهي راضيه !..
الكبير ..: ايش عرفك انها راضيه ؟ جانا فجاءه وضرب وراح !.. ايش عرفنا انه ماهيب مغصوبه ومسلوب عرضها وتحت تهديد !
الاخر بغضب احمق ..: يعني اخذ اختي غصبن عنها !
الكبير ..: اي .. انا متأكد !.. عشان كذا لازم تردها في اخته !.. من فتره وحنا نراقب !.. وماعنده الا اخت !.. واكيد انها غاليه مثل ما اختك غاليه علينا 'قالها بإبتسامه ماكِره'..
__
خرج سند من المنزل وهو ينوي الذهاب لشراء بعض الأغراض التي طلبتها نسيم .. ركب سيارته وابتعد قليلاً للبقاله القريبه .. رن هاتِفه واجاب بعد ما رأى اسم فهد يعتليه .. فهد ..: العلوم يا سند ؟ ..
سند وهو ينزل للبقاله ..: والله ياخوك انا رجعت البيت وخذيت الاهل .. علمي علمك .. خبري به في العمليه !..
فهد وكأنه لمح التعب والإرهاق في صوته ..: ولد .. اجيك ؟..
سند ..: لا ماله داعي ..
فهد بإبتسامه ..: الا والله له داعي .. ماني مخليك قاعدن في المجلس لحالك مع الشياطين..
سند بإبتسامه ..: نسيت انك نشبه .. يالله انا رايحن البقاله الحين ..
فهد وهو يعلم ان البقاله قريبه من منزلهم ايضاً ..: اجل بجيك للبقاله وخذني..
..
بيت فالح "..
اتصل خالد واخبر الجميع ان زياد بخير .. وانتهت العمليه .. بكوا فرحاً من الخبر الجميل الذي وصلهم .. على عكس إلهام التي صمتت وعانقت امها واسيل وعمتها .. ثم خرجت بوشاح حنين لـ ساحة المنزل .. كما هي عادتِها دائماً .. عندما تُحاول الهروب قبل إندفاع شلالات عيناها .. وجدت باب الشارع مفتوح فإقتربت لإغلاقه ..
كي تستطيع اخذ راحتها بدون ان يدخل احد .. ولكن شيئاً ما قد امسك بيديها وسحبها خارجاً ..
_________
رأت حنين إلهام وهي تخرج .. وخرجت خلفها لـ تُخبرها ان سند قد يكون هنا .. مشت مُقتربه وهي تراها تذهب لـ تُغلق باب الشارع .. ولكنها صرحت بصوت طويل وهي ترى إلهام تُسحب .. واقتربت بسرعه من الباب .. وهي لا تزال تصرخ وتُنادي .. ولكن يد الساحبين كانت أقوى وهي تسحبها ايضاً وتضع اليد على فمها ..
___________
وصل سالم ورأى السياره التي تُغلق بابها بقوه وتذهب بسرعه تاركه المنزل .. لم يفهم الحاصل .. ولكنه لمح شعر فتاة من النافذه .. وذهب مُسرعاً خلفها لـ يفهم اكثر .. ورأي يداً تضرب النافِذه من الخلف وفهم مايحصل .. رفع هاتِفه واتصل على سند .. اجاب سند وهو يعود بسيارته وبرفقتة فهد ..: بشر ؟..
سالم بتوتر وهو يقود بسرعه ويصرخ ..: ويش ابشرك به والحريم يوخذن من بيتً تحت امانتك !!!!!!! ..
سند خاف ولم يفهم ..: علامك ؟؟؟ .. انا مانيب في البيت !..
سالم وهو لا يزال يسرع خلفهم ولا يُريد فقدان الأثر..: رح للبيت وشوف فيه احدن مفقود !.. قبل لا ادخل بمصيبتن بسب فهمي الغلط !..
وبعدها اقفل ولم يسمح لـ سند ان يُجيب .. وصل سند للمنزل ونزل بسرعه ورفقته فهد .. دخل ورأى وشاح اخته ساقِطاً ارضً .. صرخ لمن في المنزل .. : حننييييين ويننهاااا ؟؟...
خرجت نسيم بخوف وهي تراه يصرخ بجنون ..: علااامك؟؟....
خرج فهد بسرعه وانتظر خارجاً .. اقترب سند من اخته وهو يرفع وشاح حنين ..: الوشاح طايحن عند باب الشارع !... حنين في البيت ؟؟؟؟
نسيم وهي تتذكر ..: الوشاح على إلهام مب حنين !.. وحنين وإلهام كلهن كانو هنا بالحوش !..
خرج سند بسرعه وهو يحمل الوشاح معه .. ركب بسرعه فهد وهو يقود وبجانبه سند الذي رفع هاتِفه واتصل على سالم ..: لا تترك السياره !.. اختي وبنت خالد مفقودات !..
سالم بغضب شديد وهو لا يزال لاحِقاً بالسياره .. بدأ بإخبار سند عن الطريق الذي اتجه واين هُم الأن .. وبدأ فهد بالإسراع وهو يسمع توجيهات سالم وتحت توصيف سند ايضاً الذي بان عليه التوتر والخوف .. فالمفقودات ليستا اي احد اخته ومن يُحب ..
_________
الى مكانً اخر .. الى حياة أُناس اخرون .. إلى عائله ابتعدت عن صخب المُدن واختارت طمأنينة القُرى .. قريه صغيره جداً .. لا تبعد كثيراً عن المدينه .. تبعُد اميالاً قليله .. سُكانُها قِله .. ان كانت بيوتها كثيره فهي ٩ منازل .. رحل اكثر ساكُنيها وبقي القليل .. قبل سنوات كثيره .. عاشت إمراءه مع زوجها في بيتها الرديء والرث .. انجبت ابناء عِده .. وفتياتً كثيرات .. مرت السنوات وقرر ابنها الخامس الدراسه مع صديقه خارج الدوله .. ولم يرفضوا لانه يُرافق رجلاً كفؤ وابن لـ رجلاً حكيم .. استودعوا ابنهم وتمنوا لهم التوفيق في طريقهم واختيارهم .. بعد سنةً من الذهاب عاد إبنهم من الدراسه وعليه علامات الحُزن والإنكسار .. حاولو كثيراً فهم ماجرى له .. ولكنه اصر على عدم الحديث .. ثم غيّر مكان دراسته وذهب ليدرس في دولةً أخرى مُبتعداً عن صديقه لـ اسباب يجهلها اهلُه .. عاد بعدها وبرفقته إمراءه اجنبيه .. إمراءة تعود إلى العروق الأسيويه .. رفضوا اهله بشده هذه المراءه ولكن رغبته بها وإصراره كان اقوى من رفضهم .. تعرضت زوجته لـ الرفض من الجميع .. لم يتقبلها او يحبها احد .. شخص واحد احبها وتقبلها وكان معها وهو زوجها .. لا اخواته ولا إخوته او نسائهم تقبلو وجودها .. فهي في نظرهم اجنبيةً كافِره .. ساحره قد سرقت قلب إبنهم !.. حاولت زوجته التقرب من والدته .. حاولت كسبها وإرضائها .. ولكنها كانت عجوزاً عنيده تحاول نفرها دائماً .. بالرغم من طيبتها .. كانت الوحيده الطيبه والوحيده التي تُرضيها على عكس زوجات ابنائها الأخرين .. حملت زوجته وانجبت له طِفلةً جميله .. تحمل في جِناتِها ملامح اسيويه فريده وتُخالِطها جِنات عربيةً بدويه مُميزة .. لم يبارك احد او يُحبها .. كانت هذه الصغيره هي ثمرة حُبهم .. كبرت الصغيره واصبحت تخطوا اول خُطواتها .. وكان اول شخصً اقتربت منه هي جدتها "وضحى" .. اول شخصاً ارتمت في احضانه عِندما وقفت ع اقدامها هي جدتها .. لم تقترب من امها او تذهب الى ابيها .. كانت حركتها كفيله بأن تغرس شيئاً غريباً في قلب العجوز العنيده .. ابعدت الجده الطِفله وصرخت قائِله ..: وخرو ذا الخناز مني !..
لم تكُن الام تفهم كثيرا لُغتهم .. فهي وبصعوبه حاولت تعلم العربيه الفُصحى .. لم تفهم حتى الان اللهجه العاميه التي يتحدثون بها بشكلً جيد .. غضِب الاب من والدته .. واخذ ابنته وعاد هو وزوجته للمنزل .. مرت السنوات واصبح عُمر الصغيره 7 سنوات .. تهرب دائماً من المنزل الى جدتها .. تختبى من الجميع لكي تفوز بالجلوس بين يدي جدتِها .. التي تراها هي أُماً لها .. كرِه الجميع اقتراب ابنة الكافِره من والدتهم .. حاولواً ابعادها .. وبقوه وخُبث حاولوا ان تكره والدتهم هذه الفتاه و والدتها !.. كان إسم الصغيره هو 'ميشا' وهو بالكوريه يعني الفتاة صاحِبة العُنق الطويل والعُيون الجذابه .. وكانت والِدتها هي من سماها .. بينما الجميع عِناداً يُناديها "الشيّنه".. ماعدا الجده التي لسببً ما تُناديها "العنقاء".. بسبب طول رقبتها .. وفي إحدا الأيام توفي الاب في حادث مروري .. حزِن الجميع .. واكثرهم كان والدته و زوجته .. مرت 4 اشهر ولم تتحمل زوجته العيش مع عائلته .. اصبحوا اكثر شراسة لعدم وجود رادِع .. قررت العوده الى ديارها واخذ إبنتها .. ولكن رفضت الجده رفضاً شديداً .. لن يأخذ احدن العنقاء منها ولو كلفها ذالك حياتها .. فهي ذِكرى ابنها .. غضبت الزوجه .. وقررت الذهاب حتى ولو كان بدون ابنتها .. العيش معهم صعب وهي صبرت كثيراً .. مرت السنوات واصبح عُمر العنقاء ٢٦ عاماً .. ومع مرور السنوات اصبح الجميع يبتعد عن الجدة رويداً .. بسبب إحتضانها لهذه الكافِره وتمييزها عن ابنائهم .. كان سبب الكره في البدايه لانها ابنة كافِره .. ولكن مع الايام اصبحت غيره لما تملكة الصغيره من جمال فريد يُشير الجميع له .. فهي تحمل قوامً نحيلاً طويل .. بيضاء صاحِبة عيون اسيويه ناعِسة واسعه ذات رمشً كثيف وحاجبً قد رسمه الخالِق بدقه .. وشعراً عسلي ناعِم طويل .. ونعومة فِطريه تُميز تصرفاتها الأنثويه .. اصبحت محط انظار الجميع .. وكل ابنائهم يريدون الفوز بجمالها .. كُلما حاول احداً خُطبتها اخبروه انها سيئة الخُلق .. وتحمل ملامح قبيحة جداً .. فتاة مُتبرجه لا تخاف الله .. ابنة اجنبيه ولا يُعرف اصلها او ماهي فِطرتها !.. وكان هذا كفيلاً لتغيير نظرة اغلبهم .. اصبحت الفتاة تعيش مع جدتها لوحدهم .. هي من تُعينها وتبقى معها وتُساعدها .. لا ترضى لأي احدن ان يمسها .. تتأذى هي ولكن لا يمُس جدتها اذى .. كانت قويه ولا تسمح لأحدن ان يجرحها .. جريئة لا تخاف احداً .. كبرت ع تربية جدتها .. تحمل فطرةً سليمة وتربية إمراءه كبيره .. تُعلمها الدين والخوف من الله والتقوى .. تحمل في قلبها ايمانً ليس في قلبِ احدن منهم نِصفه .. لدى جدتها شبك صغير بجانب منزلها يحتوي على ماعِز .. كما هي عادة كل عجوزً بدويه .. تخرج العنقاء دائماً لتحلبها وتُحضر حليبها وتقوم بتجهيزه لجدتها .. وتقوم برفقة جدتها في خض اللبن وصُنع الإقط وصُنع السمن وتمييع الشحم وبه يصنعون زيتً لـ الطبخ ..
وفي احد الأيام .. في وقتً مُتأخر من الليل .. بعد ما قامت بدهن قدما جدتها التي تؤلمها كثيراً مؤخراً بـ زيت الزيتون وقرأت عليه قليلاً لتهدأ .. خرجت وهي ترتدي وشاح عنابي اللون قد احاكته جدتها لها .. واضعته على رأسها .. وفتحت باب الشارع وجلست بجانب شبك الماعِز .. كما هي عادتها .. فلا يوجد من بهذه القريه قد يكون مُستيقظً هذا الوقت .. جلست وقت ليس قليل .. ولكن اقتراب السيارةً المُسرعه التي دعست على طرف شبك الماعِز في لحظة سريعه جعلتها تصرخ وهي ....
______________
سالم وهو يرفع هاتِفه ويتصل على سند .. قال بصوت طويل متوتر وخائف من ان يُضيعهم ..: ترانا طلعنا من المدينه .. الحقه ولا ادري ويشهو مقبل عليه !.. "ثم قال وهو ينظر للمكان الي اتجه اليه من يلحقهم".. ترانا اقبلنا على قرية صغيره ..
ثُم اغلق الهاتِف وهو يرى مالذي اصتدمه الذين يُطاردهم !..
__________
خرج فهد من المدينه بسرعه كبيره وهو يتجه هو الأخر الى تلك القريه التي يعرفها قبلاً .. حيث ان والدته كانت من سُكانِها .. بعد ما اخبره سند عن توصيف سالم ...
__________
صرخت العنقاء وهي تبتعد وتدخل المنزل .. بعدما رأت السياره الي اصتدمت بالشبك تهرب بعد ما انزلت رجلاً نازفاً في قدمه ومعه فتاة يسحبها .. حاولت إغلاق الباب ولكنه دفعه بقوة ودخل وهو يرفع السكين عليها ويقول بتهديد..: اجلسي ولا هالسكين بينغرس فيك قبل ينغرس فيها !..
صمتت العنقاء وهي ترى الفتاة التي تنظر إليها بعينان غريبه .. وكأنها تنتظر لحظة لتفعل شيئاً ما .. لم تتحرك العنقاء وبقت فقط تنظر لـ الذي امامها .. مؤشر بالسكين عليها ومُمسك بالتي معه ويقف خلف الباب وكأنه خائفاً من دخول احد ...
___________
رأى سالم السياره وهي تصدم وينزل احدهم بفتاة ويهرب صاحب السياره وبرفقة الفتاة الأخرى .. نظر خلفه فوجد سند قد اقترب .. اتصل عليه واخبره انه سيلحق السياره وان المنزل دخل به الاخر ومعه إحدى الفتيات .. توقف فهد بجانب المنزل ونزلوا الأثنان .. اقترب سند وهو يضرب الباب ويصرخ قائِلاً ..: لك دقيقه وحده ان ماطلعت انت ومن معك ورب العرش العظيم ان محد يردني عن قتلك !..
وبدأ بضرب الباب بقوه .. لم يستطع المُصاب التحمل اكثر .. اصبح في مأزق الان ولم يعرف كيف يتصرف .. استغلت الفتاة التي بين يديه لحظة ضعفه وشتاته وضربت بقدمها قدمِه المصابه .. إنحنى المُصاب يصرخ بألم من ركلتِها .. وهي ذهبت راكِضه تفتح الباب وتخرج لـ الطارق والمُنادي خارجاً .. سقطت ارضً امامه مُبتعده عنه .. في هذه الأثناء قد ذهب فهد وقفز من فوق السور ليُمسك المُعتدي .. قفز بداخل الساحه الصغيره وهو يرى الفتاة التي يُشير المُعتدي بسكينه عليها ويصرخ لـ فهد قائلاً ..: روح ولا تراك بتخليني قاتِلها !..
نظر فهد إليها ولم يُبان على وجهها اي ملامح من الخوف .. على العكس تماماً كانت تُغطي نصف وجهها بالوشاح العنابي وتُظهر جُزءاً من عيناها .. وتحدثت قائِلاً ..: انت الحين امش بإستقامه ثم قرب واقتلني!..
لاحظت العنقاء مُسبقاً قدمه المصابه ورائحة نتنه منه تُبين انه ليس في وعيّه .. فهِم فهد من كلمتها انه يستطيع الإقتراب منه ولن يؤذيها .. اقترب فهد بسرعه وبصعوبه اخذ السكين من يده .. وضربه ضرباً مُبرحً وهو يربطه بشِماغِه .. سمع صوت إمراءه كبيره تُنادي قائله ..: يا عنقاء !.. ويش ذا الصوت الي اسمعه !..
ذهبت العنقاء راكضه وهي تشير له ان لا يُظهر صوتاً وتقول ..: اطلع لا تسمع ولا تشوف جدتي !..
خرج فهد وهو يقول بصوت قصير ..: العذر والسموحه وابشرو بالعوض ع الي صار !..
-في الخارج-..
بعد خروج الفتاة لـ سند عرف سند بسرعه انها "إلهام".. تقدم منها بخوف .. وهي تصرخ وتطلب منه الإبتعاد .. تشعر بالخجل من حالِها المكشوف .. نزع سند شِماغه من على رأسه واعطاها اياه وهو يعتذر من شي لم يقترفه ..: اعذريني والله اني اسف !..
لم ترد عليه وهي تُغطي نفسها .. اخذ هاتِفه واتصل على سالم بخوف وتوتر ..: تكفى يا بو منصور !.. الي معه اختي !.. امنتك اياها وردها يا سالم !.. معاد بي حيل ومعي بنت خالد !..
اغلق بعدها عِندما وعده سالم انه سيُعيد اخته !.. ولا يخاف إنها بين يدي امنه ..
اقترب من إلهام وهو يأخذها لـ السياره .. لم تكن تستطيع المشي من الصدمه والرُهاب وصعوبة ما عاشته للحظه .. ركبت السياره .. خرج فهد من المنزل وهو يحمل بين يديه المُعتدي .. ورمى به ارضاً .. اقترب سند وهو يضربه على بطنه بقدمه .. زادت ضرباته ولم يُطفى ما تشتعل بقلبه .. اخذ السكين الذي بين يدي فهد ولكن فهد امسكه بسرعه وهو يُبعده .. صرخ سند بغضب ودموع قهر من الحاصل .. واخته لا تزال مُختفيه..: الله يقهرك الله يقهرك .. تقرب من اعراضنا يا خسيس لييه!!..
