بعد ان اوصلها للباب وفتح لها .. وكان هذا تصرف غريب من عابد .. يجهله حتى هو .. وصل عابد للفندق الذي حجزه في هذه المدينه .. وطوال الطريق لم ينطق احد مِنهم بأي كلِمه .. لم تتحدث ريم ولم يستطيع عابد فتح اي موضوع .. نزلوا وتبِِعته ريم حتى وصلوا لـ شِقتهم .. دخلوا وإتجهت ريم فوراً لدورة الميّاه وهي تُغسِل مكياجها وتقوم بفك تسريحة شعرها وتتركه مُنسدل .. لم تعرف حتى هي لماذا فعلت ذالك !.. كانت تحاول فِعل اي شي قد يقتل توترها وتصرفاتها التي ليس لها اي تفسير .. خرجت بعدها ورأها عابد ولم يتعجب من ما فعلت بل ضل مُتأمِلً بملامحها الطبيعيه وشعرها الذي يداهب خصرها .. لم تُبدِل فستانها وبقيّت مُرتديّته .. إقترب مِنها عابد وهو يضع يده فوق رأسها ويقول الدعاء .. وبعدها صلى ركعتين وهي خلفه .. حتى الأن لم ينطق احدهم بأي كلمه .. طُرِق الباب وفتح عابد وهو يأخذ العشاء .. ادخله و وضعه على الطاوله امامهم .. ونظر لها وقال بهدوء : تعالي تعشي ..
قالت ريم بصوت يُكاد ان يُسمع : ماني جويعه ..
إبتسم في نفسه وهو يتذكر ان هذه الخجوله هي ذاتها الي صرخت عليه وعاتبته غلطته ولكنها اليوم غريبه جداً !..
اخذ العشاء و وضعه لي المطبخ .. وهي حتى الأن لم تتحرك مكانها .. وكأنها إلتصقت بِه .. جاء عابد وجلس معها .. وطال وقت صمتِهم .. وقفت فجاءه ريم ولف عابد بمعنى .." علامتس".. وقالت بتوتر "بنام"..
وقف عابد وقال : حتى انا بنام ..
عادت وجلست ريم وقالت : لا خلاص بقعد ..
ضحك عابد لا شعورياً بصوت طويل من حركتها .. ونظرت له ريم بعدم فِهم .. ودخل عابد للغرفه وهو يُحاوِل بصعوبه ان ينام .. وندم اشد الندم انه قال بأنه سينام .. بعد مرور ساعه .. ولم تدخل عليّه ريم حتى الأن .. خرج بهدوء ورأها نائمه وهي جالسه على مكانها الذي تركها بِه .. إقترب وأراد تغيير محلها .. ولكنه تردد وتركها وخرج من الفندق .. بعد خروجه بدقائق فتحت ريم عيّنها وهي تتحسس رقبتها التي بدأت تؤلمها من طريقة نومها السيئه .. ترددت ان تدخل الغرفه ولكنها قررت ان تمشي بخطوات هادئه وهي تُطل على الغرفه لترى إن كان نام .. وإرتاحت وتعجبت عِندما رأت السرير خالي .. دخبت بسرعه وغيّرت فستانها وإستلقت على السرير وهي تعود لتحاول النوم .. عاد عابد ورأها تتحرك وعرف انها لم تنم .. قال بهدوء وهو يقترب وينام بجانِبها : جهزي عفشتس بكرا الصبح بنمشي لـ الديره ..
عبست لأنه عرف انها مُستيّقظه وغضبت من طريقة كلامه المُستفِزه ..
_____
صباح اليوم التالي .. إستيقظ عابد وهو مُتثاقِل .. رفع جسده وجلس واخذ هاتِفه ورأى الساعه وصُدِم و وقف وهو يراها الساعه 7 صباحً ولم يُصليّ الفجر .. لف بجانبه ولم يراها .. خرج بغضب وسمِع صوت حركة في المطبخ .. دخل ورأها تقِف عِند الفِرن وكأنها تنتظر شيئاً ما عليّها .. تحدث بصوتِه الطويل : ويش تسوين !..
لفت مرعوبه من صوته .. وقالت وخي ترى وجهه الغاضِب : اغليّ الماء !..
قال وهو لا يزال غاضِب : ليه ما صحتيني لـ الصلاه ؟..
ريم بتعجُب : يعني ماتذكر ؟..
عابد وهو يحاول التذكر : اتذكر ويش ؟..
ريم وهي ترفع كمها وتُريه يدها : هذا ؟..
نظر عابد لـ يدها ورأى اثار حمراء عليّها .. قال بعدم فهم : ويش هذا ؟..
ريم : يدك !..
عابد بعدم صبر : اهرجي عدل !..
ريم بتمثل القوه : جيت اناديك تصحى ولا صحيت .. ومديت يدي مسكت كتفك ومسكتني بقوه وصرخت علي وطلعت خليتك ..
عابد خرج دون ان يرد عليها وإتجهه لدورة المياه ..
ريم بغضب : مارد !..
اخذت نفس ثم قالت : يارب صبرني ..
عابد بعد ان دخل دورة المياه .. وتذكر انه مرهق ولم ينم لأكثر من 30 وقد يكون غضبه ونومه الثقيل بسبب فِقدانه لـ الراحه .. إنتهى وصلى .. خرج لـ الصاله ورأها تضع امامها كوب شاي .. مر مِن امامها واخذه .. رفعت نظرها له وقالت : نعم ؟..
عابد وهو يشرب : جهزتي اغراضتس ؟..
ريم وهي تقف : ايي ..
عابد : قومي البسي اجل ..
ريم : بنمشي الحين ؟..
عابد وهو يُنهي كوب الشاهي ويضعه على الطاوله : لا ابي اشوف شكلتس بالعبايه ..
نظرت ريم له بصدمه من حديثه .. ثم ذهبت وهي تحاول ان تكبِت غضبها .. إبتسم عابد بخفيّه وهو يراها تُقفي مِنه بغضب مهما حاولت إخفاءه لا يزال يستطيع ملاحظته ..
.. بعد ساعه وصلوا لـ الديّره .. وقد اصبحت الساعه 10 .. وقف عابد امام منزل جدته .. لفت ريم عليه وقالت : بننزل هنا ؟!..
عابد وهو ينزل من السياره : ايه ، انزلي ..
نزلت وإتجهت له : انت شايف الساعه ؟..
عابد وهو يطرق الباب : الجده صاحيه هالوقت ، وترا مسايير الديره ماهي مثل مدينتتس ..
أتاهم صوت العنقاء وهي تقول : من ؟..
عابد : عاابد ..
نظرت ريم له وتذكرت ان كل ماحصل بسبب حبه للعنقاء .. زواجه مِنها .. ومحاولة فهد الإنفصال من العنقاء .. اشياء كثيره حدثت بسبب حُب عابد للعنقاء .. وتذكرت ان زواجها ليس كأي زواج .. هي وسيلة إنتقام .. وقد يكون حضوره هُنا اليوم ايضاً .. من اجل العنقاء .. قطع افكار ريم فتح العنقاء للباب .. دخل عابد وتبِعته ريم بخطوات ثقيله .. دخل عابد للمجلس الذي تجلس بِه الجده .. وقال وهو يضرب الباب بيّده ويدخل : السلام عليتس ..
إبتسمت الجده وهي تراه : وعليكم السلام يالله حيّهم ..
قالت ريم بحياء وهي تُسلم على الجده : شلونتس اربتس طيبه ؟..
الجده : طيبه وزاد طيبي هالزياره الزيّنه ..
عابد : علام رجلتس ؟.. تقول وسميه انتس ماجيتي العرس عشانها ؟..
الجده : ورجلي هي الي خلتك تجي صباح عرسك عندي بدال ماتقعد مع عروسك لحالكم ؟..
عابد وهو يخطِف نظرة من ريم التي ازاحت غِطائها وأخرجت جُزء من شعرها : ماعليها العروس ، اهم شي انتي بخير والباقي يزيّن ..
الجده : بخير جعلك بخير ، مير تعب بسيط ولا بغيت اشقي عمري ..
عابد وهو يقِف : عساه دايم ..
الجده : وين بتروح ؟..
عابد : بروح البيت وراي اشغال ..
وقفت ريم وهي تُعيد لِبس غطائها ..
الجده : ها كثروا من هالجيات ، ترا ما بالبيت الا انا والعنقاء ..
عابد : ابشري الي ودتس ..
ثم خرج وخلفه ريم التي لفت على المطبخ وهي تُسلم على العنقاء بعد ان رأتها ..
العنقاء بإبتسامه : مبروك ياقلبي واعذريني ماقدرت اجي ..
ريم وهي تُحاول الإستعجال : ماعليه ماعليه بنعوض ان شاءالله ..
وصل عابد السياره ولف ولم يرى ريم خلفه .. عاد بخطوات سريعه ورأها قادمه .. قال وهو كما هي العاده قاطِب حاجِباه : وين غديتي !..
ريم : شفت العنقاء ولفيت اسلم عليها ..
عابد هدأ : اهرجي انتس بتروحين ، لا تصدين مادريت بتس ..
ريم بعبوس : طيب ..
ثم ركبت السياره وركب بعدها عابد .. وصل لمنزله ونزل وهو يُنزِل الأغراض من السياره .. اخذت ريم حقيبتها الكبيره وهي تسحبها .. لف عابد وهو يقول : خلي الكبيره شيلي هالصغيره وروحي فوق ..
ريم : اقدر اسحبها عادي ..
عابد بغضب : قلت لتس خليّها !..
ريم وضعتها وأخذت الصغيره ثم قالت بصوت طويل من الواضح انها غاضِبه : وين اروح فوق ؟..
لف عابد مُتعجِب من نبرتها .. ثم تجاهلها وأكمل تنزيل الأغراض .. بعدها مشى ودخل وتبِعته هي كما هو الحال مُنذ الأمس .. وصل لـ شقتهم التي فوق اهله .. نظرت ريم للأرجاء ولاحظت بساطة الأثاث وضيّق المساحه .. وكانت تختلف بشكلً كبير عن ماكانت تعيش عِند ابيها .. صمتت و وضعت ما معها .. خرج عابد بعد ان وضع الأغراض تحدثت ريم بسرعه وهي تقول : وين ؟؟..
عابد وقف ونظر لها : شقومتس !..
ريم بتعجب : بجلس لحالي ؟..
عابد : ايي ..
ثم خرج واغلق الباب خلفه .. جلست ريم بعد ان رمت عبائتها .. وقالت وهي تضع يدها على صدرها .. وقالت وهي تُحدِث نفسها .." انتي رضيتي ، تحملي جزاء رضاتس"..
_____
عاد للمنزل وهو مُرهق .. دخل ونزع حِذاءه ثم مشى بإرهاق حتى إستلقى على كنب الصاله .. خرجت والدته ورأته ولم تُلقي له بال .. تعجب من تصرف والدته الذي ليس من عادتِها .. وقف وتبِعها حتى دخلت المطبخ .. امسك بِها وقبّل رأسها ثم رفع كفِها وقبّله .. قال بعدها : ويش ذا الصد يا يمه ؟..
والدته بضيّق : وتنشدني يا سويلم !..
سالم بحزن : اي انشدتس ، علامتس علي ؟..
ام سالم وهي تُبعِد يده من يدِها : علامي الي تسويه !..
سالم : ويش سويت ؟..
ام سالم : بنت فالح ، انت ما تخاف الله ؟ ، تروح وتربط هالبنت بك وتخليها طول هالشهر ولا تدري عنها !، حتى عيد ما عايدتهم ..
سالم جلس على الكرسي الموجود في المطبخ وقال بقِلة حيّله : يمه انا خطبت وملكت عشانتس لا توجعيني اكثر !..
ام سالم : ماخبرتك يا سالم كذا !، خابرتك اول القوم وتسبق العرب بالطيب والوصل ، هالمره علامك ؟ ..
سالم : علامي شغلي ، زاد علي الشغل ولا قدرت اللحق ..
ام سالم : انا امك وهالكلام يمشي على غيري ، لا ترجي وصل الي قفى وراح ، انت رجالن ينشرى وقربك غناه ، وتستاهلك بنت فالح وانت تستاهلها ، لا تقعد كذا وتخلي العمر يمشي ، والعرب ماهو مطول سكوتهم وهو يشوفونك صاد عن بنتهم وتاركها بدون حتى سلام !..
ثم خرجت بعد ان اخذت القِدر الذي على الطاوله .. عبس سالم ورفع كفه وهو يمسح جبيّنه .. والدته على حق .. مهما تجاهل .. ومهما اقنع نفسه انه ليس لأجلها .. ولكنه لا يقدِر .. لا يزال مُتعلِق .. وكذالك لا يجوز !.. ان يُفكِر بِها وهي لغيّره وهو قد ربط نفس بغيّرها .. اصبح التفكير بِها حرامً ويجب ان ينهي مكر الشيطان الذي يحاول تشتيته ..
_____
خرج مِن الجناح ونزل للمنزل .. رأته وسميّه وأقبلت وهي تسلم عليه وتقول : مبروك مبروك ..
عابد بإبتسامه : الله يبارك فيتس ..
وسميه بحماس : ريم فوق ؟..
عابد وهو يخرج : اي ، ولحدن يجيها ..
وسميّه بعبوس : زيين ..
خرج عابد من المنزل و وقف قليلاً امام الباب وهو يُفكر .. العديد من الأشياء بدأت تغزوا رأسه .. وأولها .. المرأءه التي لم يتوقع انها بهذه الفِتنه .. قطع تفكيره صوت مسلط الذي قال : هلاا بالعريسسس ..
إبتسم عابد وأقبل عليه وقال بعد ان سلم : هلابك زود ..
مسلط : ماخبرت ان العريس يترك زوجته بذا القايله ..
عابد : والله انت خابر ان كل شي بذا العرس غريب ..
مسلط وهو يضرِب كتفه : هالغريب مخليك تبتسم واجد ، عسانا يرزقنا ..
قال عابد وهو يتذكر : وانت ناوي تقعد كذا ..
مسلط : خلني ساكت ..
عابد وهو يسحبه : لا والله ماني مخليك ..
مسلط بعبوس : جبت لي الضيق وانا مابيه ..
عابد بغضب : اهرج ويش الضيق ويش جابه !..
مسلط : ابوي كل يوم جايب لي وحده ، شرايك في فلانه بنت فلان ، ويوم اعرست زاد علي ويقول افلح ..
عابد : وانت ليه ما تفلح ؟..
ضرب مسلط صدره وقال : هذا عيا يفلح ..
عابد : هذا عله اي والله ..
بعدها صمتوا عِندما بدأ مُكبِر الأذان يتعالا في المكان مُنادي لـ الصلاه ..
_____
بعد ان خرج عابد بدأت بترتيب الأغراض .. إنتهت وشعرت بالجوع وهي تفتح الثلاجه .. اخذت قِطعة توست ودهنتها بـ بعض الجُبنه .. وصنعت كوب حليب ساخن وجلست في الصاله .. إنتهت ثم توجهت للغرفه وسرحت شعرها وإرتدت فستان زهري ناعم وخفيف يصِل لـ مُنتصف الساق ومعها شِبشِب منزلي هاديء .. وبعدها ذهبت لـ الصاله وهي تنظر لـ هاتِفها .. قطع هدوئها صوت طرق الباب .. فتحت وهي تسمع وسميه تقول : يمه عابد يقول لحدن يجيها !..
قالت ريم بعد ان فتحت : يامرحبا ..
ثم سلمّت عليهم .. نظرت سلمى لها من فوق لـ تحت .. وقالت : بيجون الحريم وانتي لابسه هاللبس الباهت ؟..
ريم بعدم فِهم : اي حريم ؟..
وسميّه بإحراج من تصرف والدتها : حريم الديره لازم اليوم الثاني من العرس يجون عند العروس ببيتها ..
ريم بتعجب : وليه يجون ؟..
سلمى : بدال هالأسأله اخلصي تجهزي وغيري هالثوب البسي ثوبً زين ويشرق والبسي ذهبتس أملي عيون الحريم لا يطلعون حكي منا ومنا ..
ثم خرجت وتركت خلفها ريم ومعها وسميّه ..
قالت وسميّه : اساعدتس ؟..
