تأفف وقال : يمه شورتس ماودي به الحين ..
دخل والده وجلس ولفت عليّه زوجته وقالت : يابو سالم انا عجزت في هالولد !..
ابو سالم لف على إبنه وقال : سالم القرب من بو تميم غنيّمه ، ان كان ودك تسمع شوري اسعى بهالموضوع وربي ييسر لك ..
إبتسمت ام سالم ولفت على إبنها وقالت : واليوم الكل يسأل عنها وينشد حتى اهل ديرة بنت محمد !..
قال سالم بتردد : اجل الي تشوفونه ..
ام سالم بسعاده : اكيد ؟..
سالم بإبتسامه : شورتس وهداية الله ..
لفت بسرعه على زوجها وقالت : دق دق على بوتميم!..
ابو سالم : انتي صاحيه ؟ احد يدق هالحزه !..
ام سالم بإستِعجال : ويش الي هالحزه ! تلقى عربن خطبوها الحين وانت تقول هالحزه !..
سالم بقلق غيّر واضح : وانتي شدراتس انه به احد بيخطب ؟..
ام سالم : انا شايفه وحده من الحريم الي جات مع الجده تنشد عن حنين وتمدحها ويقولون عندها ولد !..
صمت سالم وبعدها بعِدة ثواني خرج وهو يترك والدته التي لا تزال تقنع ابو سالم ان يتصل الأن ..
وقف قليلاً خارِجً ثم رفع هاتِفه وإتجه إلى رقم تميم وحديث والدته عن خطبة الناس لها لا يزال يدور في رأسه ، ولكنه وللمره الثانيه يتردد ويُعيد الهاتِف ويتجه لـ غرفته ...
____
بعد يوميّن .. المغرب .. دخل فالح المنزل ورأى بناته يجلِسون لوحدِهن .. من دون ابناء نسيم الذيّن اخذوهم تميم وسند معهم عِند الإبل .. قال وهو يجلس : ويش اعلومكن يا بنات ؟..
نسيم وهي تُقبِل رأسه : بخير جعلك بخير ..
ثم قبلت رأسه حنين وقالت : زي ماتحب ..
مسك فالح بيّدها قبل ان تبتعد وتعجبت حنين من حركته وقال فالح : اجلسي جنبي ابيتس بعلم ..
جلست حنين بجانبه وقال وهو يُحدِثهن : فيه ي بنيّات شيّن ابيكم تتأكدون مِنه ، لامني جيت على طول انشدكم عن رغبتكم هذا يدل على شي واحد ، وهو اني شاري الرجال و ودي به جدا ، لكني اذا سألت اخوانكم قبلكم هذا معناه اني ماني مرتاح وقلبي ضايق ..
قالت نسيم بإبتسامه : مايجي منك ضرر يايبه ..
وفهمت حنين مقصد حديث والدها وإحمر وجهها وهي تنتظر حديّثه .. قال فالح وأخيراً : دق علي ابو سالم يطلب يد حنين لـ سالم ، وهالرجال جمايله علي كثيره ، كل الرجال لي عليهم جمايل الا سالم جمايّله مثقله كاهلي .. وانا شاريه ياحنين ولو يروح مني معادني بلاقي مثله رجال ..
صمتت حنين ونظر لها فالح ولاحظ انها مُحرجه وقالت نسيم : يبه سالم قد مدحه لي حسين الله يرحمه ، وفعلاً رجال يستحق حنين ..
إبتسم فالح لـ نسيم ثم لف على حنين وقال : تاخذين شوري ؟..
إبتسمت ثم قالت : الي ودك ..
وبعدها بثانيه تركتهم وهي تصعد لغُرفتها ..
_____
في تِلك القريه المُريحه ، التي إفتقدنا احداثها كثيراً .. يجلسون جميّعهم في صالة المنزل الصغيره وبرفقتهم اديم بينما تميم سيجلس لـ يومان في البر ستبقى هي عِندهم .. قالت ساره وهي تنظر لـ منيره : معاد بقى على رمضان الا اسبوع ، ودتس نقوم نغسل هالحوش والزوالي ؟..
شهقت اديم وقالت : معليش اتوقع اني معفيّه عن الشغل !..
لفت اليها اسيل وقالت : ماقلنا شليها ، تتعبين شوي وبعدها خلاص ..
ضحكت منيره وقالت : اديم مستغله حملها وهالشي ما اعجبني ..
وقفت إلهام وقالت : يعني لازم نستغلها حنا قبل يجي تميم ..
قالت اديم بمزح : احس اني اشتقت له ..
ساره وهي تقِف مع إبنتها : ذبحتس الشوق الحين !..
وخرجت وهي تُناديهن ويسحبون الفرشات ويبدأون برش الماء عليها ، رفعت اديم ثوبها وهي تتحازم به وقالت وهي تهمس لـ اسيل : خالتي ساره كل ما زانت الجلسه راحت تغسل ..
اسيل بإبتسامه : ماتنلام تطفش كثير وتلتهي بالشغل ..
جائتهم إلهام وهي تقطع حديثهم وتقول : بويش تتهامسون ؟..
اديم : إلهام تدرين شنو مخوفني ؟..
إلهام بخوف : ويش ؟..
اديم بحزن : انج اذا تزوجتي سند وجيتيني هناك بتقعدين تكرفيني معج وتخربين علي راحتي !..
شهقت إلهام بصدمه وهي تضرِب كتفِها : قليلة خاتمّه هذا همتس!..
صرخت ساره وهي تستعجِلهن وتقطع شِجارهم ..
____
بعد مرور هذا اليّومان وحتى الأن لم يعلم ان رضت او لا ! لا يستطيع التواصل معها وليست من عادت اهلها ان يذهب لها ، فأصبح من الصعب عليه معرِفة ما بِخاطِرها ، دخل المنزل وهو يرى جلوس والدته مع ريم .. وكما هو حاصل مع والدته في هذه اليومان .. تصده كثيراً وعلى مُحيّاها غضبً شديد إتجاهه .. عجز ان يعرف او حتى يُخمِن ما بِها ! .. جلس بجانِها وامسك رأسها عِنوه وقبله وهو يقول .." يمه الصد هذا لا يُمكن يجي منتس ، شكلتس موصّاه عليّ من عدواني !".. أبعدت والدته يده وقالت دون ان تنظر له .." ماني بداني حكي القفا وجبت لي حكيّ سود الوجوه يحكون به ".. صُدِم فهد وأشار لـ ريم بـ معنى .." علامها ؟".. فجأبات بإشارة .." مدري! ".. وهي ترفع اكتافها .. لف على والدته وقال : اهرجي يمه ويش هو خطاي ؟..
ام مطلق بغضب : هاللي خلتك تخطي خطوتك من دون علم اهلك ، ويش السبب ؟..
فهد بحزن : يمه ويش هالحكي ؟..
لفت عليّه بغضب وقالت : من هي بنته و ويش ترجع له ؟..
فهد : بنت محمد ال **** ، ويش عادتس تبين !.. وابو تميم يعرفهم معرفه قريبه ..
ام مطلق : وامها ؟ وينهي ؟
صمت فهد ..
وقالت ام مطلق : هذا بلاي .. ماني خبل ازوج ولدي وحدتن ماتنعرف!..
فهد بغضب : امها اسيويه وتربت طول ذا السنين تحت ذرى رحمة ربي وجدتها ..
ام مطلق : لامن جيت تخطب انشد عن خوال البنت ، لان البنت تتطبع بطبوع امها وخوالها ، ويوم امها خلتها انت تهقى انها ماهي مسويه نفسها ؟.. بعد سنين تجي معك ورعانك بدون امهم !..
صُدِم فهد وضاق صدره وقال : يمه طالبتس الا بنت محمد ، ولا تهرجين هالهرج وتوجعيني بها ..
قالت ريم وهي تُحاول حل المُشكله : اجل روحي يمه وشوفيها بعينتس ، واعرفي هي تتطبع بطبع من وسلوم من ..
نظر فهد لـ ريم وقالت والدته : هذا الي بيصير ، عطني رقم الجده ..
فهد : يمه بتروحين لهم فجاءه ؟ ..
ام مطلق : ليه ماهو من حقي ؟ .. مرت ولدي ومن ابسط حقوقي ..
إستسلم فهد وهو يعطي والدته رقم الجده التي اصرت ان تتصل هي وتخبرهم عن زيارتها لهم بعد المغرب اليوم وبشكل مُفاجيء ..
____
اغلقت الجده الهاتِف بعد إتصال ام فهد وطلب زيارتهم بعد المغرب .. صرخت وهي تُنادي العنقاء : ياعنقااااء ..
جات العنقاء تركض وهي خائفه من صراخ جدتها : علامتس يامه !..
الجده وهي تتكيء على عكازِها وتقول بإستِعجال : ام فهد بتجي بعد المغرب ، اركضي رتبي وجهزي القهوه قبل يجون ..
شهقت العنقاء وهي ترى ساعتِها ولم يبقى سِوى ساعه ونِصف على المغرِب !..
العنقاء بتوتر : يامه ويش عندهم فجاءه بيجون !..
الجده : ويش الي فجاءه !.. ولدها ملك على حرمةً ماتعرفها ولا شافتها .. اكيد بيجون يشوفون نسايبهم وعروسهم ..
الجده وهي تخرج من الصاله مُتجِه لـ مجلس الحريم الصغير قالت : دقي على وسيّم خليها تجي تساعدتس ..
ترددت العنقاء ولم تُريد ان تطلب من احد المساعده ولكنها مُضطره لانها تُريد ان تتجهز وتتزين وتخرج امام عائلته بأبهى صوره .. رفعت هاتِفها وطلبت من وسميّه القدوم ..
____
وسميّه : يمه ليه ترفضين !.. جدتي دقت علي وطلبت مني !..
سلمى بغضب : وانتي ويش عليتس ؟.. تبيتس تموتين من الشغل وبنت هالكافره تتزين وتتضبط !..
كان على حديثها هو دخول عابد للمنزل وسماع حديث والدته .. وعلى وجهه ضربات وكدمات من عِراكه مع فهد الذي لم تسأله والدته او تقلق عليه حيث قالت شيئاً واحدً وهو " شافك احد ".. خوفً من ان يقولو ولد سلمى راعي مشاكل .. ولم يكُن والدته مُختلِف الذي لم يلحظ اصلاً ومُلتهي في عمله وتارك زوجته وأبناءه وكانت هذه احد الأسباب التي جعلت عابد مع خواله وكثير الغضب والشتات والمشاكل .. هو التجاهل في حياته جعله يحاول إثبات نفسه بأي شي ..
قال وهو يدخل : علامكم ؟..
وسميّه : دقت علي العنقاء وقالت ان اهل زوجها بيجون وتبيني اساعدها ..ورفضت امي تقول مالتس دخل!!..