حاول إبعاد فهد والإقتراب .. ولكن قوة فهد الجسديه وخوفه من ان يدخل السجن بسبب خسيس لا يستحق كانت اقوى من مُحاولات سند .. تحدث فهد وهو يُبعد سند ..: يستاهل ؟ يستاهل تضيع نفسك فالسجن ؟.. اركد واستوعب الي يصير !.. الرجال ومسكناه والشرطه وبنتصل عليها !.. عطيته حقه في الضرب وكسرت اضلوعه !.. اكثر من كذا لا تضيع نفسك !..
ابعد سند فهد منه وضرب بقدمه على الارض بقوه .. مسح وجهه بـ كِلتا يديه .. اخذ نفساً عميقاً .. فهو في موقف كبير لا يُحسد عليه !.. يشعر بأن ظهر مكسور ولا يستطيع تحمل ما حدث !..
___________
اسرع سالم بقوة اكثر وهو يتعدا السياره التي بدأت سرعتها تُخفض .. اقترب بسرعه خياليه وتوقف امامها وصدمها من الامام .. توقفت السياره ليرتطم وجهه السائق امامه ويُغشى عليه .. ضرب جنب حنين بقوه .. نزل سالم من السياره وذهب مُسرعاً ليفتح الباب الخلفي ويسحبها وهي نصف واعيه .. سقطت بين يديه لا تشعر بنفسها .. امسكها وبدا بضرب خدها بيديه .. تحدث بصوت طويل خائف مما فعله ..: يا بنت اصحي !..
واستمرت ضرباته ولكنها قد اغمضت عيناها مُعلنه عن عدم سماعها له .. حملها وركب بها السياره بسرعه .. رفع هاتِفه واتصل على القسم .. اخبرهم عن الحادث وموقفه وطلب منهم إحضار إسعاف وانها حالة إختطاف .. وركب سيارته وذهب مُتجهاً بـ حنين للـ مُستشفى ..
__________
وصل خبر لـ سند ان حنين بين يدي سالم وانها بخير .. لم يُرد سالم إخافته قبل ان يتأكد ..
رأى سند المتصلين فوجد اكثر من ٣٠ مكالمه .. من نسيم ومن خالد ومن ابيه .. رفع هاتِفه وهو يتصل على الشرطه..
__________
دخلت نسيم المنزل واخبرتهم عن اختفاء حنين وإلهام وهي تبكي .. اقتربت منها منيره وهي تُمسكها وتُحاول تهدأتها .. بينما ساره لم تستطع الوقوف على اقدامها من شِدة ما سمعت اليوم .. اولها إصابة ابنها وتاليها إختطاف ابنتها .. امسكت اسيل بساره وهي تُجلسها على الكنب .. اتصلت نسيم لتُخبر والدها واتصلت منيره لتُخبر اخيها ..
لم تستطع نسيم التحمل ورفعت هاتِفها وهي تتصل على تميم ..
___________
الوقت الأن الساعه 5 فجراً ..
بدأت المساجد ترفع اصواتها مُعلنه عن دخول وقت صلاة الفجر ..
استيقطت اديم من النوم .. وهي تلف بنظرها على تميم النائم بجانبها خجِلت وهي ترى كتفه العاري .. وقفت وذهبت لـ الاستحمام .. خرجت ولبست لباساً ناعِمً وسدلت شعرها بنعومته الطبيعيه .. ثم ذهبت لـ توقظه لـ الصلاه .. خرجت بسرعه مُتجهه للمطبخ قبل ان يستيقظ.. استيقظ وتوجه هو ايضاً ليأخذ حماماً دافئاً .. انتهى وخرج وهو يبحث بعينيّه عنها .. وجد هاتِفه يرن بشكلً مُتواصل .. اخذه ليرى اسم نسيم .. تعجب من الإتصال بهذا الوقت !.. اجاب وسمع شهقاتِها وبُكائها قبل كُل شي .. تحدث بتوتر وخوف ..: اهرجي ويش علمتس!..
نسيم وهي تُحاول تهدأت نفسها ..: حنين يا تميم .. حنين وإلهام مب هنا !..
توقف تميم بتوتر وتحدث بصوت طويل ..: وينهن !.. العلم ويش !..
لم تتحدث وبدأت تبكي .. اغلق الهاتِف وبدأ يرتدي بسرعه ليخرج .. دخلت اديم وبدأت تسأله عن الحاصل فـ صوته الطويل اخافها ..
اخبرها انه لم يفهم شي وكانت فقط ابكي وسيذهب للمنزل .. ارتدت عبائتها وقررت هي الأخرى مُرافقته ..
__________
منزل الجدة " وضحى "..
دخلت العنقاء على جدتها التي خرجت من الغُرفه وهي تتعكز بعصاتِها و تسمع الأصوات والصراخ .. تحدثت الجده وهي ترى العنقاء تقترب منها ..: ويشهو صاير يا امتس !..
العنقاء وهي تنزل الغطاء عن رأسها ..: يامه والله حتى انا ماني فاهمه !..
الجده وهي تخرج لـ ساحة المنزل ..: تدخلين ولا تفهمين !..
ارتدت العنقاء عباتها وتغطت غِطاءً كامل وهي تُخرج خلف جدتها .. خرجت الجده ل الشارع وهي تضرب بعصاتها باب الشارع الحديدي لـ يُظهر صوتً قوي .. لف كُلاً من سند وفهد على الصوت .. ابعد سند يد فهد المُمسكه به كي لا يتهور .. وابتعد خلف السياره .. بينما تحدث فهد مع الجده ..: العذر والسموحه يا خاله .. الي صار فوق إرادتنا وابشري بالعوض !..
لم تفهم الجده سبب اعتذاره حتى همست العنقاء في إذن جدتها قائله ..: الغنم يامه ..
لفت الجده على شبك الغنم فوجدت نِصفه قد دُعس وماعِزتان قد ماتت .. صرخت مُعاتبه وهي تقترب من حبيباتها ..: يالله بوجعن يدك ضلعكم !..
خاف فهد من دعوتها واقترب منها ..: اعذرينا يا خاله .. ماهوب إنا الي داعسين.. ذا فعل ردي وهذا حنا دكينا ضلوعه .."قالها وهو يُشير لـ الساقط"..
نظرت الجده لـ الساقط ثم عادت بنظرها لـ فهد وقالت وهي تضربه بعصاتها..: علمكم ويشهو يوم انكم تثعون في غنمي !.. ولا انتو من اهل هالديره !..
تحدث فهد وبدأ بإخبارها عن الحاصل .. انتهى ونظرت الجده لـ إلهام التي في السياره وتتغطى بالشِماغ .. وتحدثت وهي تُشير بعصاتها على إلهام ..: والبنيّه ذي هي المخطوفه ؟..
اجاب فهد بـ "ايه" دون ان ينظر خلفه .. اقتربت الجده وهي تفتح باب السياره عليها .. ولكن حضور سند السريع وهو يُغلقها تحدث بسرعه ..: ويش تبين بها ؟..
تحدثت الجده بغضب من ردة فِعله..: فمي ماهوب كبير ولا يبلع الأوادم !.. عاجبتك البنت وهي حاطتن هالشماغ ع راسها ؟..
ضربت الجده بطن سند بعصاتها لـ يبتعد وتفتح الباب .. فُتح الباب واتت العنقاء وهي تُمسك بيد إلهام وتُخبرها ان تدخل لديهم .. لفت إلهام بنظرها وهي تنظُر لـ سند ..
تحدث سند مُطمأنن لها..: بننتظر الشرطه لين تجي .. والفجر اذن والعرب بيبدون يطلعون من البيوت .. خليتس عندهم وانا موجود برا لين نخلص الأمور ..
مشت بعدها إلهام بخطوات ثقيله وهي لا تزال مرهوبه من الذي حصل .. ولا تستطيع اقدامها حملها .. دخلت برفقة العنقاء وبقيت الجده برفقة الشباب خارِجاً وكأنها رجل المنزل .. درع متين لا يستطيع احداً هدمه ..
___________
وصل سالِم للمُستشفى .. اوقف السياره ونزل منها مُسرعاً وحنين المغشي عليها بين يديه .. وضع شِماغِه على وجهها .. فهي كاشِفه ولا تضع شيئاً يُخفي ملامِحها .. وذهب مُسرعاً لـ قسم الطوارىء وهو يصرخ على الجميع عن المُصابه بين يديه .. اقتربن المُمرضا وهُن يضعنّها على السرير ويركضون بها .. سأل الطبيب سالم عن ما بها .. تحدث سالم بصوتً راجف ..: حادث يا دكتور !..
تحدث الدكتور لـ سالم سائِلاً..: اسمها لو سمحت ؟..
لم يعرف سالِم ما اسمها .. فأجابهم عن عدم عِلمه .. ولكنها ابنت فالِح بن جابر .. غير ذالك فهو يجهل .. وصلُه اتصال من تميم .. اجاب وهو خائف .. اختهم امانه لديه .. وهو الأن يأخذها للمُستشفى ولا يعرف كيف يخبرهم انه سبب ما اصابها !.. سالِم..: ارحب ؟..
تميم ..: وينك ؟..
سالم على مضض..:في المُستشفى !..
تميم بخوف..: العلم !..
سالم بتوتر..: العلم العذر والسموحة منكم !.. دعمت السياره عشان توقف وطلعت اختك منها مغشي عليها !..
تميم بغضب ..: جايك جايك ..
ثم اغلق تميم الهاتِف .. امسك سالم راسه بـ كِلتا يديه وهو يعلم ما مدى خطورة ما فعل .. لم تمر نصف ساعه حتى خرج الطبيب واخبر سالم انها بخير .. مجرد رضوض بسيطه في جنبها الأيسر .. وسبب الإغماء هو رُهاب ماحدث والصدمه .. إطمأن سالم وانزاح همً كبير من قلبه .. ارهقه الشعور بالذنب ..
__________
تميم ...
وصل تميم البيت واخبرته نسيم عن كُل ما حصل .. خرج من المنزل وهو يتصل على سند .. اخبره سند عن الذي حصل لديه وان حنين في امانة سالم .. اغلق تميم من سند ثم اتصل فوراً على سالم ليذهب لأخته .. كانت الأخبار التي اخذها من سالم مُخيفه وتُشعره بالغضب .. وصل للمُستشفى .. وجد سالم يتحدث الى الطبيب وكأنه سمع خبراً جيداً .. اقترب وهو يسأل عن اخته ..: علامها يا دكتور !..
اخبره الدكتور مابها كما قال لـ سالم .. ثم سأله الطبيب ..: انت شنو تقرب لـ المريضه ؟..
تميم براحه..: اخوها ..
الطبيب ..: اسم المريضه ؟..
تميم..: حنين بنت فالح .. بشر يادكتور معاد تشكي من عِله ؟..
الطبيب وهو يضع يديه على كتف تميم..: ارتاح اختك وصلت بسرعه عجيبه ونصف سلامتها بعد الله تكمل في مساعدة هذا الرجل لها .."قالها وهو يُشيّر لسالم"
الطبيب وهو يضع يديه على كتف تميم..: ارتاح اختك وصلت بسرعه عجيبه .. ونصف سلامتها بعد الله تكمل في مساعدة هذا الرجل لها .."قالها وهو يُشيّر لـ سالم"..
اقترب تميم وهو يُعانقه ويشكره .. تأسف سالِم وطلب المعذره لانه السبب اولاً في ما اصابها !.. تحدث تميم ..: انت من البدايه كان مالك شغل في مساعدتها .. لكنك ذيب .. وفعلتك والله انها تسوى كل شي عندي !.. انت حميت عرض اختي وتعمدت الحادث ولو انه في ضرر على نفسك !..
سالم ..: والله ماسويت الا الواجب .. ولانيب رخمةً عشان اشوف من يبغي العون واتركه !..
حاول تميم تقبيل رأس سالم ولكن سالم ابعده وحلف الا يُقبل رأسه .. ثم ذهب تميم ليُنهي اوراق اخته ويتحدث الى الطبيب .. بينما بقي سالم واقفً امام الباب .. حتى الان لا يشعرون بالأمان من فعل الرديئين !.. ويخافون ان يفعلوا شيئاً بغته ..
_________
دخلت اديم المنزل واخذت الأخبار وكل ما حصل من اسيل .. ذهبت وعانقت والدتها وهي تعلم انها تحمل حزنً عميقً .. وكما يجول في داخل اديم و منيره .. ان الرامي والخاطِف كُلها من افعال متعب .. فلا يعرفون رديء سيء الخُلِق غيره !..
_________
بقيت إلهام بجانب العنقاء التي ذهبت لتجلب لها الـ "عِصفر" كما هو معروف عنه يُحضرونه لمن خاف بشده وارتعب .. لـ يُهدأه ويطمأنه قليلاً كما ذُكر في سُنة نبينا .. احضرت الكاس واعطته إلهام وهي تقول ..:اشربي وتعوذي من ابليس !..
اخذت إلهام الكأس وهي تشربه وتدعوا الله ان يُطمئن قلبها ويشرح صدرها من ثِقل ما تحمل ..
سألت العنقاء إلهام ..: الي منع نفتح عليتس السياره اخوتس ؟ او زوجتس ؟ او يمدتس بصِله ؟..
تعجبت إلهام تساؤلها وعدم كبت فضولها وسؤالها بشكلً صريح .. تحدثت إلهام وهي تضع الكأس ارضً ..: لا ما يمدني بصِله .. ولا يقرب لي !.. "ثم سألت بفضولً تجهله"..: ليه ؟
العنقاء وهي تقف ..: مدري لكن خوفه الزايد لفت انتباهي ..
ثم ذهبت لـ تجلب سجادةً لـ الصلاه .. والتقرب من الرحمن ..
_________
اخبر الدكتور تميم انه يستطيع اخذ المريضه .. إصابتها ليست بذالك السوء وبإمكانِهم إخراجها .. اخبر تميم سالم انه سيأخذ اخته للمنزل وقال سالم انه اتصل واخبرته الشرطه انهم وصلوا الى مكان الحادِث واخذوا المُصاب وهو الأن في المُستشفى ومنعوه من الحضور لانه لن يستيقظ الا غداً .. وقرر الذهاب الى سند وفهد ومعرفة الحاصِل لديهم ..
__________
نائم في مجلس الرجال الصغير .. ومُتعب من الموضوع الذي يُحدثه ابيه به دائماً .. يُجبره عَليها وهو لا يُريدها .. ليس كُرهاً بها .. ولكن قلبه لم يهواها .. استيقظ على ضربة ابيه بالعصا في ظهره .. ليجلس بسرعه وخوف من طريقة ابيه المُعتاده في إقاظه .. تحدث ابيه بغضب وهو يراه لا يزال يدعك عينيّه ..: قم جعلك الوجع !.. لا صلاة ولا خير !.. قم صل مع العرب والجماعه !..
استقام ابنه و وقف وهو لا يزال يترنح في مشيته .. دخلت اخته بسرعه وهي قادمه من منزلها الذي هو اصلاً مُقابل منزلهم .. فقط تضع قطاءً على رأسها وتأتي لمنزل اهلها .. دخلت بسرعه وهي تُبعد الغطاء عن رأسها وتُحدث ابيها بسرعه وهي تُخبره بما رأته ..: يبه يا يبه راحت بنت عمي محمد !..
لف ابيها عليها بسرعه وهو مذهول من الخبر الذي تقوله..: ومن قال لتس ان بنت اخوي راحت يا مضيّو !..
مضاوي وهي تقترب من ابيها ..: صحيت زوجي ل الصلاه وطليت وشفت سياره قدام بيت جدتي وضحى وهي طالعه وتتكلم مع ولدين !.. وشكلهم ناوين شيّن جدي !..
لف الأب على ابنه الذي وضح عليه البؤس من الحديث الذي لا يُحبه .. وقال وهو يقترب من ابنه ويتحدث بغضب..: يارخمه يا ضعيف !.. تسمع ان بنت عمك بتروح وقاعدن لي هنيا !..
ابنه وهو يتحدث بِلا مُبالاه ويمشي وهو يتجهه لدورة المياه"وانتم بكرامه"..: يبه انت خابرن مالي غايتن فيها .. طالبك لا تبلشنا في بعض !..
الاب وهو يضرب ابنه بالعصا الذي اقفى منه ..: وجعن قاله ابوك .. بنت محمد واخر ذكرى لـ اخوي .. تهبى يا خسيس اخليها تروح لـ غير ولدي !..
مضاوي وهي تتحدث لـ اخيها ..: يا مسيلط !.. فكر زين ولا تخلي بنت عمي لغيرك!..
مسلط وهو يغضب من حديث ابوه وضربه له..: تدري يا يبه ان عابد ولد عمتي سلمى باغيها ويبيها !.. ليه تحدني عليها غصب !..
ابو مسلط وهو يقول اخر كلامه ويطلع مُتجاهل ابنه ..: علي الطلاق ان ما اقدمت وخذيت بنت محمد ان تطلع انت وامك من هالبيت !.. لا انت ولدي ولا هي ام عيالي !.. ويخسي عبيد ياخذها وعندها عيال عمها .. لا تزيد الحكي وهذا اخر الكلام !..
ثم خرج وترك خلفه مسلط ومضاوي .. لف مسلط على مضاوي التي لا تزال واقفه ..: الله يشغلتس ياربي عشان معد تطلين مع ذا البيبان وتراقبين البيوت ..
ثم خرج ليتجهز لـ الصلاه .. بينما كما هي العاده ارتدت مضاوي غِطائها مُتجاهله غضب اخيها وتعود لمنزلها ..
___________
اصرت الجده على فهد وسند ان يدخلوا لـ يُصلوا في مجلس الرجال لديها .. بينما ينتظرون الشرطه .. انتهى الجميع من الصلاه .. وخرج مسلط من المسجد وبرفقته عابد الذي لاحظ السياره الواقفه امام باب منزل جدته مما اغضبه واثاره لـ شعوره ان امراً لا يُحبه قد يحدث .. اقترب مسلط وعابد لـ منزل الجده وكان على اقترابهم خروج فهد وسند من المنزل ومعهم الجده .. عِندما رأتهم الجده عرفت مقصدهم من الحضور .. تقدم عابد وقال بغضب وهو يشير بيديه على فهد وسند ..: علمهم ويشهو يامه ؟..
الجده وهي تتقدم وتقف امامه..: علمهم مايعنيك يا عبيد !.. وعود وراك ..