ريم بتمثيل للهدوء : لا ماله داعي بخلص بسرعه ..
ذهبت وسميه وأغلقت ريم الباب .. ثم قالت وه تتحدث بصوت طويل وتضرب الأرض بقدمها : قلت يهون مابه الا هو وطلع هنا امه وحريم هالديره !..
فتح عابد الباب وقال وهو يسمع صراخها ولكنه لم يفهم ما قالته : اقصري صوتس !..
ريم لفت عليّه بسرعه : سمعتني ؟..
عابد : علامتس انتي ؟..
ريم بغضب وهي تقول : بروح البس لي فستان شرق برق والبس كل ذهبي ، عشان مايحكون العرب فيك !..
ثم ذهبت بغضب وهي تتجه لغرفتها .. إبتسم عابد كبيره ولو لفّت ريم لرأتها .. وعرف ان والدته قد اتت إليها .. لإن هذه الأفكار لا تخرج إلا مِنها .. إرتدت ريم فستان عنابي ماسك على جسدِها ومفتوح من الأكتاف والصدر .. وإرتدت على عنقها عقد ذهب ناعِم وجعلت كُل إكسسواراتها ذهب .. ثم خرجت من الغرفه ودخلت المطبخ وهي تُعِد القهوه .. كان عابد يجلس على كنب الصاله وينظر لها وهي تذهب وتأتي .. تخرج من الغرفه وتدخل المطبخ وتخرج من المطبخ وتضع اواني الإستقبال على الطاوِله عِنده في الصاله .. وطوال كل هذا الوقت كان ينظر لها .. شعر طويل بُنّي اللون .. جسد نحيل مرسوم بإتقان .. ملامح هادئه مُريحه لـ الناظرين .. ولأول مره ينبض قلبه بهذه الطريقه .. دخلت ريم المطبخ وإبتعدت عن عينه وهي تصد .. وقفت و وضعت يدها على صدرِها وقالت بهمس .." شفيه يطالع كذا !".. ثم عادت لتدعي اللا مُبالاه وتذهب لـ الصاله .. قالت بعد ان جلست : بيجون الحريم بعد شوي !..
عابد وهو يقِف : اذا راحو دقي علي ..
ريم : شلون ادق ؟..
عابد وهو يمد يده : عطيني جوالتس ..
ريم بتردد .. فتحت الرمز ودخلت على جهة الإتصال ثم اعطته .. اخذها وسجل رقمه واغلق الهاتِف ثم فتحه وقال وهو يُعطيها : غيري الخلفيه ..
وخرج بعدها .. نظرت ريم للخلفيه وكانت نِصف وجهِها مع شعرها .. قالت بهدوء : علامه ذا !..
وأغلقت الهاتِف دون ان تُغيّرها ..
_____
خرج ابو مسلط من المسجد وقال لـ مسلط وهو يخرج وراءه : تعال البيت ..
مسلط اخذ نفس عميق وتبِعه بعد ان قال : ابشر ..
وصل المنزل وجلس مسلط بعد ان جلس والِده .. قال ابو مسلط بحزم : هالمره مالك راي ، والي بقوله تمشي عليّه !..
مسلط بغضب : لقيت مرتن جديده ؟ ، وليه مالي راي وانا الي بتزوجها !..
ابو مسلط : لا خليت الراي عندك بتبطي ما اعرست ..
مسلط : انا باخذ الي ابيها لا تحدني على احدن مابيه !..
ابو مسلط : ومن الي تبيها ؟!..
مسلط : الي يختارها قلبي ، غير هالحكي امنعني يايبه ..
ابو مسلط بغضب : ابو عابد وافق ، وبنت عمتك سلمى بنتن اجوديه ، صغيره وبتقدر تعينك !..
مسلط بإنفعال : ومن سمح لكم تقررون وتوافقون !، بنت عمتي سلمى صغيره حتى ثانوي ما تخرجت وانا رجالن اكبر منها بواجد !، وخلاص يا يبه لاتختار لي !، خلني لين اطلب العرس !..
ابو مسلط بغضب وإنفعال هو الأخر : هالصغيره تقدر تربيها مثل ماتبي وتحبها !، واخت عابد وهو رجالن تعزه وتغليّه !..
وقف مسلط وتحدث : ولاني اعزه وأغليه ماني بظالم اخته !، بنت سلمى مااابيها ! ..
ثم خرج بغضب واغلق الباب بقوه .. غضب ابو مسلط من تصرفات مسلط الأخيره .. كان من قبل لا يُريد العنقاء لانها رغبة عابد ولكنه الأن يرفض جميع النساء وكأنه حرم على نفسِه الإرتباط ..
____
خرج مسلط ورأى امامه عابد يركب سيارته .. لاحظ عابد خروج مسلط من البيت بإنفعال وغضب واضح .. مشى له وامسك به وقال : علامك ؟..
مسلط وهو يمسح على وجهه : ماعلامي شي ..
عابد بإصرار : يارجال اهرج !..
لا يُريد مسلط إخباره عن خطط ابيه في تزويجه وسميّه .. يكفي عابد ما اتاه من هم وتعب وشقاء .. فـ قرر ان يحِل هذه المسأله ينفسِه .. قال : نفس العاده ونفس الموال ، اتركي تكفى ..
لم ترك يد عابد وإتجه لـ سيارته .. تبِعه عابد وقال : على وين ؟..
مسلط : للبر ..
ركب عابد معه : بخاويك ..
مسلط بصدمه : انت صاحي ؟، تخاويني وتترك هالحرمه وراك !..
عابد : الحرمه بـ بيتها ومع اهلي ، ماعليها خوف ..
عجِز مسلط عن إنزال عابد .. وذهب معه وإتجهوا للعزبه .. حيث الإنقطاع التام عن الإنترنت والعالم ..
______
طُرِق باب جناح ريم البسيط .. اسرعت لـ فتحِه ورأت ام عابد مُتزينه ومُرتديه البرقع ومُمتلِئه بالذهب ولباس فخم يُلفِت الأنظار .. قالت سلمى وهي ترى فستان ريم : انتي صاحيه !..
ريم بعدم فهم : اي الحمدلله ..
سلمى : هذا لبس عروس !، وهذا ذهب حرمتن بتستقبل ضيوفها !..
ريم : علامه لبسي وذهبي !..
سلمى وهي تدخل : جيبي ذهبتس كله ..
ريم بتعب من هذا كله وهو لم يمُر يومً واحد : ليه ؟، لابسه ذهب انا !..
سلمى : وهذا تسمينه ذهب ؟ .. جيبي الذهب اخلصي ..
ذهبت ريم بهدوء تحاول ان ينتهي كل شي بسرعه .. احضرت الذهب و وضعته امام سلمى التي بدأت تخرج كل شي وتُعطيه ريم لـ تلبسه ..
ريم بصدمه : هذا كثير !..
سلمى بفرح : وين كثير ، خليهم يدرون انتس منتي اي احد انتي زوجة ولدي !..
أخذت ريم نفس عميق وهي غير مُقتنِعه ابداً بهذا الكم الهائل من الذهب .. ولبست ما إستطاعت وتركت الباقي وهي في نقاش طويل مع بعضِهم حتى إنتهى الأمر بأن ترتدي عِقدً كبير وسلسال طويل فوقه وحلق كبير و 6 اساور كما يُقال لها .." غوايش"..
ريم : والله كثير يا عمه !..
سلمى : اسكتي بس وافتحي الباب لايجون العرب والباب مسكر ..
وقفت ريم تفتح الباب ثم عادت وهي تقول : وين وسميّه ؟..
سلمى : مايجون البنات بهالعزايم ، هذي عزايم حريم كبار ..
صمتت ريم وهي تنتظر ان تنتهي هذه المُناسبه التي من الواضح انها طويله جداً .. وبعد دقائق قليله بدأو حريم الديره يجتمِعون عِندها .. وكل ما تدخل واحده تنظر لذهبِها وجسدِها وشعرِها وتفاصيل المنزل وكيف تصب القهوه وكل شي .. تضايقت ريم من نظارتهم الحارِقه ولكنها حاولت عدم الإهتِمام .. وقالت إحدا الحريم وهي تُحدِث ريم : تعرفين الحلبه ؟..
ريم بحياء : اي ..
الحرمه : كل يوم اشربي منه مرتين ..
ريم بعدم فِهم : ليه ؟..
الحرمه : عشان تسمنين ، الرجال يحبون الحرمه الي بها جسم ماهو نحيفه تسنها "كنها" تعبانه ..
ريم بإبتسامة غضب : الله يعطيتس العافيه ، عاجبني جسمي كذا ومرتاحه ..
تحدثت حُرمه أخرى : ماعليه ماعليه بتسمن بعد هالزواج ..
ريم وقفت : بروح اجدد القهوه ..
دخلت المطبخ وجلست على الكرسي وهي تقول لـ نفسِها .." ياااثقل هاليوم "..
ثم خرجت بعد ان جددت القهوه ..
وبعد ساعات طويله ذهبً واخيراً ..
قالت سلمى وهي تُحدِث ريم : ها شفتي ؟ ماطاحت عيونهم من ذهبتس ..
ريم بتعب : اي زين ..
وقفت سلمى : اذا ما عندتس حلبه علميني ..
ثم خرجت .. اغلقت ريم الباب وأقفلته وجلست بإرهاااق بعد ان نزعت كعبها وقالت : حسبي عليكم من حريم ، وياااجعلها تختفي من حلبه ..
ذهبت ونظفت البيت ونزعت ثوبها وكل ذهبها وهي تتنفس الراحه واخيراً .. بعدها إتصلت على عابد ولم يُجيب .. وتركت هاتِفها ونامت بتعب ..
____
.. الساعه 4 عصراً .. حنين في غرفتها ونسيم تجلِس عِندها على السرير .. قالت نسيم بتعب : يا حنين اركدي وبتلقين الي تلبسينه !..
حنين وهي تقِف عِند دِرج الملابِس : طيب الأسود ؟..
وقفت نسيم وذهبت بقرب حنين وهي تأخذ الفستان من يد حنين : انتي علامتس ؟ فيتس شي ! اليوم منتي طبيعيه مستحيل هذا كله توتر ! ..
حنين وهي تأخذ ثوب اخر باللون الأحمر : زين هذا ؟..
نسيم بغضب : حنين ويش الي بخاطرتس ! ضايقه من شي ؟..
صمتت حنين ولم تقُل شي وهي تجلس على السرير .. تبِعتها نسيم وجلست بجانِبها وقالت : ماتبين سالم ؟..
حنين بهدوء : مب ما ابيه ، بس مدري ..
نسيم : تعوذي من ابليس ، واطلعي اليوم وشوفيه وقرري بعدها ، مراح تاخذينه اذا خاطرتس ماهو زين !. وانتي تخبرين شغله وتدرين انه يحل قضيتنا ..
صمتت حنين ولم تُجِب .. و وقفت نسيم وإتجهت لـ الدولاب واخرت فستان ناعم وانيق ويُناسب ان يكون لأول لقاء بينهم .. إنتهت حنين من زينتها العاديه جداً ولم تتكلف بِها كثيراً .. حيثُ انها إكتفت ان تبرز ملامحها فقط وتفعل ما يُريحها ..
____
بعد ان خرج من عمله .. وقف بعيداً بسيارته عن الخط .. ونزع بدلته واخرج الثوب الذي معه في سيارته وإرتداه واخرج شِماغه ولبسه و وضع العِقال عليه .. ثم عاد ركب سيارته وذهب وهو يُفكِر .. ماذا سيأخذ معه لها ؟.. ماهو نوع الهديه التي يجب ان تكون معه في اول زياره لها !.. وبعد تفكير طويل .. إتصل على زياد ..
زياد : يامرحبا بالقطوع ..
سالم بإبتسامه : مرحبا بك ، اعذرنا يارجال ..
زياد بضحكه : عاذرك عاذرك خابرن سالم مايغيب الا وبه شيّن يرده ..
سالم : ماتوقعت اني بستشيرك في هالأمور لكن حيل الله اقوى ..
زياد : مردك لي وعطني علمك وابشر بي ..
ضحك سالم : تبشر بالسعد ، بروح يّم زوجتي ، ومدري ويش اخ..
قاطعه زياد يضحكه بصوت طويل ثم قال : بدون ما تفكر ، اكيد بتشتري لك عقد ذهب ولا سواره ولا اي شي من هالذهب ، هو الي بيضبطك ويسد لزومك ..
سالم بتوتر : انت صادق ؟..
زياد : اي صادق ، واخذ ورد خلك رومانسي شوي ..
سالم بخجل : وين حنا عايشيم ورد !، والله اني خابر شورك دايم ضايع ..
ضحك زياد واغلق سالم الخط .. وإتجه لمحل ذهب .. وإشترا عِقد ناعم ومعه خاتمه وسِواره وحلق .. وصل وإستقبله تميم واخذ منه الأخبار .. ثم دخل للمجلس الذي بِه حنين .. عِندما رأته دخل وأقبل عليّه .. من التوتر وقفت .. مشى لها وامسك بكفِه الإيمن كفِها الإيمن .. ونفضه واقرب خده الخشن وهو يطبعه على خدِها .. كان سلامً قاسي .. وإن دل فهو يدِل على صلابته .. جدية تصرفاته .. وثبات طبعه .. بعد هذا السلام الذي قشعر كل جسد حنين .. جلس بجانبها وقال بصوته الثقيل الذي سمِعته اول مره في ذالك اليوم .. في المُستشفى .. عِندما أُصيب تميم .. : كيف حالتس يا حنين ؟..
اجابت حنين بتوتر من صوته الذي بالرغم من انه بجانِبها إلا انه مُرتفِع : بخير ..
ثم قال بإبتسامه : وانا ماتسأليني عن حالي ؟..
رفعت حنين نظرها له بتعجب وحياء كبير .. وإستقرت عيّنها بعيّنه .. وقالت بخجل : كيف حالك ياسالم ؟..
إبتسم سالم وقال : دامتس بخير ماعلي خلاف ..
ثم اخذ الكيس الأسود من جانِبه واعطاه حنين .. وقال : اعذريني على القصور ..
اخذت حنين الكيس وقالت : ماتقصر ..
امسك سالم بيدها وهي تأخذ الكيس مِن يده : ادري اني يا بنت فالح قاطع ومقصر ، لكني اسف انا انسان ما يعرف يبادر ..
سحبت حنين يدها من يده وتقول : تظاهرت ان كل الي يصير معي عادي مع انه كان يوجعني جدا ياولد منصور ..
تعجب سالم مِن حدِيثها وقال : اوجعتس ! ، ويش هو خطاي تكفين ..
وقفت حنين وبين يديها الكيس وقالت : ابوي دايم يقول يا سالم ، خلي كلمتتس وقت العتب مثل رشة العطر ، يفطن لها المخطي ولا تندمين ليّا رشيتيها ..
ثم خرجت وهي لا تسمح لها ان يفهم .. ان يسأل .. ان يطلب مِنها الشرح .. كما تركها طوال هذا الوقت بلا سبب معروف !.. بِلا اي اهتمام !.. هي ليست مُجبره ان تُبرر له افعالها .. او تشرح له كلِماتِها ..
____
إستقظت بتعب .. ونظرت لـ الساعه ورأتها الساعه 12 مُنتصف الليّل .. نظرت لجانِبها على السرير ولم تراه .. خرجت لباقي المنزل ولم يكُن له اثر .. رأت هاتِفها ولم تجد له اي رساله او على الإتصال بعد إتصالِها .. إتصلت عليه مره أخرى .. ثم اعادت الإتصال ولم يُجِب .. كان الإتصال ينقطع بعد ان يقول انه ليس بالخِدمه ولم يصِله اصلاً !.. توترت وبدأت تخاف .. خرجت مِن جناحِها ونزلت عِند اهله .. رأت وسميّه تجلس في صالة منزِلهم وتُتابع التِلفاز .. إقتربت مِنها ريم بسرعه وهي تقول بخرف : وسميه وسميه ..
شهقت وسميه مصدومه من وجود ريم وقالت : بسم الله علامتس !..
ريم : شفتي عابد ؟ تدرين وينه !..
وسميّه : لا ماشفته ، علامتس وينه ؟..