لف عابد على والدته وقال : وليه مالها دخل ؟.. العنقاء بنت خالها والي تطلبه منها الجده اسويه ولو فيه موتها !..
سلمى بغضب : مالك شغل انت !..
عابد : الا لي شغل ، ودام تربيتس بتخليها تصد وتترك ربوعها لي شغل غصبً عنكم ..
ثم لف على وسميّه : روحَي ولامن صار شي علميني ..
إبتسمت وسميه وذهبت راكضه وهي ترتدي فستان بسيط وتتعدل بشكلً انيق وناعم وترتدي شالها وتخرج مُتجهه لمنزل الجده..
سلمى وهي تُحدِث عابد : انت تبي تعلمها على عصيّ كلمتي ؟..
عابد وهو يخرج : انتي الي حديتينا على عصيّ الكلام !..
سلمى بصوت طويل ليسمعها : طيب عالج هالوجهه لا يقعدون يقولون ذا العرب عابد به شي !..
خرج عابد من دون رد وهو كارِهه جِداً اسلوبها وشخصيتها التي تُفكير بالكُل ماعدا ابنائها ..
____
.. في البر .. حيثُ ينقطِع الإرسال وينعدِم العالم .. ويبقى فقط الهدوء والسكيّنه .. المكان الذي قيّل فيه .." في معزل عن جميع الخلق وإزعاجه ، ما نسمع من الناس لو تكثر لجالجها ".. وفِعلاً كان هذا المكان مهرب الكثير من لجالج الحياه وسود الأيام .. خرج سند من الخيّمه وهو مُتلطِم ومُشمِر اكمامه وبين يديّه يحمِل دِلال القهوه ويغسِلها ويُعيّد له قهوه هو وأخيه .. بقيّ تميم جالس في الخيّمه ومعهم ابناء نسيم تركي وسيف .. تميم هو من طلب من نسيم اخذهم معه .. لكي يعتادو على مجالس الرجال وتستطيع هي الراحه قليلاً والإعتناء بنفسها بدل الركض خلفهم طوال اليوم .. امسك تميم بـ تركي وهو يضعه في حضنه ويقول : ويش تقول ؟..
تركي بحماس : اقدر اشيل حوار الناقه .."الحوار هو طِفل الناقه"..
قال تميم بضِحكه : صامل ولا بتخاف اذا وديتك ؟..
وقف تركي وقال بحماس : ماني خواف .. ودنيّ وشوف..
لف تميم على سيف وقال : وانت ؟.. تخاف !..
قال سيف بتردد : حتى انا اقدر !..
امسك تميم بيّدهم الإثنين واخذهم لـ شبك الإبل .. رأهم سند وهو في المطبخ الصغير وقال بصراخ : يارجال انتبه لهم ترا ذا الحوار يرمح !.. " يرمح معناه انه يضرب بقوه بشكل مفاجيء بقدمه"..
تميم وهو يرد عليه : ماعليك انا عندهم ..
وصل تميم ودخل الشبك وهم معه .. كان سيف يشِد على كف تميم بخوف بينما تركي كان يحاول ترك يد تميم لـ يركض لها .. قال تميم بغضب : ياتريك اهجد وخلني اناديه !..
نادا تميم الحِوار حتى إقترب مِنهم وامسك بقدمه كي لا يضرِبهم وإقترب تركي فوراً وهو يُحاول التعلق برقبته وسيف يتبع تركي ويفعل مِثل حركاته بتردد وخوف .. ضحك تميم عليهم وإقترب سند وهو يقول : كفو كفو اطرحوه ..
تحمس تركي وتعلق بصعوبه وركِب فوق ظهره وقال بحماس وهو فوقه : شششففتت ؟.. ماخخفت !..
ضحك سند ودخل الشبك وامسك بـ سيف واركبه خلف اخيّه على ظهرِ الحِوار وقال : ككففوو عيال حسين !..
قال تميم وهو يترك الحوار ويجعله يمشي وهم فوقه : يارب تخليهم وتبقيّهم لعيّن ترجيهم ..
إبتسم سند وقال : اللهم امين ..
ومن بعيد رأى سند سياره تُقبِل عليهم وقال : هذي سيارة مسلط ولا يتهيء لي ؟..
تميم وهو ينظر لـ السياره : الا شكلها هي ..
وصلت السياره ونزل منها مسلط وهو يرتدي ثوب نوم وعلى رأسه شِماغ بنّي وقال وهو يُقبِل عليهم : انشهد ان قلبي دليلي ..
ضحك تميم وهو يُسلِم عليّه : شكلك من امس وانت في ذا الخلا ..
مسلط وهو يُسلِم على سند : اي والله ، وقلت خلني اشيك على عزبة فالح اربكم هنيّا ..
سند : اي بالله هنيّا .. امشوا الخيّمه خلونا نتقوى قبل يأذن المغرب ..
تميم : خلني اجيب هالمطانيخ من فوق الحوار واجيكم ..
ذهب تميم يُحضِرهم وذهبوا مسلط وسند للخيّمه ..
_____
إنتهت العنقاء ومعها وسميّه من التنظيف والترتيب وإعداد القهوه وذهبتا لـ غرفة العنقاء الصغيره التي يملأها الأثاث القديم والذوق التراثي حيث انها ومنذ ان عاشت من جدتها احبت كل شي ينتمي للماضي حتى في ملابسها كانت لمساتها ماهمه ورقيقه ومريحه للعين بعيده كل البعد عن الصخب والفخامه المُزعِجه .. قالت وسميّه وهي ترى العنقاء تضع من مكياجها البسيط : عنقاء سوي لي نفستس ..
إبتسمت العنقاء وقالت : ترا ما اعرف واجد !..
إقتربت وسميّه وجلست قِبال العنقاء وقالت : عادي انتي اي شي تسوينه يهبل ..
ضحكت العنقاء وبدأت تحاول إتقان المكياج على ملامح وسميّه البريئه ..
إنتهوا واذن المغرب وظلوا في استعداد لإستقبال عائلة فهد ..
____
وصلوا عائلة فهد ومعهم زوجة اخيهم نوره التي طلبت منها ام مطلق ان ترافِقهم .. قبل نزولهم قال فهد بهمس وهو يُمسِك يد ريم : امسكي هالورقه وعطيها العنقاء ..
ثم قال بعد ان شد على كفِها : لا تفتحينها ذبحتتس..
ريم بغمزه : رسايل وحركات !..
فهد : حدتني .. ولاهي الي عطتني رقمها وريحتني ..
ريم : طيب فكني خلني اشوف الي حدتك وخلتك غريب التصرفات ..
تركها فهد ونزلت مع والدتها ونوره زوجة مطلق ومعها صغيرتها مهوي التي تذكر هذا المكان وضحكت واشات لـ شبك الغنم وهي تقول : عنم فهد !..
ضحكت ريم وتركض وتحمِلها وقد بدأت تفهم كل شي وتتذكر كلامها في ذالك اليوم عِندما جحد فهد وفهِمت هي ..
دخلوا المنزل وطرقوا الباب بهدوء .. وتقدمت وسميّه وهي تفتح الباب بينما العنقاء في المطبخ تُحضِر القهوه .. سلمت عليّها ام مطلق وقالت وهي لا تذكر انها رأتها في العشاء : انتي بنت محمد ؟..
إبتسمت ريم وقالت : لا يمه هذي بنت عمتها ..
قالت ام مطلق وهي تلف على ريم : اخت الي خطبتس ؟..
ريم بخجل : ايه يمه ..
ومشت امامهم وسميّه تدِلهم لـ المجلس وهي تحاول فِهم ام مطلق عندما قالت "الي خطبتس ".. " يعني عابد خطب ريم !" .. ودخلت بِهم عِند الجده التي حاولت الوقوف وقالت لها ام مطلق وهي تُسرع وتمنعها من الوقوف وتقِبل راسها وهي جالسه : خليتس والله ماتقومين ..
إبتسمت الجده وقالت : يامرحبا باهل فهد وحي طاريهم ..
ام مطلق وهي تجلس بجانب الجده : يامرحبا بتس والله يبقيكم ..
وبعد الحديث والأخذ بالأحوال .. غمزت الجده لـ وسميّه بمعنى .." نادي العنقاء ".. ذهبت وسميّه راكضه للمطبخ ورأت العنقاء تضع يدها على صدرِها وكأنها تُحاول تهدأت قلبها .. قالت وسميّه : العنقاء تناديتس الجده .. علامتس ابطيتي ؟..
العنقاء وهي تأخذ شهيق : ماهقيت اني بتوتر كذا !..
وسميّه بإبتسامه : لا تتوترين والله اهله حبيبين واخته الي حكيت لتس عنها جات !..
إبتسمت العنقاء على حماس وسميّه وإهتِمامها بها وقالت وهي تحمل القهوه وتخرج : يالله مشينا ..
تجلس ريم بجانب زوجة اخيها وبِحضنها مهوي وبجانب الجده ام مطلق .. وماهي الا ثواني حتى دخلت عليهم إمراءةً فاتِنه .. إمراءة طويله وبظهرٍ مُستقيم .. وعلي جِسمها الناعم فستانً حرير ساتِر .. يُداعِب مفاتِنها ويجعلها اكثر جاذبيّه .. وشعراً طويل يتعدا مؤخِرتها وكان السبب في عدم قصه هو حب جدتها الكبير لشعرِها .. ولم تكن فقط هذه مزاياها بل كانت تملِك وجهً رسمه الرحمن بدِقه وابدع في ملامِحها .. عينان واسِعه ورِمشً كثيف .. وحاجِبً مرسومً يجعل من عيّنها حاده .. وشِفاه مُمتلِئه وخدً ايسر يحمل غمازه بانت عِندما إبتسمت بحياء من نظراتهم .. إقتربت وإنحنت وهي تُقبِل راس ام مطلق التي لم تستطِع نطق كلِمه .. ثم سلمت على نوره وبعدها اقبلت على ريم التي امسكت بكف العنقاء وهي تضع بِه الورقه وتقول .." يقول قبل تاخذين اخبارها وصليّ لها حروفي".. إبتسمت العنقاء واخذت الورقه وهي تحاول تُخبأتها عن انظار الجده التي لاحظت من قبل ان تُدرِك العنقاء ..
بعد دقائق كثيره من حديث الجده وام مطلق ..
قالت الجده لـ العنقاء ان تفرِش فرشه في ساحة المنزل الصغيره لـ تخرج هي وام مطلق للجلوس هناك .. وذهبت هي و وسميّه لتلبيّة رغبة الجده .. وكان للجده مقصد من طلب هذا الطلب .. إنتهت العنقاء وعادت وهي تُخبِر الجده ان بإماكنهم الخروج ..