اقترب عابد لـ فهد وسند وقال ..: قولي يامه ولا تخليني اقدم على فعلن تبغضينه !..
فهد بعدما رأه قد وقف امامه ويتحدث بأسلوب يُسيء له.. تقدم هو الأخر لـ يُصبح مقابل له وقريب جداً وقال..: ورني فعلك !..
امسك عابد بياقة فهد وقال مُهدداً ..: لا تقرب حريم هالبيت .. عشان ما تشوف الفعل الي بيدّك ضلوعك !..
امسك فهد بـ يد عابد وابعدها بقوه وهو يقول ..: قربت البيت وانت تشوفني طالعن منه .. دك ضلعي !..
اقترب عابد بغضب شديد وهو يلكم فهد بقوه .. مما جعل فهد يتراجع خلفه .. ولكن ردة فعل فهد كانت اقوى لـ يعود ويلكم عابد هو الأخر .. اقترب مسلط مُحاولاً مساعدة ابن عمته بلكم فهد .. ولكن يد سند التي سحبته وابعدته كانت كفيله بأن يدخل الأخران في صراع ايضاً .. لم تعرف الجده ماذا تفعل وهي ترى اربعة رجال يتضاربون امامها .. فهي عاجزه جداً عن مقاومتهم او ابعادهم .. دخلت بسرعه للفتيات في الداخل وهي تتجه لـ غرفتها الصغيره وتفتح صندوق كبير وترفع الشراشف التي به وتُخرج مسدساً صغيراً وتخرج به مُسرعه .. رأت كُلاً من إلهام والعنقاء توتر الجده وما تحمله بين يديها وهي خارجه .. ركضتا خلفها بعد ارتداء غِطاءً ساتراً .. خرجت الجده وهي تقف امام باب منزلها .. وترفع يديها لـ الأعلى وترمي ثلاث طلقات مُتتاليه .. توقف الأربعه من العِراك وهم يلتفتون برهبه من الصوت .. وكان وجه كُلاً مِنهم مليء بالكدمات والدم والخدوش .. صُدمت إلهام وهي ترى شكل و وجه سند المُتورم .. وخافت بشده لـ كونها ولأول مره تراه بهذا الشكل .. قام سند بالصد وهو يرى عيناها الدامعه وهي تراه .. اقتربت سيارة سالم ومعه سيارات الشرطه وسيارة الإسعاف .. نزل سالم بسرعه وهو يرى الأربعه وحالتهم التي توضح ماحصل بينهم .. اقترب وهو يقف مُنتصفهم .. ثم لف بنظره لـ سند وقال ..: خبري انك تقول معاد به شي وتنتظرون الشرطه !..
تحدث سند ..: وهذا الي صار لين جاو ذا الرخوم "قالها وهو يُشير لـ مسلط وعابد"..
تحدث مسلط وهو يمسح الخدش الذي عِند فمِه..: الرخمه هو الي يحتمي ورا الشرطه !..
تقدم سند له وهو يبعد سالم من امامه .. ولكن سالم لم يسمح له .. امسكه وقال وهو يسحبه ..: اكسر الشر !.. غايتنا هي بنت خالد ولا تسوي شي وحنا مابعد رجعنا الامانه!
نظر سند لـ الهام الي تقف بجانب العنقاء مُبتعدات عنهم ومُحتميات بالجده التي لا تزال تحمل المسدس بين يديها .. اخذ نفساً عميقً وهو يعود ادراجه .. تحدث عابد وهو يتجه نحو الجده ..: العنقاء ماتروح .. وتخسي لـ غيري تصير حليله !..
كانت العنقاء تقف خلف الجده وتمسع حديثه .. تحدثت وهي توجه عينيّها له ..: تخسي انت تخليني لك حليله .. واذا صرت لك بـيوم والله لأهدر دم شرياني !..
غضب عابد من حديثها .. وحاول التحدث وهو يرفع يديه بتهديد .. ولكن عصا الجده التي ابعدته وهي تؤلمه لم تجعله يكمل حديثه .. وقالت وهي لا تزال واضعتً طرف عصاتها على بطنه ..: ابعد ولا ماتروح ذا الشرطه بدونك !..
امسك مسلط بـ عابد وابعده .. وحاول بصعوبه السيطره على غضبه الفادِح .. لف سالم بنظره على فهد وقال ..: علمكم ويشهو !.. ماهيب خالصه مشاكل اليوم ولا ويش؟..
فهد وهو يرفع رأسه ويضع اصابعه على انفه مُحاولاً كبت الدم الذي بدا ينزف منه ..: نخلص من بلا وينطحنا بلا .. تكفى خل اليوم ينتهي ونقول لك العلم !..
لم يسأله سالم اكثر .. ولف لـ يُشاهد سند وهو يخبر الشرطه عن الذي جرى في الإختطاف .. وسيارة الأسعاف حملت المُصاب والذي يكون خاطِفاً ايضاً .. وبدأت بالتحرك الى المُستشفى ايضاً .. ذهب سالم واتجه الى ابنة عمته .. تحدث بصوتً حاني ..: انتي بخير ؟..
الهام وهي قد اطمأنت كثيراً وهي تراه قد حضر ..: تعبت وانهد حيلي .. ودني لـ ابوي !..
ذهب سالم بـ إلهام لـ سيارته .. تحت انظار سند الذي يحاول جاهداً ان يكون طبيعياً ..
_____________
وصل تميم للمنزل .. ودخل وهو يحمل حنين بين يديه .. رفضت ان يحملها ولكنه اصر ان لا يجعلها تمشي .. دخل المنزل وهو يقول ..: هيييي ياووولد ..
مُعلناً عن حضوره .. دخل وهو يضع حنين على الكنب تحت انظار الجميع .. ماعدا اسيل التي ابتعدت وذهبت لـ الداخل .. بكت نسيم وهي تُعانق حنين المُستلقيه .. تحدث تميم واخبرهم ما جرى وان إلهام بخير وبرفقة سالم وسند وستأتي بعد قليل .. ثم قال وهو يلف بنظره لـ ام سالم ..: اشهد بالله يا خاله انتس ربيتي .. لولا الله ثم فزعة النشمي سالم ماكانت حنين قدامي الحين !.. الشكر لله ثم ليمينتس الي عرفت تربي ..
ابتسمت ام سالم وشعرت بالفخر الشديد بإبنها .. الذي لا طالما كان رجلاً شهمً والجميع يشهد على شجاعته .. قالت بإبتسامه ..: ماعليك زود .. والي سواه ولدي واجب .. ومايستاهل الشكر والتقدير .. اليوم انتم بحاجتنا وبكرا بنحتاج وقفتكم ..
وقفت نسيم وهي تُقبل على ام سالم وتُقبل راسها وتشكرها بحراره .. تحدثت ساره وهي خائفه وقلقه على طِفلتها ..: عجلوا وجيبوا بنيتي .. معاد اقدر احتمل اكثر !..
تميم ..: ابشري وعلى خشمي .. 10 دقايق وهي بين يديتس..
ثم لف على اديم ورأى عيناها المُمتلئه .. واشار لها ان تخرج معه قليل .. خرجت وتوقفت في نصف ساحة المنزل .. قال وهو ينظر لـ دموعها ..: متى بتضحكين انتي ؟..
اديم وهي تمسح عيناها ..: اضحك وبنت خالي مدري وينها !..
ابتسم تميم وهو يسحبها لـ تُصبح بحُضنه .. قال وهو واضعاً يديّه حول ظهرها ..: بتزعلين بعد ؟..
ابتسمت بين دموعها ولم تُجبه وهي تُبادله العِناق ..
________
نعود قليلاً للماضي .. الى ما قبل 4 سنوات .. حيث كانت ام افنان دائماً تأتي وتجلس مع بنات أُختها المرحومه .. وفي كُل جلسة كانت تقول "جعل يسقى يا اختي و وصاتس" .. كانت تتساءل نسيم الحامل عن سبب قول خالتها لهذه الجُمله دائماً.. حتى اتى يوم وقررت سؤالها ..: يا خاله ويشهي وصاة امي ؟..
تحدثت ام افنان وهي تمسح عيناها التي تذكرت اختها ودمعت ..: اختي جعلني فداها .. كانت تقول لي ولدي لغير افنان بنت اختي بأذن الله ما يتزوج .. وكل ما تذكرت هالجمله دمعت عيني .. كيف انها كانت تبي الوصل بين الخوات وتمنع التفرقه !..
تأثرت نسيم بـ ذكرى والدتها .. ومرت الأيام ولا يزال قلبها مجروحا من حديث خالتها و وصية والدتها .. ذهبت واخبرت ابيها .. الذي قال اصلاً ان زوجته قد قالت ذلك من قبل .. وطلبت ان يرتبط اسم تميم بـ افنان .. اخبرت نسيم تميم وطلبت منه ام يُنفذ وصية والدته .. بالرغم من عدم رغبته ورفضه بشكل كبير ان يرتبط بـ افنان لعدم تقبُله وحُبه لها .. ولكن نسيم اتته من زواية مؤلمه .. الا ويهي والدته .. وانها اخر طلباتها وامنياتها .. انصاع تميم وتزوج واخذ افنان .. لم يقترب منها او يكون بجانبها .. لم يتقبلها بالرغم من مُحاولاتها الشديده .. حتى اتى يوم وتزينت وجهزت لتكون هذه الليله ليلتها .. وفي هذا اليوم قد عاد تميم مُتأخراً .. واقتربت منه ونجحت خُطتها وهي تجعله يقترب منها .. مرت سنه ولم تظهر معالم الحمل على افنان .. لم يفكر تميم بذالك على عكسها هي و والدتها .. اللتان شعرتا ان هناك شيئاً يمنع الحمل .. اخبرها تميم انه ليس مُستعجلاً ولا يجب ان يأتي الطفل الأن .. اصرت عليه ان يذهبوا لـ الدكتور ومعرفة سبب تأخر الحمل .. ذهبوا وطلب الدكتور تحليلاً وسيستغرق بضعة ايام .. اقترب يوم نتائج التحاليل .. وذهبت افنان برفقة والدتها .. عادت وهي تحمل بين يديها ورقة تُثبت عدم قُدرة تميم على الإنجاب .. صُدم تميم من ذالك وارهقه الخبر ..
واخبرته انها تُحبه وتقبل به مهما كان العائق الموجود .. ولكن هذا ليس كلامها بين جموع الناس والمجتمع الذي بينهم .. اخبرتهم انها بقيت معه لعدم قُدرته على اخذ غيرها اصلاً .. وانها تنازلت للبقاء معه لانه لا توجد فتاة ستقبل بـ عقيم لن يُكمل نِسله .. غضب كثيراً من حديثها والسمعه السيئه التي نشرتها عنه .. وطلقها وحلف يمينً انها تُحرم عليه .. وليس مُحتاجاً مِنتها وإستنقاصه .. فهو رجلاً لن تُعيبه كلماتً دنيئه من إمراءه مِثلها ..
_______
نعود للحاضر ..
امسك تميم بـ كتف اديم التي تحتضنه .. وقال وهو ينظر بعينّاها ..: رضيتي فيني وانا مليان بالعيوب .. اولها ما حشمتس وتاليها ما علمتس بالي ينقصني .. لكنتس يا بنت منيره رضيتي بي وقررتي تكملين حياتس معي .. وعلي الحرام يامن شلعتي قلبي ان اسعى وأفعل الي فوق طاقتي لين تصيرين ام عيالي وتنجبين من يحمل اسمي !..
ابتسمت اديم وهي تنظر إليه وقالت ..: انا مابي منك اطفال .. انا ابي رجال اسند عليه اكتفي وكل ما دمعت عيني حضن دمعتي وبدلها بإبتسامه .. النقص كلنا ناقصين والعطايا بيد القادر الرزاق .. "ثم ابتسمت وهي تقول وتبتعد عن حُضنه"..: وروح ولا ارجع الا ومعك بنت خالي .. لا تخلينا نعيش رهبة الخوف والفقد وهي بعيده منا !..
ابتسم وهو يبتعد ..: ابد ابشري وانتظروني ..
__________
امسك مسلط بـ عابد وسحبه وهو يبتعد عن تجمع الشرطه .. قال وهو يصرخ في وجه عابد المُصر على العوده وإكمال ما بدأ..: افهممم !.. بنت محمد لك غصبن عن الي يسوى والي ما يسوى !..خلك فطين واعرف متى تاخذها ولا تقدح والشرطه حولنا !..
عابد وهو يستسلم ويتحدث غاضبن..: والله لأجعلها زوجتي واعلمها كيف تهدر دم شريانها !..
قطع حديثهم آبو مسلط الخارج من المسجد ..: عرفت من الي قرب بنت عمك !..
مسلط وهو لا يُريد ان يتحدث ابيه امام عابد عن رغبته في اخذ بنت عمه..: ماغير عربن صايبهم ظرف ولا لهم نيتن ثانيه ..
ابو مسلط وهو يرى الضربات والخدوش الي تملأهم ..: وعدتوا مغلوبين والدم ماليكم ؟..
عابد ..: يخسون يغلبونا .. لو جدتي ما سوت الي سوته كان صار علمن ثاني !..
مسلط وهو يحاول إغلاق الحديث ..: خلونا من ذا المشاكل .. و ودي نسرح للعزبه ؟..
ابو مسلط وهو يدخل منزله ..: مالي نيتن في العزبه اليوم .. اذلف انت والعيال وشوفو ويش ناقص العزبه وشددوها شمال شوي ..
مسلط ..: ابشر ..
المستشفى..
استيقظ زياد وهو مُتألم من كتفه .. دخل خالد وفالح .. اقبل خالد على ابنه وهو يسأله بخوف ..: الحمدلله ع السلامه ياولدي ..
زياد وهو يحاول الجلوس ..: الله يسلمك يا يبه ..
فالح وهو يُمسكه ليستطيع الجلوس ..: الحمدلله ع السلامه يا ذيبان ..
زياد بإبتسامه ..: الله يسلمك يا عم .. والباقي وينهم واهلي ؟..
خالد بتوتر ..: كلهم في بيت فالح .. وينتظرونك تفتح عيونك ويجونك ..
فالح ..: تراك طولت وانت راقد واهلك تباطوك!..
زياد..: جعلني والله ما اذوق حزنهم .. دق عليهم يبه خلهم يجون ..
خالد ..: خل منك اهلك الحين مردهم بيجون .. من الي رماك ؟..
زياد وهو يأخذ نفس عميق ..: ماقلت لك يبه عن اهل اسيل ؟.. عن اخوها السكير وخاله ؟.. اخوها غدر فيني وجاني يبيني ارجع اخته وعييت ورماني وانحاش ..
فالح بصدمه من الأحداث المُتشابه ..: العالم ذولا علامهم علينا !.. يطعنون ويرمون ويبونا نطلق حريمنا !..
قطع حديثهم دخول الشرطه وهي تستأذنه لـ التحقيق مع زياد .. وقال رئيسهم وهو يسأل ..: وين سند بن فالح ؟..
فالح بـ ريّبه ..: ويش بغيتوا به ؟..
الضابط..: تعرفه ؟..
فالح ..: ولدي !..
الضابط ..: ولدك مطلوب لـ الشرطه .. لإستخدامه لـ السلاح بدليل وجود بصماته ..
زياد ..: انا من طلبت منه يرمي !.. وطلبت يرمي في رجل من رماني وانحاش !..
الضابط بـ جديّه ..:مافيه شرطه ومسؤلين ياخذون لك حقك !..
زياد ..: في ذيك اللحظه مافيه شرطه ولاني مخلي من رماني ينحاش ويتركني طريح !..
الضابط ..: طيب خلني اخذ اقوالك .. واحتمال تؤخذ بعد لـ السجن .. بسبب مساعدتك لـ سند بان يرمي !..
فالح بغضب ..: فيه شي اسمه دفاع عن النفس .. والولد تعمد الرمي على الساق لجل يعيق هروبه !.. وهذا ما يسمح لكم تاخذونهم وهم يدافعون عن انفسهم ويمسكون المجرم الي يرمي ويهرب!..
الضابط ..: انا الضابط وانا الي علي اخذهم .. وغير كذا فيه محكمه تقولون فيها هالكلام ..
دخل الدكتور وهو يسمع حديثهم .. واخبر الشرطه انهم ان يستطيعوا اخذ المريض .. بسبب العميله وانه لم يتماثل لـ الشفاء بعد .. فـ طلب الشرطي من فالح ان يُنادي ابنه .. وايضاً سيأتون من اجل زياد مره اخرى ..
عاد سالم بـ إلهام لـ منزل فالح .. وذهبت سيارة الإسعاف بالمُصاب .. وبعد إتصال فالح على سند .. سند وهو يُحدث فهد ..: ابوي يبيني للمستشفى!.. يقول ضروري ولازم نمشي الحين ..
فهد وهو يُحدث الجده ..: العذر والسموحه يا خاله .. لكن ابشري بالعوض وعادني بعود لتس !..
ثم ذهب لـ يركب مع سند وهو يرفض ان يستمع للجده ويرفض إعتراضها .. فهد بعد ما ركب مع سند..: ويش العلم ليه يبونك بسرعه ؟..
سند وهو يُحرك السياره مُتجه للمُستشفى..: مدري لكن صوته ماهوب طيب .. الله يستر !..
وصل سند وفهد للمُستشفى .. واستقبلت الشرطه سند وهي تُمسك به .. صرخ وهو يُبعد يديهم ..: ويش العلم ؟..
فالح وهو يقترب من ابنه ..: بصماتك على المسدس .. ولا ترتاع .. مير اجراءات عشان القضيه ..
سند وهو يُبعد يد الماسك به..: مانيب منحاش وخر .. ولا اخطيت عشان تهجمون علي كذا !..
خالد وهو يرى وجه سند وفهد تحدث مُتسائلاً ..: علامها وجيهكم ؟..
فهد وهو يقترب من خالد ..: صارت بعض المشاكل وحنا نمسك الخسيس !..
خالد بخوف ..: وصلتوا بنيتي للبيت ؟..
فهد وهو يُطمأنه ..: اي اخذها سالم .. تلقاها عند امها الحين ..