ريم بخوف : مدري طلع من قبل يجون الحريم وللحين ماجاء ! وادق وينقطع الإتصال مايرد !..
وسميّه : صدق ؟..
ريم : اي والله ..
خرجت سلمى على صوتِهم وإتجهت لهم وهي تقول : علامكم ويش ذا الصراخ !..
ريم : شفتي عابد يا عمه ؟..
سلمى : ليه وينه ؟..
بدأت ريم تُخبِرها .. وقلِقت سلمى وهي تقول : لا يكون دخل له بمصيبه ثانيه ! هالولد بيفضحني من كثر مشاكله !..
ريم بغضب : وهذا همتس ؟..
سلمى : اكيد هذا همي ! اجل تبين العرب يقولون ولد سلمى خريج سجون ؟ مايجي مكان الا وهو حايسه ومطعن عيالهم !..
نظرت لها ريم بصدمه وقالت : انتي تتكلمين من جدتس ؟ يعني ماتقولين ليه ولدي دخل السجن ؟ مايجي في بالتس انهم هم طعنوه وهو المظلوم !
وسميّه بتوتر : خلاص يمكنه مع مسلط ..
رفعت وسميّه هاتِفها وإتصلت على ام مسلط واخبرتها ان إبنها خرج من المنزل غاضب وإتجه للبر وانه إنقطع عن الإرسال وقد اخبرها ان عابد معه ..
اغلقت وسميه الهاتِف واخبرتهم ..
ريم بصدمه وغضب : للبر !..
سلمى بإبتسامه : يروح البر ثاني يوم من زواجه ومنها زوجته ما تدري !..
وسميه : مسلط متهاوش مع ابوه وراح معصب واكيد عابد مراح يخليه !..
لفت سلمى على ريم بإبتسامة خبث وهي تقول : اكيد مراح يخلي مسلط ، لكنه بيخلي ريم ..
لفت عليّها ريم وقالت : بيتن مداهيله مذله وحقران ، تكفيني شمس القايله عن ظلاله ..
ثم اقفت وهي تتجه لجناحِها .. مُتجاهله صوت سلمى التي لاتزال تجرح وترمي طعونها .. دخلت الجناح واغلقته بشده .. ورفعت هاتِفها لـ تتصل على إخوتها .. ولكنها ترددت وهي ترى الساعه وتخاف ان يفعل فهد شيئاً تندم عليه .. وضعت الهاتِف واخرجت حقيبتها وهي تُعيد تعبِئتها .. ثم إرتدت غِطائها وسحبت حقيبتها وهي تخرج من المنزل مُتجهه لـ بيت الجده القريب مِنهم .. وصلت وترددت كثيراً ولكن لا ملجئ لها الأن سوا ماهو خلف هذا الباب .. طرقته بهدوء .. ثم عادت تطرق مره أخرى حتى جائها صوت العنقاء التي فتحت الباب بعد ان سمِعت صوت ريم .. قالت ريم بخجل : لا يكون صحيتتس من النوم ؟..
العنقاء : لا ماعليتس توني مانمت بس جيت بسرعه قبل تصحى جده ..
دخلت ريم بعد ان بدأت العنقاء تُساعِدها بحمل الحقيبه ولم تسأل العنقاء عن سبب قدومها بل إستقبلتها وساعدتها .. بعد ان جلسوا في الصاله .. قالت ريم بحزن : تدرين ويش سوا يا العنقاء !..
اكملت ريم وهي تقول : سمعت عنه شين الحكي وقلت ماعشت معه عشان احكم عليه ، قابلته ولا حن علي بكلامه ، لكن بفعلته هذي ماقدرت اقعد تحت هذاك السقف معه اكثر !..
العنقاء : ويش سوا هالطايش !..
إبتسمت ريم بحزن وقالت : وحتى يوم قالت امه نفس حكيتس زعلت وخفت انها ظلمته ! لكني غبيه يوم اني ماسمعت كلامكم فيه !..
العنقاء : تعوذي من ابليس واشربي هالشاهي واتركيه منتس ..
ضحكت ريم وقالت : اي والله اتركيني مِنه ، وعطيني هالشاهي ونسيني اياه ..
____
في البر .. من دون إرسال .. مُستلقي كُلاً مِن مسلط وعابد على فِرشِهم في الخيّمه .. قال مسلط بهدوء بعد صمت طويل : نمت يا عابد ؟..
عابد وهو يلف للجهه الأخرى : لا ..
مسلط : شكلك ندمت انك خليتها ..
عابد وهو يجلس : اقول خلك منها بس ..
مسلط وهو يجلس ايضاً : لا تكابر من جينا وانت منت صوبي ، وكل شي تصد وتجلس لحالك وان جلست معي بالك ماهو معي ..
عابد لف على مسلط : تهقى ان حركتي ماهي زينه ؟..
مسلط : ماهي زينه جدا ، البنت جديده بهالديره وبنت مدينه ماهي تخبر شي هنا ..
عاد عابد يستلقي وقال بكِبر : اقول بس خلك ..
مسلط بإبتسامه : لا تعاند ياعبيد واترك قلبك يسوي الي يبيه ..
لم يُجيّبه عابد وهو يُغميض عيّنه مُدعي النوم .. ولكنه لم يكُن يعلم انه عِندما اغمض عيّنه لم يكُن يرى سِواها .. بفستانها الأبيض امس .. وفستانها الأحمر الفاتِن اليوم .. سلبت عقله دون ان يُدرِك .. فتح عيّنه بسرعه وهو مصدوم مِن ما يراه ..
_____
صباح اليوم التالي .. إستيقظت الجده مُبكِراً كما هي عادتها .. وإتجهت للمطبخ بعكازِها ورأت العنقاء امامها إقتربت الجده وهي تشم رائحة الفطور .. قالت الجده وهي تضرِب بالعصا قدم العنقاء بخِفه : علام هالوجه باسم ؟..
العنقاء بعد ان قبلت رأس الجده : ريم هنا يامه ..
الجده بتعجب : زوجة عابد !..
العنقاء : ايي ..
الجده بعدم فِهم : علامها مسيره هالحزه ؟..
العنقاء : ماهي مسيره من امس الليل وهي هنا ..
ثم بدأت تخبِر الجده كل ماحصل معها هي وريم وبدأت تخبِرها عن سبب غضبِ ريم من عابد ..
الجده بغضب : وهالولد موعدني ما يوجعها وانا ماخطبتها له الا بعد هالوعد !..
العنقاء : عاد سوي حل معه يامه ، ريم مالها ذنب بالي يسويه واكيد ماقالت لأهلها لانها خايفه عليهم يقلبون الدنيا ويصير الس ماحسبنا حسابه ..
الجده : انا اوريكم في عبيد ..
ثم دخلت الجده الصاله ورأت ريم جالسه ومن الواضح انها غارِقه في التفكير ..
الجده بصوتِها المبحوح : يالله حي ريم ، تو هالبيت اسفر عليّنا بنوره ..
ضحكت ريم و وقفت وهي تُسلِم على الجده .. ثم قالت بعد ان جلسوا : اعذريني على هالجيه الي ماهي بوقتها ..
الجده بغضب : اتركي هالحكي ، هالبيت بيتتس ولتس متى مابغيتي ، والي مايخاف ربه حسابه معي ..
ريم : لا تكفين ياجده مالي رجاء فيه ، الي ماهميته وتركتي بأول يوم ، على فراقه مابه اية حسوفه ..
إبتسمت الجده وقالت : ابد الي ودتس ..
وبعدها اتت العنقاء بالفطور وبدأوا بالأكل برِفقة الأحاديث الطيّبه ..
_____
إستيقظ مسلط .. ولم يجِد عابد على فِراشه .. ذهب ورأه عِند الإبل .. وعِند الناقه التي يحِبها ويجلس برِفقتِها دائماً .. إقترب مسلط وقال وهو يرش الماء الذي معه على عابد : علامك ما صحيتني !..
عابد وهو يرمي حِذاءه على مسلط : قومك ثقيل ماتصحى بسرعه ..
مسلط وهو يضحك ويتفادا رمية عابد : ول علامك معصب ؟..
عابد وهو يقِف : ماني معصب بس عندي شعل برجع الديره ..
مسلط : ويش شغلك ؟..
عابد وهو يأخذ مفتاح السياره من مسلط : شغل مالك لزوم فيه ..
مسلط بضِحكه : الله يعينك يارب ..
ذهب عابد وهو يذهب : امين ويعينك على ثقل نومك ..
ركب السياره وإتجهه للمنزل .. لتِلك التي لم تجعل النوم يُعانِق عيّناه .. اتعبه تأنيب الضمير وليس من طبعِه ان يظلم احد بشيئاً لم يفعله ..
____
وصل ودخل المنزِل .. ومشى مُتجِه لـ جناحه واوقفته ريم التي عادت من المدرسه مُنذ قليل وقالت وهي توقِفه : وينك يا عبيد !..
لف عابد عليّها : توتس ترجعين ؟..
وسميه : ايي ..
عابد بقلق : علامتس متأخره اليوم ؟..
وسميه بخوف من غضبه : كان عندنا مشروع وأخرني ..
عابد : يعني مافيتس شي ؟..
وسميه : لا ، وترا ريم مب هنا !..
عابد وهو يلف بسرعه على وسميه بعد ان اقفى ليذهب لـ ريم : وينهي ؟..
وسميه : مدري خذت اغراضها وطلعت امس الليل ، دقت عليك وجلست تدورك ويوم عرفت انك بالبر زعلت وقفت !..
عابد بإنفِعال : ومن سسمحح لها ؟؟..
وسميه بخوف : شدراني ! كانت خايفه مره وتهاوشت مع امي عشانها قالت انك اكيد متهاوش مع احد ومسجون واكيد انه طعنت احد !..
عابد : ويش قالت ريم ؟..
وسميه : هاوشت امي وقالت ليه ماتقولين ان فيه احد طاعنه وانه مظلوم ليه ماتخافين عليه !..
عابد بصدمه : هذا الي قالته !..
وسميه : وقالت كلام يوجع قبل تروح ، بعد ماعرفت انها خافت عليك وبالأخير انت تاركها ..
عابد بفضول : شقالت ؟..
وسميه بخوف وهي تشعر ان عابد في اية لحظه سيأكلها من غضبِه : قالت "بيتن مداهيله مذله وحقران ، تكفيني شمس القايله عن ظلاله "..
صُدِم عابد وبُهِتت ملامحه .. وهو يسمع الجُمله القويه .. كلِماتها القاسيه ..
قال بفتور : خذوها اخوانها ؟..
وسميه : مدري ..
خرج عابد بتعب شديد .. جرحها .. ولم يكُن جُرح عادي .. والأكثر من ذالك .. إخوتها لن يُعيِدوها له .. اعطوه اياها وهم ينتظرون زعلها كي يأخذونها .. من المؤكد انهم لن يتركوا هذه اللحظه ..
خرج من المنزل .. ومشى بفتور وهو يرفع هاتِفه ويرى إتصالاتها الكثيره .. لأول مره يفتقِده احداً هكذا .. يتصل كل هذه الإتصالات .. ويرسل الكثير من الرسائل التي تسأله إن كان بخير !.. وقبل هذا كُله ..
إحسان ظنِها بِه ودِفاعها عنه ..
اوقف افكاره الحزينه صوت الجده التي تجلِس عِند الغنم امام المنزل .. قالت وهي تُناديه : تعال ياللي عطيتك الأمانه ولا صنتها ..
جاءها عابد وقبل رأسها وهو لا يفهم ماتقصد الجده .. قالت مره أخرى وهي لا تزال تُعاتِبه : ياحسافة سعاي لخطبتك يوم ان هذا حصادي !..
عابد : تكفين علامتس يامه !..
الجده : علامي هالي ماصدقت الحكي فيك !.. ورضت بك وتزوجت وانت تدري على سمعتك محدن يقبل فيك !..
عابد بحزن : لا توجعيني يامه !..
الجده : اذا ما وجعتك كيف بتفهم ؟ انت تدري اني ادور لك الخير مير انت في كل مسعى لي تسود وجهي !..
عابد وهو يقِف بغضب : يكفيني هالكلام يامه !..
الجده وهي تضرب قدمه بقوه بالعصا : زوجتك طالعتن من بيتك تالي الليل وجايه لنا تدور منك الأمان !..
نظر لها عابد بصدمه وقال : ريم هنيّا يامه !..
الجده وهي تقِف : ريم هنيّا ومستوجعه منك ، تقول فرقاك ماعليّة اية حسوفه !..
عابد وهو يُمسك كف الجده ويوقِفها : ناديها ..
الجده : روح مني وراك هالبنت معاد هي لك !..
عابد : يامه ريم زوجتي ومحد له حق يقول ماهي لي !..
الجده بتعجُب من عابد : توك تتذكر انها زوجتك !..
عابد بغضب : اتذكر الحين ولا بعدين ! ريم ماتطلع من بيتي بدون شوري !..
الجده بغضب : انا الي لجلك دخلتها بيتك ولجلها اطلعها من هالبيت ! ..
ثم دخلت وهي تتركه خلفها .. وقف عابد مذهول .. كيف تذهب مِنه بـ هذي السهوله ..
دخلت الجده واغلقت الباب وهي مُبتسِمه وقالت بصوت هامس لنفسِها : ايه افهم قيمتها ثم اخذها ..
دخلت الجده على ريم والعنقاء في الصاله .. وقالت العنقاء للجده : من عندتس يامه ؟..
الجده وهي تتفادا النظر لـ ريم : عبيد ..
صُدِمت ريم ولم يأتي في نفسِها سِوا شي واحد .. كيف له ان يأتي للجده فوراً ولم يبحث عنها او حتى يُعيد إتصاله بِها .. ثم إبتسمت وهي تلف للعنقاء وتقول لنفسِها .." يمكن عشانها بعد ولا ويييين انتي يا ريم "..
____
عاد للمنزل .. دخل جناحه .. وإتجه لغرفتهم .. فتح الدولاب ولم يكُن هناك اي شي ينتمي لها .. لم تبقى سِوى رائحتها .. جلس على السرير بعد ان رمى جميع المخدات التي عليه .. كما هو طبع عابد .. لن يرتاح حتى يمد يده على شي .. سواء يكسر .. او يُبعثِر .. وإما يضرِب .. اصبحت الغُرفه في حالة فوضى .. وكأن هُناك إنفِجار بِها .. دخل المطبخ وقبل ان يفتح الثلاجه لم تغِب عن ناظِره تِلك الورقه الصغيره المُثبته عليّها .. وكُتِب عليها بخطٍ صغير بعض الكلِمات .. سحبها من مكانها وقربها له وهو يقرا ما كُتِب عليّها .." ما امحي ألود لكني اقطع الوصل اذا نقص قدري".. كانت كلِماتها كفيّله بأن تُعيد له غضبه الذي فرغه في الغُرفه .. مزق الورقه ورماها ارضً وخرج من الجناح .. لقد زرعوا فيّه خُذلان .. يخشى بعدها كُل يد تمتد له .. وإن كانت صادِقه .. مر من صالة منزِلهم وسمِع وسميّه التي تقول لوالدته : يمه حكيتس لـ ريم ماله سنع ..
سلمى : وانتي ويش عرفتس بالسنع ؟ هالبنت يبي لها من يربيها ، من هي عشان تعلمني كيف اخاف على ولدي ؟..
دخل عابد عليهم بغضب وقال : ويش قايله لـ ريم !..
سلمى بخوف : ماقلت لها شي ، وبعدين وينك من امس !..
عابد : يعني فاقدتني ؟ ..
سلمى بتوتر : اكيد اني بفقدك وبخاف عليك !..
عابد بغضب وإنفعال : لا تخافين علي ولا تفقديني ! وريم لا اسمع انتس موجعتها بالحكي ! ..
ثم خرج وتركهم بضيق ..
لفت سلمى على وسميّه وهي تقول : تهقين مسويه له شي ؟!!..
وسميّه بإبتسامه : اي ، خافت عليّه ..
غضبت سلمى وذهبت مِنها ..
___
وصل لمنزل الجده وبدأ بطرقه بغضب .. اتت العنقاء وتحدثت من خلف الباب : من ؟..
عابد بصوته الغاضِب : نادي لي ريم !..