وإقتربت وهي تُمسِك بالجده وتساعِدها على الوقوف وتُبعِد كل شي امامها تستطيع المشي من دون عائق .. ثم تبِعت الجده وهي تحمل القهوه وتضع لهم بعض المأكولات .. وكانت هذه تصرفات بسيطه ولكنها مُلفِته عِند ام مطلق التي لاحظت إهتمام العنقاء بأدق التفاصيل التي قد تؤذي الجده .. واخذِها للقهوه دون طلب الجده .. كانت تتصرف من نفسِها بدون ان تنتظر اي امر من احد .. عِندما جلست الجده وام مطلق برِفقة بعض .. قالت الجده وهي تُمسِك بكفِ ام مطلق وقالت : هالبنت يا ام فهد مثل روحي .. هي غناتي عن هالدنيا ورحابة صدري ..
إبتسمت ام مطلق و وضعت يدها الأخرى فوق كف الجده .. وأكملت الجده وهي تقول : صدز انها بنت اجنبيه .. لكن محد حنّي واشقى عمره لي غيّرها .. محد يسهر لراحتي ويداريني مثلها .. هالبنت غيّر .. بمن محمد رحمه من رب العالمين .. وكأن ربي خلا ولدي ينجب لي هالبنت ويعطينا عمره وتروح امها وتبقى هي من تعينّي ..
قالت ام مطلق : ليه راحت امها ؟..
الجده : بعد موت ولدي ضاقت بها العيّشه هنا .. وانا يامتس ماني لايمتها.. العيّشه هنا سامه.. لكني رفضت تاخذ معها حفيدتي واخر ذكرى لولدي !..
ام مطلق بحزن : كانت بنتها هيّنه عندها !..
الجده بحزن هي ايضاً : الوكاد انها ماكانت هيّنه عندي .. وعشان هالقلب الي يحبها جدا .. يا ام فهد اذا ماقدرتي تصيرين امها لا تصيرون اعداء لها .. يايجي خير ولا لايجي شر !..
إبتسمت ام مطلق وعرفت ان الجده لم تقُل هكذا الا من غلاة بنت محمد : الي عزها ولدي وخلاها اغلا عليه من روحه ماهي رخيصه عند ام فهد .. ومن دون تطلبيني .. انا ما اوجع .. انا جيت لجل سبب واحد وهو اني اشوف الي بتصير زوجة ولدي .. وكنت حاسه اني برجع خايبه .. لكني برجع وانا انتظر اليوم الي تقبل علي فيّه وتناديني يمه ..
إبتسمت الجده وشدّت على إمساك كف ام مطلق وهي مرتاحه مُتطمنه انها وضعت العنقاء بأيدي امنه .. ثم قالت وهي تشرح لها قلب العنقاء : ماصغرتها الليّالي لأن باسها قوي تمر سود الليالي بضحكتين وتطوف ..
ام مطلق بإعجاب بالعنقاء : رغم خيّبات السنين الي حاولت تشوه ملامحها .. إحلوت ..
___
خرجت العنقاء من عِند الفتيات وإتجهت للمطبخ بـ عِذر القهوه .. اخرجت الورقه وفتحتها بفضولِها المُعتاد بكُل ورقه تأتيها مِنه .. وكان المكتوب هو .." انا لو اني قادر اجيتس .. جيتتس .. قطعت لعيونتس طوال المسافات .. ولا انتهى فيني على باب بيتتس .. " .. ثم ختمها بـ .." زلة وفيّ لحظة غضب .. انا وشعري اسفيّن ".. إبتسمت العنقاء وهي تُغلِق الورقه وتذهب لتأخذ ورقه من غرفتها وتكتِب بها بعض الكلِمات التي تُحدِد شعورها ..
____
في البر .. عِند تميم ومن معه .. يجلس سند وبحضنه تركي .. بينما سيف إستلطف مسلط وجلس بجانِبه .. قال مسلط وهو يأخذ سيف من جانبه ويجلسه بحضنه : تعال ياتركي خلني اسلم عليك ..
رفض تركي وهو يتجاهل مسلط ويلف رأسه وهو ينظر لـ سند .. ضحك سند وقال : عادي هذا صديقي سلم عليه ..
لم يتحرك تركي وهو مُستمر في تجاهل مسلط .. قال تميم وهو يأتيهم بحليب الإبل : عادك تحاول تسلم على تريك!..
مسلط بإبتسامه : ماهقيت انه عنيد كذا !..
تميم وهو يجلس : قلت لك ماهو مسلم عليك الا من نفسه .. خلك منه ولا تجبره وبيجيك ..
قام تركي من حضن سند وإتجه للجلوس بجانب تميم وهو يُشير لـ حليب الأبل بمعنى .." ابي ".. اخذ تميم كوب صغير وصب له من الحليب واخذ كوبً اخر وهو يعطي سيف .. وبعدها مرر قِدر الحليب وهو يعطيه مسلط وسند يشربون مِنه .. قال سند بعد ان انتهوا من شرب الحليب : مدري هو احساس ولا صحيح .. لكن خاطرك يا مسلط ماهو صافي ..
ضحك مسلط بعد ان ابعد الحليب من فمه : وفيه احدن يختلي ويقعد في هالخلا لحاله وهو خاطره زين ؟..
تميم : امرني ان كاني اقدر اسوي لك شي ..
مسلط بإبتسامه : ماتقصر .. مير البلا وجع القلب ولا العلوم الثانيه لها حلالها ..
سند بإبتسامه : اجل الله يعينك .. وجع القلب مايعرف له الا ربه وصاحبه ..
تميم بضِحكه : لا يكون ابوك لقى عروسه ثانيه لك ..
ضحك مسلط وقال : خوفي انه يملكني مادريت !..
سند : اجل اعرس وافلح عشان تفك نفسك وتفك ابوك ..
مسلط بتردد : بخاطري عرب لكن خوفي من اهلها ..
تميم وهو يبتسم : انت رجالن تنشرى .. ولانيب اداني مدح الرجال في وجهه ، مير انك تستاهل واقدم والله ييسر امرك ..
إبتسم مسلط برضى وهو فِعلاً يتمنى لو يُقدِم ويتم كل شي كما يتمنى .. وكانت تصرفاته هذه هي احد الأسباب التي يحاول بها التقرب للعائله ..
____
خرج من مقرِ عمله وهو يحمِل قبعته في يده ويبدو عليّه الضيق والإستياء .. بسبب عدم قدرته على الحصول على اي شي بخصوص قضية قتل متعب .. إستوقفه احد الضباط وهو ينادي : رقيب سالم ..
وقف سالم وهو يلف عليّه : علامك ؟..
الضابط : مسكت واحد من موظفين متعب .. ويقول انه دايم اذا جاء متعب سعوديه في رجال يستقبله ويكون معه ويعرفه من سنين !..
سالم بفرح وأخيراً وجد شي : منهو ؟..
الضابط بعبوس : هذي المشكله !.. ما ندري من !.. دورت بكل مكان وبكل سجل رسمي يخصه مالقيت له اسم !.. و الواضح انها معرفه شخصيه يساعده بأمور كبيره بدون ما يحط اسمه بأي مكان !..
عبس سالم وعاد ادارجه لمكتبه وهو يُصِر على ان يجِد اي شي يخصه !..
____
دخلت العنقاء لـ الصاله الصغيره عند البنات وهي تحمل القهوه .. وضعتها وجلست بجانب ريم .. إبتسمت ريم وهي تلف عليها وتقول : وين تأخرتي !..
إبتسمت العنقاء وهي تُدخل الورقه في يد ريم من دون ان يرى احد وقالت : انشغلت شوي ..
اخذت ريم الوقت من دون ان تجعل احد يلحظ وادخلتها الحقيبه وقالت بهدوء : الواضح هالشغله اخذت منتس وقت طويل ..
إبتسمت العنقاء وهي تفهم التلميح وترتاح كثيراً لـ ريم .. قالت نوره وهي تُحدِث وسميّه : انتي اخت عابد ؟..
وسميّه بريّبه : ايي ..
عبس وجهه ريم من سؤال نوره عنه وقالت العنقاء بفضول : ليه علامه ؟..
نوره بإبتسامه : بيناسبنا وياخذ هالحلوه ..
إبتسمت ريم مجامله وقالت العنقاء بهمس لـ نفسها تستطيع ريم سماعه : عزاي لحياتها ..
صدِمت ريم من كلمة العنقاء التي تعلم انها لم تعرف انها سمِعتها .. وكانت للعنقاء ذكريات سيئه مع عابد كفيّله بأن تُشفِق على من ستكون شريكة حياته ..
دخلت ام مطلق واخبرتهم انهم سيذهبون بعد ان اقبلت وهي تُسلِم على العنقاء وتقول بهمس لها وهي تُقبِل خدها : كنت اشرهه على لهفته الزايده لكن بعد هالشوف ماعليّه ملامه ..
إبتسمت العنقاء بخجل شديد .. وهي تسمع وترى الجميع وهم يقولون عن مدى حُب ورضى فهد بها .. عن متى تعلُقه وتحدثه عنها وكأنها كل انجازاته .. وندمت وهي تلومه على موقف .. بينما هو كان يذكرها ويحبها اكثر في كل المواقف ..
____
خرج من منزلهم ورأى سيارة فهد تقِف امام منزل جدته .. ويقف فهد خارج السياره مُتكيء على بابها .. إقترب وقال بعد ان وصل عِنده : ليتني اشلك واقلعك من هالديار ..
إبتسم فهد وقال : ماقلعتني وهي ماهي حلالي عشان تقلعني وهي حلالي ..
عبس عابد ولكن تغيّرت ملامحه وهو يرى التي فتحت مهوي باب الشارع وخلفه ريم تُعدِل شالها قبل ان ترتدي نقابها وإستطاع رؤية ملامحها مره أخرى ولكن هذه المره كان من دون شالً شفاف على وجهِها .. لاحظ فهد تغيّر وجهه عابد ولف ينظر لما ينظر إليه وكانت اخته .. عاد فهد بنظره على عابد وهو يضرب صدره ويبعد ويقول : وجعع سد عينك !..
ابعد عابد يد فهد وقال وهو يصد بعيّنه ويدرك وضعه : نظره شرعيه ولا لك حق تطردني .." وقد انهى جملته بإبتسامه جانبيّه ".. أغاضت إبتسامته فهد وكاد ان يضرب ولكن خروج امه واخته وزوجة اخيه جعلته يتراجع وجعلت عابد يصد وهو يبتعد عنهم .. ركبت ريم قبل الجميع ولاحظت غضب فهد وقالت : علامك ؟..
فهد بغضب : علامي هالي بتتزوجينه ..
صمتت ريم بصدمه وعادت للخلف وهي تُحاول إستراق النظر لـ الرجل المقفي الذي قال فهد انه زوجها !..
وصلوا للمنزل وتذكرت ريم الورقه التي معها وإقتربت وهي تُعطيّها فهد وتقول: وتراها جابت راس امي بعد ..
إبتسم فهد إبتسامه كبيره وهو يرتاح واخيراً ولكنه خائف مِن ما تحمله هذه الرساله .. والتي ولأول مره تُجيب العنقاء على رسائله .. فتحها بعد ان ذهب لغرفته وبدأت كلِمات الرساله بـ .. " يالفهد قلبي صار مثل القزازه .. أقل هزه تكسره لا تهزه !.. ".. ثم أكملت رسالتها بـ .." ماصدقت الوعود وجاملتها كلها كذبه تحت لحظة شعور .. لكن وعودك داهمت قلبي وامنت بها ".. وانهت الرِساله بـ .." اخاف اموت من الضمّا ما تسقاني ".. إبتسم فهد وفهِم من كلِماتها سامحته وانا خائفه بأن تندم على ذالك .. وانها اعطته قلبها وتطلب مِنه ان يعتني به .. أغلق الِرساله وهو يُخبئها بقلبه قبل ان يضعها في مكانٍ خاص ..
___
بعد يومين .. عاد تميم وسند من البر وكان تميم مُتجهه عِند منزل خالد لأخذ زوجته .. بينما عاد سند للمنزل ومعه ابناء نسيم .. ارسل تميم على اديم واخبرها انه قادم لأخذها ..
وقفت اديم بسرعه وهي ترى رِسالته .. قالت اسيل بخوف من وقوفها المُفاجيء : يا بنت شفيك ؟!!..
اديم : تميم ارسل لي جاي ياخذني ..
إلهام : وانتي ماتعرفين تقومين شوي شوي ..
اديم : وانتي على بالج تميم بينتظر اخلص شوي شوي .. بيدخل يسحبني ..
ضحكت اسيل وقالت : سبحان مغيّر الأحوال ..
إلهام بإبتسامه : وين وييييييين كنا وكيف صرنا !..
اديم بإبتسامه : خليني ساكته لأعبي راس سند عليج ..
إلهام بثقه وهي تستقيم بظهرها وتقول : قولي ما وراتس ودونتس .. سند ما يسمع فيني ..
اسيل بضِحكه : هالبنت ثقتها جننتني ..
اديم وهي تستعجل وتذهب : والله لو بسولف معكم مراح اخلص ..
وذهبت وهي تستحِم وترتدي اجمل ماعِندها بعد ان جهزت حقيبتها ..
منيره جاءت عِند الفتيات وقالت وهي لا ترى اديم : وين ام بطين ؟..
ضحكت إلهام وقالت : ارسل لها تميم وراحت تركض ونست بطيّنها ..
مُنيرة بإبتسامه رضى : اي هذا تميم ماهو اي احد ..
قطع حديثهم إقتراب خالد وهو يقول : ودي اروح للغنم ..
ثم لف على إلهام وقال : تخاويني ؟..
إلهام بحماس : والله بخاويك من زمان عنها ..
اسيل : اجل مالي قعده ..
خالد وهو يُمسك كف اسيل ويقربها له : ايه امشي بعد انتي ..
إبتسمت اسيل بسعاده وهي مرتاحه معهم ومع حبهم وطيبتهم وتقديرها وكأنها قِطعه مِنهم ..
وظلت منيره التي إتصلت على ام سالم ان تأتي عِندهم وتجلس برِفقتهم ..
إنتهت اديم من التجهز و وصلتها رِسالة تميم .." انا عند الباب".. إرتدت عبائتها وخرجت بسرعه وهي تركب بتعب وثُقِل بسبب هذا البطن .. قال تميم بضحكه: المفروض اوسع هالمرتبه..
لفت عليه اديم بنصف عيّن وقال تميم بخوف وهو يضحك : اسف ورب البيت اسف ..
صمتت وهي تُبعِد عيّنها عنه وتنظر امامها .. قال تميم وهو يُمسِك كفها : حتى بهالوقت تدورين زعل ؟..
اديم وهي تشد على كفه : وانت حتى بهالوقت تطقطق على بطني ؟..
تميم وهو يرفع كفها ويُقبِله : مستانس به طيب .. مشتاق لتس ومشتاق له ..
ضحكت وهي تصمت وترضى .. قال تميم وهو ينظر امامه : طيب وين ودتس نروح ؟..
اديم وهي تلف عليّه : مراح نروح البيت ؟..
تميم بإبتسامه : لاحقين على البيت .. نبي نتمشى شوي ..
اديم : طيب اجل نروح نتقضى .. رمضان بعد اربع ايام وانت تقول نتمشى ..
تميم وهو يتذكر : يوووه والله ناسي .. يالله اجل نتقضى ..
وصل لـ السوبر ماركت .. وسحب تميم عربيه وتبِع اديم التي تأخذ من الأغراض وتملىء العربيه .. قال تميم وهو يراها تملىء : بنت ويش ذا كله ؟.. وماغير انا وانتي ؟..
لفت عليه اديم وهي تضع يدها على بطنها وتقول : انا اكل عن شخصين ..
عبس تميم وقال : معليش نسيت ..
____
دخل سالم المنزل وإستقبلته والدته وهي تقول : دق على عيال فالح وقلهم بتملك قبل رمضان ..
سالم بتعب : يمه طالبتس مافيني حيل ..
ام سالم : بيجيك حيل ..
ثم اخرجت هاتِفه من جيّبه ورفعته له وهي تقول : دق دق ..
اخذ سالم الهاتِف وإتجه الى رقم تميم الذي اجاب وهو يقول : ارحب ..
إبتسم سالم على حفاوته وترحيبه الدائم به ..: تبقى يامرحب .. اعلوم الحيا ؟.. "كان يقصد انه توه جاي من البر ويسأله عن الأمطار والخير"..
تميم بإبتسامه : مقبل مقبل ..
سالم : اجل جيتي بعد تعبترها حيّا ؟..
إبتسم تميم وهو يفهم مقصده : انت الحيا والخير كله ..
سالم ولا تزال الإبتسامه لا تُفارق مُحيّاه : اجل بكرا لي جيّه مع الأهل ومقصدها خير ..
تميم : يامرحبا بك انت واهلك ..
ثم اغلق سالم ونظر لوالدته : ارتحتي ؟..
إبتسمت ام سالم وهي تقول : اي والله ارتحت ..
____
وصل خالد للغنم ومعه إلهام واسيل .. كانت إلهام معتاده على التعامل مع الغنم وحتى حلبها على عكس اسيل التي لم تلمسها او تقترب مِنها في حياتها .. امسك خالد بكتف اسيل وقال وهو يشد عليه بحنيّه : روحي هاتي لي هاك العنز ..
شهقت اسيل وقالت : اجيبها انا !..
خالد بإبتسامه : ايي ، بناتي متعودين يروحون للغنم ويمسكونها ولا ؟..
إبتسمت اسيل بحنيه وهي ترفع كفه الذي على كتفِها وتقبله وتقول : بتحاول بنتك والله يعينها ..
ضحكت الهام وهي تذهب وتفتح باب الشبك وتدخل ومعها اسيل التي تمشي بخطوات خائفه .. وخالد ينظر من بعيد مُبتسم .. حقاً كان يعتبرها طِفلته .. إقتربت وهي ترجف وحاولت بصعوبه ان تمسكها بعد ان ركضت وركض الماعز كله معها .. ضحكت إلهام بصوت طويل وهي تراها تُمسكه اخيراً : اييييي بعديييي ..
إبتسمت اسيل إبتسامة خوف وهي لاتزال مُتشبِثه به وقالت : هاااا يبه شرايك ؟..
كانت كلمتها كفيّله ان تجعل خالد يعتبرها حقاً جزء مِنه .. إبتسم واقبل وتمسكها مِنها وقال : اييي كفو ، هذي بنتي وهذي تربيتي ..
ضحكت بفرح وهي تترك الماعز ويخرجون هي وإلهام من الشبك وبقي خالد وهو يحلبها .. لفت اسيل على إلهام وهي تقول بعد ان وقفوا بعيداً قليلاً وهم ينظرون لـ خالد وماذا يفعل : بحياتي يا إلهام ما ناديت احد بـ يبه حتى ابوي .. لكن هالمره قلتها وانا والله حسيت فعلاً انه ابوي ..
لفت إلهام وهي تُمسك كتف اسيل وتقربه لها وتُعانِقها : وانا اختتس وكل دنياتس .. انتي جيتي بهالبيت وصرتي جزء منه .. مكانتس يخلى لو تركتيه ..
إبتسمت اسيل وعيّناها تدمع .. لم تكُن تشعر بهذا الشعور وهي مع عائلتها .. ولكنها شعرت بِه عِندما عقدت حياتها بـ زياد .. وبهذه اللحظه إشتاقت له جِداً ..
____
اليوم التالي .. بعد صلاة المغرب .. وصلت عائله سالم وبرفقته خالد الذي يعتبره جزء من العائله ويجب حضوره .. كان بيت فالح يستعد لإستقبال سالم وابيه ومن معه .. دخلت ام سالم فوراً وهي ترى نسيم وبرفقتها حنين التي إحمر وجهها خجلاً بعد إن رأت ام سالم .. بعد ان سلمت على نسيم إتجهت لـ حنين وهي تُعانِقها وتقول في إذنها : يا سعد عيني يا حنين .. ياحظ سالم يوم غديتي حرمته ..
لم تستطع حنين قول شي وهي بدأت ترجف من شِدة الخجل ومن هيّبة الموقف .. عِند الرجال إستقبل فالح سالم بحراره وهو سعيد بإرتباطه بإبنته لحبه الشديد له .. بدأ الشيخ يأخذ موافقة الزوجين واخذ موافقة سالم ثم طلب ان يُنادوا الفتاة واتت حنين خلف باب وسمِع سالم صوتها الخجول الذي كاد ان يخرج وهي تقول .." موافقه".. كان وقعها غريب على قلبه وحاول بكل صلابه ان لا يوضح ذالك .. واخيراً إرتبط الإسمان.. واصبحت حنين بنت فالح زوجة سالم بن منصور بشكلاً رسميّ .. حيث وقف سالم وهو يُسلم على ابيه ويقبل رأسه ويده ثم يتجه على خالد وقبل رأسه ويده وبعد ذالك إتجه لـ فالح الذي كان ينتظر إقباله بكل رحابة صدر .. وبعد ان قبل سالم رأسه ويده امسك فالح بعِضد سالم وهو يقربه له ويُعانِقه ويهمس في إذنه .." ادري انك يابو منصور ما تحتاج وصاه .. حنين في امانتك ".. عاد سالم وهو يُقبِل راسه وقال .." لاتخاف .. بنتك بيّد اميّنه ".. ثم توجه لـ تميم وهو يُسلِم عليّه وقال تميم وهو يُعانِقه بإبتسامه .." تنتهي خوتنا بدمعه من حنين".. ضحك سالم واجاب .." ماتدمع وهي زوجة سالم".. ربت تميم على كتف سالم برضى وإتجه يسلم على سند الذي قال بعد ان عانقه.." خذيت مايكفي من التحذير من ابوي وتميم بس لي كلمه وحده ، مبروك عليك بنت فالح".. سالم بإبتسامه .." الله يبارك فيك"..
____
عِند الحريم ..
نزلت اديم من جناحها على دخول حنين من قسم الرجال وهي مرتبكه ومعلنه بملامحها انها اصبحت مُلك سالم .. إقتربت منها اديم وهي تمشي بخطوات ثقيله وهي تُعانقها وتقول بدموع .." مبروك مبروك ".. ضحكت حنين التي دمعت عيّناها بعد رؤيتها لدموع اديم .." تكفين لا تهليّن دمعي".. إقتربت نسيم وهي تُمسك كتف اختها وتقربها لها وتعانقها وهي اقول .." من حقتس من حقتس هليّ الدمع ومبروك يابعد روح نسيم".. بكت حنين بفرح بعد حديث نسيم وبعدها إبتعدت وهي تقترب من ام سالم التي كانت تنتظرها واقبلت عليها وقبلت رأسها وامسكت بها ام سالم وهي تقربها من حضنها وتقول بكل حنيّه .." ماصرتي زوجة سالم .. انتي صرتي بنتي ياحنين ومبروك لكم هالعقد".. لم تعد حنين تتمالك اكثر وهي ترفع كفها وتمسح عيّناها بفرح من مشاعرهم الجميله ..
____
لم يطلب سالم رؤية حنين ابداً .. بالرغم من توقعهم ذالك ولكنه اراد ان يجعل لُقيّاه بها في زواجهم .. مِن ما جعل حنين تتسائل عن السبب .. وكان سالم بسبب غريبً غير قادر على رؤيتها ..
____
بعد اربع ايام .. اول ايام الشهر الكريم .. الشهر المُبارك .. الشهر الذي تُربط بِه كل الشياطين ويضل العبد في جهاد لكسب رضى ربه ..
.. في القريه وبالتحديد بيت خالد ..
خرجت إلهام من المطبخ مُتجِهه لـ الصاله وهي ترفع نصف ثوبها وتحمل بيّن يدها رقائق السمبوس وصينية بها حشوة الدجاج التي ستحشيها بها .. وجدت ابيها يجلس في الصاله بهدوء وهو يهلل ويستغفر .. خالد : علامتس جايه من المطبخ ؟..
إلهام وهي تُبعد خصلة شعرها من وجهها : المطبخ حر وزحمه وقلت اجي هنا الف بهدوء ..
إبتسم وقال : الله يعطيكم العافيه ويكتب اجركم ..
إلهام بإبتسامه رضى : امين ياعيوني ..
دخلت اسيل وهي مشمره اكمامها وتجمع شعرها كله في الخلف .. قالت وهي مُستعجله تُحدِث إلهام : إلهام تقول أمي ساره استعجلي وانتي تلفينها عشان تقلين قبل يأذن ..
ثم ذهبت بعد ان قالت لها إلهام .." ابشري".. عادت اسيل تدخل المطبخ وهي تتقدم عِند قدر الشوربه الذي ينتصف الفرن .. قالت منيره وهي تضع قِطع العجين على الزيت ليتكون ويُصبِح "لقيّمات".. : كم باقي على الشوربه يا اسيل ؟..
اسيل وهي تُحرِك القدر : باقي ربع ساعه وخلاص ..
ساره وهي تفرش الفرشه في ساحة المنزل بسبب وجود بعض النسيم البارد ..: اسيل خذي التمر واللبنه وحطيها على السفره عشان ماتطير من الهواء ..
خرجت اسيل فوراً وهي تفعل ما امرتها ساره وهي مُبتسمه وسعيده بكل عملً تعمله ..
_____
.. بيت فالح ..
سند وهو يرفع يده وينظر لـ ساعه قال وهو يُحدِث حنين التي تذهب راكضه من المطبخ لـ الصاله وترتب الفطور : حنين متى تخلصون ؟..
لفت عليّه حنين بتعب وغضب من إزعاجه : لامن كتب ربي ..
وعادت تدخل المطبخ بعد ان ضحك سند عليّها .. وتبعها ودخل المطبخ وهو يبحث ويقول : وين العصير ؟..
نسيم : وانت ماتعرف الا عصير ؟..
سند : شسوي ابي اساعد عجزت وانا جالس وحنين معصبه ..
قربت حنين مِنه وهي تعطيه العصير : يالله سو عصير وإسكت ..
اخذ العصير وهو يضحك وبدا يخلِطه ورا قوامه ويصب قليلاً لـ ابناء نسيم الذين ازعجوه ..
____
.. في جناح تميم ..
يجلس في المطبخ عِند اديم التي اعطته عجينه وطلبت مِنه ان يكوره ويضع في بطنها قِطع صغيره من الجبن ويصفها في صينيه لتُصبِح .." خليّة نحل".. تميم: جعل يسقى يومني مرتاح ولا ادخل المطبخ ..
لفت عليّه اديم وهي واقفه عند الفِرن وتقلي : جعل يسقى يوم هالبطن ماهو قدامي ويعيّق شغلي ..
شهق تميم وهو يرفع نظره لها: استغفري !!..
اديم بغضب : اسكت لا تضغطني اجل ..
تميم بخوف على طِفله : طيب بس استغفري ..
اديم وهي تجلس بجانِبه بتعب : استغفرالله ياربي .. وخلنا نستعجل عشان ننزل قبل يأذن ..
وبدأو يستعجِلون قبل الأذان وقبل ان يضيق عليّهم الوقت ..
_____
.. في القريه الثانيه .. القريه التي على طرفِها بيت الجده المتواضع .. العنقاء وهي تأخذ الهريس "اكله شعبيه".. الذي طبخته الجده وتذهب وهي تُوزِعه على البيوت القريبه كما هي العاده وكما يحصل في البيوت جمِعها حيث يخرج الجميع قبل الأذان وهم يوزعون من طبخاتهم للبيوت الأخرى ويتبادلون .. وكما تُسمى "نُقصه رمضان"..
_____
قبل اذان المغرب بعِدة دقائق .. في منزل خالد وحول سُفرة الفطور .. يرفع الجميع كفه ويردد امين بعد دعوات خالد التي يتلوها بصوتً طويل وهو يقول .." اللهم إنك عفواً كريم فإعفوا عنّا ".. ثم يقول .." اللهم إعتق رِقابنا من النار ".. وتتعالى اصواتهم .." اللهم امين".. وزادت دعوات خالد ورجاءه لربه وتتبعه صوتهم ..
_____
بعد إسبوع من شهر رمضان المبارك .. يجلس فهد في مجلس المنزل بعد صلاة التراويح .. انار هاتِفه وعبس وجهه وهو يرى إسم عابد .. والمه قلبه وهو يشعر عن سبب إتصاله .. اجاب وهو يقول على مضض : هلا ؟..
عابد : جايك بعد المغرب بكرا ..
فهد بعبوس : ويش يجيبك !..
عابد بإبتسامه : جاي اخذ اختك..
اخذ فهد نفسً عميقً ثم قال بعد ان زفر : ما يلوي ذراعي الا اختي ..
ثم قال عابد مرةً اخرى : جهز عمرك ..
ثم اغلق فهد وهو لا يجيب عليّه .. وضاق صدره وهو يشعر بأن فِعلاً عابد هذه كلها هي إنتقام .. وان اخته ضحية لا ذنب لها ..
خرج من المشب وإتجه للمنزل يبحث عن ريم .. دخل المطبخ وهو يراها تقوم بغسل الأطباق .. إقترب وقال : ويش تسوين ؟..
ضحكت وهي تلف عليه : ويش علمك ؟.. واضح بخاطرك علِم يوم انك تقول ويش تسويّن وانت تشوف هالمواعين قدامي ..
ضحك وهو يلحظ انه فِعلاً فُضِح وريم ليست غبيّه لكيّ لا تفهم .. امسك يدها واجلسها على الكرسي وجلس على الكرسي الأخر قِبالها .. ثم قال بعد ان اخذ نفسً : دق علي عابد يا ريم وبيجي بكرا يملك ..
كادت ريم ان تتكلم وقطع حديثها فهد الذي قال : ماجيت اقطع نصيبتس يا ريم واقول فيه وفيه .. انتي رضيتي به وقلتي ابيه ولحدن يتدخل برغبتي .. وانا عشانتس عطيتس اياه ومسكت نفسي جدا ..
صمتت ريم وهي تسمع حديثه بكل دِقه .. ثم قالت بعد ان ترددت كثيراً : لا تخاف يا فهد .. انا ريم .. وانت تعرف منهي ريم ..
إبتسم وإطمئن وقال: اي والله اعرف منهي ريم ..
____
في القريه ..
دخل عابد المنزل ورأى والده و والدته و وسميّه .. قال وهو يجلس قِبالهم : عندي خبر ودي انكم تسمعونه ولا تعترضون ..
إبتسمت وسميّه وهي عرفت ماهو الخبر .. قالت سلمى : ويش ؟..
لف عابد ونظر لوالده الذي لم يظهر على ملامحه اي تساؤل او حماس .. كما هي عادته .. متجاهل لكل شي ..
قال عابد وهو يحاول تجاهله : خطبت .. وردوا علي اهلها وبكرا بروح املك ..
شهقت سلمى وقالت : صاحي انت ؟.. يوم تروح بدون علم اهلك بك شي ؟..
عابد وهو يقِف : على اساس اهلي بيروحون مثل البرق لو عرفوا ويش هي رغبتي ..
فهمت سلمى قصده وقالت : العنقاء ماهي تصلح لك !..
عبس عابد من ذات الموضوع وقال : انا الي بعيش مع الي اختاره .. ماهو انتي يمه عشان تقررين ..
ثم لف على والده وقال : ليتك ذا المره ترافقني وتحسسني انك وراي ..
ابو عابد بهدوء : يصير خير ان شاءالله اني فاضي ..
عابد بعد ان نظر له مطولاً بغضب : ومتى بتفضى لنا ؟..
وقف ابو عابد وهو يخرج : الشغل ما يتأجل ..
عابد بدأ الغضب : لكن عيالك يتأجلون!! ..
خرج آبو عابد وهو مُتجاهل تماماً عائلته .. قالت سلمى : علامك تدور المشاكل ؟.. مشغول اتركه في حاله ..
لف على والدته وقال : ادور المشاكل ؟.. صادقه .. لاني ابي حقي .. صرت غلطان ..
ثم لف بنظره على وسميّه وقال : روحي لجدتي وضحى وقولي لها تروح معي بكره .. امي وابوي مشغولين ..
سلمى وهي تمسك يد وسميّه قبل ان تذهب : ومنهي هالزوجه !..
وسميّه بإبتسامه :الحلوه اخت فهد !..
شهقت سلمى وهي تترك يد وسميّه وتقف وهي تقول : هالصصععللوكك ؟..
عابد وهو يحاول كبت نفسه قال : اسمها ريم .. ريم بنت حسن .. ومن بكرا هي زوجة عابد .. كلمة الصعلوك اتركيها يمه لا تشين نفسي !..
صمتت سلمى وهي ترى فعلاً غصب عابد من اجلها ولكنها لا تزال مُشمئزه من إرتباطهم بتلك العائله ..
وخرجت وسميّه وهي تتجه للجده لتخبرها بما اوصاها عابد ..
خرج عابد من المنزل وإتجه لمنزل ابو مسلط .. و وقف امامه وإتصل على مسلط .. نزل مسلط وخرج له وقال بخوف : علامك ؟..
عابد بندم وشوق لصديق عمره : علامي صدك يا مسلط .. اتركنا من هالحركات !..
ضحك مسلط وقال : اهرج ويش علمك ؟..
عابد وهو يأخذ مسلط ويركبه معه في سيارته : بروح بكرا املك ..
مسلط وهو يلف عليه بتعجب : عادك صامل !..
عابد وهو لا يزال ينظر امامه : وليه ما اصمل ؟..
مسلط وهو يضرب يد عابد ويبتسم : لف لف بوجهك علي .. ماخذها عشان تنتقم ولا وراك علم ثاني ؟..
عابد وهو يلف ويدعيّ الصلابه : ويش العلم الثاني ؟..
مسلط وهو يضرب صدر عابد من اليسار : هذا ..
عابد وهو يُبعِد يد مسلط : هذا مات ..
مسلط ولا يزال يبتسم : ورجع يحيى ..
ثم اردف وهو يحرك يده يُغيض عابد .." اثر العوض احلا من الماضي وأهله "..
____
صباح اليوم التالي .. اليوم الذي اصر عابد ان يعقِد اسم ريم بِه فيّه .. اليوم الذي ستُصبِح ريم فيه مُلك عابد وحليلتّه .. وقفت وهي تنظر لـ نفسِها في المراءه .. وهمست لنفسها وهي تمسح على شعرها .." يارب انه عقد الهنا .. يارب لا تجعلني اندم".. ثم إبتسمت بعد ان اقنعت نفسها انها ستكون سعيده .. بالرغم من كل شي سمِعته عنه .. سيكون عكس ذالك .. دخلت ام مطلق بعد ان رأت إبنتها وقالت بفرح : الله يتمه .. ياجعل ما يلحقتس ندم ..
كانت ام مطلق متأكده ان ريم وافقت لسبب .. بالرغم انها تجهل ماهو ..
إبتسمت ريم وقالت وهي تُمسك يد والدها وتخرج : يمه خلينا نخبي الدموع لوقت العقد ..
خرج فهد وذهب للمجلس دون ان يمر على ريم و والدته .. ان رأها سيُرغمها على الرفض وهو لا يريد التدخل اكثر ..
بعد اكثر من ساعه .. وصل عابد ومن معه .. والده والجده وضحى و وسميّه و مسلط .. الجده بعد ان سلمت على ابو مطلق وابناءه واخذت اخبارهم .. دخلت برِفقة وسميّه .. إستقبلتها ام مطلق وزوجة مطلق .. كانت ريم تقِف في المطبخ بتوتر وخوف .. تريد ان يمر هذا كله بسرعه ..
___
جلس ابو عابد بجانب ابو مطلق وتبادلوا الأحاديث .. وكان ابو عابد بارد وهاديء جداً .. لدرجة شكِهم انه لم يأتي ليأخذ ابنتهم لـ ابنه .. همس عابد في اذن والده : يالله يبه !..
لف عليه والده ثم قال بعد ان ذكره عابد : يالله خلوا المملك يملك ..
ببرود هكذا .. بكلمات جافه .. نظر إليه ابو مطلق بتعجب من قِلة إحترامه .. ولكن قطع توتر المكان دخول المملك .. وبدأ بربط اسمائهم .. واخيراً بعد كلِمة "موافقه".. من ريم تم عقد الإسمان .. عـابـد والـريـم ..
نظر عابد لـ فهد وفهم فهد فوراً هذه النظره .. وهمس له .."تبطي".. عابد بثقه .."ماهو على كيفك".. ثم لف عابد على ابو مطلق وهو يهمس وقال .." اتوقع انها حليلتي ويحق لي نظرها".. ابو مطلق وهو يقِف .." من حقك".. وقف فهد بغضب وقال .." ماعندنا يبه !..
ابو مطلق وهو يرى غضب فهد : علامك انت ؟..
فهد وهو يقول لـ والده : يشوفها بالزواج !..
لم يُريد ابو مطلق ان يُزيد من غضب فهد وهو يعرف انه كبت كثيراً حتى هذا الوقت .. ولف على عابد وقال : العذر والسموحه ياولدي .. لكن ماعندنا هالعادات ..
كاد عابد ان ينفعِل على فهد ولكن امسكه مسلط وهو يهمس في إذنه .." اكسر الشر .. اذا ماتبي تخسرها!".. صمت عابد وخرج وهو يحاول بقدرِ المستطاع الا يخرب كل شي ..
___
عِند الحريم ..
لاحظت الجده منذ ان دخلت توتر ريم وإرتباكها .. وعِندما ملكت ريم اتت تُسلم على الجده وامسكت الجده بعِضدها قبل ان تبتعد وقالت وهي تقرب إذن ريم من شفتاها وتهمس .." قلبّه مثل العسل .. بس ظروفه مخالفه".. إرتبكت ريم اكثر وهي تسمع من الجده هذه الجمله .. جعلتها تشعر بشيء غريب قشعر كل جسدِها ..
____
مضى اسبوعان اخرى .. خاليه من اي احداث جديده .. ايام رمضانيه مُعتاده .. مابين صيام ودعاء وصدقات والكثير من اعمال الخير المُطمئنه لـ النفس .. العطاء الكثير والعمل الكثير والصبر الجميّل ..
___
في بيّت خالد .. دخلت اسيل على خالد المُستلقيّ على جلسة المشب البسيّط .. رأها وهي تدخل وقال : ويش عندتس اليوم يابنيتي ؟..
لفت عليّه اسيل وقالت : ماعندي شي ، شنو تبي ؟..
خالد وهو يقِف : ودي اروح يم الغنم شوي ..
اسيل بإبتسامه : ماعليك مرافقتك ..
خالد : اكيد ؟..
اسيل وهي تقِف : اكيدين ، ماتعرفني ؟..
خالد وهو : يالله البسي وتعالي انتظرتس بالسياره ..
دخلت اسيل وهي ترتدي عبائتها واخبرتهم عن ذهابها مع خالد للغنم .. وخرجت معه مُتجهه للمكان الذي اعتادت الذهاب إليه واحبته جِداً ..
بعد اكثر من ساعه .. سمِع اهل المنزل طرق خفيف على الباب .. صرخت ساره تنادي : إلهااااام شوفي من عِند الباب ..
نظرت إلهام لـ الساعه فـ رأتها 4 عصراً .. ركضت وهي تُقرِب اذنها من الباب وتقول : من ؟..
الطارق بصوته البشوش : ماخبرتتس يا بنت خالد تسألين طارق الباب منهو !!..
ضحكت وهي تفتح الباب بسرعه وتقول بلهفه: ززييااااد !!..
دخل زياد وهو يضحك ولم يستطيع قول شي بسبب عِناق إلهام له وهي لا تزال مصدومه وغيّر مُصدِقه .. بعدها إبتعدت وقالت : كيييف !..
زياد وهو يضحك من سعادتها : كل هالضحكه عششاني!..
إلهام وهي لا تزال تضحك : اجل عششان من افتح هالفم كذا واضحك ؟..
زياد بإبتسامه خبث : مثلاً سند ؟..
ضربته بخجل وقطع حديثهم وصول ساره التي تقول : منهو يا إلهام ؟..
ولكنها صمتت وهي ترى زياد الذي يقِف قِبالها وحوله حقائبه .. شهقت وهي تقترب بسرعه وتقول : علااامك ؟..
خافت من حضوره المفاجيء وغير المتوقع .. إقترب هو وهو يعانِقها ويُقبِل رأسها ويقول : ياخي علامكم تظنون فيني شي ؟..
إلهام : ماهو وقت جيّتك ، اكيد بنخاف !..
زياد : الشوق ساقني لكم سوق ..
إلهام بنِصف عيّن : اي الشوق ، يوم غدت زوجتك بهالبيت تنتظرك ..
اخذ نفس عميق وقال : ويينهييي جعلني فداها ..
ساره : قد زوجتك تروح للغنم وتحلبها ..
زياد بصدمه : لاعاد ..
إلهام : روح للغنم وتشوف بعيّنك ..
ساره : خل عنك ، علامك جاي ؟..
زياد وهو يفتح حقيبته ويخرج ورقه .. اخذتها إلهام وهي تقرائها .. شقهت وقالت : تخرجت !..
زياد بثقه : هالله هالله ..
ساره وهي لا تزال مرتابه : مب تقول بعد شهر ؟..
زياد وهو يُقبل رأسها : يمه والله مافيه شي ، الشهر زياده كان لـ التطبيق .. لكني حاولت اطبق وانا اجهز ل التخرج عشان اختصر ع نفسي وقت طويل .. والحمدلله قدرت وهذا انا خريج وجايتس بالي يرفع راستس..
ساره بإبتسامه : مبروك يانظر عيني ..
زياد بإبتسامه بعد ان اخذ التبارك مع والدته واخته : الله يبارك فيكم ، وين عمتي ؟..
ساره : شوفها تصلي بغرفة إلهام .. ولا تروعها.." معناها لا تخوفها "..
ذهب زياد وإتجهه لـ غرفة إلهام ورأى منيره تطوي سجادة الصلاه بعد ان انهت فرض صلاة العصر .. طرق الباب بخِفه ثم قال يُنشِد وهو يدخل عليّها .." ياشبيهة الريم في واديّ محايّل ، دارعك زيننّ في غيّرك ما يطرا ".. لفت منيره بسرعه وهي تراه .. صدمت وقالت بإبتسامه : يااامرححبا ..
اقبل وقبل رأسها وقال : تبقين يامرحبه..
منيره وهي تُعانقه : ويش هذي الجيّه الي ترد الروح ؟..
زياد بإبتسامه : اي هذا الكلام الي ابي اسمعه .. منيره بعدم فِهم : ليه ويش سمعت ؟..
زياد : سمعت امي وإلهام مصدومين وشاكين بجيّتي ..
منيره : ماعليك الشوق واضح حتى بعيّونهم .. مير يبونك تجي ومعك الي يبيض الوجهه ..
زياد بإبتسامه : معي الي يبيض الوجهه ولا يخيّب الهقوه ..
بعد عن سلم زياد على من في المنزل ذهب بلهفه عِند والده وزوجته للغنم .. وبعد نِصف ساعه وصل .. ورأى والده يخرج من شبك الغنم ومعه ماعِز صغيره ومُشمر اكمامه وبِلا شِماغ على رأسه .. لاحظ خالد السياره التي إقتربت مِنهم وتوقفت .. وعرف صاحِبها وإبتسم وهو يُقبل عليها .. نزل زياد ومشى بخطوات سريعه إتجاه ابيه الذي اقبل عليه .. وصل قِباله وعانقه وهو يُقبل انفه ورأسه ثم رفع كفه وقبلها .. إبتسم خالد وقال : يامرحبا يامرحبا .. حي هالشوف..
زياد بإبتسامه : الله يبقيك يامحزمي وسلاحي ..
إبتسم خالد وضحك وهو يحب سماع هذه الكلمه من إذنه الذي كان يقولها مُنذ ان كان طِفلً .. ثم اردف وقال : بشر ؟..
زياد والإبتسامه لا تُفارِق مُحيّاه : ابشر بالي يرفع راسك سما ..
خالد : تقول وتطول يا بو خالد ..
زياد وهو يخرج شهادة التخرج : طلّت يا يبه ولا خيبت لك رجا .. والوظيفه لقيتها وجاهزه من عادني هناك ..
إطمئن خالد وهو حقاً واثق ان زياد قادِر وان عِناده عندما ذهب كان في محله .. وسيرفع رأسه ويستقِر في وظيفةً تغنيّه عن غيّر الله ..
قال خالد وهو يلحظ اللهفه في عيّنا زياد : عانها "شوفها" تحلب الغنم بالشبك ..
ضحك زياد وحك رأسه : واضح ؟..
خالد وهو يذهب : يحق لك يحق لك ..
ذهب زياد وإتجهه لـ الشبك ونظر لتلك التي بداخله .. تغيّرت كثيراً عن اخر مره رأها .. تجلس مُقفيّه بظهرها له .. وامامها تلك الغنمّه السوداء .. ويد اسيل مُمسكه بثديّها وتضغط عليّها وتملىء القِدر بحليّبها .. إبتسم وهو مُعجب جِداً بهذا التغيّر .. إقترب بهدوء و وقف قِبالها وهو يضع كِلتا كفه على عيّنها .. ضحكت اسيل وهي تقول بصوتٍ حاني : يبه علامك ؟..
إبتسم زياد براحه .. وهو يفهم انها لم تقُل هذه الكلمه الا لانها تعيش راضيه ومُطمئنه .. لم يرفع كفيّه عن عيّنها وإنحنى وقبّل انفها وبيّن عينيّها .. شهقت اسيل وهي تعرف انه لن يفعل هذا التصرف الا شخصً واحد .. شخصً انقذها من جحيم حياتها لهذا الرضى .. وقفت ولفت عليّه ولم يخِب ظنها وهي ترى زياد المبتسم الواقِف خلفها .. رفعت كفها الأيمن وهي تضعه على فمِها وبيدها اليُسرى تحمِل القدر .. لم تستوعب او لم تفهم .. كيف هو هنا ؟.. قطع هذا التفكير زياد الذي اخذ القِدر وانزله ارضً وامسك بيّدها وعانقها وهو يُنهي كل تِلك التساؤلات بشوقً كبير فاق كل شي .. بعد مُده قصيره من العِناق إبتعدت اسيل وهي تقول .." العلم ويش هو ".. إبتسم زياد وقال بصدمه .." صرتي تهرجين بهرجي !".. ضحكت اسيل وهي ترفع كفها وتمسح ماهرب من عيّنها فرحً وقالت .." من كثر ما احبه تحاكيت بحكاه ، كني انا وياه من نفس القبيله ".. ضحك زياد بصوت طويل وهو يُعيّدها لصدره وقال .." صرتي بعد تهلين حروف القصيد !".. اسيل بإبتسامه .." معادني على خبرك".. زياد بإبتسامه .." طيب ماني شاعر ، لكن به قصيده ماتناسب الا انتي ".. اسيل وهي تنظر لـ عيّناه مفضوحٍ شوقها .." قلها ".. زياد وهو يحاوطها بيديّه .." اشهد ان قلبي يحبتس ولا ادري وش يبي ، المهم انه يشوفتس علامه فارقه ، ودي اسرقتس واحطتس في علوة منكبي ، بس تمنعني عبارة من الي سارقه ؟، كل ما لديت وماحصلتس زاد تعبّي ، واشغلتني صورتس فالطيوف المارقه ".. إبتسمت اسيل إبتسامه اشبه بالضحكه .. قطع لحظات حبهم صوت خالد الذي قال .." رمضاااان وصياااام".. إبتعدت اسيل عن حضنه بسرعه وهي تشعر بخجل شديد من خالد .. بينما زياد ضل مُبتسم وهو ينظر إليها ..
____
الساعه 11 مساءً .. يجلس زياد مع اهله في مجلسهم المتواضع .. قالت الهام وهي تصب لهم القهوه : اي قل ، ويش صار ما صار ؟..
زياد وهو يأخذ الفنجان من يد إلهام : الا انتو قولوا لي ويش سويتوا بأسيل ؟..
خالد وهو يرفع يده ويحاوط عنق اسيل الجالسه بجانبه : ماسوينا شي غير إنا حطيناها بالقلب وحدانيه فيه ومنفرده..
إبتسمت اسيل وقبلت كفه .. قال زياد بصدمه وهو يلف على إلهام: ما كن هالحركه لتس ؟..
إلهام : جعل يسقى بس ..
ضحكت اسيل ولفت على زياد : علامك من جيت مصدوم ؟.. متكاثر كل هالدلع علي !..
زياد : اوجعني قلبي يوم ان الكل يدلعتس وانا بعيد !..
إبتسمت اسيل وصمتت ودخلت منيره وهي تحمل صينية كيك .. قالت وهي تجلس : سويت هالكيكه لعيون الذيب ..
ضحك زياد وسحب الصينيه وقربها منه : ياسعد عين هالذيب يومه ياخذ منتس كل هالدلع ..
ودخلت بعدها ساره وهي تحمِل صينية معجنات و وضعتها وهي صامته .. قالت زياد: يمه هالطبخ لعيّون من ؟..
فهمت ساره قصده بهذا السؤال وقالت بكِبر : لي ميته جوع ..
ضحكت إلهام وقالت : اي عطيه .. يكفي مايجيه من عمتي ..
تصنع زياد الزعل واكل من كيكة منيره وهو يقول : ايه اجل خلوني اكل من كيكة عمه جعلني فدا ماطا قدمها ..
صمتت ساره وهي تأخذ صحن وتضع بِه من المعجنات وتُعطيّه اياها : اكل اكل يمال الجنه ..
ضحك زياد وقال خالد : اخبرها ماتقاوم زعل زياد ..
قبل زياد يد والدته وهي تُعطيه الصحن وقال : ياجعلني والله فدا هالقلب يايمه..
إبتسمت ساره إبتسامه طفيفه وهي تحاول الا يلحظها احد ..
____
وصل امام مقر عمل إبن خاله .. اوقف سيارته ونزل وهو يتجه لمكتبه .. طرق الباب و وصله صوت سالم الرزين : ادخل ..
فتح زياد الباب وقال وهو يُدخِل رأسه : بس ادخل ؟..
رفع سالم عينه ونظر لـ زياد وإعتدل و وقف وهو يقول : الا ارحححب !..
ضحك زياد وهو يقترب من سالم ويُسلِم عليه بحراره .. لا تزال الضِحكه لا تُفارق محيّا سالم .. الذي لا طالما إعتبر زياد اخاه .. وكانت علاقتهم اكثر من كونها آبن خال وابن عمه .. جلس زياد وجلس سالم قِباله وهو لا يزال يُرحِب ويُهلِل .. قال سالم : يارجال والله انك فقيّده !..
زياد بضِحكه : قلت لك لو يكثرون الرجال حولك محلي محدن ياخذه ..
سالم بتأييد : مع انك واثق لكن ثقتك في محلها ..
رفع زياد كفه وإستقرها على فخذ سالم وقال بإبتسامه : مبروك يابو منصور ..
إبتسم سالم بهدوء : الله يبارك فيك ..
زياد بنِصف عيّن : يطاوعك تملك بدوني ؟..
سالم وهو ينظر إليه بنفس النظره : مثل ما طاوعك قلبك ..
زياد بضحكه : انا الظروف حدتني ولا انت تخبرني ما اقدر ..
سالم بإبتسامه : وانا الوقت يسابقني ولا تخبرني ماقدم بدونك ..
زياد بإبتسامه : خفت تروح منك ؟..
سالم بهدوء : خفت اندم ..
نظر زياد لـ عينّا سالم وفهم شيئاً عميّق .. يعرفُ ان سالم كان مُحِب لأخته ويفعل كل شي من اجلها .. وكما يعرف ذالك يعرف انه لم يتخطاها حتى الأن .. لا تزال عالِقه بمكانٍ ما بعقله .. ولكنه وكما هي عادته .. لا يرجوا احد .. ولا ينحني لمن يذهب ويُقفي دون عوده له .. فهو وكما قيّل .." ظنوا ان الصمت في وجهي رضا
مادروا بالصمت في وجهي جدال
نظرتي ابعد من حدود الفضا
والسكوت ابعد من حدود الخيال
شف على كثر الكلام الي مضى
ماعطيت مدور الزله .. مجال
من نوى صديّ فأنا جمرة غضى
ومن نوى وصليّ فأنا ماء زلال .. ".. كانت هذه القصيده تُمثِل شخصية سالم جِداً .. الرجل الذي لا يظهر مافي قلبه ..
وقف زياد وقال وهو ينظر لساعته : عاد عندك شغل ؟..
سالم وهو يقِف ايضاً : والله هه وهه ..
زياد : اجل امش ..
سالم : على وين ؟..
زياد وهو يخرج : يارجال انا مشتاق لكل شي ..
تبِعه سالم وهو يجهل ما يُريده ..
___
يجلس مع تميم في مشبهم .. ورفع هاتِفه لـ إذنه وهو يرى اسم ذيب يتصل عليه : ارحب ؟..
ذيب بصوتٍ بشوش : وينك ؟..
سند : فالبيت ، صوتك يبشر بخير .. ويش العلم ؟..
ذيب بذات الحماس : تعالني في مجلسي ويجيك العلم ..
ثم اغلق .. قال تميم وهو يرى وجهه سند : علامك ؟..
سند وهو يقِف : ذيب دق ويقول عنده علمٍ طيّب ..
تميم : بتروح له ؟..
سند : اي ، تروح معي ؟..
تميم وهو يقِف : لا بروح اشوف وضع هالي تقول انها بتولد ..
ضحك سند وقال : الله يكون بعونك ..
____
دخل تميم جناحه .. ورأى اديم تمشي فيه ذاهِبه وأتيه .. قال وهو يُمسِك عِضدها : علامتس ؟..
اديم وهي تُنزِل يدها وتُمسك اسفل بطنِها : بطني مغصني وقالت نسيم امشي كل ما اوجعتس ..
تميم : طيب خف الوجع ؟..
اديم بعيّنان دامِعه : لا ..
تميم وهو يرفع كفه ويمسح عيّنها : تكفين تحملي ما بقى شي ..
اديم وهي ترفع يدها ايضاً وتحاول مسح عيّناها : متى بولد !.. كل ما قلت هانت وجعني اكثر ..
تميم وهو يُقبِل كفها : نطلع نمشي بالحاره شوي ؟..
اديم : يالله .. على الأقل امد النظر والتهي عن الوجع شوي ..
إبتسم تميم : يالله البسي وامشي نطلع ..
___
وصل سند امام منزل ذيب .. ونزل وإستقبله عمر ومشى معه حتى دخل المجلس الذي بِه ذيب .. وشهق بصوت طويل وقال :ارحححب ..
ضحك سعد وهو يرى فرحة سند برؤيته .. اقبل وسلم عليّه وقال سند مُعاتِبً : بحق .. والله بحق !.. ويش هو له ما تعلمني !..
سعد : لاني اعرفك بتسوي عشاء وبتكلف على عمرك .. وانا رجالن وراي سفر ..
كاد ان يتحدث سند ولكن قاطعه سعد الذي قال : والله ان تسكت ..
سند بقِلة حيّله : الله يهديك يا سعد ..
ثم لف بنظره على ذيب : وانت ليه ما علمتني !..
ذيب بإبتسامه : طردني وحلف م اعلمك ..
سند : حسابكم عندي ..
قطع حديث سند إتصال من زياد وتعجب واجاب : زيييين ذكرتونا !..
زياد بضِحكه : صرت لازم اذكرك يا النسيب ..
سند بضِحكه هو الأخر : اني خابر منت متصل من نفسك ..
زياد : اقول اقطع الهرج .. وينك ؟..
سند : ليه بتقطع الطريق من هاك الديار لين عندي ؟..
زياد بنبرة خبث : لعيّون إلهام يرخص كل شي ..
سند بذبول : اذا كذا انا اجيك !..
زياد بصراخ : ايا الخسيس ..
سند ضحك ثم قال : ويش تبي بي ..
زياد : تعال لـ الديره ..
سند وهو يفهم : ارححب جيت ؟..
زياد : هالله هالله ..
سند بتردد : انا الحين مع اخوياي .. اخل...
قطع حديثه زياد وهو يقول : تعال انت وياهم .. لا تصرف ..
ضحك سند وقال : ابشر يالله ضبطنا..
____
خرج فهد من المنزل ولا يزال ذابل من بعد ملكة ريم وعابد .. ركب سيارته وجاءه إتصال زياد .. رفع الهاتِف وقال : عسى ما شر ؟..
زياد : الناس ترحب وتهليّ ..
فهد بإبتسامه : ارحب ارحب ..
زياد : علام صوتك ؟..
فهد : مشتاق لك ..
زياد : متأكد انا ؟..
فهد : لازم الأكيد ؟..
زياد بضِحكه : خابرك خفيف .. تعال اني فالديره ..
فهد بصدمه : جيييت ؟..
زياد بإبتسامه : جيت وجاي اصفي حساباتي معك .. وعلم مطلق معك ..
فهد بإبتسامه : الله يستر منك ..
____
في نِصف المشي في الحاره تعِبت اديم ولفت وهي تشد على يد تميم المُمسِكه بِها وتقول : تعبت ..
تميم : نرجع ؟..
اديم بفتور : ايي ..
عادت ودخل تميم الجناح وإستلقت اديم على السرير وغطت فوراً وهي تنام .. جلس تميم على الكنب ورفع هاتِفه بعد ان اتاه إتصال سالم .. تميم : ارحب ..
سالم : تبقى ..
ثم اخبره سالم ان يأتي لـ الديره .. واخبره ان زياد اتى وقرر ان يجمع كل الشباب وانه مشتاق لتِلك الجلسات والأحاديث ..
___
اتصل زياد على اسيل والهام واخبرهم ان يفرشوا ويُجهِزوا البراحه التي امام منزِلهم .." البراحه هي مكان فاضي كله تراب ".. بدأت إلهام ومعها اسيل بفرش الفرشات والتجهيز وهُن يرتديّن شراشِف ومتستِرات .. خرجت منيره وهي ترتدي برقتها وشرشف كبير يُغطيها ومعها الكيكه التي صنعتها قد وزعتها في اطباق ومعها معجنات ساره وبعدها بدقائق خرجت ساره ومعها دِلال القهوه والشاهي .. وإنتهوا من ترتيب المكان كما وصى زياد ..
____
وبعد نِصف ساعه بدأو يصِلون الشباب وهم يُسلِمون ويستقبلهم زياد ومعه سالم .. يبارِكون بتخرجه وفرحين بعودته .. قال زياد وهو يُسلِم على مطلق : قلت فهد ردي ما يقول لي اعلومه لكن ما هقيتها منك يابو مها ..
ضحك مطلق وقال : والله عاد انا ودي اهرج واهل اعلومه عطوني فرصه بس ..
فهد بإبتسامه : عاد هالشايب يبيها من الله ..
تميم بضِحكه : ماينلام عجز منك ومن سكوتك ..
ثم سلم زياد على ذيب وسعد الذين ولأول مره يراهم وعرفهم سند على الجميع ..
زياد وهو يجلس بعد ان جلس الجميع : شكلٍ روحتي كانت بركه عليكم ..
سالم وهو يفهم مقصده : والله صدق ليتك رايح من مبطي ..
سند وهو يبتسم : معليش يالنسيب ..
زياد وهو يلف عليّه : انت اسكت ترا ضيقتي عليك عسيّره ..
ذيب بإبتسامه : والله عاد حرام عليك الي مثل سند ما ينزعل عليّه ..
سند بشعور بالإنتصار : الله ينصر دينك ..
زياد بخبث : كم معطيك ؟..
ذيب بضحكه : معشيني..
سند وهو يرمي عقاله على ذيب : ياخسارة هاك العشاء عليك ..
قطع حديثهم الإتصال الذي اتى سند من مسلط .. لف سند عليهم وقال : مسلط يدق ؟..
زياد بعدم فِهم : ويش جاب مسلط لك ؟..
تميم : يووووه صح حتى ذي ما تدري بها ..
زياد وهو يعتقِد ان بينهم مشكله : علامه ويش يبي ؟.. فيه شي ؟..
سند : لا مابه شي علاقتنا زانت وغدينا ربع ..
زياد : يعني باقي انا ؟..
سند : ايه ..
زياد : اجل قل له يجي .. كل ما كثروا العرب كل ما زانت الجلسه ..
فهد بعبوس : لا يكون بيجيب معه ذا النفسيه ..
سند وهو يرفع هاتِفه ويُجيب على مسلط قال بصوت قصير لـ فهد : ويش يعرفني !..
مسلط : ارحب يا سند ..
سند : يالله حيه ..
بدأ مسلط يسأل سند عن بعض امور العزبه لانه سيذهب غداً للعزبه .. عندما انتهى مسلط واخبره سند عن مايريده .. اخبر سند مسلط انهم مجتمعين وان زياد اتى واصر عليه ان يأتي واخذ زياد الهاتِف من سند واصر هو ايضاً عليّه ان يأتي وانه يريد ان يصلح العلاقه معه ايضاً .. لم يكُن لـ مسلط الا ان يوافق ..
___
عِند مسلط ..
يجلس على الضِلع مع عابد الذي يلعب بالنار المشتعِله امامه بعود صغير .. بعد ان اغلق مسلط من الهاتِف رفع عابد نظره له وقال : جاء خويهم من بعثته ؟..
مسلط : اي وحلفوا علينا نجي ..
عابد : يارجال مالي نفس اشوف وجه ذاك المريض ..
مسلط وهو يقِف : مردك لازم تشوفه .. نسيبك ..
ضل عابد جالِس وقال مسلط : قم ياخي ..
وقف عابد وهو صامِت .. وذهب وهو يُجبِر نفسه مع مسلط ..
____
عِند الشباب ..
يتحدث الجميع ويضحكون مع بعضهم .. إقترب زياد من فهد وجلس وهو يهمِس له : علامك ؟..
فهد : شقومك علي ؟..
زياد : قومني وجهك الذابل ..
زفر فهد وقال : مقاومي شي يا زياد ..
زياد بإصرار : هذا يومني بعيد تقول مافيني شي .. لكني قدامك وأقرا عيونك ..
ضحك فهد وقال : والله منت هيّن ..
زياد : ها اهرج ..
وبدأ فهد بإخباره عن ماحصل له مع العنقاء وما فعله عابد ليأخذ اخته وينتقم ..
قال زياد بغضب : وانت تدري ان هذي نيته وعطيته ؟!..
فهد بقِلة حيّله : ابوي يبيه وهي راضيه تقول لا تتدخل بقراري ..
زياد : اجل دامها مرتاحه .. خلها وان شاءالله ربي يفتحها بوحها ..
فهد : امين ..
قطع حديثهم وصول مسلط وعابد .. نزل مسلط وبدأ يسلم عليهم ويتبعه عابد بهدوء غريب .. إكتمل الجميع وبدأ زياد يأخذ اخبارهم ويحدثهم عن دراسته وما يحصل معه هناك ..
يجلس سند بجانب زياد وهمس بأذنه : زياد ..
زياد بريّبه : علامك ؟..
سند بإبتسامه : من مسوي الكيك ؟..
زياد بنِصف عيّن وهو يفهم مقصد السؤال : عمتي ..
سند : طيب والمعجنات ؟..
زياد : امي ..
سند : والقهوه والشاهي ؟..
زياد بإستفزاز له : زوجتي ..
عبس سند وقال : وإلهامي ما سوت شي !..
شهق زياد وضربه وهو يقول : اعقب .. قل زوجتي لا تقول اسمها ..
سند وهو يضع يده على المكان الذي ضربه به : زوجتي تراها حلالي اقول الي ابي !..
زياد : توني ما بعد تعودت .. لا تفلها ..
أنت تقرأ
رواية فيك القصيد المعتق
Poetryأحياناً يكون ألم الماضي هيّ قُوة الحاضِر .. حربُ الماضي وماتاهَتِها تختلِقُ جسارتً وهيّمنة .. الماضي أرهق وأنهكَ تلك الشخصِيات وهدم سعادةً .. لـ يصنّع بدلها جبرُوتً قادِراً على صدِ الهجماتَ .. مالذي حدث لـ حُبِهُما ؟ ماهو سبب الفِراق والعيش الأليم ؟...