________
وصل سالم المنزل .. ونزلت إلهام بسرعه .. ركضت لـ الداخل وهي تبحث عن والدتها .. دخلت وهي ترى الجميع في الصاله .. وذهبت مُسرعه وهي ترتمي في حضن والدتها .. التي وقفت وفتحت يديها .. لم تستطع التحرك وهي اخيراً ترى صغيرتها امامها .. دخلت إلهام بـ عُمق حُضن والدتها وهي تبكي بصوتً طويل لأول مره .. تحدثت ساره وهي تبكي ايضاً وتُحاول تهدأتها ..: خلاص يا عيني انتي بحضني الحين ..
إلهام وهي تبكي كما الطِفله ..: خفت يا يمه والله خفت !..
ضلت ساره مُعانِقه لـ إبنتها .. حتى هدأت ثم ابتعدت عن الحضن وهي تحاول التخلص من اخر شهقاتها .. لم تستطع اديم التحمل وهي ولأول مره ترى إلهام بهذا الضعف .. واقتربت وهي تسحبها وتُعانقها وتبكي بُكاءً اشد من بُكاء إلهام .. وبقيّت إلهام تُهدأها بدل ان تُهدأ هي إلهام .. ابتسمت منيره وهي ترى صداقتهُن التي حدثت بسرعه واصبحت عميقه .. اقتربت إلهام بعد الإنتهاء من عمتها منيره وهي ترتمي في حضنها وتكسب قليلاً من حنانِها ودِفئِها .. ثم اقتربت اسيل وهي تأخذ حقها في العناق وتبكي بهدوء ..
اتصل خالد على سالم وطلب مِنه ان يُحضر زوجته وابنته وأخته وزوجة زياد للمُستشفى بطلبً من زياد الذي اصر على رؤيتهم ..
________
وصل سالم لـ المُستشفى ونزل الجميع مُتوجهاً الى غُرفة زياد .. ولكن استوقف سالم الشرطه التي تُمسك بـ سند وتأخده .. اقترب وهو يسأل عن السبب واخبره الضابط وهو يُلقي الإحترام بعدما عرف سالم الذي يفوقه رِتبه .. تحدث سالم لـ الضابط ..: تحقق معه وتخليه .. سند على مسؤليتي .. القضيه كانت دفاع عن النفس وانا بنفسي كنت حاضر الحادثه .. وراح اجيكم هناك بالقسم ..
ثم لف لـ سند وهو يقول ..: جايك انا هناك احتزم ولا ترخي دفاعك ..
ابتسم سند وهو يُقبل رأس سالم رُغماً عنه ..: اشهد بالله انك محزم .. وابد ماعلي خوف وانا مسند ظهري عليك ..
سالم وهو يُربت على كتف سند ..: ماعليك زود طال عمرك .. بشوف وضع زياد ثم بلحقكم هناك !..
دخل الجميع غرفة زياد بخوف ولهفه .. وكانت اسرعهم إلهام التي قفزت لحضنه وهي تبكي .. كانت في موقف لا تُحسد عليه وهي تتكيء على الجميع بدون اخيها .. شعرت بالخوف والسوء والرهبه وهي تخوض ذالك العِراك وهي بعيده عن اخيها .. وعِندما رأته الأن جميع المشاعر تبعثرت وتجمعت في عينيّها لتتناثر امامه وبحضنه .. تعجب زياد من ردة فعلِها المُبالغه وخاف من بُكائها .. قال وهو يُبعدها ويُمسك بكتفِها ..: انا بخير يا بنت !.. ويش هالدموع كلها !.. لو اني ميت ويش بتسوين !..
اسكتته ضربه قويه على رأسه من والدته التي تحدثت غاضبه..: اعوذ بالله منك .. لا تتفاول ياتسلب!..
ضحك زياد وهو يرى إلهام التي ابتسمت ..: اححح والله امزح .. بس شذا الخوف الزايد !.. ماغير خدش والحمدلله طيب وبخير .. كل هالدموع ليه !..
عانقته ساره وهي تقول بصوتً حاني..: قومك غالي وترخص الدموع له !..
ابتسمت منيره وهي تقول وتقترب منه وتُقبله ..: شوف غلاتك خلّت امك واخيراً تحن وتقول هالكلام ..
ضحك زياد وهو يقول ..: عزالله اني غالي ..
ثم اشارت منيره لـ ساره وإلهام ان يخرجوا .. لكي تستطيع اسيل اخذ راحتها مع زوجها.. خرجوا ولف زياد بنظره لـ اسيل الواقفه وقال وهو يبتسم ويفتح يديه ..: تعالي جعلني فدا هالعيون !..
اقتربت اسيل وعانقته وهي تبكي .. وقالت بين شهقاتها..: بحياتي ما خفت على احد كثر ما خفت عليك .. خفت ان الي طلعني من الضيق بيروح وبيزيد حياتي غبن !..
زياد وهو يُقبل جبينها ويقول بإبتسامه وحنيّه ..: انتي خابره اني مراح اروح واخليتس !.. انا معتس لين ربي ياخذ امانته .. ولا تفكرين بالشين والي يتك الخاطر ..
اسيل وهي تمسح عينيها ..: تكفى لا تتركني بهالدنيا لحالي .. انا بدونك مكسوره !..
زياد بغضب ..: انتي بي وبلياي قويه ولا انتي مكسوره !.. لا تقولين هالكلام وتنهزمين لـ الضعف !..
ابتسمت اسيل لـ وجود هذا الرجل لديها .. ابتسمت ابتسامه كبيره وهي سعيده لإقتران اسمها بهذا السند
__________
اصبحت الساعه 9 صباحاً .. عاد فهد للمنزل وهو مُتعب ومرهق جداً .. دخل المنزل على خروج اخته ريم التي كانت مُرتديه ومتزينه لـ الدوام .. قالت وهي ترى وجهه ..: ول ول !.. توك تجي الحين و وجهك تسذا !..
فهد وهو يراها تخرج ومُتعب حتى من الحديث ..: وينتس رايحه ؟..
ريم بعد إرتداء عباتها ..: اليوم اخر اختبار .. وبعدها واخيراً تبدا إجازتي .. وبعدين صدق شفيه وجهك ؟..
فهد وهو يدخل ..: والله مافيني حيل اتكلم .. امي واعيه ؟..
ريم ..: اي بالصاله .. وحاول تروق قبل ارجع .. لاني بستلمك تحقيق ..
قالتها ثم خرجت .. دخل فهد وهو يرى والدته جالسه وبجانبها فطورها .. اقترب وهو يستلقي ويضع رأسه في حُضنها وقال بصوت طويل ..: ااههخخ يالراحه .. قسم بالله اني اشوف كل شي اثنين ..
ام مطلق وهي تلمس الكدمه التي عِند انفه ..: شقوم خشمك مفقوع !..
فهد وهو يبتسم من كلِمتها ويضع يديه على انفه ..: ليتها جات ع خشمي وبس .. حتى قلبي ظني انه انفقع..
ام مطلق ..: بسم الله على قلبك .. علامك ويش صاير ؟..
بدأ فهد بإخبار والدته بكُل ما حصل .. اولها إختطاف الفتيات واخرها إمساك الشرطه بـ سند .. شهقت ام مطلق وهي تقول ..: كل ذا صاير وانا متكيه وراقده في بيتي !..
فهد وهو يجلس ..: الحمدلله يا يمه كل شي زين الحين معاد به شي يقلق .. مير ودي ارقد شوي اريح ذا الراس ..
ام مطلق وهي تقف..: اصبر قبل ترقد خلني اعقم ذا الجروح ثم روح ..
وذهبت لـ تجلب ما يُساعدها في تعقيم جرح إبنها .. وبقي هو واستلقى وهو يضع يديه على عينّه ولسان حاله يقول ‏"‏يا غزالً علق الوسم في قلبيّ وراح"..
___________
اخبر خالد زوجته واخته عن الشرطه وإمساكهم لـ سند وانها ستعود غداً لـ التحقيق ايضاً مع زياد وبإحتمال إعتقاله لـ كونه من امر سند بأن يستخدم السلاح ويرمي .. إستأت ساره ولكن تهدأة زوجها لها وإخبارها ان القضيه ستكون قريبه من سالم وهو من يُراقبها قد طمأنتها ..
______
صباح اليوم التالي .. الساعه 8 صباحاً ..
ولا تزال عائلة خالد وام سالم موجودين في منزل فالح .. لايزال من الصعب ذهابهم تحت هذه الظروف التي ابت ان تنتهي ..
ذهب تميم لمركز الشرطه عِند اخيه لمعرفة ماحدث وما التطورات التي حدثت في القضيه .. وذهب كُلاً من خالد وفالح عِند زياد في المُستشفى .. جاءت الشرطه لـ المُستشفى وهي تأخذ اقوال زياد ..
الضابط ..: طاحت القضيه الي كانت عليك .. ومعاد انت مطلوب ..
زياد بتعجب ..: وليه ؟.. امس تقول اني ادخل بالقضيه بسبب امرني ل سند انه يرمي !..
الضابط وهو يقف ..: المتهم سند نفى امرك له .. وقال انه رمى بإرادته ولم يطلب منه احد !..
زياد بغضب وهو يقف ..: لا والله اني قايلن له !..
الضابط ..: تم تثبيت الأقوال وسند يعترض بشده على امرك له وانها بإراده تامه منه ..
زياد بغضب ..: مهوب صحيح وبروح اقابله !..
فالح وهو يمسك زياد ..: اقضب الارض وخل القضيه تمشي كذا عشان تخلص !.. وسند ما سوا كذا عشان تعترض وتجيه بالسجن .. وتراك مصاب وعادك ما سليت!..
زياد ..: إصابتي في كتفي !.. ماهيب تعيق ممشاي ولا هي مانعتني من مواجهة فعلتي !.. انا طلبت منه يرمي وانا الي فتحت عليه هالقضيه كلها !..
لم يستطع خالد وفالح إمساك زياد الذي اصر على الذهاب ومُواجهة سند واخذ نصف التُهم منه لعدم تقبله ان يخوض سند كل هذه المشاكل بسببه ..
______
مركز الشرطه ..
دخل تميم على سالم في مكتبه .. وجده يُحدث احد الضُباط .. طلب سالم من الضابط الإنصراف عِندما رأى دخول تميم .. اقترب تميم وجلس على الكرسي مُقابل سالم الذي بانت على وجهه بعض ملامح العُبس .. قال ..: وجهك ما يبشر بخير ..
سالم ..: سند نسب القضيه كلها عليه !..
تميم بعدم فهم ..: كيف ؟..
سالم ..: قال انه رمى بإرادته وماكان امر من احد !.. وهالشي بيزيد القضيه عليه ثقّل !..
تميم برضى عن فِعلة اخيه ..: والي سواه زين .. زياد مصاب ويده عاسرته وفعلة سند بتهون عليه !..
سالم بإبتسامة فتور ..: هذا اذا زياد الي اعرفه بيمشي الوضع كذا .. مانيب ولد منصور ان ماجاء وقلب كل شي ونسب القضيه له !..
تميم بتأفف ..: والحل ؟..
سالم ..: الحل ان الخاطفين صحوا تو المُستشفى دق علي .. بنروح ونشوف علمهم وهقوتي ان الخاطفين هم نفسهم الرامين..
تميم بإبتسامة راحه ..: زين حيّه .. هذا الخبر الي كان المفروض تعطيني اياه ..
قطع حديثهم دخول زياد وبرفقتة خالد وفالح .. قال زياد بغضب وهو يدخل ..: سالم انت شايف اقوال سند ؟.. انا الي امرته !.. ليه يقول انه هو !..
تميم وهو يُمسك زياد ويُجلسه .. قال ..: انت ما تشوف إصابتك ؟..
زياد بغضب وهو يقف ويُبعد تميم ..: تراها في كتفي !.. ماهيب في رجلي ولا قلبي ولا مكانن يعيق حركتي !.. خدشن بسيط في طرف الكتف !..
خالد بغضب وهو يُحدث إبنه ..: قصر صوتك واحشم الرياجيل !.. لا تنافخ وهم مسوين هالفعل عشانك !..
زياد وهو يمسح بيده السليمه وجهه ويقول مُحاولاً الهدوء ..: عيال فالح مطاليق .. ورياجيلن تشهد لهم المواقف !.. مير اني مابي ادخله قضيتن تخصني انا وانا الي فاتحها على راسه !.. تكفون افهموني ولا تحملوني هالهم !..
سالم ..: طيب بطلب من الضابط يجيب سند .. وتفاهم انت وياه .. "ثم لف بنظره لـ خالد وفالح ".. : اجلسوا وارتاحوا لا تتعبون نفسكم بالوقفة ..
وماهي هي الا 10 دقائق حتى دخل الضابط بـ سند .. تحدث سند وهو يرى زياد ويفهم الحاصِل ..: والله ما تقول شي !..
زياد وهو يقف ويحلف ..: علي الطلاق ان اقول .. والرامي انت وانا من طلب منك وحدك !..
اسكت تميم سند ومنعه ان يتحدث وهو يقول ..: الرجال طلق !.. خلاص انتهى الموضوع ..
فالح ..: وقف النقاش وهنا ينتهي .. تروح وتغيّر قولك .. خلوا القضيه تنتهي ولا تطولونها زود !..
سالم وهو يأخذ زياد وسند ..: امشوا خلصونا من ذا السالفه .. والخاطفين صحوا وعادنا بنحقق معهم ..
زياد بتعجب ..: اي خاطفين !..
إرتبك الجميع وهم يعلمون ان زياد لا يعلم .. وخالد خائف من معرفته لانه يعرف ابنه جيداً .. قال وهو يحاول تفادي غضبه وإنفعاله ..: اثنينً جاو خذوا بنت فالح واختك .. لكن الحمدلله الشجعان شرواك لحقوقهم ورجعوا لنا بناتنا سليمات !..
زياد بغضب وهو يتذكر ..: عشان كذا كانت إلهام تبكي وتشهق !..
خالد ..: بكت وشهقت على سلامتك وشوفة محياك .. والحين خلنا ننهي ذا الاقوال ثم نروح ونشوف وضعهم و ويش غايتهم !..
خرج زياد برفقة سند وسالم وهو غاضب جداً .. ويشعر بحرقةً وحرارةً تسري بدمه .. يشعر بأنه يغلي ولن يُطفيّ غليله الا اخذ حق اخته وان يدفع من جعلها تنزف كل تلك الدموع ثمن قطرات عينيّها ..
انتهى سالم من اخذ اقوال زياد وسند وتغيير التي قبلها .. ثم اخرجهم على مسؤليته .. واتجهوا جميعاً لـ المُستشفى ما عدا تميم الذي طلب منه والده ان يعود للمنزل وحماية الحريم من اي غدرةً اخرى .. وذهب مُتجهاً للمنزل ..
______
في منزل فالح ..
استيقظ الفتيات وذهبوا لـ تجهيز مائدة الإفطار من دون حنين التي منعت نسيم مُشاركتها لهم في العمل بسبب إصابتها .. قامت اديم بتضبيط الكرك و وضعه على سُفرة الفطور .. والباقيات ابدعن في تجهيز اكلات مختلفه ومُميزه .. وانتهى الجميع واجتمع على السفره "ام سالم و منيره و ساره و نسيم وبحضنها سيف و حنين و الهام وبحضنها تركي و اديم و اسيل".. كانت سفره جميله بأفرادها الكُثر .. وابتسمت نسيم وهي تقول مُحدثه الجميع ..: والله ان فرحتي ما توصف وانا اشوف هاللمه والجمعه مع بعض .. لأول مره احس بالحياه وانا اكل واستلذ بلقماتي.. سفره دافيه ومُطمأنه نفسياً.. "ثم قالت : اخر مره كانت السفره مليانه ودافئه يوم كانت امي بينا ..
تحدثت منيره وهي تُمسك بكتف نسيم وتمسح عليه ..: امسحي هالدمع ياعيوني .. ربي اخذ منتس ام ورزقتس بأربع امهات .."قالتها وهي تُشير على ام سالم وساره"..
لم تستطع حنين تمالك نفسها وبكت فجاءه .. ولكن ام سالم التي تجلس بجانبها اسرعت وهي تُمسكها وتضع رأسها بحضنها وتقول ..: بسم الله عليتس من الشهقه والبكى .. يالله عسى هالدموع ما تنزل الا من فرط الفرح ..
ابتسمت ساره وهي تقول ..: من مبطي وهن بناتنا وحنا لهم حضن دافي .. وخلوا منكم الحتسي الي يبكي وخلونا نفطر قبل تبرد العيشه ..
ابتسمت اسيل التي اصلاً منذ دخلت هذه العائله وهي تشعر نفسها بين يدي دفيء والدتها .. عائله تمنح الحنان والرحمه للجميع دون مُقابل ..
ابتسمت إلهام بعد حديث والدتها وقالت. بضحكه ..:شكل امي جويعه خلونا ناكل ..
اديم وهي تصب كاسات الكرك ..: والكرك الي من يدي يدفيء ويمحي الضيق ..
حنين وهي بدأت تهدأ..: خفي علينا يالوتر!..
لم تنتهي جملتها حتى ضحك الجميع عليهن .. لم تكن الجلسه دافئه فقط بل ملأتها الراحه والإطمئنان وشعور كبير بأنك لست غريب ..
__________
وصل تميم المنزل ونزل وهو يرى هطول المطر الغزير الذي بدأ بتبليل شِماغه وثوبه .. وضع يديه على شماغه وهو يُمسكه وبيده الأخرى يرفع طرف ثوبه ويركض للمنزل ويصرخ لمن في الداخل ..: ابشروا بالغيييييث .. اطلعععوا ..
في الداخل سمع الجميع صراخ تميم .. وقفوا وخرجوا ما عدا الهام واسيل اللتان لا تحلان لـ تميم .. خرجت منيره وهي تقف منتصف ساحة المنزل وقالت بصوت طويل ..: يااالله ياربي لك الحممد ..
اقترب تميم وهو يُقبل راسها وقال ..: اعلومتس يا عمه ..
منيره وهي لا تزال تستشعر رحمة الله ومواساته ..: بخير يا وليدي .. واعلومكم انتم ويش اخر الأخبار ؟..