ذهبت العنقاء ودخلت للمنزل واخبرت ريم عن طلب عابد .. وقالت ريم وهي لا تتحرك من مكانِها : توه الحين يذكرني ؟ خليه بس لا تردين عليه ..
وقفت الجده وخرجت له .. قالت وهي تفتح الباب : انت ماتفهم ؟..
عابد : ولاني فاهم ، ريم تطلع لي الحين !..
الجده : وانت تحسب كل شي بالقوه ؟..
عابد بغضب : يامه لا نوجع بعض وخلي هالحرمه تطلع !..
الجده : الحرمه ماهي طالعه الا برضاها ، والحين عايفتك وجيّتك ماهي نافعتك ..
عابد والغضب لا يزال يُسيّطر عليّه : يعني ادخل غصب واخذها !..
الجده وهي تضرب بطنه بالعصا وتُبعِده : ابعد بعيد ولا بيصير الي مايرضيك !..
تراجع عابد وهو مُغمِض عيّناه يُحاول بقوه ان يهدأ .. بعدها قال : خليها ترد على الجوال ..
الجده وهي تُغلِق الباب : يصير خير ..
وقف عابد قليلاً امام الباب .. ثم تراجع وهو لا يعرف ماذا يفعل .. وكيف يجِب ان يأخذها ..
___
في دوامه .. يجلس على مكتبِه وهو ينظر سرحان امامه .. يفكر بذالك اللِقاء .. وكلامها الذي لا يزال يرُن في إذنه .." خلي كلمتتس وقت العتب مثل رشة العطر ، يفطن لها المخطي ولا تندمين ليّا رشيتيها ".. هل طول غيّابه كان جارِحً لها ؟.. هل إهماله لم يكُن عادي عِندها ؟.. هل هي حقاً المراءه التي ستُغيّره وستملأ قلبه ؟.. قطع تساؤلاته صوت الشرطي الذي قال بصوت طويل : رقيييب سسالم !..
لف سالم بسرعه وقال : العلم !..
الشرطي : طقيت الباب وناديتك ولا انت بصوبي !..
سالم وهو يمسح على وجهِه : اعذرني مشغول فكري ، ويش بغيت ؟..
الشرطي وهو يُعطيه ورقه : هذي اسماء كل الرجال الي كان يعرفهم المرحوم متعب ويطلع معهم ..
سالم وهو يقرا الأسماء : هذول كلهم الي يقابلهم اذا جاء السعوديه ؟..
الشرطي : نعم ، وقد يكون القاتل واحد مِنهم ..
سالم بزفير : يعطيك العافيه تقدر تروح ..
خرج الشرطي ونظر سالم للورقه وقال بهمس .." خلني القاك وبعدها التفت لها كلّي "..
____
بعد يومان .. في بيت الجده .. لا تزال الجده مُصره على عدم رؤية عابد لـ ريم .. وريم لا ترال مجروحه مِنه .. وهو لا يزال تائهه وجاهل عن كيفية التصرف ..
دخلت ريم على العنقاء بالغرفه .. وقالت وهي تجلس بجانِبها : علامتس جالسه ؟..
العنقاء : الصدق ياريم للحين مابديت اتسوق لجهازي ! ضايعه ومدري ويش اجهز لهذاك اليوم ..
ريم بإبتسامه : ابد ربي جابني لتس واعرف اضبطتس ..
العنقاء : يعني بتروحين معي ؟..
ريم : اكيد ..
إتصلت الجده على اصغر ابنائها الذي بعُمر 30 عامً وكان هو من يأخذ جدته والعنقاء للأسواق التي بالمدينه القريبه من القريه .. هذه المره ذهبت معهم ريم وكانت هادئه ولا تتحدث كثيراً لكوّن الرجل ليس مُحرم لها .. مضت ثلاث ساعات وهم في السوق .. وبعد هذا الوقت الطويل عادوا وهم مُنهكين .. وصلوا للقريه ونزل الجميع وهم يحمِلون الأغراض معهم .. كان عابد يقِف عِند باب منزِلهم .. وإستشاط غضبً وهو يرى ثلاث ينزلون من سيارة خاله !.. عرف الجده وعرف لِبسة العنقاء لعبائتها والثالثه وكما يعرف فهي ريم !.. لم يتمكن عابد التحمل وذهب لهم .. بعد ان انزلهم خاله ذهب .. ودخلت العنقاء لـ غُرفتها لتضع اغراضها وكانت ريم تقِف في الساحه وهي تُساعد الجده في حمل ماتبقى .. دخل عابد بإنفِعال وهو ينادي بإسمِها .. نظرت له الجده بصدمه ولم تكُن نظرات ريم اقل صدمه وخوف من صوته الغاضِب وعيّناه التي اكلتها .. امسك بعِضدِها بغضب وهو يقول : رااييححهه مع خالي !!..
ريم وهي تُبعِد يده : وخر يدك !!..
شد عابد على يدِها اكثر وزادت حِدة صوته وهو يقول : من سمح لتس تروحين معه !..
ريم وهي تتألم من قبضتِه : انا سمحححت لنفسسي !..
عابد وهو يرفع يده الأخرى ويشد على فكِها : ومن سمح لتس تسمحين لنفستس ؟..
ثم اكمل : رافضه شوفتي وانا زوجتس ورايحه الأسواق مع واحدن ما يحل لتس !..
إقتربت الجده وهي تضرِبه بعصاتِها وتقول بخوف على ريم وهي ترى دموعها : اترك كسر يكسر هاليد ! انا الي طلبت منها وانا الي خذيتها !..
لف عابد يصرخ على الجده وهو لا يزال مُمسِك بـ ريم : وليه ماطلبتي منها تجيني وتخليني اخذها ! ليه تحرميني منها وتروحينها مع غيري !..
سحب ريم وخرج بِها .. صرخت ريم وهي تبكي وتُبعِد يده : مريض انت ؟ وخر الله ياخذك !..
تبِعته الجده وهي تصرخ تمنعه وقال بصوتِه الغاضِب : يامه اتركيني مابي اغلط عليتس ! مابي اخطي واندم ! زوجتي ومحدن راح ياخذها مني !..
توقفت الجده بعد ان اشارت لها ريم ان تتركها .. لا يزال عابد يشُد ويؤلِمها .. رأته والدته وهو يمر من امامهم مُتجِه لجناحِه وشهقت وسميّه وهي ترى دموع ريم من وراء نِقابِها وغضب عابد الذي لم يسمح لأحد بأن يتحدث .. دخل الجناح ورماها على الكنب وهو يسحب نِقابِها ويرمي شالها وقال : تروحين معه ليييه !..
ريم وهي تضع يدها الأخرى على مكان مسكته التي تؤلِمها : مالك دخخل !! تتركني بالبيت وانا بعز حاجتي لك وتخليني ثم تجي وتحاسبني ! حاربت الكل ورضيت فيك وانا ماااسمعع للي يقولونه فيك ! دافعت عنك وبريتك يوم ان امك تذمك ! منعني اخوي وحذرني كل يوم وكل ليل لكني ماسمعت وقبلت بك ! واولها تهيني بالروحه وتاليها تهيني تسحبني قدام الكل كذا ؟!!..
عابد وعيّناه يتطاير شرارِها : هذا كله ماااايهمني ! رضيتي فيني ولا مارضيتي مايهم ! الي يهمني هو غيري ! كيف ترضين تامنين غيري ولا تامنيني !..
ريم بخوف مِنه : لانك ماعطيتني الأمان ! ماشفت منك إلا سم كلامك وقسى فعولك ! خليتني اخاف مِنك وادور ملجى عند غيرك ..
لم يكُن كلامها عاديً .. ولم يفكر عابد بِه كثيراً بقدرِ مافكر بوجودها طوال ذالك الوقت وكل تِلك الساعات وفي المشوار الطويل وايضاً خارج الديره !.. كيف لـ قلبِه ان يحتمل وجودها مع غيره بهذا القدر !.. هي لم تكُن لوحدها ولم تتحدث معه بالتأكيد ولن تتحدث ولكن شعور انها تتجنبه طوال هذا الوقت وبكُل سهوله تقبلت غيّره وذهبت كانت مؤلِمه بالنسبةِ له .. كانت ثلاثة ايام لم يراها فيها !.. ولكنها وكما يشعُر كانت دهورً طويله .. تجلس في منزِل جدته امامه عيّنه ومع ذالِك عجِز عن رؤيتها .. إقترب مِنها وهو ينزع عبائتها بغضب .. بتصرفات قاسيه فهِمت ريم مالذي يحاول فِعله .. صرخت وهي تُحاول إبعاده ولكنه كان اقوى مِنها وهو يُصِر على فِعلِها .. هي ليست زوجته في الأوراق والوثائق هي زوجته بكُل مافيها ولن يجعلها ذالك تقول بأنه لا شأن له بِها .. كُلها شأنه .. ومُلكه .. وسيُثبت ذالك .. عجِزت ريم عن إبعاده وإستسلمت وهي تبكي .. وكما هي عادته .. سيأخذ ما يريد رُغمً عنها وعن الجميع .. سيأخذ كل شي بالقوه ..
وبعد وقتٍ طويل .. وساعات كثيره مرت .. في غُرفتِهم .. امسكت ريم بكتفِه العاري المُستلقي على كتفِها .. وابعدته عنها بقسوه وهو نائم .. إتجهت للحمام و وجهها لا يزال مُحمر ومنتفِخ .. نظرت لـ عِضدِها .. المكان الذي امسكها بقوه بِه وكان باللون الأخضر .. غضِبت و إستحمت وإنتهت .. دخلت عليّه الغرفه وهي تعود وترتدي ملابسها التي كانت عليها .. ثم إتجهت له وهي تضربه بقوه .. إستيقظ ونظر لها بغضب وقالت بغضب يفوق غضبه : قوم جب اغراضي !..
عابد بعدم فِهم وهو لا يزال شِبه نائم : اي اغراض ؟..
ريم : الي بـ بيت الجده ..
عابد وهو يعود ويضع يده على عيّنه : بعدين ..
امسكت ريم بيده ورمتها عن وجهه وقالت : قوم ياعابد الحين !..
نظر لها عابد وامسك يدها الي مُدت له : تراها بتنسكر !..
ريم وهي تسحب يدها : معاد بقى الا هذي سوها !..
جلس عابد وابعدها من امامه : وخري من قدامي ولا تحديني على اقصاي ..
ريم : جب اغراضي ..
وقف عابد وتجاهلها وهو يدخل للحمام ويستحم ثم إرتدا ثوبه وخرج .. وبعد نِصف ساعه عاد وهو يحمل الحقيبه .. قال وهو يضعها : هالشنطه ما تطلع من هنا بدون ما ادري !..
ريم وهي تأخذ الشنطه : لاصرت ادري بروحاتك هاك الساعه حاسبني ..
نظر لها عابد بغضب ولكنها تجاهلته وهي تدخل الغُرفه وتقفِل بابها ..
____
.. في البر .. يجلس عِند شبة النار التي اشعلها .. مُنذ ثلاثة ايام وهو في هذا الخلاء لوحده .. يحاول بيأس ان يفهم والِده .. وكيف سيُقدِم على تِلك الخطوه الخطِيره .. لن يرضوا اهله .. ولن يكون إرتباطه بها سهل .. كما بحث وعرف هي اكبر مِنه بـ سنتنان .. هل سيتم ذالك الأمر ؟.. بدأ يلعب بعودٍ صغير بالنار المُشتعِله امامه وهو يُتمتم بـ غِناء ويقول .." تخوفني مشاوير الطريق المظلم المهجور ، وانا لا من ذكرتك قلت طولي يا مشاويري ، عزاي انك رجاي العذب لو كل الدروب عثور ".. قطع غِناءه نور السياره التي إقتربت مِنه .. إبتسم وهو يعرِف لِمن تنتمي .. وقال بضِحكه لنفسِه " جاك على مشهاك".. نزل سند من السياره ومعه سيف .. مشى لهم مسلط وهو يقول : يامرحبا ترحيبةً شانها شان ..
سند وهو يحمل سيف بيّن يديه : تبقى يا مرحب ..
بعد المصافحه والسلام .. اخذ مسلط من يد سند سيف الصغير .. قال سند بضِحكه : هالولد متعلق بك والسبب اجهله ..
إبتسم مسلط إبتسامه كبيره وقال : جعله يسلم ذا النشمي مايحتاج سبب عشام انحب ..
سند بضِحكه : إلا تحتاج سبب ، معرفتي بك كانت تحتاج اسباب عشان نتخاوى ..
مسلط : عاد حنا حالتنا خاصه ، بلانا مشاكل فهد وعابد ..
سند وهو يجلس : عادهم بيتخاوون بس شوف متى ..
مسلط : خلك منهم ، الثاني وينه ؟..
سند : تقصد التؤام الثاني ؟..
مسلط : اي وينه ما حبني هو بعد !..
سند : هذاك شايف منك شي عاد شوف ويش !..
مسلط بتعجب : ويشني مسوي له ؟..
سند : وانا ويش عرفني بكم ..
وجلس الإثنان معاً واخذتهم الأحاديث الطويله .. وسيف غلبه النعاس ونام في حضن مسلط .. ولم تكُن تصرفاته هذه سِوى مواساه لـ مسلط .. الذي اسعدته تصرفات سيف بالرغم من انها بسييطه جداً ..
___
عاد للمنزل وإتجه فوراً لـ جناحه .. حاول فتح باب جناحهم ولكنه كان مُقفل .. ضربه بقوه ولم يأتيه رد .. اخرج هاتِفه وإتصل عليّها ولم تُجِب .. تمتم لنفسه بهدوء وقال " انا بويش ربي بلاني".. نزل عِند والدته ودخل عليها في الصاله وقال : فيه مفتاح ثاني لـ جناحي ؟..
سلمى : ليه علامك ؟..
عابد : فيه غيره ولا ؟..
وقفت سلمى وإتجهت لـ صندوق في غرفتها وأخرجت مِنه مفتاح واعطته .. اخذه وعاد بسرعه .. فتح الباب ودخل ورأه جلس في الصاله بـ بجامة نوم واسِعه وغير مُزينه ولا تُظهر مفاتِنها ورافعه كل شعرها و وجهها خالي من المكياج .. قال وهو يراها : ليه تسفهيني ؟..
ريم وهي لا تنظر له : ماسمعتك ..
عابد بغضب : ادق ولا تردين واضرب الباب ولا تسمعين ؟!..
ريم بغضب وهي تلف عليّه : ماسمعت ويش تبينيي اسوي !..
عابد وهو يجلس قِبالها ويأخذ الهاتِف من يدها .. نظر للخلفيه وقال : ماغيرتيها ؟..
ريم وهي تعود وتسحب هاتِفها : وليه اغيرها ؟..
عابد : وانتي حاطه نص خشتتس وتقولين ليه اغيرها ؟..
ريم وهي تحاول كسر النقاش العقيم : طيب بغيرها ..
عابد بإصرار : الحين ..
زفرت ريم بضيّق وفتحت هاتِفها وغيّرت الخلفيه ثم لفته عليّه وقالت : خلصنا ؟..
عابد بإبتسامة إنتصار : اي ..
ريم : ودني لأهلي ..
عابد بشعور غريب يجتاحه : ليه ؟..
ريم : اهلي ويش الي ليه !..
عابد : بعدين ..
ريم بإصرار : عابد فكني من كلمة بعدين! ابي اروح لأهلي ..
عابد : بكرا نروح العصر ونرجع بالليل ..
ريم : لا ابي ارقد عندهم كم يوم ..
عابد بنظره غريبه لم تفهمها ريم : وليه ترقدين عندهم !..
ريم بتردد : ابي ارتاح شوي ..
عابد : ترتاحين مني ؟..
ريم بضيق : اي ..
عابد وهو يقِف وقد بان عليه الحزن : كم يوم ؟..
ريم : بشوف كم احتاج ..
عابد دخل للغرفه ولم يُجِبها .. بقيّت ريم محلها وهي تشعر بشي غريب من عابد .. شعور ونظرات وتصرفات غريبه لم تعهدها من عابد الذي عرفته في هذا الأسبوع .. عابد القاسي .. المُتسلِط .. الشخص الذي تتحدث افعاله وتُبتر اقواله .. نام وتركها في صالة جناحهم الصغير حائره لوحدِها .. بعد ساعه واكثر ..
طُرِق باب جناحِها و وقفت وهي مُرهقه .. وجدت امامها وسميّه بإبتسامه لطيفه وتحمِل معها بعض المشروبات البارِده و صحن صغير بِه بعض الحلويات .. إبتسمت ريم برِضى وادخلت وسميّه التي كانت مختلِفه و الوحيده التي تُخرِج ريم من سوء ما تعيش في هذا المنزل .. بعد ان جلست وسميّه قالت : اشتهيت مشروب بارد وقلت اجيب لـ ريم معي ونسولف شوي ..
ريم وهي تأخذ مشروبها : والله سويتي خير ، انقذتيني ..
إبتسمت وسميه وقالت : تدرين اول مره اشوف عبيد كذا ؟..
عبست ريم وقالت : الكل يدري انه عصبي انتي اول مره تشوفينه !..
وسميّه وهي تضحك : ماقلت عصبيته ، الي اول مره اشوفه هو تصرفاته معتس ..
ريم بعدم فِهم : لانه سحبني مناك لين هنا ؟..
وسميه : لانه تهاوش مع امي وقال لا اسمع انتس قايله شي يوجع ريم ..
لم تقُل لها ريم شي وتعجبت واردفت وسميّه قائله : وبيني وبينتس ع كثر ما قال انه يبي العنقاء ماشفته يعصب كل هالعصبيه اذا شافها مع عيال خالي ، انتي الي فهمته انتس رحتي مع جدتي وخالي ومات عابد ..
ريم بضيق : خلي عنتس ، لو اهمه ولو شوي كان دورني اول ماجاء ماهو ع طول يسولف مع الجده ..
وسميّه : ومن قال لتس انه ع طول راح للجده ؟..
ريم بحزن : انا شايفته ..
وسميّه : اول ماجاء على طول راح لـ الجناح يدورتس ، لكن انا وقفته وعلمته عن الي صار ، وطلع مصدوم ونادته الجده يوم شافته ضايع ..
ريم بصدمه : صادقه ؟..
وسميّه : وليه اكذب ؟ بحياتي كلها ماشفت عبيد يجلس بالبر يوم واحد ، اقل شي ثلاث ايام وهو هالمره ماتم حتى ٢٤ ساعه !..
لاحظت وسميّه صمت ريم وقالت بإبتسامه : حتى امي مصدومه تقول ويش مسويه له هي !..
ترددت ريم وقالت : خليه عنتس ، هالي تقولينه كله ماشفته فيه ..
___
بعد ان ذهبت وسميّه وبقيت ريم جالسه على طرف السرير وتنظر لـ عابد النائم .. لم تفهمه .. عِندما نظر لها في اول يوم وهي مُرتديه الأبيض كانت نظره إعجاب وإنبِهار هي مُتأكده من ذالك .. وعِندما فتح لها الباب كان مُبتسِم .. وكأنه فائِز بها !.. ولكن بعد ذالك اصبحت تخرج مِنه تِلك الشخصيه التي سمِعتها عنه .. التجاهل .. الغضب .. العِناد .. اشياء كثيّره اخافتها مِنه .. إبتسمت وهي تنظر لوجهِه .. وقالت بهمس لـ نفسِها .." يا انا يا انت يا عبيد"..
___
عصر اليوم التالي .. تجلس ريم على كنبة الصاله الصغيره .. دخل عابد عائد من صلاة العصر .. رأاها تجلس بعباتِها وحقيبتها الكبيره تِلك .. نظر لها وقال : على وين ؟..
ريم وهي تقِف : توديني لـ اهلي ..
عابد وهو يقترِب ويهُز الحقيبه ويلحظ انها مُمتلِئه : بتعيشين هناك انتي ؟..
ريم بهدوء وإبتسامه : مدري بشوف الي ارتاح له ..
عابد وهو يضع شِماغه على وجهها وكأنه يحاول إخفاء إبتسامتها : رجعي الشنطه وهذي صغيره لأن قعدتس هناك ماتتعدا يومين ..
ريم وهي تُبعِد الشِماغ عن وجهها وتقول : وين يومين ! ماتسوي شي هذي !..
عابد وهو يجلس : اجل ماهو لازم تروحين ..
ريم وهي تسحب الشنطه وتدخل الغرفه : طيب صبر ..
غيرت ريم الحقيبه واخذت اصغر وتركت نِصف اغراضها .. بعدها خرجت له وهي تسحب الحقيبه الصغيره .. إبتسم عابد بخفاء وهو يطمئن بوجود ما ينتمي لها في منزله ..
وصلت امامه ثم قالت : ها كذا ؟..
عاد وهو يقف ويأخذ شِماغه ويُعدِله على رأسه : اي كذا ..
اخذ الحقيبه مِنها وحملها وهو يخرج امامها .. تبِعته وركبت في السياره .. بعد عشر دقائق من الهدوء قالت ريم : طيب على الأقل شغل شي نسمعه !..
شغل عابد مسجل السياره وإشتغلت قصيده فوراً ومن الواضح انه كان يستمِع لها من قبل .. وكانت تقول .." ماهو جفى كانه جفى جعلني الموت ، انا لو اجفى الناس ماني بجافيّك ، قد قلت لك ياخوي شارد ومكبوت ، مكبوت منك وشارد افكر وش فيك ، لو كان تسمع وش في راسي من الصوت ، بتقول جعل الي بلاني يعافيك ".. لفت ريم نظرها له .. لسببٍ ما شعرت ان هذه الكلِمات كانت رِساله او حديثً عجِز لِسان عابد عن قوله .. لف عابد عليّها وقال : علامتس ؟..
ريم وهي لا تزال تنظر له : عابد ..
عابد بشعور غريب من نبرتها الغريبه : انتي بتس شي !..
ريم وهي تُحاوِل كسر الحاجِز : من انا بالنسبه لك ؟..
عابد إستقر بعيّنه في عيّنها وقال بكِبر : اخت فهد ..
ريم وهي تضرب كتفه بعفويه وتقول بغضب : شرهتك على سؤالي وعلى تفكيري ..
ضحك عابد بطريقه غريبه بالنسبه لـ ريم ثم قال : لا تنزعجين من جفاي وطبعي الشارد انا ترا اكثر شخص يمشي عكس رغباته ..
لم تفهم ريم وقالت : ويش الي مشيته عكس رغبتك ؟..
عابد وهو يعود وينظر امامه : بعدين تفهمين ..
ريم بإصرار : ابي افهم الحين ..
عابد : ما ينفع الحين ..
ريم : الا ينفع ..
لف عليها عابد وقال : يعني لازم عناد ؟..
ريم : انت تبي كذا ..
عابد ازاح نظره عنها وقال : احدن يدور لي خطا وانا ما اخطيت واحدن يدور لي عذر وانا مخطي ..
ثم لف على ريم ورأها لم تفهم .. وقال : ليه قلتي ان فراقي ماعليه اية حسوفه ؟..
ريم : لان فراقي عندك ماعلية اية حسوفه ..
عابد : من يقوله ؟..
ريم : ما يحتاج احد يقوله ، انا شفت ..
عابد : بلاتس انتس ماتفهمين ..
ريم : فهمني ، عشان ما افسر كل شي على كيفي ..
عابد : قلت لتس انا شخص يمشي عكس رغباته ..
ريم بغضب : ياخي تكلم عدل ! كلامك كله ما فهمته ..
تجاهلها عابد وهو يُوقِف السياره وينظر لـ السياره السوداء امامه .. لف على ريم وقال : لاتنزلين ..
ثم فتح الدرج الصغير واخرج سكين صغير وفتح باب السياره ولف على ريم التي شهقت من اخذه ل السكين وقال لها : لا تنزلين من السياره ابببد !.. تسمعين ؟..
قالت ريم بصوت وكأنه سيبكي : طيب بس وين بتروح !..
نزل عابد ولم يُجِبها .. وإتجه لـ السياره امامه .. نزل الرجل من السياره وهو يحمِل عصاة كبيره وخرج رجل اخر وهو يرفع ثوبه .. قال عابد وهو يقِف امامهم : تتشفقون لـ المستشفيات ولا علامكم ؟..
الرجل : عادك ياعبيد سليط اللسان ..
عابد : انت تخبرني ماني سليط لسان وبس ، روح قبل ترجي الروحه ولا تقدر !..
لف الرجل الأخر ونظر وراء عابد وهو يُدقِق النظر في سيارته وقال : مبروك هذي الي ابتلشت بك !..
رفع عابد يده وهو يضرب وجهه الرجل ويُبعد عيّنه عن سيارته وقال: اعرف وين تناظر وابعد عيونك عن محارم الرجال ! ..
امسك صديق الرجل بصاحِبه وقال لـ عابد : ماردنا نحرجك قدامك حرمتك ، ورانا لقى ..
عابد بإبتسامه : بعتبرها كذا والله يعجله من لقى ..
ذهب الرجال وعابد عابد لسيارته .. ولف على ريم التي قالت بصوت باكي : من ذولا !..
عابد بصدمه وهو يلف عليها : علامتس ويش ذا الدموع !..
ريم بخوف : شفتك اخذت السكين وشفتهم اثنين ومعهم عصي خفت يصير لك شي !..
عابد وهو يُعيد السكين محله : ارتاحي ماعلي خوف ..
ريم بغضب : صاحي انت ؟ لا تقعد تهايط على راسي لو سوا هالأثنين شي ولا طلعوا سلاح وصار لك شي بينفع هالكلام ؟ ..
عابد بصدمه وهو ينظر لبُكائها الذي زاد : انتي صدق الحين خايفه وتبكين ؟..
ريم بغضب وهي تأخذ المنديل وتمسح عيّنها : لا امزح كمل طريقك ..
إبتسم عابد .. ولأول مره في حياته .. يخرج هذا الشعور الكبير له .. تبكي لأجله .. خائفه عليه .. تغضب لانه يهِمها .. وكان ما دخل بأعماق قلبِه هو جملتِها .." لو صار لك شي ".. لطالما كانت الجُمله التي يسمعها هي .." لا يسوي فيهم شي ".. كان دائماً الخرف عليهم مِنه .. ولكن ريم .. كانت خائفه عليه مِنهم ..
سحب المنديل مِنها واخذ اخر وهو يمسح عيّنها ويقول بإبتسامه حنونه صادقه : يا كثر ما اخطي وياكثر ما تحنينّي ..
سحبت ريم المنديل منه وقالت : حرك خلني اوصل لـ اهلي ..
عابد بضيق : عادتس !..
ريم : اي عادني ..
صمت عابد ومشى .. مضت ساعه حتى وصلوا .. نزل من السياره واخرج الحقيبه وإقترب من الباب وقبل ان تدخل ريم مسك يدها وقال وهو يشُد : يومين ياريم !..
ريم وهي تُبعِد يده : زين زين وخر يدك ..
ابعد عابد يده وكان على ذالك خروج
فهد الذي قال وهو يرى ريم : ارححححبي تراحيب السيل ، ارحبي يابنت حسن وعزوة فهد ..
ضحكت ريم وهي تُعانِق فهد وتقبِل راسه : البقى يا سند ريم ..
بعدها مشى فهد وهو يُسلم على عابد سلام بارد .. قال فهد : يالله حيّه ..
عابد بهدوء : الله يبقيّه ..
بعدها لف فهد على ريم وهو لا يزال يُصافِح عابد : تشكين من هاليّد ياريم ؟..
ضحكت ريم وقالت : اشكي من هاليد يا عابد ؟..
إبتسم عابد وهو يشُد على يد فهد : ماتشكيّن ولا انتي بشاكيه ..
بعدها قال فهد بإبتسامه لـ عابد : اقلط ..
عابد : لا والله وراي اشغال ، لاحقين ..
ثم ذهب وهو لا يُعطي فهد مجال .. ثم دخلت ريم وسلمت على اهلها وجلست في صالة المنزل برفقة والدتها و فهد .. بدأت ريم تنزع عبائتها ورفعت يدها وبان الجزء المتورم على عِضدها .. رأته والدتها وقالت بعفويه : علامتس ويش ذا ؟..
تذكرت ريم و وضعت يدها عليه وقالت بضحكه وهي تحاول ان لا يراه فهد : احرقت يدي بالسراميك ..
امسك فهد بِها وابعد يدها وقال وهو يراه : وليه تخبينه مني ؟..
ريم وهي تُبعِد يد فهد : ما خبيته بس ماحبيت احد يشوفها ..
فهد بغضب : ريم لا تكذبين هذا ماهو حريق !..
ريم بضيق : فهد علامك قلت لك انه حريق ..
فهد وهو ينظر له مره أخرى : علي بالحرام انه ماهو حريق ، اهرجي عابد ؟..
ريم : فهد تبي المشاكل انت ؟..
فهد بغضب وهو يرفع صوته : وراتس حنا ! لايحسب انه قادر يضرتس وانا موجود ! ..
ام مطلق وهي تُبعِد فهد عن ريم : البنت تقول ماهو عابد ، اكسر الشر انت !..
فهد ابعد يدها وخرج بغضب وهو يُخرِج هاتِفه .. بكت ريم وهي تقول لوالدتها : والله يمه عابد ماهو قاصد ! انا اخطيت واجبرته يسوي كذا !..
ام مطلق بغضب : يعني سواها !..
ريم بدموع : يمه والله اني حديته ! عابد ندمان ..
ضربتها والدتها على كتفِها وقالت : مهما كان خطاتس الضرب ماهو حل !..
إتصل فهد على عابد وطلب مِنه الحضور .. عاد عابد ادراجه وهو خائف ان هناك ما اصاب ريم .. وصل ونزل بسرعه .. وإستقبله فهد الذي مسكه مع ياقته وقال بإنفعال : تحسب الرجوله كذا يا رخمه ؟..
عابد وهو يُبعِد يد فهد : علمك ويشهو !..
فهد وهو يلكم عابد قال بإنفعال : علمي مدت يدك على اختي ! علمي رداك وشيّن فعولك !..
ترحزح عابد من ضربة فهد القويه وتذكر فوراً تِلك العلامه التي رأها على عِضد ريم وندم بشِده على فِعلته ..
قال عابد بضيق : مانيب قاصدها ، ولانيب امد يدي على الحريم !..
فهد بغضب وهو يعود ويُمسِك بياقة عابد : منت قاصدها وهي معلمّه على يدها؟ ..
لم يكُن عابد يُدافع عن نفسه .. هو بذاته كان مُعاتِباً لـ نفسه .. لاحظ فهد إستسلام عابد وإرتِخاء يده .. وكأنه فاتِر .. لم يعتد فهد هذه التصرفات من عابد .. لطالما كان شرِساً ويهجم بقسوه .. ولكنه هذه المره كان بائس .. ارخى فهد قبضته من ياقة عابد وقال بهدوء : علامك ؟..
عابد بضيّق وهو ينظر لـ ريم التي اتت مُسرعه وتوقفت عِند الباب ولم تستطع الخروج عِندهم في الشارع .. قال : علامي هي ..
لف فهد خلفه ورأى ريم تقِف عند الباب وهي تبكي .. ثم عاد ونظر لـ عابد الذي ينظر لـ ريم بنظرات ندم .. قال فهد وهو يُحاول ان يتأكد .. لا يُريد ان يظلمهم : ليه سويت بها كذا ؟..
عابد : ويش بتسوي يا فهد لو شفت بنت محمد معي ؟..
غضِب فهد وقال : عادك تفكر فيها !..
عابد بإبتسامه : شفت؟ حتى تفكيري فيها يوجعك ، السبب الي خلاني اسوي كذا هو هالشعور !..
فهد : ليه خطبت ريم ؟ مب انتقام لاني خذيت بنت محمد !..
عابد : كنت احسب اني انتقم ، مادريت اني خايف تروح هي بعد !..
إبتسم فهد ثم مد يده وهو يضرب صدر عابد وقال : اجل افرح ولا يعتلي وجهك الضيق ، بنت حسن يا عبيد حلمً ماهو اي احدن يوصل له ..
عاد عابد وهو يضرب صدر فهد وقال بذات الإبتسامه : وبنت محمد يا فهد ماقدر قبلك احدن ياخذها ، بنت محمد اختي ماهي بنت خال وبس ..
فهد بإبتسامته : اختك في يد امينه ..
عابد بإبتسامته ايضاً : واختك في حفظي بعد الرحمن ..
كانت ريم تقِف خلف الباب ولا تعرف ماذا يقولون .. ولسببٍ ما كانت خائفه جداً .. خائفه من تهور الإثنان .. خائفه من فقدان عابد .. خائفه من انفعال فهد واخذها مِنه .. كانت تعرف ان بداخل عابد قِطعةً بيضاء نقيّه .. في داخله نوراً دافيء .. كانت فاهِمه لكُل حديث السياره .. ولكنها كانت مُرتبِكه .. لذالك كان التغابي حلاً سريعاً لتستطيع لملمة شِتاتِها ..
___
مر اول يوم بهدوء .. ومر اليوم الثاني ايضاً .. وكانت الأحداث روتينيه .. تحدث سالم مع ابو تميم .. وإتفق معه ان يكون الزواج بعد اسبوعين .. قبل زواج الشباب .. وطلب ان يكون الزواج خاص بين العائلتين بسبب الظروف الماديه لـ سالم وعدم قُدرته .. وافقوا اهل العروس على ذالك وتمت الإستِعدادات لذالك اليوم ..
.. في بيت ابو مطلق .. تجلس ريم في ساحة منزلهم الكبير وهي تُقلِب هاتِفها بعبوس .. مُنذ ذالك اليوم لم يتصل عابد او يرسل حتى رِساله .. تضايقت ريم وهي تشعر ان ذالك إهمال وتجاهل مِنه .. نزلت نوره زوجة مطلق من جناحِها ومعها مهوي .. وجلست برِفقة ريم .. قالت مهوي بفضول: عمه ابي اشوف ابوك ..
ريم بضِحكه : ما شفتي ابوي ؟..
مهوي : لا ماشفته ..
تعجبت ريم وضحكت نوره وهي تقول : تقصد زوجتس ..
ضحكت ريم وقالت : اذا جاء يامهوي بخليتس تشوفينه ..
مهوي وهي تقترب من حضن ريم : واروح معكم ؟..
نوره : لا عيب تروحين معهم ..
مهوي بعبوس: عادي ابو عمه !..
ريم وهي تحمِلها في حضنها : اذا جاء سلمي عليّه وقولي بروح معك ..
ضحكت مهوي وقالت بحماس : طيب ..
قطع عليهم الإتصال الذي وصل ريم .. رفعت هاتِفها وإبتسمت لا شعورياً وهي تقرا إسمه .. ردت وقال عابد : السلام عليكم ..
ريم بهدوء : وعليكم السلام ..
عابد : ما خلصت هاليومين ؟..
ريم بكِبر : لا باقي ..
عابد : جايتس بالطريق ، تجهزي ..
ريم : وين تجي الحين ؟..
عابد بإصرار : قلت لتس يومين يا ريم خلاص انتهينا ..
صمتت ريم واغلقت الهاتِف .. وذهبت لتتجهز وتتزين وتتعطر وتتبخر .. وبعد ساعه وصل عابد وإتصل عليها لـ تخرج .. تبِعتها مهوي وهي تُريد ان ترى زوج ريم .. نزل عابد من السياره وهو يأخذ الحقيبه من ريم .. وكما هي عادت عابد كانت ملامحه غاضبه .. وكأنه غاضب وهو طبيعي جداً ولكن رسمة وجهه كانت شديده .. خافت مهوي من تعابيره .. امسكت ريم بكُم عابد وهي تقول له بهمس : ابتسم شوي تراك خوفت هالصغيره الي جايه تشوفك ..
لف عابد بنظره وشاهد مهوي وإبتسم ومد يده لها يناديها .. مشت بخطوات حذِره حتى وقفت امامه .. حملها عابد وضحك وهو يقبِلها .. لفت مهوي على ريم وهي تقول : هذا ابوتس عمه ؟..
ضحكت ريم وقالت : اي هذا ابوي ..
لف عليها عابد وقال : ويش ابوتس ؟..
إنتهزت ريم الفرصه وقالت : طلعت من بيت ابوي لـ بيتك ، ويش يسمى هذا ؟..
كانت جمله عميقه جداً من ريم .. لوهله استوعب حقاً انها ليست زوجته فقط .. هو اخذها من تحت ظِل والدها لتكون تحت ظِله .. هي كل شي له وهو كل شي لها .. العلاقه لا تقتصر على زوج وزوجه فقط .. خجِلت مهوي ان تطلب مِنه الذهاب معهم وعادت للمنزل راكِضه .. ركبوا السياره ومشى عابد مُتجِه لـ الديره .. قلت ريم بنبره مُعاتِبه : شكل قعدتي عند اهلي جازت لك ..
عابد : هذا وانا مابي اخذ منتس وقت اهلتس ؟..
ريم بخجل : يعني مب مستانس على فرقاي ؟..
عابد بإبتسامه : ليه استانس ؟ اذا رحتي من بيبكي عشاني ويخاف علي ؟..
لم تعرِف ريم ان في هذه اليومين كان عابد يهذِب نفسه .. هو قد عرف مشاعِره وعرف مايريده قلبه .. لأول مره يستمِع لنصيحة مسلط ويعطي قلبه الحق في التصرف .. في هذا الوقت عرف عابد انه يحتاج ريم .. انها تلك اليد الحنونه التي ستحتوي قلبه ..
قال عابد وهو ينظر لـ ريم :
خليّت عقلي يفكر قبل وقت المنام
مابين ودي اجيك وخايف اني اجيك
وديتني لـ الدروب الموحشه والظلام
خليتني والبلا اني تعلقت فيك ..
إنتهت قصيدته وظلت عيّنا ريم تنظر له .. هي بذاتها في هذه اليومان .. عِندما إنتظرت رسائله عِندما تلهفت لصوته .. عِندما خافت من فِقدانه .. عرفت انها ليست خاليه .. عرفت ان سبب شخصيته الغير مُستقِره هو مُجتمعه .. غضب والدته المُستمر مِنه .. عدم إهتمامها به وشكها الدائم بانه مُذنِب .. حديث وسميّه عن مدى رِقة قلبه .. حب الجده له .. كل هذا لم يأتي عبث .. وفي ذالك اليوم عِندما كانت غاضبه مِنه عِند الجده .. قالت لها الجده وهي تُحدثها بشكلٍ خاص .." اعطي عابد فرصه يالريم ، عابد يحتاج من تحتويه وانا شفت رغبته الشديده بتس ، عابد ما جرب الحنيّه عشان كذا هالشعور عجز يتقبله"..
مدت ريم يدها بإبتسامه و وضعتها فوق كف عابد وهي تشد عليّها وقالت : الف بسم الله عليك من اتفه اوجاعك يا عابد ليت التعب لامن نواك انحنى لي ..
نظر عابد بتعجب ليّدها .. قشعر كُل جسده من لمسة يدها .. ناعِمه ورقيقه وهي تُمسِك بيّده الخشِنه .. رفع نظره وإستقرت بعيّن ريم .. التي اقسمت في داخلها .. ان تُخرِج من داخله تِلك الشخصيه الحانيه وتُمحي شخصيته الغاضبه والغير مُتزِنه .. ستمسح على قلبه وتقبِله ..
ضحكت وقالت وهي تحاول تهدأته عندما شعرت بنظراته الغير مُعتاده : عابد شرايك نروح السوق قبل نمشي ل الديره ؟.
عابد : انتي صاحيه سوق ذا الحزه ؟..
ريم بإصرار وهي لا ازال مُمسِكه بيّده : اي تكفى عااابد ..
نظر عابد لها وإبتسم من طريقة مُناداتِها لأسمه .. اسمه لطيف جداً على لِسانِها ..
عادت ريم طلبها وهي تقول : ها شرايك ؟..
عابد وهو يُغير إتجاهه : ها غطي عيونتس ..
إبتسمت ريم وهي تسحب شالها وتُغطي عيّناها .. وقف عابد امام المول الكبير وقال : بننزل هنا ؟..
ريم وهي تنزل : اي مشينا ..
عابد : يابنت انتي صاحيه ، هالمكان مليان عرب !..
ريم : اكيد مليان عرب ، امش ياخي ترا سوق ..
نزل عابد وهو مُتردد .. إقتربت ريم و وقفت بجانِبه وهي تُمسِك بيده وتمشي .. مشى عابد امامها وشد على يدِها وهو يسبِقها بالخطوات .. إبتسمت ريم برِضى وهي تلحظ تغير عابد في هذه اليومان .. كانت ريم مُتحمِسه وهي تتسوق وتتحدث وتأخذ رأيه .. وبعدها اخبرته ان يشتري هدايا لأهله واقنعته على ذالك .. كان لها مغزى مِن ذالك وهي ان تُحاول تقريبه مِنهم وكسر حواجز الغضب ..
ريم وهي تأخذ عطر برائحه جميله : شوف مثل العطر هذا يجنن ويناسب عمر وسميه ..
عابد وهو يشمّه : والله مدري عنتس خلاص خذيه ..
دخلت ريم لـ محل للبشوت والملابس الرجاليه وقالت لـ عابد : اشتر لأبوك بعد ..
عابد : ويش اشتري له ؟..
ريم وهي تُشير لـ بشت : بشت مثلاً ؟ بيعجبه اكيد ..
إقتنع عابد الذي لم يهديهم من قبل ولم يعرِف ماذا يختار ..
بعدها مرت على محل ذهب وقالت : عاد خالتي عشق ذهب ..
إبتسم عابد وقال : اي عشان يشوفونهم الحريم وتحر كبودهم..
ريم وهي تختار من الذهب : ماعليه خلها تستانس وتحر كبودهم ..
وإختارت عقد انيق واخذوه لوالدته .. ركبوا السياره وكان عابد مازِحً : سنه ذا تطلبين مصروف ..
ضحكت ريم وقالت : ماعليه فدا ..
وصلوا للمنزل ونزل عابد وهو يحمِل الهدايا وريم تبًحمِل اغراضها .. دخل ورأى اهله يجلِسون في ساحة المنزل .. وقفت وسميّه وهي تُسلِم عليهم وانحنى عابد وريم وهم يُسلِمون على والدته و والده .. بعدها جلس عابد وهو صامِت .. ولاحظت ريم انه لم يعرِف كيف يبدا او يُعطيّهم .. قالت ريم : لا تفوتكم يا خاله ويا عم ، عابد شاري هدايا لكم تفتح النفس ..
قالت سلمى بصدمه : عبيد شاري هدايا ؟..
ريم بإبتسامه : اي والله ..
صمت ابو عابد ولم يُعلِق ..
اخرج عابد البشت واعطاه والده وهو يقول بخجل : سم يبه ..
اخذه ابو عابد وهو يقول بهدوء : ياجعله من زود ..
ثم اخرج العقد واعطاه والدته وهو يقول : حري كبد الاول والتالي ..
ضحكت سلمى بفرح وهي تأخذ العقد وتقول : الله يزييييدك من فضله ، هذي هي العطايا الزينه ..
ضحكت وسميّه وقالت بمزح : و اوخيتك مالها نصيب ؟..
اعطاها عابد العِطر وهو يقول : اوخيتي انسى روحي ولا انساها ..
شهقت وسميّه وهي تأخذ العطر وتُعانق عابد وتُقبِل رأسه .. لأول مره يبتسم عابد هذه الإبتسامه مع اهله .. ولم تكُن ريم خاليه وهي تنظر لهم بسعاده .. ثم قالت بهدوء وهي تقِف : يالله استأذنكم بروح ارتب اغراضي ..
وهي تريد اصلاً ان تتركهم لوحدهم في هذه اللحظه التي بانت فرحتها على ملامحهم .. دخلت جناحها .. رتبت الأغراض ثم بدلت ثوبها وهي ترتدي فستان حريري ابيض يصل لـ منتصف ساق وتمتد فتحت الفستان حتى اعلى ركبتِها .. وبلا اكمام .. وترفع نِصف شعرِها برِباط ابيض ناعِم .. ومسحت مكياج وجهها الناعم وجعلته خالي من اي مساحيق .. وماهي إلا ثواني حتى دخل عابد وهو يحمِل مابقيّ من الأغراض .. مشى بخطوات هادئه وهو يتفقدها ويبحث عندها .. نظر للمطبخ ورأها تُعيد كوب قهوه .. إقترب وهو لا يزيّح عيّنه عنها .. وضع ما معه ارضً وامسك بيدها وهو يسحبها إتجاهه .. وقال وهو ينظر لعيّنها : ان كاني تغيرت يا بنت حسن تراه من هاك اليوم الي عاتبتيني فيه على سرعتي !..
ضحكت ويم وقالت بخجل : تذكر ؟..
عابد بإبتسامه : كيف مذكر والموقف ذاك هو الي خلاتس ببيتي ..
ريم وهي تريد ان تتأكد من قرارها : من ريم بالنسبه لك يا عابد ؟..
عابد بإبتسامه وهو يقبِل جبِنها : زوجتي ..
ريم بدلع : بس زوجتك ؟..
عابد بخجل : ويش تبين بعد ؟..
ريم : تقول اني غيرتك من هذاك اليوم وتعتبرني زوجتك بس ؟..
عابد وهو عاجِز عن كسر حاجز الغزل .. فهو وكما هي عادته تتحدث افعاله .. قال بإبتسامة خجل: الحكي ماله سنع ..
ضحكت ريم بإنتصار وهي تُبادِله العِناق ..
____
بعد ثلاثة ايام .. واخيراً عاد مسلط من البر .. طوال تِلك الأيام وهو هناك لوحده .. وقليلاً ما يذهب لعزبة عيال فالح ويجلس معهم .. طوال هذا الوقت قرر واخيراً الإقدام .. رغبته شديده .. ولكنه خوفه الأكبر هو من إعتراض ابيه .. دخل المنزل واستقبلته والدته وهي خائفه عليه : وينك طول ذا الأيام ! ويش ذا القعاد كله فالبر !..
مسلط وهو يقبِل يدها : اعذريني يمه لكني ابي اصفي بالي ..
دخل والده للمنزل وهو يسمع زوجته تقول : ويش قومه بالك عشان تصفيه !..
قال ابو مسلط وهو يدخل : قومه التفكير الردي ..
اقبل مسلط وسلم على والده ثم قال : ابيكم بعلم ..
ام مسلط : ويش علمك ؟..
مسلط وهو يفتح باب المجلس : خلونا نقعد ونتفاهم ..
دخلوا والداه .. وكان ابو مسلط مُتلهف لِما سيقوله ابنه ولكنه يُمثل عدم الإهتمام .. بعد ان جلسوا قال مسلط : انا ابي العرس ، لكني بختار من الي ابيها ..
ام مسلط : ومن الي تبيها ؟..
مسلط وهو ينظر لوالده : بنت فالح ..
ابو مسلط بغضب : يوم ان البيت بين يدينا عفتها ويوم راحت قلت تبيها !..
مسلط : ماهيب ذي ! ابي الكبيره !..
ام مسلط بصدمه : الأرمله !!!..
ابو مسلط : انتي صاحي ؟ وعليها عيال ! واكبر منك !..
اخذ مسلط نفس عميق ثم قال : ودي بها ، واذا ما حصلت معاد لي رغبةً بالزواج ..
ابو مسلط بغضب وهو يقِف : تخسي وتعقب تاخذ هذي ! اخذ بنت سلمى ولا اذلف مني ولا اشوفك !
مسلط بإنفعال وهو يقِف ايضاً : يبه انت لاازم تحدني على اقصصاي؟ ماودي اعصيك ولا اكير كلمتك لكنك يبه تدور الي تبيه ولا تفكر برغبتي ! هالبنت ابيها وراضي بها ! والله ان غير بنت فالح تحرم علي بنات حواء ! ..
ثم خرج وضرب بالباب بقوه .. لفت ام مسلط على زوجها وقالت : الولد يبيها لا تحده على غيرها ..
ثم خرجت ام مسلط وبقيّ ابو مسلط لوحده .. صدمه حِلف مسلط وتحريم نفسه على جميع النساء .. وضِع ابو مسلط في موقِفً ليس له باب اخر سِوى خطبة بنت فالح .. لطالما اراد القرب من فالح .. لكنه لم يتوقع ان القرب سيكون بإبنته الكبيره ..
في اليوم التالي .. دخل مسلط على والده في المجلس وقال وهو يجلِس قِباله : تخطبها لي ولا اروح لـ الرياجيل بدون ابوي ؟..
ابو مسلط : بكم اكبر منك ؟..
مسلط : سنتين ..
ابو مسلط : كم عمر عيالها ؟..
مسلط : 4 سنوات ..
ابو مسلط : ترا مافيه رجعه بذا الموضوع !..
مسلط بإبتسامه : ماودي بالرجعه اصلاً ..
رفع ابو مسلط هاتِفه وإتصل على فالح .. واخبره انه سيزوره هو وأبنه ..
وصل ابو مسلط وإبنه .. إستقبلهم فالح وأبناءه .. وابناء نسيم الذي كانو يقلِدون خوالهم بتصرفاتِهم .. بعد السلام واخذ الأخبار .. قال ابو
مسلط لـ تركي الجالس امامه : ويش اسمك يا رجال ..
قال تركي بثقه وهو يقِف : تركي ولد حسين ..
لطالما كان تركي مُتعلِق جداً بوالده .. ضحك ابو مسلط ثم سأل سيف : وانت شسمك ؟..
واجاب وهو بحضن مسلط : سيف ..
مسلط : ونعم بالأثنين ..
بعدها قال ابو مسلط وهو يلف على فالح : جيتنا اليوم يا بو تميم مقصدها خير ، ولدي له رغبه جاده وجيت ناصيك ..
ابو تميم : ابد الي تبيه يصير ان شاءالله ..
قال وهو يُشيّر لـ ابناء نسيم : ودنا بأم هالنشاما لولدي مسلط ..
إستقام مسلط وإرتبك عِندما لفت رؤس اخوانها وابيها له .. قال فالح : والله ان مطلبك ماينرد ،لكن تو الحرمه فقدت زوجها ..
مسلط بإصرار : ابد اسألها والي تبيه تم ، ولو انتظر سنين طويله ..
إبتسم فالح وقال : والله ماعلى بنتي خوف وهي معك ، لكني بسألها وبرد لكم خبر ..
بعد ان ذهب ابو مسلط وإبنه .. لف تميم على ابيه وقال : يبه من جدك بتقول لها ؟..
فالح : الرجال طلبها وهي لازم تدري ..
سند : يبه نسيم عاد خاطرها ما طاب ..
فالح وهو يقِف بضيق : مايصلح تكمل حياتها وهي تحت ذا الضيق ، لازم تشوف عمرها وعادها بنتي صغيره ..
ثم مشى ودخل وهو ينصاها في غرفتها .. وصل وطرق الباب بهدوء .. ورحبت به نسيم وهي تُغلِق المُصحف وتعتدل في جلستها .. جلس فالح بجانِبها وقال : بشري يابوتس اربتس طيبه ..
نسيم بإبتسامه : اي والله طيبه والحمدلله ..
بعد تردد قال فالح : ودي اقول لتس علمن لازم تدرين به وتقولين رايتس فيه ..
نسيم بفضول : لبيه ؟ ..
فالح : قبل شوي جاني مسلط وطلب يدتس هو بنفسه ومع ابوه ، وهالرجال يابنيتي ماني بعايفه ولا ودي يا نسيم تترددين فيه ..
توقف حديثه ليس لأنه إنتهى .. بل لأن عيّنا نسيم إمتلئت وإنسابت دموعها .. صُدِم فالح وتقطع قلبه وقال بحنيّه : لا يابنيتي الا هالعيون !..
نسيم وهي ترفع كفها وتمسح ما انساب مِن عيّنها : تحسبني نسيته مثلكم يا يبه ؟ تحسب اني نسيته يوم دفنتوه ؟ انتهى عزاه عندكم من ثالث يوم ! وانا من 6 شهور وعزاه في قلبي ! ..
ثم انهت جملتها بشهقه كبيره لم تستطيع إمساكها .. لم يعرِف فالح ماذا يفعل .. ولكنه مجبر ان يقسوا لتستطيّع العيش : يانسيم هذي النهايه حاصله لا محاله ! الموت جاي جاي مايبقى غير الله !..
ثم خرج وتركها وهي لا تزال تبكي بصمت .. بعد ان إبتعد عن غرفتها رفع طرف شِماغه وهو يمسح عيّناه .. ثم همس لنفسِه وهو يقول .." اجبرها على القوه وانا عجزت اقوى"..
_____
مر الأسبوع الثالث .. اليوم هو زواج سالم وحنين .. وبعد ااسبوع زواج الثلاثي " سند و فهد و زياد" .. سند بكل حماس وسعاده يقوم بأفضل الإستِعدادات .. لن يكون زواجه عادي .. سيتحدث الجميع عن مدى فخامة الزواج .. إلهام ليست عاديه بالنسبة له .. ولن يكون الزواج عادي .. بينما إلهام تقوم بالتجهيز والشراء وهي فرِحه من حماس سند وسعادته بِها .. وبالنسبه لـ زياد .. عادت ساره لعادتها القديمه وهي تمنعه من اسيل .. ليتحمس اكثر لـ الزواج ويتلهف ويشتاق لها .. ونجحت خطة ساره وهي تراه يذهب ويأتي مع سند وفهد ويجهز زواجه ويسعون بسعاده لتمييّز ليلتِهم .. وكانت اسيل سعيده وهي تتسوق برِفقة إلهام وترى بعيّنها إنشغال زياد لزواجهم ولهفته لها ومحاولاته البائسه في مقابلتِها .. وفهد لم يكُن خالي ابداً .. شوقه لـ العنقاء يزداد اكثر واكثر .. لم يراها في حياته .. ولكنه مشتاق اكثر من اي وقتٍ مضى .. ويذهب لـ منزل الجده كل بعد يومين ليرى إستعدادات الزواج .. وطلب العنقاء في ان تنزف في قاعة الزواج .. ولا ترتبط بعادات مجتمعها .. وكانت الجده معها وفهد يسعى لمساعدتهم .. أعجِبت العنقاء بـ بشكلٍ ملحوظ لتستطيع الجده رؤية ابتسامتها كُلما مر إسمه وسمِعت صوته .. والسبب في حُبها الذي زاد هو حب فهد الذي يُبيّنه في كُل لحظه وكلما سمحت له الفرصه يُخبِرها انها سيدة قلبه .. وبالنسبه لـ تميم يعيش حزن الفراق بسبب إبتعاد اديم وجلوسها عند والدتها بعد سقوطها في ذالك اليوم وإصرار منيره ان تبقى إبنتها امام ناظِرها لتهتم بِها .. واخيراً .. مسلط .. لم ترد عائلة فالح حتى الأن .. وبدأ قلبه يأكله خوفً من رفضها .. يعلم انها مكسوره .. وهو من شهِد لحظة إنهيارِها وكسر قلبِها .. هو من سمِع صرختِها .. ومن رأى صدمتِها .. ولانه رأى كل ذالك .. لم يستطيع إخراجِها من رأسه .. لم يستطيع تركِها .. كل يوم .. تزداد رغبته بها اكثر .. وإما عن نسيم .. لا تسألونها عن حالِها .. فحالِها من حال قلبِها .. وقلبها فُتات لم يلتأم .. وعن عابد وريم .. لاتزال علاقتهم يتغللها الشِجار .. يغضب عابد فجاءه وبعد صدود ريم وعِتابِها يعود نادم ويطلب سماحها .. اصبحت ريم تفهمه وتعرِف كيف تُعيد له عقله وتُصحيّح تصرفاته ..
وبشكلٍ مُميّز وخاص .. نتحدث عن اسياد هذه الليّله .. العروس حنين والعريس سالم .. واخيراً اخذ سالم إجازة اسبوع من دوامه ليلتفِت قليّلاً لحياته الخاصه .. وكان السبب الأكبر بعد والدته في فِعل ذالك هو عِتاب حنين الذي لا يزال يرُن في إذنه .. وعرف ان السبب في رنين تِلك الجمله على مسامِعه هو ان ضِقها لا يهون عليّه .. وانها مُحقه وليس لها ذنب بما يعيشه قلبه ..
.. عِند الرِجال ..
يجلس سالم بـ بِشته الأسود وشِماغه الأبيض في وسط المجلس .. على يمينه والده وعلى يسارِه فالح والِد العروس .. وبجانِب فالح يجلس خالد .. وبجانب ابو سالم يجلِس ابو مطلق .. إجتمع الرِجال وكُلً مِنهم معه عانيّته .. ويجلس مطلق وتميم برِفقة سالم ويحدثونه ويسمعون ما يريد .. بينما زياد والذي يُعتبر اخ العريس و سند و فهد .. يصبون القهوه ويستقبِل الاباء الضيوف ويُرحِبون بهم .. وبسبب علاقات سالم الكثيره وعلاقات فالح اصبح عدد الحضور كبير ولا يُحصى .. فلم يكفي سند و زياد و فهد ان يصبو القهوه وحدهم .. فشاركوهم مسلط و عابد .. بعد ان إمتلى المكان .. وقف ابو سالم وهو يأخذ المايك ويرحب بالضيوف ويشكرهم على حضورهم ومشاركته فرحته .. وبعدها اخذ فالح المايك وتحدث هو ايضاً وهو يرحب ويحدِث سالم .. وبعدها اعطى المايك تميم الذي يُريد إللقاء قصيده لصديقه العريس والذي اصبح نسيّبه ايضاً .. وبدأ تميم بإلقاء قصيدته وهو يقول وينظر لـ سالم :
عهدن قطعته ومر فيه ازمان
وعد وانا وعودي اوفيّها
تذكر كلام بيننا قد كان ؟
معي معي ماني بناسيّها
هذي هي الليّله يا ذخر عنان
والي اخذت .. اختي يا غاليّها
اخذت لك مهره وبنت حصان
يغلونها الخوات والأخوان
و امي بعد وابوي يغليها
اذا بغت حاجه من الدكان
فـ يا سالم شاريها شاريها
وعندي استلام وموتري عطلان
الأعذار هذي ما نعديّها
حاول تداريها قدر الإمكان
واكثر من الإمكان داريها
وان زعلت ولو منت غلطان
طالبك انا مطلوب ترضيها
وزبدة كلامي ومن الوجدان
الله يهنيك .. ويهنيّها ..
وإنتهت قصيدته على ضِحكات الجميع وهم يقولون صح لسانك .. واقبل سالم على تميم وهو يبتسم ويُشير على انفه بـ معنى " على خشمي" .. سلم عليه وبعدها اقبل فالح مُبتسم على قصيدة تميم التي لم يُخبِرهم بِها واعدها بشكلٍ مخصوص .. بعد ذالك بدأت العرضه تشتغل وتصُف الصفوف .. وهي تقول .." حن هلَ العادات ومخضبين سيوفنا ، والطيور الحايمه جادعين الحومها ".. اخذ سالم السيف وبدأ يلعب العرضه .. واخذ فالح السيف وذهب ليُشارك سالم .. بعدها اخذ خالد سيفان واعطى ابو سالم ودخل هو معه وبدأا يُشارِكانِهم .. وبعدها اعطى تميم ابو مطلق ودخل ابو مطلق يلعب معهم .. وجاء مطلق وهمس لـ تميم وهو يقول .." اشتهيت اللعب يا تميم مشينا ".. واخذ الإثنان سيوفً وشاركوهم .. تحمس زياد عِندما رأهم ودخل معهم .. واصبح كُل اب مُقابِل إبنه .. وكُلً مِنهم يلوح بسيّفه وهو بيد يرفع يده الحامله لـ السيف .. والكل ينظر لهم مُنذهِل من إتقانهم لها ..
سند وهو يُحدِث فهد : ودي ادخل معهم بس خايف اخرب الصف ..
فهد بحماس : ندخل انا وياك ؟..
سند وهو يضع القهوه : مشينا ..
ودخل الإثنان ايضاً بعد ان سحبا السيوف و وقفا مُقابِل بعضهم ..
____
.. عِند الحريم في بيت فالح ..
تجلس حنين على كوشتِها في صالتهم الكبيره .. ومُزيّن بيتهم بالإستقبال والتقديمات .. وصلت ام سالم وعائلة خالد وام مطلق وزوجة مطلق وريم .. اقبلت ريم وهي تُعانق صديقتها حنين .. همست حنين في إذن ريم وهي تقول .." بموت من التوتر تكفين".. ابتعدت ريم عن عِناق حنين وقالت وهي تنظر لعيّنها : هالشعور طبيعي و غصب عنتس ..
بعدها اقبلوا الفتيات وهم يُسلِمون على حنين .. جاءت ام سالم وهي تُسلِم على حنين وتُعانِقها وتقول بكل حب وحنيّه : الله يهنيتس يا بنيتي ويسعد قلوبكم وعساني افرح فيكم سنين مديّده ..
إبتسمت حنين بحياء وتوتر : امين يابعد روحي ..
لاحظت إلهام سرحان نسيم الدائم وإرهاقها إقتربت وهي تقول بإبتسامه : وينه تركي فاقده حسه والله !..
إبتسمت نسيم وهي تقول : راح مع خواله لـ الرجال ..
إلهام : اي زين احسن له ..
نسيم : والله تركي عنيد ومايبي الا الرجال ، اما سيف فديت روحه كل شوي معي مير تركي يسحبه ..
إلهام بضِحكه : الله يحفظهم لتس ..
نسيم بإبتسامة رِضى : امين يارب ..
إقتربت مِنهم اديم وهي تمشي بتعب بسبب بطنِها .. وجلست بجانِب نسيم وهي تقول : ياويلي عجزت امشي ..
نسيم وهي ترى حجم بطن اديم الكبير : انتي خلصتي السابع صح ؟..
اديم بتعب : ايه هانت باقي شهرين ..
إلهام : الله يعينتس ويهون عليتس ..
نسيم بإبتسامه وهي تُحدِث اديم : علامتس على تميم صار مايدري عن يساره ولا يمينه ..
اديم بذبول : ياجعلني قبله ، والله ودي ارجع لكن امي حالفه اقعد عندها لين اولد ، تقول ابي اشوف صحتج واداريج ..
نسيم : ياعزاي لـ تميم يعد الأيام عشانتس ..
إبتسمت اديم بحب ورضى وهي حقاً إشتاقت لـ تميم وحُبه وإهتمامه وخوفه الكبير عليّها ..
بعد العشاء .. إتصل سالم على والدته واخبرها انه اتي .. وإتصل تميم على نسيم واخبرها انهم قادمين مع العريس .. دخل جميع الحضور في المجلس الثاني ولم يبقى سِوى حنين تجلِس على كُرسيها بفخامتِها .. تنتظر ابيها وإخوتِها وزوجِها .. بعض عِدة دقائق دخل فالح وهو يقول بصوتِه المبحوح " يااوولد ".. ثم دخلوا عِند العروس التي بدأ التوتر يبان اكثير عليها وهي تسمع إقتِراب خطواتهم .. أقبل والِدها وقبل جبيّنها وقال بحُب لصغيّرته : الف مبروك يابنيتي ، الله يوفقتس ويبنّي بيتتس ..
ثم اقبل إخوتها وهم يعانِقونها ويُسلِمون عليّها .. وبعدها خرجوا .. ثم اقبل سالم عليّها وهو يمسِك كفها ويقبِل جبيّنها ويقول بهدوءه المُعتاد : مبروك علي انتي ..
لم تُجِب حنين وهي تُغمِض عيّنها تحاول بكُل يأس السيطره على توتِرها وخوفها وربكتِها .. لاحظ سالم رجفتها وترك يدها وقال : يالله بطلع وانتظرتس ..
ثم خرج واتت نسيم بسرعه وهي تُساعد حنين على التبديل والخروج بعدها مع سالم .. ركبت معه السياره .. قال سالم بعد ان حرك السياره وإتجه للفندق : اخبارتس يا حنين ..
قالت حنين بصوتٍ هاديء جداً : الحمدلله ..
سالم بإبتسامه : هاك اليوم تعاتبين واليوم ماقويتي تقولين اخبارتس ؟..
لم تُجِب حنين وإكتفت بإبتسامه من تحت غِطائِها بالرغم من عدم رؤية سالم لها ..
وصل للفندق .. وصلوا الركعتين وقال سالم الدُعاء .. بعدها جاءهم العشاء وقال سالم وهو يُقرِبه مِنها : مدي يمناتس ..
مدت حنين يدها واخذت قِطعه وقالت : يعطيك العافيه ..
سالم وهو يأخذ قِطعه ايضاً : مالي فضل ، والله يعافيتس ..
لف سالم نظره لها وقال : وين ودتس نروح ؟..
حنين بفهاوه : وين نروح ؟..
سالم بإبتسامه : نتمشى ..
حنين : الي ودك ..
سالم : ودي الي ودتس ..
ضحكت حنين وقالت : معك بالي تروح له ، ولو ترجع لـ الديره ..
إبتسم سالم برضى : اجل كذا ماشين زين ..
بعدها رن هاتِفه واجاب وهو يرى إسم زميّله في العمل : علامك متصل هالوقت ؟..
زميله : انت تقول علمنا اول بأول في قضية متعب الكويتي !..
سالم : وعلامها القضيه ؟..
الزميل : حققنا مع اخر واحد وقال ان له رفيق سعودي يعرف كل اعماله ومعه في اغلبها وعمره بحدود الأربعين ..
سالم : ولا قال لكم اسمه ؟ اسأل الباقي عن ذا الشخص وقول للباقي لا يتصلون علي وقضية الكويتي انا بحلها وبدور رفيقه ..
بعدها اغلق .. وقالت حنين : للحين ما فضيت ..
سالم : اعذريني لكن هالقضيه مقدر اتجاهلها ..
حنين : قضيتنا ؟..
سالم : ايه ، وعادني ادور رفيقه السعودي ..
حنين وهي تحاول ان تتذكر : ليه علامه رفيقه السعودي ؟..
سالم بضيّق وهو يتذكر عجزه في هذه القضيّه : متعب كل ماجاء السعوديه له رفيق سعودي يساعده في كل اموره واحتمال انه هو القاتل ..
حنين وهي تشهق وتتذكر : زوج ام ذيب !!!..
سالم بعدم فِهم : علامه زوج ام ذيب ؟..
حنين وهي تتحمس وتُعدِل جلستها وتنسى كُل توترها : ام ذيب تقول ان زوجها له رفيق كويتي دايم يروح معه ويساعده في شغله ، والسبب الي خلا ذيب يطعنه هو يوم ام ذيب شافت في ثوبه دم وتهاوشت معه ومد يده عليها ! هو بنفس اليوم الي صارت به سالفتنا !..
سالم بصدمه : انتي صادقه !..
حنين : اي والله ، حققوا مع زوجها وتأكدو بنفسكم ..
وقف سالم واخذ هاتِفه واتصل على زميله وطلب مِنه التحقق مع زوج ام ذيب .. وبعد مكالمته عاد لـ حنين التي لا تزال جالسه .. وجلس بجانِبها ومسك كفِها وقال : والله ياحنين ماتدرين ويش كثر ساعدتيني ..
حنين وهي تسحب يدها بخجل : هذا اقل ما اقدر اسويه يا سالم ، وهالموضوع يخصنا واذا ماتكلمت انا الخسرانه ..
عاد سالم ومسك كفِها التي سحبتها وقال وهو يشُد عليّها : اخطيت يوم طولت وقتي ولا مسكت هالكف ، لا تبعدينها عني بعد ما مسكتها !..
رفعت حنين نظرها وقالت وهي تتعمد لـ ترى الصدق في عيّناه : ليه ربطتني بك وتركتني بلا اسباب !..
سالم وهو بنفسه عاتِب : ظروفي قاسيه ، و وقتي ضيّق ، لكن اعرفي اني بوقتي الجاي بعوض كل اغلاطي وابي منتس القبول يا حنين ..
حنين بإبتسامه يملأوها الحياء : دامني قبلت تمسك هالكف ، معاد لـ الصد داعي ..
إبتسم سالم برضى وهو يقبِل جبينها ..
_____
في هذا الأسبوع .. بدأ سالم وقِسمه التحقيق مع زوج ام ذيب .. وكانت كُل الأدله تُشير له .. وبعد الإصرار إعترف .. وإستطاع سالم واخيراً حل القضيه التي اتعبته كثيره وكان السبب بعد الله هو حنين .. الفتاة التي طوال الإسبوع كانت على طبيعتها .. بالرغم من ان سالم شخصيه هادئه وقليل الكلام إلا ان حنين عكسه .. تتحدث وتأخذ وتعطي معه حتى اجبرته على كثرت الحديث وقول كل شي لها .. ولاحظت ام سالم ذالم مما جعلها تطمئن لوجود حنين معه .. وام ذيب بعد ما حدث لزوجها اصر ذيب على والدته الطلاق مِنه وتم ذالك ..
_____
واخيراً .. وبعد طول إنتظار .. إنتظرنا نحن وإنتظر ابطالنا .. اتى اليوم الذي سيُغيّر حياة الكثير .. وسيجمع قلوب احبت بعضها بصِدق .. قلوب تحدت الكثير وعاندت العالم لتربط اسمائها ببعض .. اليوم الذي ستُزف فيّه إلهام لـ سند .. لـ الرجل الذي عاش اسوء ايامه لإنقاذِها .. الرجل الذي حفظها وساعدها وكان عونن عِندما تضيق بها الأيام .. واليوم الذي ستُزف فيه اسيل لـ زياد .. لـ رجلاً كان سِترها في غُربتها .. سحبها من غرق محتوم .. رجلاً من اجلها خاطر بحيّاته .. ستُزف له في زواج حقيقي ليُصبِحون ازواجاً حقيقيّون .. وايضاً في هذا اليوم ستُزف العنقاء لـ فهد .. لـ الرجل الذي مد يد النجاه لها من مجتمع موحش .. من مستقبل مجهول .. ليُصبِح هو مستقبلها .. من شتات روحها لـ يُلملِمها ويُعانِق ضيقها ..
___
في بيت فالح .. العصر .. سند وهو يمشي بـ بشته امام والده وتميم : ها البشت ذا مضبوط ؟..
تميم بغضب وهو يقِف : الله يشغل عدوك ، هذي عاشر مره تورينا اياه ؟..
سند : قول عاد زين ولا البس الثاني ..
فالح : البشت ذا زين والثاني زين ، شوف ويش تبي واخلص خلنا نطلع ونلحق على الترتيب والتجهيز ..
دخلت عليهم حنين وهي تقول : ول ول ول سند ويش هذي الفخااااامه ، ياخي بتاخذ عقل كل البنات مب بس إلهام !..
سند بسعاده وهو يلتفت لها : الله يسعد سالم الي جابتس وخلاني اسمع ذا الكلام ..
حنين : خلاص مدحناك روح الحين وضبط عرسك ..
نزلت نسيم من فوق وهي تقول : حنين لا تفسخين عباتتس ، بنروح معهم يودونا للقاعه ..
حنين : والميكب ارتست ماهي جايه ؟..
نسيم وهي تسحب تركي : قلت لها تجي هناك معاد به وقت ..
فالح وهو يخرج : يالله بسرعه امشوا سرا الليل ..
خرج الجميع خلف فالح وإتجهوا للقاعه وهو يُنهون اخر الإستعدادات ..
_____
في احد الفنادق في المدينه .. موجوده عائلة خالد .. بالرغم من محاولات فالح ان يأتوا الا ان خالد كان مصر ان يكونوا لوحدهم ليستطيعوا التصرف بأريحيه ..
اديم وهي ترى مكياجها في المرايه : والله لو داريه جبت ذي بزواجي !..
إلهام وهي تُعدِل طرحتها : اديم بعدين تندمي وتحسفي ع زواجتس ، الحين تعالي شوفي هالطرحه ويش ناشبه فيه ..
اديم وهي تقترب من إلهام : يوه نشبت بشعرج لازم تقصينه !..
إلهام : تكفين اديم لا ! نادي امي خليها تفكه ..
اديم وهي تخرج وتصرخ تُنادي : خاااالتي ساره ..
جات ساره وهي لابسه فستانها وفوقه ذهبها : علامتس ؟..
إلهام : يمه افزعي لي ..
ساره وهي تقترب من إبنتها : شفيييتس ؟..
نظرت ساره ورأت الطرحه وهي مُتعلِقه بشعرها وقالت وهي تُحدث الهام : لازم نقصه يابنيتي ..
إلهام : يمه كل شي ولا طاري القص ، شوفي حل فكيه ..
ساره : اجل اصبري بحاول..
بدأت ساره تحاول وتُقلِب به حتى إستطاعت واخيراً فكها وقالت لألهام : فكيته بس نص شعرتس انقطع معه ..
إلهام بضيق : ويش هالحظ اليوم !..
دخلت اسيل وهي تسحب فستانها : بناااااات خرب السحااااب !..
اديم : شفيكم بنات اليوم !..
دخلت منيره : علامكم ويش ذا الصياح !..
اديم بضحكه : يمه شعر الهام نشب بالطرحه وفستان اسيل خرب سحابيه ..
منيره وهي تضرب كتف اديم : لا تضحكين ، وعاونيهن خلونا نخلص ..
إلهام وهي ترمي المسكرا على اديم : اسكتي لا احط حرتي فيتس !..
اديم وهي تبتعد من الرميه : يالله عشانكم متوترين اليوم وحاسه بشعوركم بسكت ..
بدأت اديم تساعد اسيل في إصلاح سحاب اسيل ومحاولة تعديله ..
زياد وهو يطرق الباب : ها تبون شي ولا اروح ؟..
ساره وهي تقترب من الباب وتفتحه : لا خلك بنلبس ونطلع ..
زياد بإبتسامه : خلي اسيل معي بالسياره ..
ساره : اقول بس جهز سيارتك معك إلهام وعمتك وبنتها ، انا واسيل مع ابوك ..
زياد : حتى بهاليوم شديده ..
ثم ذهب وركب السياره وينتظرونهم ينزلون ليتجِهوا للقاعه ..
____
بيت ابو مطلق .. نزلت مهوي راكضه وهي ترتدي فستان نفاش ابيض وقالت وهي ترى فهد لابس بشته : شوف شوف عمي فهد لبست نفس فستان حرمتك !..
ريم بضحكه وهي ترى توتر فهد : خليه خليه مابعد شاف حرمته ..
فهد وهو يُعدِل شماغه : والله ماهقيت اني بتوتر ذا التوتر كله ، اشهد بالله ان عنقاي مهيبه ..
ريم : عاد لو تشوفها ظني معاد تنزل من جناحك ..
ام مطلق : اسكتي خليه يشوفها لا تعلمينه ويشهي قايله ..
فهد : يمه تكفين كيف شكلها ..
ام مطلق وهي تقف : بتشوفها بعد شوي لا تستعجل ، واخلص علينا خلنا نروح للقاعه ..
فهد نزع بشته ورتبه و اخذه معه وذهب السياره وهو يأخذ معه اهله للقاعه ..
____
في الديره .. وتحديداً بيت الجده .. تحمِل وسميّه فستان العنقاء و وضعته في سيارة عمها .. وعادت وهي تقول للعنقاء : ها باقي شي نشله بعد ؟..
العنقاء : ايه تكفين توتري احد يقدر يشله مني ؟..
الجده بإبتسامه : التوتر الصدز بيجي لاقدتس هناك ..
العنقاء : تكفين يامه معاد يحتال قلبي ..
دخلت سلمى وهي ترتدي كل انواع الذهب وقالت وهي تستعجِلهم : الحين حنا من اهل العرس وللحين ما رحنا ؟..
الجده وهي تقف : يالله يالله مشينا معاد به وقت ..
ركب الجميع مع العم وذهبوا مُتجهين للقاعه ..
____
بِما ان الزواج ثُلاثي .. وسيُزف ثلاث عرائس .. إختار الشباب قاعه من اكبر وافخم القاعات .. بسبب كل عائله واقارِبها .. ولكيّ يكون هناك غرف كثيره خاصه للعرائس ..
عِند الرجال إمتلأ المكان بشكلٍ كبير .. اتى القريب والبعيد .. كل من يعِز فالخ وخالد وابو مطلق اتى وحضر .. وكل اصدقاء الشباب حضروا ومِنهم علي صديق زياد و سعد وذيب اصدقاء سند وغيرهم الكثير من الرِفقه .. يجلس الشباب الثلاث بجانِب بعضهم في صدر المجلس .. بشتهم الأسود وأشمِغتهم البيضاء .. وبجانِبهم يقِف ابائهم .. ومن يقوم بضيافة الحضور من قهوه وما إلى ذالك هُم تميم وسالم و مطلق ومسلط وعابد ويُساعِدهم علي وذيب وسعد .. كُلما زاد الحضور اقبل احد الأقارب وهو يُساعِد ويمُد يد العون .. الإبتسامه لا تُفارق مُحيّا الثُلاثي .. لا يُوصف شعور سند وهو اليوم سيأخذ إلهام .. وستكون مِلكه بكُل ما بِها .. وشعوو زياد لا يقُل .. الذي رُغم وجود اسيل معه إلى لم يأخذ حريته كزوج .. وبعد هذه الليله ستكون زوجه حقيقه .. وإما عن شعور فهد لا يُضاهيه اي شعور .. مهما حاول عدم الإبتسام كُلما تذكر العنقاء ضحك وجهه رُغمً عنه ..
_____
عِند قاعة الحريم .. إمتلئت الطاولات .. وفاض المكان من الحضور الغفيّر .. كل من في قرية خالد حضر من نساء ورجال .. وديّرة العنقاء لم ينقص احد وحضروا كُلهم .. تجلس العنقاء في غرفتها الخاصه في الأعلى وعِندها وسميّه ومضاوي التي لم تصمت وهي تُعيد وتتحدث في الجميع .. قالت العقناء وهي تلف على مضاوي : مضاوي تكفين انزلي تحت وعاوني الجده ..
مضاوي وهي تقِف وتُعدِل الذهبه الطويله التي على عنِقها : والله صادزه خليني اطلع للعرب ..
وخرجت وقالت وسميّه بضحك وهي تلف على العنقاء : والله سويتي خير ، ماتسكت ..
العنقاء بتوتر : يكفي مافيني وهي ماقصرت ..
دخلت عليهم ريم وهي تُصفِق وقالت وهي تنظر للعنقاء وتُقبِل عليها : اييييي هذي الي يقال لها يارقبة الخشف يا عين النداوي ياسراجيف الذلول المستديله ..
ضحكت العنقاء بخجل وهي ترفع كفها وتُغطي بِه وجهها : تكفين يارييييم ..
ريم بضحكه وهي تُعانِقها : الف الف مبروك ، وعساه عقد الهنااا ..
العنقاء بضِحكتها : الله يبارك فيتس ياروحي ..
_____
في غرفه إلهام واسيل .. تجلِس اديم بينهم بثوبها السُكري وبطنها منتفخ وكبير امامها .. قالت وهي ترفع هاتِفها : يالله شوي إبتسامه يا عرايس !..
اسيل وهي تضرب اديم : ماشفنا هالروقان بعرسك ! ..
اديم وهي تقِف بفتور : اكيد حبيبتي قاعده اعوض الحين ..
إلهام : اديم شرايتس تروحين تستقبلين العرب مع امي وعمتي ..
اديم بإبتسامه : والله ودي بس قالو لي روحي ونسيهم مستحين ..
إلهام : ماني مستحيه روحي بالله ..
دخل عليهم حنين وريم وهم يضحكون .. قالت اديم عِندما رأتهم : تعالوا بنات وخروا توترهم معي ..
حنين : والله ما ينلامون خليهم ..
ريم وهي تقترب وتُسلم عليهم : لا خليهم يحسون بما حسينا ..
أنت تقرأ
رواية فيك القصيد المعتق
Poesieأحياناً يكون ألم الماضي هيّ قُوة الحاضِر .. حربُ الماضي وماتاهَتِها تختلِقُ جسارتً وهيّمنة .. الماضي أرهق وأنهكَ تلك الشخصِيات وهدم سعادةً .. لـ يصنّع بدلها جبرُوتً قادِراً على صدِ الهجماتَ .. مالذي حدث لـ حُبِهُما ؟ ماهو سبب الفِراق والعيش الأليم ؟...