بينما كان تميم يُخبر منيره عن الاخبار .. كانت ساره وام سالم يقفون في زواية بعيده قليلاً ويرفعن يديهُن يطلُبن الله من فضلِه وخيره .. وبالقرب من تميم ومنيره كانت حنين واديم يقومن بفك شعورهن ليتغلغل المطر بداخله ويستمتعن به .. والوحيده التي لم تشعر بالمُتعه هي نسيم الخائفه على صغيراها من المرض وكثرة التبلل.. انتهى تميم من الحديث مع منيره والتفت وهو يُمسك سيف وتركي ويقول مُحدثاً نسيم ..: يا بنت مطر وخير ورحمةً من ربي ليه تغثينهم ؟.. خليهم يركضون ويستانسون ..
كادت نسيم ان تتحدث ولكن قطع حديثها منيره التي قالت ..: المطر مهوب دايم يشوفونه ويركضون تحته.. خليهم يحتفظون بذكريات ولحظات حلوه تحت غيث ربي ورحمته ..
ابتسمت نسيم وهي تقول ..: معاد لي كلمه خلاص .. "ثم لفت بنظرها على تميم وهي تقول"..: طيب ماودك تدخل المشب ولا تبعد عشان يطلعون البنات ..
منيره وهي تتذكر..: يوه نسيناهم !..
تميم وهو يلف ..: واضحه الطرده .. خلاص بدخل المشب .. ولامن بغيتوا شي تراني موجود ..
نسيم بإبتسامه ..: لبى روحك .. ابشر ..
ثم ذهب ودخل المشب ولفت منيره على نسيم ..: شكله زعل !..
ضحكت نسيم وهي تفهم اخيها ..: لا والله ماحوله زعل مير يمزح ..
صرخت اديم وحنين وهُن يُنادن على الهام واسيل .. خرجت إلهام وبيديها كاس كركِها ..: الله يالجو .. يالله يارحمن بلطفً وخير من عندك ..
وفي كُل زوايةً من المكان تقِف إحداهُن ترفع يديها لـ ربً يُجيب دعوة الداعي ويسمع من يرجيه ويطلبه من رحمته ورِزقه وعطفً وانشراحً مِن عِنده ..
دخلت اديم على تميم في المشب وهي مُبلله اقتربت مِنه وهي تقوم بيأس مُحاولة لملمة شعرها القصير الذي اصبح بارداً على عُنقها .. قال تميم وهو يراها تُقبل عليه ..: اقبلي وتفداتس الحظوظ القشر .. وجحاف السنين .. اللي ماخلت فيني من الأمال غصنً ولا ورق ..
ابتسمت اديم بخجل بان من وجهها الخجول وجلست بجانبه .. تحدثت بهدوء ..: شنو الحظوظ القشر وجحاف السنين .. وشنو السبب الي ما خلا فيك امل ؟..
تميم وهو يمسك بيديها ويسحبها لـ تكون قريبه مِنه ..: لا تنشديني عن شي وانتي للحين تقعدين بعيد عني .. وبعدين خلّي الشين يروح بشينه .. وخلينا بحلو لحظاتنا نفرح ..
اديم وهي تقف ..: طيب افطرت ؟..
تميم بإبتسامه ..: يعني بتسوين لزوجتس فطور ؟..
اديم ..: اذا يبي بسوي له ..
تميم وهو يُجلسها ويمنع ذهابها ..: مايبي فطور يبيتس انتي .. وتراتس ترجفين امسكي ذا الفروه ودفي عمرتس ..
اديم وهي ترتدي الفروه لفت بنظرها له وقالت بصوت هاديء ..: طيب بطلع عند البنات احس احراج اجلس هنا وهم برا .."قالتها وهي تقف"..
قال تميم وهو يسحبها لتكون في حضنه ..: لا مايكفيني معتس بعض الأوقات .. خلي التغلي عنتس لاصرتي غاليه .. ان كان وقتتس من ذهب بشري لحظات .. اسمع بها صوتتس ويرتاح بالي .. "ثم اردف بعدها وقال"..: ماتحسين اني اسحبتس واقعدتس كل شوي ؟..
ابتسمت اديم بحياء واضح وهي تنزاح عن حضنه وتجلس بجانبه .. ثم قالت ..: الكلام الحلو الكثير يشتتني ..
تميم بإبتسامه ..: تعرفين تبثين السم علي بس ماتعرفين تعطيني من الحكي الزين ..
ابتسمت وقالت وهي تُبعد يديه عن بعضها وتنغمس في حضنه ..: والله أني حبيتكَ رغم مخاوفي من هالحُب ‏..
ابتسم تميم ابتسامه كبيره وهو يُبادلها العِناق .. يُعطيها من الأحاديث الكثيره .. ولكن هي بجملةً واحده جعلته يتغيّر من كونهِ تميم المُعتاد ..
_______
'بيت ام مطلق'..
استيقظ فهد واستعد واستحم ثم نظر إلى ساعته فوجدها الـ 10 صباحاً .. اخذ هاتِفه وهو يتصل على اخيه مطلق ..:الو.. واعي ؟..
مطلق وهو في منزله عند زوجته وطِفلته ..: اي ويش عندك ؟..
فهد ..: ابي الشاص عندي شغله ..
مطلق بتساؤل..: ليه وسيارتك ؟..
فهد ..: ابي سيارةً بها صندوق بحمل لي اغراض وسيارتي ما تنفع ..
مطلق..: خلاص بعطي المفتاح مهوي وبتجيك ..
اغلق بعدها وخرج فهد وينتظر ابنة اخيه الصغيره تُحضره مفتاح السياره .. نزلت مهوي الصغيره وهي تركض وتحمل بين يديها مفتاح سيارة ابيها .. اقتربت وهي ترتمي في حضن عمها .. ثم قالت وهي تعطيه المفتاح ..: بلوح معك ..
فهد وهو يُقبلها..: بروح مكان بعيد .. بعدين بتروحين معي ..
مهوي وهي تُعاند ..: الا بلوح معك ..
فهد بيأس ..: يالله مشينا ياعلة زماني ..
ركب فهد السياره وبجانبه مهوي التي فتحت نصف النافذه واخرجت يديها وهي تجمع بها قطرات المطر .. صرخ فهد عليها ..: يا سلقه دخلي راستس لا تطيحين ..
ادخلت مهوي رأسها وهي لا تزال مُخرجةً يديها .. وصل فهد الى سوق الغنم ونزل وهو يحمل مهوي .. اقترب من سودانيّ يبيع اشبك لـ حوش غنم .. وإشترا ما ينقصه ثم توجه الى احد الشباب الذي يبيع الغنم واشترا خمسةً من الاغنام وهو يتخيّر نوعاً مُحدداً يريده .. انتهى وقام بتحميلها كُلها في صندوق السياره واتجه نحو مكان في رأسه ..
___________
وصل سالم ومن معه وبعض الشرطه للمستشفى .. وصلوا امام الغرفتان اللتان تحمل بداخلها رجلان قد زعزعا امان هذه العائله .. لف بنظره على سند وزياد وقال قبل ان يدخل ..: ابي ادخل واخلص القضيه بدون اي شي يعيّق الوضع .. تعطوني كلمه ؟..
سند وهو قد فرغ غضبه وانتهى واصبح الان هادئاً..: ابشر .. مالك الا الي يبيض وجهك ..
سالم ..: تبشر بالجنه .."ثم لف بنظره على زياد الذي لم يتحدث وقال وهو يوجهه حديثه له ..: عطني علمك ؟..
زياد وهو لا يزال يشتعل ولم تنطفيء نيران غضبه ..: تبي الصحيح ولا من جنبه ؟..
سالم بغضب وهو يفهم ما يقصد ..: ابي الي يبرد قلبي !..
زياد وهو يصد ..: اعذرني الحين ماعندي شيّن يبرد قلبك..
لف سالم على عمِه خالد في معنى ان يُسيّطر على زياد .. تحدث خالد لـ سالم وقال ..: هو خابرن ضيقتي .. وان بغى يقدم على الردا يتحمل نتايج فعايله ..
لف زياد بنظره على ابيه وقال ..: والي صار ل الهام هيّن ؟..
خالد لـ ابنه ..: بنتي ماهيب هيّنه و ولدي مهوب هينً عندي .. حق الهام خذوه سالم وسند وفهد .. وعاد الشرطه بتاخذ حقها بعد .. لا تعسرها وهي يسره ..
صمت زياد ولم يُجب .. لم يفهم احد ما مقدار الغضب الذي بداخله .. يشعر بالغيرة على اخته .. كيف لرجلاً غريب ان يُمسكها ويذهب بها ويُرعبها .. كيف تجرأ على مسِها وكأنها لا تملك رِجالاً خلفها ..
تحدث فالح وهو يحاول إنهاء ما يحدث ..: خلونا ندخل ونخلص .. نبي يجي بكرا والقلوب راضيه ..
فتح سالم الباب ودخل وهم خلفه .. اقترب و وقف امام الطريح على الفِراش .. وعلى وجهه ترتسم ملامح التعب والإرهاق .. ازاح زياد سالم من امامه ليرى الرديء الذي تجرأ على مسِ اخته .. ولكن ما رأه زاده غصبً وجعله يشتعل بناراً يصعُب إطفاءها .. انحنى زياد عليّه وهو يُمسك بيده السليمه ياقة الطريح ويقول ..: الله لا يوفقك ما ارداك .. لا انت بالي قدرت تحفظ عرض اختك وجايّن تقرب اختتيييي !..
امسك سند بـ زياد وابعده وهو يرى الغضب من خالد على ابنه .. تحدث خالد على سند وقال بصوتً طويل ..: هذا الكلام معه ضايع !.. اسحبه وابعده من هالغرفه !..
سحب سند بقوه زياد .. حاول بصعوبه إخراجه من الغرفه .. وضل زياد يصرخ بإنه لن يرحمه .. لن يجعل بهِ دماً يسري .. سوف يجف دمه وهو السبب في ذالك .. خرج سالم من الغرفه وهو يُقبل على زياد الذي لا يزال يُزيد في حديثه وتهديده ولا يُنقص .. اقترب وهو يُمسك بيديّه فك زياد ويصرخ في وجهه ..: انت ما تثق فيني ؟.. انت شايفني ما اقدر اكسر ضلوع الي قرب من بنت عمتي ؟.. الهام ماهيب هينتن عندي وفعلته عليها لا تحسبها بتمر علي مرور الكرام .. ان كان لي عندك شيّن من المعزه ثق فيني وخلني اخذ الحق بطريقتي !.. خلني اخليّه يتمنى الموت ولا يلقاه !..
ثم ابعد يديه من فك زياد الذي ارتخت ملامحه وصرخ بغضب وهو لا يستطيع تقبل ماحصل لـ اخته .. خانته عيناه وهي تخرج دمعاتِها العاجزه لتصُب على خده .. وضع يده على عيناه وهو يتكيء برأسه على كتف سالم المُقابل له .. لم يكُن مجرد سالم .. كان اخيه الأكبر وحاميه ودرعاً سميكاً لا يستطيع احداً إختراقه .. جميع ما حصل كان تحت مرأى اعين سند .. الذي كان حديث سالم عن إلهام قوياً وكأنه سهماً حاداً انتصف قلبه وتمركز به ..
وصل فهد لـ المكان الذي يُريده .. نزل واتجه لـ مهوي وهو يأخذها بين يديه .. بدأ بتنزيل ما يحمله في صندوق سيارته .. اقترب من الشبك المُهتري والذي تأذا من حادث امس وقام بسحبه وإبعاده واخذ الجديد الذي احضره وهو يضعه محله في نفس الترتيب الذي قبله .. كانت مهوي الصغيره تُحاول مساعدته وهي تسحب معه .. وتركض خلف الغنم وهي تسحبها بشعرها لتُقربها الى الشبك .. رأها فهد وصرخ عليها ..: يامهيّه يا عله .. جفلتيها!"اخفتيها"..
تركت مهوي الغنم وابتعدت وهي ترى غضب فهد عليها الذي قام برفع نصف ثوبه ويربطه على خصره .. وبـ شِماغِه الأحمر يعصب رأسه ..
______
استيقظت الجده .. وتوضأت لـ تُصلي الضحى قبل اذان الظهر .. طلبت من العنقاء ان تفرش فرشةً في الخارِج عِند شبك غنمها وتضع فِطارها لأنها ستبقى جالسه هُناك خوفاً الا تهرب الغنم بسبب شبكِها المُهتري .. والجو ماطِر بشكلً جميل ولا تود تفويتّه .. اخذت العنقاء الفرشه وحملتها وهي تضع شالاً على رأسها .. فهي وكما هي العاده لا يوجد احداً في الخارج الان .. وضعته إحتياطاً من عبور احدً من بعيد .. فتحت الباب وخرجت وهي تُمسك بين يديها فرشةً حمراء .. ولكن استوقفتها الصغيره التي تركض امامها بثوبها الروز الذي بدأ جذابً عليها وشعراً قصيراً مُبعثراً .. اقتربت من الصغيره وهي تضع الفرشه بجانبها وقالت تُحدثها ..: من وين جيتي ! ..
الصغيره وهي تُبعد شعرها الذي يدخل في عينّاها ..: جيت مع عمي فهد .." وقالت بضحكه"..: ومعنا عنم!..
العنقاء بإبتسامه ..: عنم ؟..
ضحكت مهوي بـ براءه وهي تُشير الى شبك الغنم وتقول ..: اي نفث هذي ..
لفت العنقاء بنظرها لـ المكان الذي اشارت اليه الصغيره .. ولكنها رأت رجلا يقف بعد جلوسه من خلف الغنم وهو يسحب الشبك ويركبه .. من الواضح انه لم ينتبه لها وكان مُنسجمً في عمله .. وقفت لتذهب ولكن الصغيره صرخت وهي تناديه ..: فهههددد ..
لف فهد بخوف من صُراخها المُفاجيء .. ولكنه رأى الفتاة وهي تضع شالاً على رأسها ترتدي "جلابية" واسعه .. ركضت بسرعه وهي تراه يلتفت إليها ودخلت المنزل .. ظل فهد ينظر لـ مكان وقوفها .. وماهي الا لحظات حتى إنرسمت إبتسامه كبيره على وجهه .. ركض وهو يقترب من مهوي ويحملها بين يديه ويقبل خديها بقوه .. ويقول وهو لا يزال يضحك ..: يالبى عينتس .. والله اني داري انتس وجهه خير ..
صرخت مهوي وهي تُبعده هو وقُبلاته وقالت بتضايُق منه ..: وحر قطعت حدودي !..
ابتسم فهد وهو يضعها ارضاً ويقول ..: جعلني اكل حدودتس..
..
دخلت العنقاء واغلقت الباب بقوه و توقفت وهي تضع يديّها على خدها .. قالت في نفسها ..: ياويلي هذا الي نط فوق الجدار امس !..
ثم سمعت حديثه وهو يتحدث مع الصغيره .. قالت بغضب في نفسها .. : يويلي يفرح وهو يشوف بنات الناس !!..
خرجت الجده وهي ترى المُتشبثه بالباب .. قالت وهي تقترب منها ..: علامتس متعلقتن في ذا الباب ؟..
العنقاء وهي تقترب من جدتها وتقول بصوت قصير ..: يامه اطلعي شوفي من الي برا !..
الجده بغضب ..: لا يكون عبيد ومسيلط !..
العنقاء ..: لا يا يامه .. الي امس سوو حادث بالغنم !..
الجده بغضب وهي تخرج ..: ياويلي لا يكون عودو يثعون بغنمي !..
خرجت الجده وهي ترتدي كما هي عادت كُل عجوزاً بدويه "شال اسود تلف به رأسها وبرقع طويل يصل الي صدرها .. وثوب بـ دقة مُزينةً اكمامه بسحاب ".. اقتربت وهي ترى فهد وطِفلة صغيره بداخل شبك غنمِها .. قالت وهي تضرب بعصاتِها طرف الشبك ..: ماراح الشبك كله امس وجاي اليوم تعدمه؟؟..
لف فهد على الجده وابتسم وهو يرى غضبها .. قال وهو يقترب ..: حرام عليتس .. قايل لتس ابشري بالعوض ما قلت ابشري بالثعي فيه!..
قالت الجده وهي تنظر له بريّبه ..: ويش انت مسوي ؟..
تحدثت الصغيره وهي تسبق عمها قبل ان يتحدث ..: سوينا ثبك جديد .. ودحلنا هنا عنم !..
قالت الجده لـ فهد بعد النظر لـ مهوي ومحاولة فِهم ما تقول ..: ويش تقول ذا النقطه !..
فهد بضحكه..: تقول جددنا الشبك الي خربناه وجبنا غنمً عوض عن الي دعسناها!..
نظرت الجده لـ مكان الشبك الجديد ثم لفت لتنظر الى الغنم الجديده .. صمتت لثواني ثم قالت وهي تُشير بعصاتها على المكان الذي تتم تعبئته بالماء لترتوي الغنم ..: افتح الهوز في ذا الحوض خله يعبي ماء ..
ابتسم فهد وهو يرى تقبُلها لِما احضر .. ذهب وفتح الماء وقام بتعبئة "الحوض" وتجمعت الغنم عليّه وبدأت تشرب .. وبدأت اوامرها في "اسحب ذا وحطه هنا .. لعنبوك خل الشبك وركبه هنا .. تعال اسحب حوض البرسيم وحطه فالزاويه ذي ".. نسوا كل شي وبدأو في ترتيب شبك الغنّم .. استمتعت الجده وهي ترى احداً يُلبي طلباتها ويعمل بإجتهاد في مُحاولة إرضائها .. ولم يكون الشعور مُختلف عِند فهد الذي فرح وهو يرى شعورها السعيد بمُساعدته وتطلب منه فعل كُل شي وكأنه إبنها .. خرجت العنقاء بعد إرتداء برقعها كما تربت لدى جدتها .. في ارتداء البرقع والشال الطويل الذي يلفها من كُل الجهات .. وتحته جلابيةً واشعة طويله لا تُثير او تُلفت الأنظار .. وعلى قدامها ترتدي شرابً يُخفي بياض اقدامها .. نظر فهد نظرةً سريعه وهو يلحظ التي خرجت مُتستره .. فتاة تُبعد النظرات عنها بـ لِباسها المُحتشم الذي ميّزها عن غيرها .. وطريقة سِترها تُبيّن انها تربت على يد إمراءه كبيره .. إمراءه تعرف الدين الحق والصحيح ولا تتغير طريقتها في اللباس مهما تطور العالم والمُجتمع وغيروا من مبادئهم الأصيله .. لم يُطيل فهد النظر وابعد عينيّه بسرعه .. واحترم إعتزازها وحيائها .. قامت العنقاء بفرش الفرشه التي تركتها خلفها .. و وضعت الفطور عليه .. وقهوة الجده .. ثم دخلت ..
لاحظت الجده انها اتعبت فهد كثيراً بالرغم من عدم إظهاره لـ ذالك .. قالت وهي تمشي لـ تجلس في الفرشه المفروشه ..: تعال افطر .. واكل لك شيّن يسد معدتك ..
اقتربت مهوي بسرعه وهي تجلس بجانب الجده وضحى .. وكان واضح عليها التعب والجوع .. ابتسم فهد وهو يقترب ويجلس بعيداً قليلاً عن الجده ويقول ..: والله الصدز من الفراش لين هنيّا على طول ..
الجده وهي تصب له من حليب الغنم ..: اشرب جعل فيه العافيّه ..
وتصب كأسً بنصف حليب لـ مهوي ..
_______
عاد كُلاً من خالد وفالح للمنزل ولم يتركوا خلفهم ابنائهم .. وبالأخص زياد .. اصر خالد عليه ان يعود معه .. خوفاً من ان لا يتمكن بالسيطرةِ على نفسِه .. وكان توجههم هو لـ منزل فالح .. الذي يقنط فيه الجميع الأن .. بقي سالم .. استمر تحقيقه مع المعتدين .. استطاع الفهم وبشكل اكيد ان الرامي والخاطف هم الاشخاص ذاتهم .. بعد اخذ الأقوال مِنهم وفهم ان الخال هو من اجبر إبن اخته ان يُقدم ويفعل .. ولم يكونوا واعين بشكلً تام .. لتزداد القضيّه عليهم في المُخدرات وما يُذهب العقل .. قبل خروجه من المُستشفى .. واتجاهه الى الشرطه .. امر من معه ان يُكبِلوا يديهم على الأسره .. للحفاظ والتأكد من وجودهم وعدم الفرار .. وإبقاء اربعة من الُحراس ليحرسوا الغُرفتين من اي زائرين .. او ما يُثيّر الريبه .. ثم اتجه بعدها الى الشرطه .. لتثبيت الحكم ..
__________
وصلوا الى المنزل .. واتجهوا الى المشب الذي يجلس به تميم وحيداً .. وقف تميم وهو يسأل عن الأخبار وما الحاصل اثناء غيّابه .. تحدث سند ..: الي رموا هم نفسهم الي خطفوا .. وجيّنا عشان يقدر سالم ياخذ راحته ويشتغل عدل على القضيه ..
لف تميم بنظره وهو يرى زياد الذي بان عليه الحزن .. وبين ملامحه يختلط الإرهاق .. لم يقُل شي .. واتصل على نسيم لـ تُحضر فِطاراً او تطبخ غداء لهم .. اخبرت نسيم ساره وإلهام عن حضور اخيهم وانه يجلس في الخارج .. اتصلت ساره على خالد ..: انتم في المشب ؟..
خالد بإرهاق..: اي تونا دخلنا ..
ساره بلهفه ..: وزياد ؟..
نظر خالد لـ زياد الذي تطوف فوقه غيّمة حُزنً كبيره ..: عانيه عندي ..
ساره وهي تقف ..: اجل خله يطلع لي بجيّه ..
اغلق خالد بعد إخبارها انه سيفعل .. لف خالد على زياد وهو يقول ..: قم اطلع لـ امك تبيك برا ..
وقف زياد بهدوء وهو يخرج لها .. اتت ساره وبرفقتها إلهام .. عانقته ساره وهي تمسح على ظهره بحنان ..: الحمدلله على سلامتك يا نظر عيني ..
زياد بهدوء ليس مُعتاداً به ..: الله يسلمتس يمه ..
لاحظت إلهام الهدوء الذي به .. واقتربت هي الأخرى وهي تُعانقه .. قالت وهي تبتعد عن حُضنه ..: عساها اخر الأوجاع يا زياد ..
نظر زياد إليها .. وقال ..: ليه ما علمتيني ؟..
لم تفهم إلهام المقصود من حديثه .. ولكن عيناه كانت غريبه .. وكأنه بكى حتى جف دمعُه .. قالت وهي تُحاول الفِهم ..: اعلمك بـ ويش !..
زياد وملامح الهدوء بدأت تبتعد واشتعلت عيناه غضباً ..: بأنتس احتجتيني وانا ماني موجود!!.. بأن دموعتس امس ما كانت لشوقتس لي !..
صمتت إلهام وارتجفت شفتاها .. لأول مره ترى زياد هكذا .. لأول مره يصرخ عليّها وكأنه سيبكي .. قالت وهي خائفه ..: لاني ما بغيت اوجعك بالحكي الموجع .. وتوك فاتح عيونك بعد التعب !..
زياد وهو يحاول السيطره على نفسه ..: إصابتي ماهي وجع !.. الوجع يوم ان اختي تنوخذ وترتاع وتصير بين يد اردى خلق الله وانا مثل الرخمه على سريري منسدح !.. لا تحسبينتس هيّنه تكفين !..
لم تعرف إلهام ماذا تقول .. اقتربت وهي تُعانقه .. وكأنها تُهدى ذاتها قبل ان تُهدأه .. حقاً هي كانت بحاجته ذالك اليوم .. كانت تريد هذا الحضن في ذالك الضيّق .. قالت ..: اعذرني طالبتك .. والله ان خوفي ورهبتي اختفت يوم جيتك بهذاك اليوم وارتميت بين يديك .. عرفت ان لي محلن دافي ولو تضيق علي الدنيا بلقى فيك الأمان ..
ثم ابتعدت وقال زياد وهو يُحدثها و يُحدث والدته ..: اغلا ماعندي ثلاث اشياء .. انتي يا يمه والهام وزوجتي اسيل .. والله لو يمس احد منكن شعره اني لأهدر دمه واجعله عبره لـ غيره !!..
ابتسمت ساره وهي تقول ..: مالك الا الي يرضيك .. وغلاتك ماهيب قليلةً عندنا .. وانت الحين تطمن وبنجيب لكم شيّن تاكلونه ..
قبل زياد رأس والدته ثم عاد ليدخُل عِند الرجال في المشب .. وعادت ساره وابنتها لـ الداخل .. واتجهت إلهام عِند اديم ونسيم في المطبخ .. وطلبت من نسيم الخروج وسوف تهتم هي واديم بتحضير الغداء ..
___________
في مكانً اخر .. حيثُ ينقطع الإرسال ولا توجد شبكه .. نزل مسلط من "الوايت" الذي يقوده وهو يُحدث عابد الذي يقود السياره التي تسحب الكرفانه ..: انت ليه عسر ؟.. اقولك حط الكرفانه في الجهه ذي وتروح وتحطها جنب شبك البل ؟..
عابد وهو يلف وينظر للمكان الذي وضع الكرفانه به ..: انت مب تقول جنب البل ؟..
مسلط بغضب ..: ركز معي وتدري ويش اقول .. اسحبها وحطها بعيد من الشبك .. وخل فيه مسافه كبيره عشان نبنيّ الخيمه ونجيب الكرفانه الثانيه .. وانا بحط الوايت عند الشبك ..
ذهب عابد وهو يركب السياره ويسحب الكرفانه ويضعها في المكان الذي اخبره مسلط عنه ..
انتهى عابد من الكرفانه و وضع مسلط الوايت عِند شبك الإبل .. ثم ركب مسلط سيارته وهو يعود ليسحبوا الكرفانه الثانيه .. ويبقى الرعيّان في العزبه "الرعيان هم العُمال الذين يعملون عِندهم سواء هندي او سوداني وما الى ذالك من الجنسيّات الأخرى".. احضروا الكرفانه الأخرى و وضعوها بجانب التي قبلها .. ونادى مسلط الرعيّان وبدأو بتنزيل الخيمه ذات ال 3 أعمده من الكرفانه .. ثم بنوها جميعهم وفرش الفرشات وسطها وتضبيطها وتجهيز المكان قبل حضور ابو مسلط واعمامهم للعزبه.. انتهوا وبان عليهم التعب فهم مِن الفجر وهم يعملون ويشدّون إلى العصر .. كان المكان الذي استقروا فيه شمالاً من ديرتهم وبعيد جداً كما وصاهم ابو مسلط .. يجلس كُلاً من مسلط وعابد في الخيّمه .. تحدث مسلط وهو يصب له فنجان قوه من الدله التي على النار امامه ..: عابد شفت العزبه الي هنيّا ؟..
عابد ..: اي شفتها وشكل ما بها الا رعيّان .. ظني اهل العزبه مب فيها ..
مسلط ..: زين اجل عشان نلقى لنا عربن نقاصرهم دام مابه شيّن يلهينا ..
عابد وهو يقف ..: هذا اذا كنهم يظهرون للعزبه .. مالهم حس ..
_______________
..الساعه 7 مساءاً..
اتصل تميم على سالم ..
تميم ..: ياولد وينك للحين ما جيت ؟..
سالم وهو يخرج من مكتبه ويُغلق الباب..: توني خلصت وجايكم ..
تميم ..: ترانا في بيتنا وجالسين فالمشب ..
سالم ..: كلكم ؟..
تميم ..: لا ابوي وابو زياد راحو لـ ابو مطلق ..
سالم ..: يعني ما غير انتو يالشباب ؟..
تميم ..: هالله هالله .. لا تطول وتعال .. يكفيّك من التعب الي صار ..
اغلق سالم وهو يُخبر تميم انه قادِم لهم ..
____
دخل مطلق وفهد على الشباب في المشب .. وقال مطلق وهو يضرب الباب بيّده ..: مشبنا جلسة شيبان ومشبكم متجمعين الشباب ؟..
فهد وهو يدخل ..: مسوي شاب يعني ؟.. عود مع ابوي واخوياه ..
تميم ..: مب عشان عنده بنيّه تشيّبه!..
سند وهو ينظر لـ تميم ثم يعود بنظره لـ الشباب ويقول وهو يقصد بـ حديثه تميم ..: ما يبيّنا نحطه مع الشيبان بعد هو !..
مطلق وهو يجلس ..: والله اذا على كذا حتى زياد شايبّن معنا ..
زياد وهو يبتسم ..: والله ودكم اني شايبّن ولا شاب .. قاعدن معكم ولانيب متحرك ..
سند بضحكه ..: هذا الي ما تقدر تصرفه..
دخل سالم وهو يقطع حديثهم .. قال زياد وهو يراه : تعال جنبي يادرعي الي ما يضام ..
سالم وهو يجلس بجانب زياد : اشر بإصبعك من الي اشقاك ؟.
زياد وهو يُشيّر بإصبعه على سند : يبي يصرفني يابو منصور من دونك قاعدن اسمع الدق هنيّا ..
سالم وهو ينزع عِقاله ويرميّه على سند : يهبى الي يدقك وانا ابن منصور ..
يُمسك تميم العقال قبل ان يصِل اخيه ويقول : دام فيها عزاوي يخسي من يرمي سند وانا ابن فالح "قالها وهو يُعيد العقال ويرميّه على سالم"..
ضحك مطلق وهو يقطع حديثهم : اجلوا العزاوي والحميّا .. وعلمنا يابو منصور ويش الي صار ؟..
فتح الموضوع من جديد ضايق زياد وصمت دون ان يُبيّن ذالك ..
تحدث سالم والجميع مُهتم لـ ما سيقوله : المحكمه بتصير بعد اسبوع بالكثير لكن الي بيصير فيها معروف .. اعترفوا المعتدين بإعتدائهم واحتمال حكم 5 سنوات .. والي رماه سند في رجله بنسبة 80٪؜ بتُبتر رجله بسبب الإلتهاب والإهمال الي صار عليها .. والي على سند وزياد بعد مُطالبات ومع شهاداتي و وجودي في مسرح الجريمه .. انرفعت القضيّه عنكم لانها قبل كل شي دفاع عن النفس .
بصوت موحد من الجميع : الحمدلله رب العالمين ..
تميم بإرتياح : حي ذا العين بالعلوم الي تثلج على الصدر ..
سند بـ شُكر لـ سالم : الله يعطيك العافيه ويطول في عمرك اشهد بالله انك درعن ما يضام ..
سالم : ما سويت الا واجب .. وقبل كل ذا هذي وظيفتي ولازم اني اأديها بأكمل وجهه ..
زياد وهو يرفع يديه السليمه ويُمسك بها رأس سالم الذي بجانبه ويقربه منه ويقبل رأسه.. قال :
آسف ياصاحبي على م حصل ..اخطيت انا و من واجبي اعتذر ..صح اسلوبي عسِر وبالكلام ازّل .. لكن الله اعلم وش يخفي الصدر ..
سالم وهو الأخر يُمسك برأس زياد ويُقبله : الي بينا اكبر من ذا يا زياد وردت فعلك كانت طبيعيّه ..
فهد وهو يعتدل في جلسته ويقول بإبتسامه : القلوب صافيه الحين ؟.مابه همّن يدبل التسبد ؟.
سند وهو يعدل جلسته ايضاً ..: معاد به الا الزين ان شاءالله ..
فهد بحماس ..: ها عندي لكم رايّن زين .. العطله بدت ويبيلها جدول ..
زياد وهو يعتدل في جلسته مِثلهم ..: اموت على الجداول .. اتحفني !..
تميم وهو يقطع حديثهم ..: مافيه الا العزبه الي تناسب ذا الجو ..
فهد بغضب ..: ياخي المودمي ذا يحب يسرق الأفكار ..
سند بحزم وهو يضرب بيديه امامه ..: عزبتنا !..
مطلق بضحكه وهو يُقلد سند ويضرب بيديّه ايضاً امامه ..: اقولك عزبتنا !..
تميم وهو يقف ..: اقول اقطعوا الهرج .. والوجهه لـ عزبتنا ..
زياد بـ مُداخله مُضحكه ..: اقولكم يارياجيل غنمنّا !..
سالم وهو يسحبه ويُقربه بجانِبه . قال : امسحوها بوجهي .
.. في الداخل عِند الحريم..
انتهت نسيم من مُكالمتها .. وقالت وهي تعود وتجلس معهم ..: دقت ام مطلق وتقول سيروا علي وغيروا الجو بعد الي صار ..
منيره ..: الحين ؟..
نسيم ..: اي .. عندهم ابوي واخوياه مع ابو مطلق .. قالت تعالنّ انتو بعد وجددوا النفسيّه ..
ساره ..: والله رايّن زين .. ودي اني اطلع واغير جو .. بعد ضيقة الصدر الي صارت ودي بجلسةً تريح الصدر ..
منيره ..: اجل مشينا ..
ام سالم ..: بدق على سالم اجل ..
نسيم ..: لا بدق على تميم ونروح كلنا معه ..
ام سالم ..: الي ودتس ..
إلهام ..: عن نفسي والله مالي خاطر اروح ..
حنين ..: اصلاً مراح تروحون اقعدوا عندي ..
اديم وهي تُحدث نسيم ..: اجل خلي عيالج عِندنا .. عشان ما يزعجونج هناك ..
نسيم براحه ..: تحسبيني برفض ؟.. والله الفكره الزيّنه ..
اسيل بضحكه ..: الام الوحيده الي تتبرا من عيالها ..
حنين ..:هذا لانتس ما جربتي تقعدين مع عيالها ..
نظرت نسيم لـ حنين بنصف عين .. مما جعل الجميع يضحك وتُجبر حنين على الإعتذار ..
اتصلت نسيم على تميم واخبرته ان يصطحبهم لـ بيت ابو مطلق .. خرج تميم من عِند الشباب وهو يخبرهم انه سيأخذ الأمهات عِند ابو مطلق ..
__________
وصلً تميم عِند بيت آبو مطلق وهو يُنزل من معه .. دخل الجميع واستقبلتهم ام مطلق وريم .. تحدثت ام مطلق للجميع وهي تُرحب ..: يا مرحبا والله ..
منيره وهي تنزع عباتها ..: البقى ياروحي .. والله يسعدتس على تفكيرتس فينا وفي ضيقتنا..
ام مطلق بإبتسامه ..: حنا صرنا قرايب .. وضيقتنا وحده وفرحنا واحد .. واعذروني لاني ماكنت معكم بوقت وجعكم ..
ساره ..: تفكيرتس الطيب الحين .. يكفي ويوفيّ ..
توجهه الجميع لـ الصاله وبدأت ريم تصُب القهوه .. والحريم يأخذون بالأخبار ويخبرون بعض عن ما جرى وكيف انتهت المِحنه بخيرها وشرِها .. تحدثت ريم وهي تُعطي نسيم فنجان قهوتها ..: وين حنين ما جت ؟..
نسيم ..: تعبانه بعد الي صار لها .. وجلست ومعها البنات ..
ريم ..: اي بنات ؟..
منيره ..: بناتنا ومرت زياد ولد ساره ..
ساره ..: روحي لهم احسن لتس من جلسة الأمهات ..
ابتسمت ام مطلق وهي تقول ..: والله ام زياد صادقه .. دقي على فهد ياخذتس وتروحين لـ البنات هناك احسن من جلستتس هنيّا ..
لم ترفض ريم الفكره ابداً وهي تذهب لتتصل على فهد وتطلب منه القُدوم والتوجه لـ مجموعة الفتيّات الجديده عليّها ..
وصلت ريم عِند منزل فالح .. ودخلت مع الباب الخلفيّ وهي تطرق الباب .. تعجبوا من الطارق .. وقالت حنين ..: يمه من بيخطفنا من ورا ؟..
خافت اديم من حديث حنين وقالت ..: يمه والله صادقه ..
إلهام وهي تقف ..: وربي عليكم خيال عجيب !..
اسيل وهي تؤيد اديم و حنين ..: وين خيال وانتو توكم جيتوا بعد خطف ..
إلهام بنصف عين لـ اسيل ..: من الخاطف الي بيجي يطق الباب بأدب ؟..
اديم وهي تقف مع إلهام ..: صدق شذا الخاطِف المحترم ..
ذهب كُلاً من إلهام واديم لـ فتح الباب .. وكانت تقف امامهم فتاة لم يعرفوها .. استقبلتها إلهام وهي تدخلها .. قالت الفتاة وهي ترى حنين مستلقيّه على الكنب ..: ماهقيت انتس تدورين فرقاي بالي هو به !..
ابتسمت حنين ابتسامه كبيره وهي ترى ريم .. توقفت وهي تُعانِقها ..: ادور فرقاتس وانا مالي غيرتس !..
ابتعدت ريم من حنين وذهبت لـ تُسلم على اسيل .. وقالت وهي تعود لـ حنين وتُحدثها ..: اجل ليه ماقلتي لي عن هاللمه .. وانتي مخليتني مع الأمهات !..
حنين وهي تُمسك يد ريم وتُجلسها بجانِبها ..: خابره عندتس اختبارات .. ولا بغيت اشغلتس..
ريم وهي تجلس بجانِبها ..: لا خلصت امس .. يعني ما يمدي تحطينها عذر .."قالتها وهي تضحك"..
إلهام بإبتسامه..: خلوكم من التشراه وعرفينا ؟..
بدأت حنين بالتعريف بينهم .. وتخبرهم عن علاقاتهم ومن هذه ومن تكون هذه ..
_______
احياناً تكون تحمل بداخلك همً لن يفهمه او يُلاحظه احد .. شيئاً مؤلم تُصارعه وحدك .. تخوض صعوبتِه برفقة ذاتك .. مُنذ ان عرف ان المُعتدين والرديئين هُو اخ زوجته وخالِه وهو يشعُر بحالةً سيئه .. كيف يقول لها ان اخيكِ هو من جعلني طريحً واخيكِ هو من ارهب اختي ؟.. الخبر مؤلم عليّه جِداً .. فـ كيف سيكون إستِقبال من يُحبها له ؟.. خرج من عِند الشباب وهو يرفع هاتِفه ويتصل عَليها ..
تجلس برفقة الفتيات .. رأت اسم من تخاف إبتعاده يُنير هاتِفها .. ابتعدت عن الفتيات .. ورفعت الهاتِف وهي تقول بـ حُب ..: لبيّه ؟..
زياد بإبتسامه ..: لبى عيونتس وكلتس .. "ثم اردف قائِلاً"..: اطلعي ..
اسيل بتعجُب ..: وين اطلع ؟..
زياد ..: البسي عباتس .. انتظرتس بالسياره ..
اسيل ..: على وين ؟..
زياد ..: على مكانن يشبع شوقي ..
ابتسمت اسيل ..: عطني 5 دقايق وزيد ولا تنقص ..
ابتسم وقال ..: يالله وقتي كله لتس ..
اغلقت وذهبت لتتجهز لـ الذهاب مع زوجها ..
خرجت اسيل وركبت مع زياد الذي ينتظرها في سيارته .. قالت وهي تركب وتنظر لـ يده المُصابه ..: كيف بتسوق ويدك كذا ؟..
وقد بان توترها وخوفها عليّه .. قال وهو يُحرك السياره ويتجهه للمكان الذي يُريده ..: ذيب ماعلي خوف ..
اسيل ..: ذيب لكن حتى الذيب يخافون عليه..
زياد وهو يلف بنظره عليّها ..: تخافين علي ؟..
اسيل بحياء ..: جفت دموعي عشانك وتقول تخافين علي !..
امسك زياد بيدها اليُسرى القريبه مِنه وهو يُقبل باطِنها ..: ولأني جفيت دمعتس هاليوم اعتبريه اعتذار ..
ابتسمت وهي تتذكر ..: اي صح .. على وين ؟..
زياد وهو يترك يدها ويُمسك الدركسون ..: عاد هذي خليها عليّ ..
توقف عِند احد المقاهي .. إشترى كوبانِ قهوه كما يُحب وتُحب .. ثم إتجه الى اكثر الأمكان إتساع .. اكثر مكانً يلجىء له المُتعب عِندما يُريد الفضفضه .. مكان يتجه إليه المكتوم ليصرُخ .. مكانً هاديء .. لم يكُن بِه سِواهُما .. اوقف السياره .. انزلوا الفرشه الصغيره التي تضُم كِلاهُما فقط .. جلس وجلست بجانبه .. مد يديّه وهو ينزع النِقاب الذي يُغطي الملامح التي يُحب .. قال وهو يضعه في جيّبه ..: مابه الا انا وياتس .. خليني افضي شوقي ..
ابتسمت وهي تُبعد عينيّها عنه وتوجه نظرها للمدى البعيد الذي امامها .. قالت ..: ليه جايين للبحر ؟..
زياد وهو يستلقي ويضع رأسه في حُضنها ..: ابي مكان مريح ومعي من ارتاح معه ..
ابتسمت اسيل وهي تمسح على شعر زياد .. قالت وهي تُقبل جبينّه ..: قول امين يا زياد ..
زياد وهو يرفع نظره وينظر إليها ..: امين يا كل زياد ..
اسيل بإبتسامه يُحبها زياد ..: ‏يارب أنا أحبه كثر ما لقيّت روحي فيه .. طلبتك بسّمته عن ظلمة الاحزان ابعدها..
ابتسم زياد وهو يشبك يديّه بيديّها ويقول ..: ويارب قلبها الطيب عن سود الأيام جنّبها ..
اسيل وهي تنظر لـ عينيّه ..: علمني يا زياد .. وش الي صار على الي رماك واتعبك واتعبني !..
ابتعدت الإبتسامه وتلاشت عن وجهه وهو يسمع السؤال الذي يخافُه .. الإجابه الذي يخاف إجابتها .. يعلمُ ان قلبها سيتألم .. وهو لا يُحب إلام قلبها ..
قالت وهي تراه يتجنب الإجابه .. خافت مِن ما يُخفيّه .. قالت وهي تُمسك بوجهه الذي بُحضنها وهي تُعيد نظره لـ ينظر لـ عينيّها ..: تخفي عني شي ؟..
اعتدل زياد في جلسته .. وامسك بيدها .. وقال وهو يضغط عليها .. يُطمأنها حتى قبل ان يبدأ حديثه ..: اسيل اجابتي لتس موجعه .. وانا ما اداني عليتس الوجع وانتي خابره .. سبب اصابتي وخطف اختي هو نفس الشخص .. ولا ودي تحسين ان لتس علاقه بالي صار ..
بدون ان تتحدث .. دمعت عينّاها وانسابت على خدِها .. فهمت الإجابه بدون حتى ان يُجيب .. عرفت ان الرديء لن يتوقف عِند ذالك اليوم .. عرفت دائماً ان ستكون لهم ردة فِعل .. ولكن لم تعتقد ان ردة فِعلهم ستكون مُخجله ورديئه بشكلاً لا يُعقل .. تمنت انه حُلماً .. ان ما سمِعته وهماً ..
رأى زياد ملامحها التي تبدلت امامه .. وعيناها الذي نزفت قِباله .. مُعلنتاً عن فِهمها لكُل ما حدث .. قربها إليه وهو يغرس وجهها الباكي في حُضنه .. قال وهو يمسح شعرها بيدِه الحانيّه ..: تكفين والله اني من زود ماني خايف أزعج شعورتس ..جيتتس وأنا أمشي على أطراف شوقي .. لا توجعين قلبي بدموعتس الي اكره نزولها ..
لم تُجب اسيل او تتحدث .. شعرت بالخجل كثيراً .. وكأنها هي من اذنبت .. وكأنها من نزفت دم زياد .. ابتعدت عن حُضنه وهي تضع كِلتا يديها على اعيُنها الباكيه .. مسحت ما استطاعت مِنها .. وابتعدت اليدان عنها وهي تقول ..: كل يوم ادفن بقلبي اشياء ما قلت لـ احد عنها .. التفكير مرض .. ومرض خطير .. لكني بحياتي الجديده حاولت اتناسى الأسى الي كبرني مليون سنه .. خلاني من طِفله الى إمراءه ناضِجه بإيام قليله .. لكن مُحاولاتي كلها فشلّت وانا اشوف الي ادفنه ما يندفن .. الي حاولت انساه وصل لين عندي واذى من يعزون على قلبي !.. "وهي تضع يديها على جُرحه "..: تركوا فيّك ندبه وفي قلب إلهام لحظه مؤلمه ما تنسي!.."قالتها وهي تعود لتبكي بشده"..
لم يستطع زياد قول شيء .. رؤيتها هكذا موجعه .. سحبها مره أُخرى وهو يُعانِقها .. تحدث وهو يشُد على عِناقه لها ..: طالبتس يا اسيل .. والله ما احتمل .. الا دموعتس .. معاد بي حيل !..
لم يسمع منها الا شهقاتِها .. وكأن .. ذالك اليوم يُعيد نفسه .. ولكنه في ذالك اليوم ذهب وضرب من سبب بُكائها وجعلها تبتسم .. ولكن الأن ؟.. كيف يُمحي هذه الدموع لـ تتبدل للإبتسام ؟.. إكتفى بـ عِناقِها .. واكتفت هي ان ترتمي بيّن يديه .. اطال العِناق حتى اختفى الصوت واصبحت مُغمِضه لـ عينيّها في حُضنه .. اصبحت تُفكر .. واستمر هو في المسح على شعرها .. ابتعدت اخيراً وهي تقول ..: وينه ؟..
زياد ..: منهو ؟..
اسيل ..: اخوي الي استحي حتى من ذكر اسمه !..
زياد ..: الردي ما بـ اخوتس .. الردي خاله الي غسل مخه ومشاه على مشهاه ..
شهقت بخوف ..: حتى هذا !..
زياد ..: لا تشهقين ولا تخافين .. انتي زوجتي .. ويخسي ابن امه يقرب منتس !..
صمتت لـ ثواني ثم قالت ..: طيب ابي اشوف اخوي !..
زياد ..: ليه ؟..
اسيل ..: ولو شانت سواياه وكثرت .. يظل اخوي وهذا اكثر ما يخجلني .. ابي اشوفه للمره الأخيره .. ابي امحيه من ذاكرتي وذكرياتي .. ابي ابدا ايامي الحلوه وانا متخطيتهم !..
وافق زياد على طلبها .. وعادوا ليركبوا السياره .. واتجه زياد للمُستشفى .. توقف .. ونزل .. وبرفقته الخائفه لسببً ما من رؤية اخيها .. وصل زياد لـ غرفة اخيّها .. ولكن الشرطيّين رفِضا دخوله .. اصر زياد ولكنهم رفضوا بشده .. رفع زياد هاتِفه لـ يتصل على سالم .. واخبره عن حضوره هو وزوجته لمقابلة اخيها .. طلب سالم من زياد ان يعطي الشرطي الذي امامه الهاتِف .. اخذ الشرطي الهاتِف .. سمِع الأمر من قائده .. وابتعد وهو يسمح لهم بالدخول .. دخل زياد وتأكد من وجود اخيها وحده .. خوفً عليها من اي سيئاً يريد السوء .. ثم خرج تارِكها لوحدها من اخيها .. اقتربت من سريره .. قدمه مُصابه وبالشاش الابيض تم لفِها .. فتح اخيها عيناه وهو ينظر للقادمه .. شعر بالخجل الشديد وهو يراها .. حاول ان يعتدل في جلسته .. ولكن كلمةً من اخته جعلته لا يتحرك ..: لا تعدل جلستك .. وكأنه فرحان فيني !.. "ثم اردفت بصوتً يرتجف"..: اسعدك الي سويته ؟..
انزل اخيها رأسه .. عاتب نفسه كثيراً .. وندم بشده على كل شي ..
كان إنزال رأسه كفيلاً بالإجابه عليها .. قالت وهي تقترب اكثر من سريره ..: لا تنزل راسك !.. جيتك في اسوء ايامي وحالاتي وانا اقول يا اخوي !.. جيتك اشتكي واقول خالك يحاول ياخذ عرضي وكان ردك هو صدودك !.. ما صدقتني .. ماقلت اختي تشكي لي ضعفها !.. شخص واحد من دمعه وحده كسر كل شي وقلب كل شي وهو يرجع لي كرامتي !.. هو الشخص الوحيد الي ما كانت دمعتي عنده هينّه .. لكنك يا اخوي وانا استحي وانا اقولها .. لكنك حاولت تاخذه حتى هو مني !.. انت تخاف تشوفني مرتاحه ؟.. كثيره عليك راحتي وفرحتي ؟.. مابي منكم الورث الي اعمى قلوبكم !.. ابيكم تتركوني وتتركون الي احتووني بحالنا !.. خلوني اعيش جزء من حياتي بدون ما اخاف !..
وضع اخيها يديّه على عينه .. بكى .. نعم بكى .. قلبه واخيراً اصبح يرى .. قلبه المُغطى كان لا يستمع .. ولكنه الأن انزاح عنه الغطى واصبح يسمع ويرى .. ساءت حالتها وهي ترا حالته هذي .. اقتربت وابعدت يديه .. قالت بـ بكاء ..: لا تبكي !.. على الأقل لا تصير ضعيف قدامي وتنزل دموعك !..
عاد لـ يضع يديّه على عيّنه .. وقالت هي اخر كلِماتها وهي تنوي الخروج ..: انا جيت عشان سبب واحد .. وهو اني بشوفك اخر مره .. يمكن تصدقني الحين حتى ولو ان الوقت فات .. انا ماغلطت بحق احد فيكم ولا راح اطلب منكم السماح ،لكني فعلاً انوي عدم شوفتكم .. ومسامحتكم .. اتركوني بحياتي هذي افرح .
قالتها ثم خرجت .. وهي ترى زياد الذي ينتظرها امام الباب .. الذي سمع كل حديثها .. تركت خلفها اخيها يعيش ندمه .. وهو واخيراً استيقظ قلبه النائم ..
__________
.. بيت فالح ..
قررت الفتيات فيّما بينهُن الخروج لـ ساحة المنزل وإشعال النار .. صنعت اديم اكواب الهوت تشوكلت .. مشروب الشِتاء الدافيء .. وإلهام بدورها اتجهت للمطبخ وهي تطبخ "القشد".. الأكله الشتويه اللذيذه .. "مكونه من تمر وسميد وتُحمس بـ زبده او سمِن .. ويوضع معها بعض الجُبن والزعتر".. اجتمعن الاربعه حول النار .. وكل واحده مِنهن تلُم نفسها بـ وِشاحِها وبين يديّها تُمسك كوبها الساخِن .. تحدثت اديم ..: الجو هادي ورايق ومدري ليش احسه شاعِري ..
ابتسمت ريم وهي تقول ..: بالله بنات مافيكم شاعره ؟..
حنين ..: ماني شاعره لكن اسرق دفتر ابوي كثير واقرا من قصائده الجزله ..
إلهام ..: ابوتس شاعر ؟..
حنين بإبتسامه ..: ابوي وتميم .. سند احياناً ..
اديم ..: طيب وين الدفتر .. تحمست اقرا قصيّده ..
حنين وهي تقف ..: صبر بروح اسرقه للمره المليون ..
ذهبت حنين راكضه وهي تُحضر الدفتر الذي لا تمِل قصائده .. وصلت وهي تفتح الدفتر وتجلس .. سحبت إلهام الدفتر من يد حنين وتُفرفر صفحاته .. وقرأت قصيده غيّرت ملامحها .. لتتحول لملامح عاطفيّه .. تحدثت اديم ..: شنو قريتي ؟..
ريم بحماس ..: قولي ويش مكتوب ؟..
تحدثت إلهام وهي تنطق كلمات القصيده التي فهِمت هي بدورها المقصود من هذه المشاعر ..:
وقلبي الي تقول انّه على مله
وعينيّ الي تقول ان نومها جاليّ
الصدمه الي تجي من جيّز خلق الله
تصدم جدار الثقه وتموت طواليّ
غير البلا جات خِلٍ على خِله
اليّا تذكرته .. ويلي على حاليّ
ينتابني شي .. ما يعلم به إلا الله
يجعلنيّ اصد وجهي واجلس لحاليّ
من ضيقة الصدر اخاف تخوني زله
وتجرح لها واحدً في خاطري غاليّ
..'فالح 1993'..
نظرت اديم لـ حنين .. وحنين وجهت نظرها لـ اديم .. شعوراً ما إجتاح كِلاهُما .. اغلقت إلهام الدفتر وهي اصبحت تفهم ما يحمله هذا الدفتر من قلبً مُحب مكسور .. ولا تريد فتح ما اغلقته السنوات .. لم تفهم ريم النظرات الموجوده .. والمشاعر التي خرجت فجاءه من الجميع .. تحدثت وهي تُحاول تغيير الجو وكسر الشعور الغريب الذي تطاير حولهم ..: ماشاءالله صح لسان ابوتس يا حنين ..
لفت حنين وهي تنظر لـ ريم وتقول ..: صح بدنتس..
ريم ..: خلونا من القصايد .. نبي مواقف واشياء تروق لنا ..
بدأ الجميع يتحدث عن مواقف كثيره .. مُضحكه ومؤثره .. وقد تكون حزينه ..
..' اصبحت الساعه 11 مساءً"..
وقف مطلق وفهد وهم يعتذرون لـ الذهاب بسبب الوقت الذي تأخر .. اتصل فهد على ريم وخرجت برفقة إخوتِها .. وقف سالم يعتذر لـ الذهاب للقريه ..: كرمكم الله يابنيّ فالح .. طول الله عماركم وكثر خيركم وماقصرتوا في الضيافه ..
تميم وهو يقف ..: ما عليك زود .. وينك رايح ؟..
سالم ..: برجع للقريه .. اشغالنا هنيّا خلصت ..
تميم ..: لا والله ما خلصت .. منت برايح ذا الحزه .. لامن قمت بكرا روّح للي تبي .. مير الحين اعذرني ..
سالم بإصرار لـ الرحيل ..: يا رجال..
قطع حديثه سند وهو يقول ..: يا رجال انت .. ابوي حالف ماتروحون اليوم لا انت ولا خالد واهله .. الصبح رباح .. خلك من كثر الحلف ..
سالم وهو يستسلم ..: الله يبلشكم ..
تميم وهو يُجلس سالم ..: يبلشنا بالخير ..
____
عاد فالح وخالد وهم يُعيدون اهلهم معهم .. وصل الجميع ونام الأباء في مجلس داخلي .. وبقي الشباب الثلاث في المشب لايزالون مُستيقظين ..
الساعه 1 ..
يجلس سالم وتميم وسند .. تحدث سند وهو يُخرج مِسبحته ..: انت منت متزوج قبل يومين ؟.. ويش تبي ناشبن لنا !..
تميم وهو يأخذ المِسبحه من يد سند ..: خوفي انكم تسولفون بدوني وافوت بعض الأسرار !..
سالم وهو يمد يديّه لـ تميم ويقول ..: عطني المسبحه ..
مد تميم المسبحه وهو يُعطيها سالم .. الذي اخذها وقال ..: المسبحه يمسكه الي بيدندن .. وانا يوم شفته جات في خاطري دندنه ..
ضحك تميم وهو يقول لـ سالم ..: دندن يابو منصور ..
سالم وهو يعتدل في جلسته ويلعب بالمسبحه..:
حتى وانا في لمة اصحاب غاليّن
مالي عن السجّات ايت مجاليّ
اجلس مع الجلاس لو هم ثمانيّن
ويشرد لي الهوجاس كني لحاليّ
تميم بإبتسامه ..: صح لسانك .. ودامنا طرينا القصيَد .. خبري بك يا سند تحري بها ؟..
سند بإبتسامه وهو يأخذ الفنجال ليستوطن يديه .. قال ..:
يا صبر صبري والعواذل يحسبون
إنيّ دلهت من الهوى والا سليّت
اسكت عساهم من سكاتي يسكتون
وانا عن الي في ضميري ما انتهيّت
وادور الفرحه مع الي يسهروّن
وإن ذكروني خذيت فنجال وسريّت ..
بعد الشطر الأخير من القصيّده شرب رشفةً مِن فنجاله ..
تميم بإبتسامه وهو يفهم مايرميّ إليه اخيه من قصيدته .. قال ..: صح لسانك والله يعطيك مابضميرك ..
سالم ..: صح لسانك يا الشاعر الي صدمنّا ..
سند بإبتسامه ..: صح ابدانكم .. المواقف تطلع الشاعر ..
تميم وهو يقف ..: والله وكفو .. ويالله استأذنكم .. اهرجوا على بعض بقصايدكم ..
وخرج وهو يترك سند وسالم برفقة بعضهم .. لم يدوم جلوسهم طويلاً حتى ذهبّا لـ النوم ..
صعد تميم لـ جناحه في المنزل .. فتح الباب بهدوء خوفً من ايقاظِها .. دخل على اطراف اقدامه .. وجد على كنب الصاله الصغيره .. تلك الطِفله التي لم يعتقد ابداً انه سيحمل في قلبه شعوراً خاصً ومُميزاً لها .. نائمه وبغطاء خفيف تلّم نفسها .. اقترب وجلس عِند رأسها .. استيقظت بسرعه وهي تشعر بالذي اقترب منها .. بان على وجهها الخوف .. تعجب من تصرفها .. عِندما رأته اخذت نفساً مُطمأنً وهي تضع يدها على مكان قلبها وتقول بصوت هاديء ..: بسم الله !..
تميم وهو يُمسك اكتافها ..: بسم الله عليتس .. شذا الخوف كله !..
اديم وهي تعتدل ..: خفت اجلس بالجناح لحالي .. ونمت وانا على خوفي وما امداني اغمض عيوني الا وانت عِند راسي !..
تميم ..: طيب ليه رقيتي هنا وانتي خايفه ؟..
اديم بهدوء ..: مابي امي تحسب بينّا شي وتخاف وهي تشوفني نايمه هنا وحنا مامر الا يوميّن ..
تميم وهو يُمسكها ويقربها مِنه ..: امتس ولا انتي ؟..
رفعت اديم عيّناها وهي تنظر إليه ..: ما توقعت بيوم بحس بهالاحساس المريح وانا بيّن يديك كذا ..
تميم وهو يشد عليها بيديّه ويقربها اكثر لـ حُضنه ..: قبل شوي الشباب يقولون قصايد واخر ما كتبوا .. وانا قصيده وحده توني كتبتها وما اقدر اصرحها الا لتس ..
اديم بحماس وهي تبتعد عن حضنه و تنظر لـ عينيّه ..: شنو هي ؟.. قلها لي يالله ..
تميم ..: اول شي ارجعي هنا .."قالها وهو يفتح يديّيه"..: عشان اقولها ..
عادت اديم بيّن يديه .. وقال تميم وهو يحتضنها ..:
قنعنّا من الحب وقنعنّا من الأحباب
وطحنا لنا في واحدن ردنا صوبّه
غلبني الهوى وانا ادري الهوى غلآب
مع راعيّ اسلوبً خطا القلب بـ اسلوبّه
على بالي ان الوضع كله .. ماغيّر إعجاب
لكن يوم أخذت شوي الا الوضع ماهوبّه
وانا ماني بـ من يترك الضيّف عند الباب
فراش الغَلا مفروش والضوّ مشبوبّه
ابتسمت اديم وهي تراه يُنهي قصيدته .. كانت هي التي اعادت له الحُب .. هي التي جعلته شخصً يختلف عن ماكان قبلاً في يوم واحد .. قالت بصوتً هاديء كما هي عادتها ..: تدري بذاك اليوم الي ارتبط اسمي فيه بك .. حسيت بشعور غريب لك .. ماهو حب .. لكن حسيت بإمتنان كبير لك .. وبعدها يوم لبستني العقد .. قلت هذا لا تخسرينه بيني وبين نفسي رغم خوفي الكبير .. ويوم قلت اني حظي الشين هو سبب ربط عقدنا كسرت فيني شي كبير .. خليتني شخص قاسي رغم اني ماني قاسيّه ..
حاول تميم قطع حديثها .. ولكنها اسكتته وهي تقول ..: خلني انهي كلامي .. " ثم اردفت " ..: بهذاك اليوم كانت كلمتك سكين انغرس بأعمق نقطه فيني .. كنت سفيّنة نجاتي .. لكن جفاك الي تلاه وكثر .. خلاني احس ان سفينتي غرقت ..وتميم الحيوان الي كسرني .. اصر ما يتركني .. نزف الدم وتعذر بـ اهلي في عدم طلاقي .. لكني شفت شي ثاني وحاولت اتجاهله .. ثم اكتشفت اشياء اوجعتني زود .. وتميم مره ثانيه اصر ما يتركني .. مسكني من ذراعي وقال ابيتس بالرغم من انها ما كانت صريحه .. لكني فهمتها .. وعدني وعد .. باليوم الي اللبس الابيض ويستقبلنّي بالأسود .. بيوضح كل شي وشعور فيني خلاني احس ان هالشي بيسعدني .. هالشي خلاني اتلهف لهاليوم .. ولا خيّب ظني ..
طوال الحديث كان تميم مُبتسم .. فرح كثيراً انها كانت تفهمه بدون ان يُصرح .. كانت اعيُنهما تحكي بدل الألسُن العنيده .. قال تميم وهو يُمسك بـ كِلتا يديّه وجهها ويُقبل أنفها ..: وتميم مراح يخليتس وبأذن كبيرن فوق كل الأقدار .. بتصيرين ام لعيّالي وزوجه ما تعوضها السنوات ..
اديم وهي ترفع يديّها فوق يديه وتُمسكها ..: ابيك انت ولا ابي العيّال .. وجودي معك بحد ذاته يغنينيّ ..
حملّها تميم وهو يحتضنها ........
_________
في القريّه الصغيره .. ذات المنازل القليّله .. استيقظت الجده فجراً وهي تفرش سجادة الصلاه .. انتهت العنقاء من الصلاه واتجهت إلى غُرفة جدتها الصغيره وهي تُقدم الدواء ماقبل الفطور مع كوب ماء .. اخذت الجده ما بيّد العنقاء وهي تأكله .. ذهبت العنقاء وجهزت فطور جدتها .. دخلت الغرفه وهي تحمل فطورها .. جلست بجانِب جدتها .. مدت الجده قدمِها وهي تُقرب الحليّب لها وتصب في كوبِها .. تحدثت لـ العنقاء وهي تنظُر لـ ما امامِها ..: ويش رايتس في عابد ؟..
تعجبت العنقاء من السؤال وقالت بغضب ..: وليه تاخذين رايي به !..
الجده وهي ترتشف من الكوب ..: ومسلط ؟..
العنقاء بغضب وهي تقف ..: رايي بهم الاثنين شيّن ..
الجده وهي ترفع عينيّها لـ العنقاء التي اقفت ذاهِبه ..: وفهد ؟..
توقفت العنقاء ونظرت لـ جدتها وهي لاتفهم المقصد من حديثها ..: علامتس يامّه ؟.. ليه تنشدينيّ ذا النشده ؟..
الجده وهي تُنادي العنقاء لـ تجلس بجانِبها .. عادت العنقاء وجلست .. قالت الجده ..: فهد امس طلب يدتس ..
العنقاء بصدمه ..: وهو يعرفني يوم يخطبني كذا ؟..
الجده ..: يقول بيومين عرفتها كأني اعرفها من سنين .. سترها الطاغي الي خلاني استحي وألد بعينيّ هو الي خلاها غايّتي .. "ثم قالت وهي تنظر لـ العنقاء "..: وفهد رجال وماهو بـ ايت رجال .. فزع لذوليك البنات وهن ما يعرقن به .. ونط بهذاك اليوم وهو يشوفتس ولا قربتس .. وشافتس يوم جاب الغنم .. علمني بكل شي ولا اخفى شي عني ..
صمتت العنقاء .. وقالت الجده ..: فهد علمني بإسمه الكامل ومن ولده ومن اي ديره .. وطلع من الرياض ومن العوائل الغنيه فيها .. وانتي تستحقين الزين وانا امتس !..
لم تُجب العنقاء .. و وقفت وهي تخرج من الغرفه .. وتتجه لـ غُرفتها .. وتستلقي على سريرها وهي مصدومه ومُتعجبه من خطوته السريعه .. وانه نواها بالحلال فوراً .. ولم يُقدم على ما يُسيء له ولها ..
______
.. بيت فالِح ..
استيقظ الجميع وبدأت عائلة خالد وسالم في الإستعداد لـ العوده للقريّه بعد زحمة الأحداث الموجعه التي حدثت هُنا .. تحدث فالِح لـ خالد قبل ذهابه ..: يابو زياد .. العيّال امس اتفقوا يجتمعون في العزبه ذا العطله .. وعلم اهلك كلهم وخلونا نختلي من ذا العالم ومصايبه لـ ديرتن ماحولها نت وابراج .. جونً خلا فيه الهبايب عِلاجي ..
خالد ..: والله ان هرجك علاج وانت ما تدري .. رايّن زين وحيّهم الشباب فكروا ذا الفكره ..
فالح وهو يلف بنظره لـ سالم ..: وانت يا بو منصور .. قل لـ ابوك وتعالوا كلكم ..
سالم وهو يُقبل رأس فالح ..: على خشمي ..
سند ..: ها يبه متى نمشي للعزبه ؟..
فالح بحماس ..: بعد بكرا الكل يحرك سيارته متجهه للعزبه .. لكم يومين تجهزون عماركم ..
خالد بحماس كـ حماس فالح ..: ترانا بنلحقكم بسياراتنا .. ماندّل عزبتكم ..
فالح ..: ابد .. بنجيكم لين باب بيتكم ونحرك كلنا مع بعض ..
تم الإتفاق على مكان قضاء هذه العطله .. من الواضح انه مكانً مريح .. مكانً مُميّز بإنعِزاله عن العالم المؤلم ..
"داخل عِند الحريم"..
انتهى التجهيز .. وبقيّ انتظار الرجال متى ستتحرك سياراتِهم .. لفت ساره وهي تهمس في اذن إلهام ..: اسيل للحين ما جات ؟..
إلهام ..: لا يمه .. من طلعت امس مع زياد ما رجعت ..
ساره بغضب ..: ذا الولد ما يفهم .. استغل ذا الظروف وصد بها ..
إلهام بإبتسامه ..: يمه ترا زوجته !..
ساره ..: زوجته لامن سوا لها حفل زواج ونشر بين العرب اسمها .. مب يجي بها من اخر الدنيا ويقول زوجتي كأن بهم شي !..
منيره وهي تسمع همسهّم ..: وهي صادزه .. يسويّ له زواج نفس الناس والعالم عشان يقول زوجتي ..
قطع همسهم وحديثهم صوت نسيّم المُقبله عليّهم وهي تقول ..: رغم انها ثلاث ايام مليانه ما يتك الصدر .. لكن يشهد الله ان بيتنا ما حس بالحياه الا بالثلاث الإيام هذي ..
منيّره وهي تقف وتُسلم سلام وداع على نسيم ..: ماخلانا نحس بالإنتماء ونعيش على سجيتنا الا اخلاقكن الي ما تحسس المودمي بالثقل ..
تداخل بينهم صوت اديم التي نزلت من جناحِها وهي ترى أهلها يرتدون لـ العوده بدونها .. قالت بصوت يكاد ان يبكي ..: الحين من صجكم بتروحون من دوني ؟..
إلهام بملامح حزن ..: ياويلي والله اني ادعي نمشي قبل تنزلين .. اعرفتس بتطلعين الحزن من لاشي ..
اقبلت اديم وهي تُعانق والِدتها وتُقبل رأسها ..: الله يحفظكم يا نظر عينيّ ..
منيّره ..: لا تحسبين انتس بين اغراب .. انتي بين اهلتس الثانيّين .. واذا بغيتينّا السياره يا بنيتيّ تقرب البعيد ..
ثم اكملت اديم السلام على اهلها قبل مُغادرتهم .. تحدثت وهي لا ترى ام سالم ..: وين ام سالم ؟..
حنين ..: دق ولدها وراحت ..
اديم بإبتسامه ..: ماشاءالله عليهم دايم مستعجلين ..
ساره بإبتسامه ..: قومه ولدها الحار .. مايحب يطول عند احد ..
رن الهاتِف مُعلن عن وقت ذهابِهم لمغادرة هذا المنزل .. الذي عاشوا به مشاعر ومواقف كثيره في ايامً معدوده .. غادروا .. وذهبوا مُتجهين للقريه ..
لذالك المنزل الصغير .. الخالي من المشاعر المؤلمه ..
خلا منزل فالح من ضيوفه .. ودخل للمنزل عِند بناته .. ولكن هذه المره لم يحتوي منزلهم على فتاتان .. كانت بينهم فتاة جديده .. قد بدأت تُشاركهم هذا المنزل .. دخل وهو يراها تتحدث مع حنين .. من دون ان يسأل فهِم فوراً انها بنت منيره .. لا يُخفى عليه الشبه الكبير بينهم .. وكأنه عاد لأكثر من 20 سنه .. لتلك السنوات .. التي احتوت مشاعره وذكرياته مع معشوقته .. تُشبِهُها جِداً .. لدرجة رغبته الكبيره في مُعانقتها .. وكأنها مُلكه .. لم يستطع تحمل هذا الشعور الكبير والقديم .. وعاد ادراجه .. وهو يحاول بيأس كبد الذكريات الموجعه .. تعجبت اديم وهي ترى تراجُعه وخروجه .. وكأنه يصُد منها ولا يرغم برؤيتها .. ولكن نسيم التي رأت دخوله وإطالة نظره في اديم وإمتلاء عيناه فهِمت .. ان رؤيته لها لم تكُن سِوا مؤلمه .. وذهبت خلفه .. خرجت للمشب وهي ترى سند مُستلقي فيه .. ولم ترى ابيها .. تحدثت مُتسائله لـ سند ..: ابوي ما جاك ؟..
سند وهو مستلقي ببطانيته ينوي النوم ..: لا طلع على طول .. ليه ؟..
نسيم بحزن ..: شوفة بنت منيره ماظن انها كانت زينّه له !..
سند وهو يعتدل ..: اول مره يشوفها ؟..
نسيم ..: هقوتي من ردة فعله هذي ..
سند ..: خلاص لا تحاتين .. ابوي رجالن علمّه في راسه .. واكيد انه يعرف يعطي الموقف حقه ولا ينلام يا نسيم .. عاش الي ما عشتيه وفقد الي يتل القلب ويوجعه ..
نسيم وهي تعود ادراجها ..: صدقت .. اجل برجع للبنات .. لايكون البنت فهمت ان ابوي صادً منها ..
سند وهو يعود ليستلقيّ ..: اي روحي لها .. وخليني اغط شوي .. وعيالتس لا ينطون علي !..
نسيم بنصف عيّن ..: عيالي نايمين تطمن ..
سند بطمأنينة اغاضت نسيم ..: اللهم لك الحمد ياربي ..
لم تجب نسيم ودخلت بغضبً مازِح .. ورأت تميم يجلس في الصاله لوحده .. جلست بجانِبه وهي تسأل ..: وين البنات ؟..
تميم ..: يسوون الفطور ..
نسيم بعِتاب ..: وينك منت مع الرياجيل في المشب ؟.. راحوا الضيوف وانت راقد !..
تميم بمزح ..: انتي بتطولين عندنا ؟..
ضحكت وهي تقول ..: ثلاث اسابيع لا تنقصها .. حسين عنده قضية ومشغلته وسافر ..
__________
فالِح .. الرجل الذي حاول بيأس نسيان ما عاشه .. ولكنه تعب .. كُلما حاول الإستمرار والتغاضي .. يخرج ما يُفيض قلبه ويُجدد الذِكرى .. في سيارته .. ابتعد ولا يعلم اين يذهب .. اخر مره عاش هذا التوتر والشعور الطائش كان في شبابه .. لم يعرف كيف يُحارب شعوره الأن .. قال بصوتً راجف ..: وينك يا محمد !..
لم يعرف احدً عُمق شعوره وألمه سِوا محمد .. الصديق الي فرقاه كان مؤلم .. الوحيد الذي كان يبكي فالح عنده بسبب حبه لـ منيره .. محمد وحده هو من يحتاجه الان .. قال مرةً أخرى وهو يضع رأسه على الدركسون ..: محمد والله اني اسف على زلة لساني .. اسف يارفيق الحب والدرب على شيّن حكيي ..
ثم خانته عيناه وهي تذرف قطرات مُشتاقه .. لم تُذكره اديم بـ معشوقته فقط .. بل افاضت قلبه وجعلته يوّد بشده لِقاء صديقه .. الصديق الذي لامه فالح على ذهاب منيره .. فهي كانت في امانته عِندما سُجن .. ولكنه لم يحفظ الأمانه وهي تذهب وتعود لـ تلك الديار التي ربطتها بغيّره .. كان هذا سبب فُراقهم .. والسبب الذي جعل اخر لقاء بينهم هو ذالك اليوم .. اردف فالح وهو يقول بشوق وحزن لصديقه وكأنه يُحدثه الأن ..:
الا يامحمد ضايق البال وين يروح
‏الي عاف دارً كل يومً ... يدوج بها

رواية فيك القصيد المعتق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن