بعد ان ذهب كل زوج بزوجته .. بدأ الضيوف يذهبون رويداً .. حتى بقيّ فقط عائلات الأزواج .. رن هاتِف اديم ورأت إسم حبيبها يُنيّر الشاشه .. إبتسمت وهي تصد وترفع الهاتِف لإذنها .. جائها صوته المشتاق وهو يقول : والله ما اسمع الرد ، لا تروحين مع اهلتس اقعدي مع اهلي وبجي اخذتس ..
اديم بتغليّ : تمييييم امي تبيني !..
تميم بضيق : وانا ؟ ..
اديم بإبتسامه : انت سيد قلبي واغلا احبابه ، ابشر على هالخشم ..
ضحك تميم وقال : ها خليتس لا تروحين ..
إتصل سالم على حنين وطلب ان تتجهز هي و والدته .. ثم جاء واخذهم وعادوا للقريه .. بعدها إتصل مطلق على والدته اخبرهم ان يخرجوا .. قالت ام مطلق لـ ريم : بتروحين معنا ولا بيجي زوجتس ؟..
ريم وهي ترفع هاتِفها : بدق عليه اقوله بنام عندكم ..
إتصلت عليّه واجاب .. قالت فوراً : بنام عند امي ..
عابد : ليه شعندتس ؟..
ريم : تعبانه بعد هالعرس و ودي اكون عندها ..
وافق عابد الذي لاحظ مُنذ فتره الضيق على مسلط ويريد ان يجلس معه اليوم ويعرف ما سبب عِلته .. خلا المكان وعاد الكُل لمنزله .. وانتهى زواج الثُلاثي ..
_____
.. في قاعة الرجال .. عاد مسلط من الخارج بعد ان إتصل على اهله يخرجون .. إقترب مِنه عابد وهو يقول : وين رحت ؟..
مسلط بوجهِه الذابل : رحت ادق على الأهل ..
عابد : حتى انا برجع اهلي وبعدها نتواجه في الضلع ..
مسلط : ليه علامك ؟..
عابد : علامي انت مير اعجل ..
اخذ عابد اهله من دون زوجته واوصلهم لـ الديره .. ثم إتجه لـ الضلع وبقي مُنتظر لـ مسلط .. وبعد عِدة دقائق وصل مسلط ونزل واقبل على عابد ومحيّاه يتسائل عن ما يريده .. جلس قِبال النار التي اشعلها عابد .. وقال : ويش العلم !..
عابد وهو ينتظر بتمعُن في عيّن مسلط : علمك انت ويشهو ؟ وجهك شاين وبه علم ..
مسلط بزفيّر : دورت لي هم وانا يامسلط كنت خالي مِنه ..
عابد : ويش ذا الهم ، ابشر بي يا مسلط وقول علمك !..
ضحك مسلط وقال : ماهوب مشكله ولاهوب علمً يبي فزعه ، وصلني الرد قبل كم يوم ..
عابد بغباء : رد ويش ؟..
مسلط : بنت فالح ..
عابد بإبتسامه : ايه بشر ؟..
مسلط بضيّق : وجهي يبشر ؟..
صمت عابد لوهله ثم قال : ماعليك ، غير هالحرمه وحدتن تعجبك ..
مسلط بإبتسامه : انت اخبر مني بذا العلوم ، عيّنت الي تعجبك وخليّت الي قبلها ؟..
إبتسم عابد وقال : شيّن ما يعنيك ..
ضحك مسلط بقوه عندما لاحظ الخجل يبين على وجهه عابد لأول مره ..
_____
وصل فهد وعروسه للفندق .. نزل وبعدها مشى بخطوات سريعه وهو يُنزل العنقاء التي مِن شِدة ربكتها في هذا اليوم لم تُساعدها قدماها على المشي بسهوله .. امسك فهد بيدها وإتكأت عليه .. قال فهد : رجلتس احسن الحين ؟..
العنقاء بخجل وهي لا تعرف مالذي اصابها اليوم : رجلي طيبه بس مدري علامي انا !..
فهد بإبتسامه : ماعليتس كلها شوي وبترجع عادي ..
إبتسمت العنقاء برضى وهي تثِق بمَن تتكيء عليه .. دخلوا لـ غرفتهم في الفندق .. وجلست العنقاء وبدأت تنحني وهي تُدلِك قدمها .. نزع فهد بِشته و وضعه جانِباً ثم إقترب بإبتسامه سعاده .. و وضع يده على رأس العنقاء وهو يقول ." اللهم انك اسألك خيرها وخير ما جلبتها له ، واعوذ بِك من شرها وشر ما جلبتها عليّه".. وبعدها إبتعد وبدأ يُصلي ركعتان .. و وقفت خلفه العنقاء وهي تُصلي معه .. إنتهى فهد ولف عليّها وهو في قِمة شوقه .. لاحظت العنقاء نظراته التي مهما حاول لم يستطِع إخفاء لهفتها .. مشى لها و وقفت وهي تنتظره بضِحكه .. رفع فهد كِلتا يداه ومسك وجهها .. قال وهو يُقرِب وجهه مِنها .." علميني يا العنقاء هذا حلم ولا علم ؟".. فز فهد من ضربة العنقاء له في خده ثم قالت بإبتسامه .." علم ماهو حلم ".. ضحك فهد من حركتها وقربها له وعانقها بقوه .. وكأنه خائف من فِقدانها .. عاش الكثير ليحصُل عليّها .. تحدا مُجتمع كامل لتُصبَح بيّن يديه .. بادلته العنقاء العِناق وهي ليست خاليه .. لطالما رأت في فهد حنيّه لم تكُن سِوى في جدتها .. فهد هو رجُلاً اعطاها كل ما تتمناه حتى قبل ان تُصبِح له .. وهي مُتأكده انه سقتلِع عيّناه .. إن ارادت هي ذالك ..
______
إبتسمت إلهام وهي ترفع يدها وتضعها على عين سند وهي تقول : خلاص تكفى ..
سند وهو يُبعِد يدها ويعود لـ النظر : ماهو على كيفتس ..
إلهام وهي تُحاول ان تُشتته لـ يبتعِد عن النظر لها : طيب شرايك نتعشا ؟..
سند : ماني جويع ..
إلهام بتمثيل : طيب انا مييته جوع ..
سحب سند الأكل لها واعطاها وهو يقول : يالله اكلي ..
إلهام بأحراج : اكل معي طيب ..
سند : انا قاعد اكل الحين ..
إلهام وهي تفهم مقصده .. اخذت المخده الصغيره التي بينهم و وضعتها فاصل على وجهها عنه وقالت : منت صاحي !..
سند وهو يسحب المخده : ياخي ويش ذا الأنانيه ؟..
إلهام : اي انانيه ! هذا مرض ..
سند بإبتسامه : اي والله مريض بتس ..
إلهام وهي تتخلى عن كُل رزانتها امام هذا الرجل : سسسنندد !..
سند وهو يلف : طيب اكلي الحين .. بعطيتس 10 دقايق ..
إلهام : طيب عندي فكره ..
سند بحماس : ويش ! ..
إلهام بإبتسامه : تروح ترقد !..
سند وهو يمسك يدها : برقد معتس ..
إلهام بخجل : خلاص اجلس ..
سند وهو يقِف : الا امشي فينا نوم ..
إلهام وهي تأخذ قطعه من الأكل : انا مافيني نوم ..
سند بإصرار : إلا واضح على عيونتس النوم امشي ..
رفعت إلهام نظرها له برجا : سند !..
سند : اشلتس ؟..
إلهام وهي تقِف بسرعه : اليوم صدق صدق ما اعرفك !..
سند وهو يُحاوِطها بيديّه : مع الأيام تعرفيني اكثر ..
ومشت معه مُستسلمه وهي تعجز عن فكِه مِنها ..
______
اسيل وهي ترفع خصلة شعرها من وجهها وتضعها خلف إذنها وتقول بدلع : انا مستحيه اليوم رجاءً يا زياد !..
زياد وهو ينظر لها بصدمه : 9 شهور معي وتوتس تستحين الحين !..
اسيل بغضب : يعني شقصدك ما استحي ؟..
زياد توهق : إلا تستحين بس مب وقتس الحين ..
اسيل وهي تعود للخجل : شسوي غصصب ..
زياد وهو يُقرِبها لصدره ويضمها : فكيني تكفين ، اليوم لو يجتمع العالم كله ماخذوتس مني لا تحسبين هالسحى بينفع !..
اسيل بقِلة حيله : يعني مانفع ؟.
زياد : للأسف ..
اسيل وهي تبتعد عن صدره : يعني جاء الصدق ؟..
زياد بإبتسامه خبث : ايي ..
اسيل : طيب انا برقد بالصاله وانت بالغرفه ..
زياد وهو يحمِلها : كلنا بالغرفه فكي مني الصاله ..
ضحكت بقِلة حيله وهي ترى كُل خططها باتت بالفشل ..
_____
.. بعد مرور شهرين .. الساعه 8 صباحً .. في جناحهم تمشي في السيب بخطواتها الثقيله وتضع يدها على ظهرِها وهي تعض شفتها السُفلى .. تُحاول ان تُقنع نفسها ان الوقت لم يحيّن .. بالرغم من مرور 9 اشهر واكثر .. إلا انها تُقنِع نفسها انها كما هي العاده وليست اليوم .. ولكن الألم لا يُحتمل وصرخت بكُل صوتها وهي تقول : تتتمممممييييمممممممم ..
جلس بسرعه وهو على سريره .. ولم يراها بجانبه .. ركض بخطوات كبيره ورأها تقِف في مُنتصف السيب وهي تتكيء على الجدار وتفتح قدميها ومنها يصب ماء الولاده .. إقترب تميم بكل توتر وهو يقول : علامتسس تكفين ؟؟؟..
اديم وهي تبكي وتصرخ : بوللدد بوووللدددد ..
توقفت الدنيا في وجهه ولم يعرِف ماذا يفعل .. لوهله اصبح جاهل ونسى كُل إستعداداته لهذا اليوم .. صرخت اديم وهي تفقِد الأمل به : ناااد نسييم !..
وانهت كلامها وهي تبكي .. فتح باب الجناح وركض لغرفه نسيم وهو يقول : نسيم تكفين افزعي تكفييين ..
ركضت له مسيم بخوف وقالت بعدم فهم : ويش قومك ؟؟..
تميم وهو بسرواله وفنيلته : بتولد تعالي تكفين !..
نسيم بغضب : اولدها يعنيي ؟؟ روحوا للمستشفى يالله بلبس عباتي وبجيك ..
عاد تميم يركض لجناحه ورأى اديم جالسه وهي تصرخ وتضع يدها اسفل بطنها وتقول : بييطللعع !..
ركض تميم وهو يأخذ عباتها البسها ونزل وهو يحمِلها والخوف يعتليه .. لحقت بِهم نسيم وركبت السياره بجانب اديم خلف تميم .. مشى تميم بكل سرعته وهو يتجه للمُستشفى ..
صرخت اديم وهي تضرب بقدمها مِقعد تميم : ااسسررعع ..
وعادت تبكي ..
قالت نسيم وهي تمسِك اسفل بطن اديم وهي تقول : اصبري اصبري باقي شوي ..
اديم وهي تعِض على شالها : مقدر مقققددرر ..
وصل تميم للمُستشفى وتوقف وحمل اديم وذهب راكِضاً وهو يصرخ ان زوجته ستلِد .. اسرعن المُمرضات وهم يُدخِلونها غُرفة الولاده .. وصوت اديم إعتلى في الأرجاء وهي تقسم وتحلف انها اول واخر مره ستحمِل !..
جلس تميم بكُل توتر وهو يذهب ويعود ويضرب بقدمه الأرض وهو عاجز .. إقتربت نسيم مِنه وهي تُمسك به وتقول : تعوذ من ابليس وهي تبي منك الدعاء ..
تميم بتوتر وهو يجلس : تكفين صوت بكاها !..
نسيم : غصب هذي هي الولاده ، ماعليك لاشافت ضناكم بتنسى الألم كله ..
تميم بفرح ممزوج بخوف : ايه تكفين ، الله يهون عليها ..
ثم قالت نسيم وهي تستوعب: ثوبك وينه يا تميم !..
تميم وهو ينظر لنفسه : نسسييتت ثوبي !..
وقف بسرعه وإتصل على سند وطلب مِنه ان يحضر له ثوبه ..
في غُرفة العمليات ضلّت اديم تصرخ .. وتحاول الممرضه ان تطلب مِنها عدم البكاء والضغط والشد لخروج الطفل ..
_____
في جناح سند .. ينام بعمق .. ويرن هاتِفه ولم يستيقظ .. إستيقظت إلهام بتعب وهي تنزعج من صوت الهاتِف .. ضربت كتف سند العاري وهي تقول : سند قوم !..
فتح سند عيّنه بتعب وقال : علامتس ؟..
إلهام : جوالك يدق ما تسمع ؟..
سحب سند هاتِفه : شعنده تميم يدق ذا الوقت !..
اجاب وبعدها اغلق وهو يضحك ..
قالت الهام بتعجب : علامك ؟..
سند والفرحه لا تُفارق مُحياه : ابشششري بضنى تميم الله يجيبه على خير !..
إلهام بصدمه : راحت توولد !..
سند وهو يتنشط ويقف بحماس : ايي ، بروح اودي له ثوبه ، الرجال من الربكه راح بدون ثوب ..
إلهام بفرح : الله يتم فرحتهم ويعجل بهالصغير ..
خرج سند بعد ان إستحم وبدل ثوبه واخذ ثوب تميم وذهب مُسرع لهم في المُستشفى ولا تزال الإبتسامه تشرق وجهه ..
_____
بعد بُكاء اديم وصراخها وتوتر تميم .. سُمِع صوت بكاء طِفل .. بكاء جعل تميم يعجز عن الوقوف ويخر ساجد .. اطال في سجوده ولاحظت نسيم إهتزاز اكتافه وعرفت انه يبكي .. إبتعدت وهي تمسح عيّنها فرحةً من فرحة اخيها .. دخل عليهم سند يركض .. و وقف مذهولا وهو يرى تميم .. إنتظره حتى وقف ثم سحبه وهو يُعانِقه وعيّناه مُمتلِئه : مبروك مبروووك ياعين اخوك ، الله يجعلها صالحه ويرزقكم برها ..
رفع تميم طرف شِماغه ومسح عيّناه التي لم تحتمِل شعور هذه اللحظه ورد وهو يضحك : الله يبارك فيك والله يبشرنا بك ..
إقتربت نسيم وهي تُمسِك تميم وتعانِقه وتُبارك له وهي تبكي .. عجِزت عن كبت مشاعرها التي فاضت كُلها فجاءه ..
لبِس تميم ثوبه .. واخرجوا المُمرِضات اديم في غرفه لوحدها .. ومنعوا زيارة احد بسبب تعبِها وخمولها .. عاد سند وبرفقته نسيم وذهبوا يُبشرون الأهل عن " إبنة تميم " .. اصر تميم وازعجهم وبعد ساعه ادخلوه عليّها .. مُستلقيّه على سريرها مُرهقه و وجهها ذابل .. لم يتحمل تميم شكلها المُتعب وإقترب وهو يرى إبتسامتها وكلمتها وهي تقول .." مبروك علينا ياتميم ".. وعانقها وقلبه يرجف .. بكت اديم في حضنه ولم تستطع التحمل .. دمع تميم ومسحها بسرعه وهو لا يريد ان يضعف اكثر ..
قالت اديم بلهفه : وين بنتي يا تميم ؟..
تميم : بقول لهم يجيبونها ..
طلب مِن الممرضه واحضرتها فوراً .. حاول تميم حملها ولم يستطيع .. ليس عجز .. ولكنه خائف من إذائيها .. حملت المُمرضه الطِفله و وضعتها في حضن اديم .. امسكت اديم بِها ولفت على تميم وهي تقول : تشيلها ؟..
تميم بخوف : اخاف تطيح !..
اديم : مراح تطيح امسك ..
اعطيته اديم بحذر واخذها تميم بخوف من ايذاء طِفلته .. وضعها في حضنه وشعر بإحساس جديد يعتليّه .. ورفعها قليلاً واذن في إذنها ..
قالت اديم وهي تنظر له : ويش اسمها يا تميم ؟..
تميم وهو لا يرفع عيّنه عن إبنته : هذي شيخه ، شيخة العربان كلهم ..
ثم إبتسم بحزن وقال : سميّة امي ..
اديم وهي تنظر لإبتسامة تميم الحزينه وقالت : اجل يا شيخه عطاج ابوج اسم امه ، وانتي عطيه فعولها وقلبها الحنيّن ..
ضحك تميم وامسك بكف اديم وقبلها وهو يقول : مثل حنية قلب امي وقلبتس ماظنتي بلقى ..
طُرِق الباب .. ودخل فالح بلهفه .. لم يستطِع الجلوس اكثر عِندما عرف عن رِزق أبنه تميم بأول اطفاله .. اعطى تميم صغُيرته لـ اديم وفز بسرعه وهو يتجه لوالده ويُقبِل رأسه .. عانق فالح إبنه وقال بسعاده كبيره : مبروك مبروك الله يحفظها لكم ..
تميم بإبتسامه : ابشر بـ شيخه يا يبه ..
فالح بإبتسامته : الله يبشرك بالجنه ، يا بو شيخه ..
ضحك تميم وإستلطف الإسم جداً .." ابو شيخه ".. لم يكُن عادي وهو يمُر على مسامِعه .. بعدها مشى فالح بخطواته السريعه وهو يُقبِل على اديم ويسلم عليّها ويقبِل جبينها .. وقال بحنية اب : الحمدلله على سلامتس يا بنت متعب ، واشهد بالله انتس بشرتينا بفرحةً قلوبنا لها سنين متشفقه لها ..
تأثرت اديم من حديث فالح ومن ملامحه التي تحاول ان لا تضعف وقالت بحنيةً تفوقهم : الله يسلمك ياعمي ، الرزق من رب العالمين وانا كنت وسيله لها ..
ثم إبتسمت وقالت وهي تنظر لـ تميم : وتميم يستاهل يصير ابو ..
إبتسم فالح برضى .. وإقترب تميم وهو يأخذ صغيرته من اديم ويمدها لـ ابيه : شل يا يبه بنيتي ..
اخذ فالح الصغيره من يد تميم وهو يشعر برهبه .. منذ سنوات طويله لم يحمِل طِفلاً بهذا الحجم الصغير بيّن يديه .. رفعها لوجهه وقبل خدها .. وذكر الله عليّها ودعاء لها وهو يقول بصوتً هادي : اللهم انبتها نباتًا حسناً ، واجعلها قرة عين والديها ، وبارك لنا فيها واجعلها من اهل الصلاح والتقوى ..
ثم اعطاها تميم الذي اخذها وهو يقول : اللهم امين ..
______
مرت ساعتان ولم يُفارق تميم زوجته .. وجلس برِفقتها طوال هذا الوقت .. لا تزال اديم متعبه وتشعر بذبول ارهقها .. كل عشر دقائق يسألها تميم عن حالها ويتأكد إن كانت تحتاج شي .. وترد اديم بانها لا تحتاج شي وتُقنِعه ان يذهب ويرتاح ولكنه مُصر على الجلوس معها .. طُرق باب الغرفه و فز تميم فوراً وهو يتجه له .. فتحه ودخلت منيره بلهفه وهي تتجه فوراً لصغيرتها التي اصبحت أُماً .. وبقي خالد عِند الباب وهو يُسلم على تميم ويُبارك له .. بقيّت منيره برفقة إبنتها وحدهم في الغرفه وعانقتها وهي تشد عليها بفرحه .. وكما هي عادت اديم بكت فوراً عِندما رأت والدتها .. هذه هي طبيعة الإنسان .. ينهار كُل ثباته ومهما كان عُمره عِندما يرى والدته .. قالت منيره بعد ان سلمت على إبنتها وتحمدت وبارك لها : ها يا بنيتي متى بتطلعين عشان تروحين معي ؟..
اديم وهي تمسح عيّنها : تميم حالف اقعد عِنده ..
منيره بضيق : ياويلي من هالتميم ..
اديم بإبتسامه : ماينلام يمه كل ما تعبت رحت عنه شهر وزياده ..
منيره برضى : خلاص ماعليه ، بس كل يوم وانا عندتس عشان يرتاح بالي ..
اديم : الي تبين يمه ..
دخل خالد وهو يقول بصوته الطويل وخلفه تميم : مبروك مبروك والحمدلله على سلامتتس ..
اديم وهي تعتدل : الله يسلمك ويبارك فيك ياخالي ..
لفت منيره على تميم : ماودك اني اخذ اديم معي ؟..
تميم : ودي انكم ماتلمسونها وتخلونها معي ..
ضحك خالد وقال : الرجال يبي زوجته وبنته ..
تميم بإبتسامه : تفهم يا عم ..
منيره : والله معاد اقدر اقول شي ، لكن هالله هالله فيها ..
تميم : ابشري وعلى هالخشم ..
_____
في الليل .. سمحوا بخروج اديم .. ومعها طِفلتها .. سليمه وكل شي في مساره الصحيح وبقاءها تضييع وقت لا اكثر .. ركبت السياره وبحضنها شيخه .. وتميم يسوق وهو لحظه ينظر امامه .. وساعه ينظر فيها لإبنته .. صرخت عليه اديم وهي تقول : شوف الطريق !..
عاد تميم ينظر امامه ثم قال : مانلام يا اديم ، كيف اشوف قدامي وذا القمر جنبي ؟..
اديم ضحكت وهي ترفع صغيرتها وتُقبِل خدها .. قالت : ماعليك بتشبع منها بس خلنا نوصل سالمين ..
وصل تميم واخيراً .. ونزل وهو يحمل الأغراض واديم تمشي بتعب وهي تحمل طِفلتها .. دخل تميم للمنزل وهو يصرخ بكل صوته ليسمعه الكل : ابشششروا بششييخخهه ..
خرج ابناء نسيم يركضون وهو يقولون : وين بنت خالي تميم ..
وقفت اديم وهي تنحني لهم وتُريهم شيخه .. قال تركي وهو يلمس وجها : صغييييره ..
ابعد تميم يد تركي وهو يقول : عيب لا توجعها ..
اديم وهي تلف على تميم : ماغير يلمسها ..
خرجت نسيم وهي ترحب : يامرحبا بشيخه وابو شيخه وامها ..
تميم بإبتسامه : تبقين ..
اديم : شوفي يانسيم شنو يسوي تميم ..
نسيم : ويش مسوي !..
تميم وهو يأخذ ابنته من اديم : عيالتس بيذبحون بنتي !..
اديم بشهقه : بسم الله عليها !..
نسيم وهي تُمسِك عيالها وتقول بغضب مازح : دام هذا اوله ينعرف تاليه !..
خرج سند وقال بغضب : ويش ذا الحاله واقفين برا وحنا داخل ننتظر !..
تميم وهو يدخل : جينا جينا ..
دخل الجميع وقالت نسيم وهي تُحدِث اديم : روحي غرفتي احسن لتس من هالدرج والتعب ..
اديم براحه : والله تسوين خير تعبانه حيل ..
إستقبل تميم حنين وهي تركض وتقول : هلا هلا هلا ..
فالح وهو يصرخ : لعنبوتس حامل لا تركضين ..
خففت حنين من ركضها وهي تقول : شسوي شوفة بنت تميم نستني حالتي ..
إلهام بإبتسامه : بنت تميم مراح تنفعتس لامن تعبتي ..
ضحكت حنين وقالت : لا يسمعتس تميم يدفنتس حيه ..
إلهام بضحكه قصيره : فكيني تكفين ..
وصل تميم عندهم واخذت مِنه حنين طِفلته وهي تُقبِلها وتُبارك له ..
قالت إلهام بصوتها الهادي : مبروك يابو شيخه ..
تميم بإبتسامه وهو لا يلتفِت لها : الله يبارك فيتس وعقبالكم ..
صمتت إلهام بحياء .. تجلس إلهام معهم بشكلً طبيعي وهي مُتستره ومتغطيه ..
لفت إلهام على نسيم وهي تقول : وين اديم ؟..
نسيم : راحت غرفتي تعبانه المسكينه ..
وقفت إلهام وهي تذهب لـ اديم .. فتحت الباب ودخلت وهي ترفع النقاب عن وجهها وقالت : ياممرحبا الحمدلله على السلامه ..
اديم وهي تقف بتعب : الله يبارك فيج ، زين جيتي عندي ..
جلست إلهام بجانب اديم : والله يافرحتهم تجنن ، الله يديمها يارب ويحفظها لكم ..
اديم بإبتسامة راحه : امين يارب ..
في بيت فهد .. خرجت العنقاء من المطبخ وهي تحمِل دلة القهوه وفِنجانان .. جلست قِبال فهد وهي تصب له فجان قهوه .. إبتسم فهد وهو ينظر لها وقال : تسلم يمناتس ياغناتي ..
إبتسمت العنقاء وهي تصب لها فِنجان وقالت : وتسلم لي ..
توسعت إبتسامة فهد وقال : ماخبرتس تتغزلين ، دايم وانتي تحاسبيني ومعصبه علي ..
العنقاء وهي ترفع حاجِب وتقول : قومك تجيب الحكي لعمرك وتحدني على العصبيه ..
ضحك فهد وقال وهو يتذكر : تذكرين يوم لبستي البرقع وانا زوجتس ؟ كل هذا عشان تحرميني شوفتس يا بنت محمد !..
ضحكت العنقاء وهي تتذكر الموقف وقالت وهي ترتشِف قهوتها : ماهو عشان احرمك ، بلاي اني استحيت وضيقتي كانت واصله لراسي ..
فهد : ماعاش من ضيقتس ..
العنقاء: ولا عاش من يحرمك ..
إبتسم فهد وعاد وهو يرتشِف قهوته ويتذكر مع العنقاء تِلك الأيام ومشاعرهم التي صعُب عليهم البوح بها من قبل وحان وقت شرح كل ما عجِزوا عن شرحه .. وتنتهي كُل ذِكرى بضِحك وعِتاب ..
____
في جناح عابد .. صعدت وسميّه لـ ريم و وجدتها تجلس في الصاله وهي تنظر لهاتِفها .. قالت وسميّه : امي تقول انزلي جات ام مسلط وبنتها ..
ريم بتنهيد : يوه مالي نفس لمضاوي ..
وسميّه : امي ملزمه تنزلين ..
ثم غمزت وقالت : ولا تنسين الذهب ..
ضحكت ريم وقالت : والله اني داريه ، تبي الذهب ماهي تبيني ، يالله جايه ..
نزلت وسميّه واخبرت والدتها ان ريم ستأتي بعد قليل .. لبست ريم عقد ذهب وغوايش "اساور" وحلق وخاتمان .. ولبست جلابيه واسعه باللون الزيتي .. وإرتدت كعب قصير .. ورفعت شعرها بطريقه مرتبه .. ونزلت ومها دلة قهوه .. دخلت عليهم وهي تقول : السلام عليكم ..
وقفت ام مسلط و مضاوي وهم يُسلمون عليها .. وسلمى تنظر لـ ريم من فوق لـ تحت وهي تتفحص مقدار الذهب الذي إرتدته وخُذِلت وهي ترى هذا الكم القليل بالنسبه لها ..
جلست ريم بجانِب سلمى وقالت : يالله حيهم ..
ام مسلط : الله يبقيتس ، اربتس طيبه ؟..
ريم : الحمدلله ماننشد الا منكم ..
مضاوي وهي تُصغِر عيّنها وتنظر بتمعُن لـ ريم قالت : شخبارتس مع هالمجنون ؟..
وسميّه بغضب : عابد له اسم يا مضاوي !..
سلمى بضحكه : وهي صادقه هالصبي مجنون ..
ريم بإبتسامه تكبِت بِها غيضها : ليه ضارتس هالمجنون ؟..
مضاوي بخوف : الله يفرق بيني وبينه !..
ريم وهي تعتدِل في جلستها وتستقيم : ان كان ربي فرق بينه وبينتس فهو عشانه ماهو عشانتس ، وعزالله ان الدنيا ما بعد صفت لتس يوم انتس ماقربتي من عابد ..
مضاوي بصدمه من حديث ريم قالت بإنفعال : ومن قال ان الدنيا ما تصفى الا بقرب عبيد !..
ريم : اقوله انا وكل شخص شاف بياض قلب عابد ، والي جاه من عابد شر هو الي جنا على نفسه ، مايضر إلا اذا انضر !..
مسكت سلمى يد ريم وهي تُصمِتها وقالت : خلاص ياريم روحي جناحتس !..
ريم بغضب وهي تلف على سلمى : هذا بيتي وان كان به احد بيروح هو الي ماتحشم اهل البيت !..
وقفت مضاوي بغضب وقالت وهي تُشير لـ ريم : بتطرديني من بيت عمتي ؟..
ريم وهي تقف : اطردتس من بيت عابد ! ويش تبين بـ بيته وهذا حكيتس عنه ؟ يوم انتس تبين فرقاه ويش الي ساقتس يمنا ؟..
لفت مضاوي على سلمى بصدمه من ريم .. وقفت ام مسلط وهي تسحب إبنتها وتخرج بعد ان إعتذرت .. بعد خروجهم لفت سلمى على ريم وهي تصرخ عليها : من انتي عشان تطردين العرب من بيتي !..
ريم بإنفعال : انا زوجة عابد ! والي يمس عابد يمسني ! لامن صار ولدتس يهون انا عندي ما يهون !..
دخل عابد وهو يسمع صراخ ريم على والدته ودخل بغضب وهو يقول : رريييممم !!..
لفت ريم عليّه وهي غاضبه .. صرخ عليها وهو يأمرها ان تصعد للأعلى .. مشت بخطوات غاضبه وهي تصعد وتتركهم .. لف عابد على والدته وقال بإنفعال : العلم ويشهو ؟..
سلمى : العلم زوجتك طردت ام مسلط وبنتها من بيتي !..
عابد بصدمه من تصرف ريم : ريم طردتهم !..
سلمى بغضب : ايي ، هالحرمه الي تركض وراها ماحشمت ضيوفي !..
لف عابد بغضب وهو يصعد مُتجاهل وسميّه التي تلحق بِه لتُفهِمه ما حصل .. ودخل الجناح ورأى ريم تجلس على الكنب وهي غاضبه من صراخه عليها امامهم وكأنه مذنبه .. تقدم لها بغضب وإنفعال وهو يسحبها من يدها ويقول : ماااتستحييين ؟؟ وجهتس مغسول مايحشم !..
ريم بصدمه وهي لا تفهم : انا مااستحيي ؟؟ ..
عابد وهو يشِد على قبضته التي على عِضدها ويقول : تطردين العرب من البيت ! ومصدومه انتس ما تستحين !..
ابعدت ريم يده بقوه ولفت بسرعه وهي تأخذ المخده من الكنبه التي وراها ورمتها عليه بغضب وهي تقول : لااا تمممد يدك علي وانت ماسمعتني !! وحتى لو تسمعني ماسمح تمد يدك !! عابد خرج من الجناح غاضِب وتركها خلفه .. مسكته وسميّه وهي تراه وقالت بخوف : تراك ظلمت ريم !..
لف عابد عليها وقال : وانتي شدراتس اني ظلمتها !..
وسميّه : عابد انت ماتعرف امي ؟ علامك اليوم !..
عابد وقف مُحاوِلاً ان يفهم : شصاير !..
اخبرته وسميّه كل شي وان كل ماحدث هو بسبب دِفاعها عنه .. وغضبها من وقوف والدته ضِده .. عبس وجهه وهو يندم في اللحظه الأخيره كما هي عادته .. ركض عائد للجناح ولكنه وكما هي عادت ريم تُغلِق باب الجناح وتتركه خارِجاً .. اخرج المفتاح الأخر من جيبه وحاول فتحه ولكنه لم يدخل لانها وضعت المفتاح في الجهه الأخرى ولم تُخرِجه مُتعمِده لكي يصعُب عليه فتح الباب .. ضرب الباب وطرقه وناداها ولكنها تجاهلته ولم تلتفِت حتى للباب ..
عِند ريم .. جلست تبكي بقهر انه دائماً ينفعل ويُثير عِراك دون ان يسمع .. وتكره تسرعه في كُل شي وعدم فِهمه ان ريم من المستحيل ان تضره او تفعل شي قيد يُسيء له .. رفعت هاتِفها وهي تُغلق في وجهه عابد الذي يتصل عليها بإستِمرار ..
_____
في بيت الجده .. تأتيها العنقاء بشكل يومي .. اصبح يومها ناقِص عندما فارقتها حبيبتها إبنة محمد الغاليه .. بالرغم من ان وسميه تأتيها دائماً ومسلط لا يتركها ويأتي عابد برفقة ريم .. إلا ان مكان العنقاء خالي .. وخالي جِداً .. رن هاتِف الجده الكشاف .. ولبِست نظارتها وهي ترى الرقم الذي حفظته بدون ان يسجِلونه .. رقم المراءه التي لطالما كرِهتها .. منذ ثلاث سنوات وهي تتصل وتحاول العوده .. ولكن الجده كانت تطرِدها دائماً بالرغم من شعورها بالذنب وهي تحرِم العنقاء مِنها .. تخاف الجده من فِقدانها .. تشعر انها اذا حضرت ستأخذ حفيدتها مِنه وقِطعة محمد .. تشعر انها ستُفرِقها عنها وهي تمحيّها عن حياتها .. وفي هذه المره عجِزت الجده عن تأنيب الضمير .. لا تستحق العنقاء ان تُحرم اكثر من ذالك .. فقدت والدها وتخلت عن والدتها .. هذه هي الذِكرى التي تقتل العنقاء كل يوم .. بالرغم من وجود الجده بجانبها .. ولكنها مُتأكده ان مكانة والدتها مُختلفه .. رفعت الجده هاتِفها وهي تُجيب على مضض .. وصلها صوتها وهي تتحدث بالعربيه المُكسره : الو ؟..
الجده بإشمئزاز من نبرتها الكريهه بالنسبه لها : ياجعله مهوب مرحبا ..
كانت والدة العنقاء تفهم لحجة الجده بسبب عيشها الطويل معهم وعشرتها مع زوجها محمد .. قد لا تتحدث معهم بنفس اللهجه ولكنها تفهمها جيداً .. قالت وهي تبكي : اريد اشوف بنتي يا ام مُحمد !..
الجده بحزن وهي تسمع شهقتها : وينتس عشرين سنه عن هالبنت !..
الأم ببكاء : ماقدرت ، عشرين سنه احاول اجي لكن !..
ثم بكت ولم تُكمِل .. عاشت ام العنقاء تنمر وعنصريه في كوريا .. كونها تزوجت عربي مسلم وانجبت طِفله .. كان سببً ان تُكره وتُحرم من اغلب حقوقها .. لم تتزوج وتعرضت لتجاهل وإحتقار وكأنها مُخطِيئه .. والسبب الأكبر في كُل هذه المشاعر انها اسلمت .. وهذا بحد ذاته شي يشمئزون منه ..
قالت الجده بحرن على حالِها : وينتس هالحين ؟..
الأم : في جِده ..
الجده : تعرفين وين البيت ؟..
الأم : القديم ؟..
الجده بضيق : اي ، تعالي بكرا ..
شهقت الأم وقالت بصدمه : اقدر اجي !..
الجده : اي ..
ثم اغلقت الخط وهي مُتألمه .. لا تعرف كيف تتصرف .. لاتريد ان تحرِمهم من بعض .. وبنفس الوقت لا تريد ان تُحرِم هي من العنقاء ..
_____
.. دخل تميم على اديم في غُرفة نسيم .. ورأها نائمه على السرير وبان على طريقة نومتها التعب .. إقترب مِنها ودخل معها في السرير وهو ينام بجانِبها .. ترك طِفلته مع نسيم التي ذهبت تنام في غرفة حنين .. شعرت اديم بإقتراب تميم مِنها ومحاوطته لها .. رفعت يدها وامسكت يده واغمضت عيّنها وهي تنام بعُمق ..
_____
.. ترتدي لِباس نوم زهري .. تصِل فتحة الساق لـ مُنتصف الفِخذ .. وتارِكه شعرها مُنسدل بطوله على ظهرها .. وتجلس في صالة جناحهم وهي تحتوي بيّن يديها كوب شايّها المُعتاد .. دخل سند وهو واضِعًا شِماغه على كتفه وعلى رأسه الطاقيه والعِقال .. رأها تجلس بكل رِقتها وأنوثتها .. رمى شِماغه على الكنب وانزل الطاقيه والعقال .. ومشى حتى إقترب مِنها و جلس بجانِبها ثم إستلقى برأسه في حضنها .. رفعت إلهام يدها بكوبها الساخن وقالت : صاحي انت ؟ بينكب عليك الشاهي !..
سند وهو يُكتِف يده ويُغمِض عيّنه : ماعليتس مراح ينكب ..
إبتسمت إلهام وهي تمد يدها وتضع الشاي على الطاوله القريبه مِنها وتلعب بيدها شعر سند .. وقالت وهي تنظر لملامحه الهادئه : سند تذكر القصيده الي كتبتها بالبر ؟..
إبتسم سند وهو لا يزال مُغمض عيّناه : القصيده الي سوت عمايل ما تنعد ..
ضحكت إلهام وقالت : يا اني احبها حب ..
قال سند وهو يفتح عيّنه : تبين قصيده جديده ؟ ..
إلهام بحماس : كتبت جديده ؟..
سند وهو ينظر لها : انتي كل يوم اكتب فيتس وعنتس ..
إبتسمت إلهام وهي تقول : صدق عاد ؟..
سند : اي والله صدق ..
ومسك يدها وهو يُخلخل اصابعه بأصابعها وهو يقول :
يمشي على هونه ميول وتباهيّ
جذاب فيّه من الحلى ما يكفيّه
ثم رفع نظره لها وهو يقول :
اظن لامنه خذا كوب شاهي !
بدون سكر ريقه الي يحليّه ..
ضحكت إلهام وهي ترفع يدها الأخرى وتُغطي بِها ثِغرها وتقول بخجل : صح لسانك لبى والله كبدك ..
واردفت قائله : طيب حتى انا اقرا قصيد واجد وقريت وحده وماذكرتني الا بك ..
تحمس سند وإبتسم إبتسامه كبيره وهو يقول : ويش قولي ؟..
قالت إلهام :
فتحت أحضاني بـ لهفه و بادلّت الوله بـ عناق
و عن برد الحنايا صارت أحَبك هي لِحافي
ٰ
أقول الوقت يسرقني و أنا أدري منهو السّراق
شعورٍ ياخذ العقل و أزيد جنوني بإسرافي.
سند وهو يجلس ولا يزال مُمسِك بيدها .. قال : انا السراق ؟..
إلهام بإبتسامه : سراق بس جايزً لي ..
_____
صباح اليوم التالي .. خرج من جناحه وهو يرتدي بدلة الدوام .. ركب سيارته ورفع هاتِفه وهو يتصل عليّها .. جاءه صوتها الهاديء وهي تقول : لبيه ؟..
إبتسم من اسلوبها الراقي وقال بإهتمام : لبى روحتس ، تبين شي قبل امشي لـ الدوام ؟..
حنين : لا مابي شي ..
سالم : انتبهي يا حنين ، تراتس بالشهر الأول والدكتور ملزم على الصحه !..
حنين بإبتسامه : ابشر ، الكل عندي يحوفني حوف تطمن ..
سالم : يالله اجل وانا طالع من الدوام بمرتس ..
حنين : طيب ..
بعدها اغلق وهو يُعيد مره اخرى ويُنبهها ويحذرها .. وحنين كما هي عادتها تُطمِنه وتحاول ان لا تُشغِل باله .. بالرغم من انه يُشغِل باله بِها حتى وإن لم يريد ذالك .. قد لا تكون علاقتهم حب وغرام ولكنها بالتأكيد مليئه بالموده والرِضى والسلام .. مليئه بحنيّة حنين .. وشخصية سالم المُسالِمه ..
_____
بما ان حنين إستيقظت والكل نائم .. دخلت المطبخ وبدأت تُعِد الفطور وهي تشتاق لكل شي في منزل والدها .. بعد ان إنتهت دخلت عليّها نسيم وهي تحمِل معها بنت تميم .. قالت حنين : ويش جاب هالنتفه معتس ؟..
ضحكت نسيم وهي تُقبِل انف بنت تميم وتقول : امس امها وابوها تعبانين وحالتهم حاله وقلت له يخليها معي وبسنعها ، يكفي اديم تعب الولاده ..
حنين وهي تحمِل الفطور وتمشي مُتجِه لـ الصاله : والله سويتي خير ، واضح على اديم الإرهاق ..
نسيم وهي تجلس في الصاله : وتميم الله يهديه ناشب لها ماخلاها تروح لأمها ..
حنين بضِحكه : والله ماهقيت تميم كذا ..
نسيم بإبتسامه : ما ينلام ، اديم اعطته عيونها وماتقصر عليه بشي ، وزود على كذا جابت له الضنى ! ماظني بيترك رجلها وهو متمسك بها ..
حنين بإبتسامه : الله يحفظهم لبعض ..
نسيم وهي تُنظر لـ الصغيره في حضنها : امين ..
نزل سند من جناحه وهو مستعجل وقال وهو يراهم يرتبون الفطور : اي يوم عرفتوا اني ماشي وعندي شغل رحتوا تضبطون فطور ؟..
نسيم : ويش تبي انت ؟ خلاص مافيه فطور هنا لين تطلع اديم من الأربعين ..
سند بحزن : لا تقولينها !..
حنين : للأسف قلناها ..
نسيم : الا وينك رايح في ذا الصبح ؟..
سند وهو يتذكر انه مستعجل : العامل الي عند البل دق علي ويقول وحدتن من البل ضاعت ..
حنين : بتطول ؟..
سند : مدري بس يومين اكيده ..
نسيم : وزوجتك هنيّا ..
سند : يا انكم تحققون ، بيجي زياد ياخذها انا ماعندي وقت اروح للقريه ..
نسيم بضِحكه : يالله خلاص روح الله يستر عليك ..
خرج سند على عجل .. وبعد عِدة دقائق خرج تميم من غرفة نسيم وهو يسحب اقدامه من الخمول .. وقال وهو يقترب : سند هنا ؟..
حنين : لا راح للبر يعني تقدر تاخذ اديم راحتها ..
تميم وهو يعود للغرفه : اي زين ..
دخل تميم عند اديم التي وقفت ترتدي عباءه .. قال تميم وهو يقول : سند ماهو هنا ، اطلعي وافطري وريحي ..
اديم وهي تجلس على السرير بتعب : تميم ودي اروح عند امي ، هنا ماني مرتاحه ابد وتعبانه حيل !..
تميم بضيق : انتي صادقه ؟ وانا ويش اسوي !..
اديم بذبول : على الأقل لين اصير احسن ، الحين والله مافيني حيل حتى للمشي ، خلني ارتاح شوي عند امي وارجع لك ..
تميم : كم يوم ؟..
اديم : مدري ..
تميم بحزن وهو يقِف : طيب على الأقل اطلعي شوي افطري البنات مسوين فطور ..
خرجت اديم برفقة تميم للفطور .. وجاء فالح وهو يتصدر جلستهم ويبدأون الفطار .. بعد عِدة دقائق من تناول الفطور إستيقظ التوأم وهو يركضون خارِجون من الغرفه مُتجهين لهم .. قال تميم وهو يراهم : هذولا ما يصحصحون شوي ؟ على طول يجون يركضون ..
نسيم : لا إله الا الله ..
اديم وهي تضع صغيرتها في حضنها : تميم لا تضحك عليهم ترا عندنا بنوته ..
تميم وهو يتذكر ويقول بإغاضه لـ نسيم : اي استغفرالله ، الله لا يبلانا ..
نسيم وهي ترمي مِهاد شيخه الذي بقي في حضنها على تميم : شرهتكم علي ماسكه هالنتفه عشان ترتاحون ..
اديم بإبتسامه : الله يسعدج والله ماقصرتي ..
فالح وهو يمُد يده لـ اديم ويأخذ الصغيره مِنها .. إقترب سيف وجلس بجانب جده وهو يمد يده يريد مسك خدها .. قال تميم وهو يصرخ : لا يضربها ..
نسيم : بسم الله عليك ماغير بيلمسها ..
تميم : عيالتس ما ينوثق فيهم ..
حنين : تميم جاه بزر واشغلنا ، يبه اخذ بنته وتبناها ..
فالح بإبتسامه : لو دارين ان هذي حركاته لامن جاه ضنى ماكان زوجناه ..
قطع تعليقاتهم صوت سيف الذي لمس خد شيخه وهو يقول : حلوه بنت خالي تميم ..
ضحكت نسيم وقالت : تميم نبي بنتك لولدنا ..
قال فالح وهو يُقرب خد شيخه مِنه ويقبلها بقوه :
ما يليّق لـ حفيدة لاطمين العدى
غير من يجعل عنان السماء عنانها ، وسيف حفيد لاطمين العدا ويليق لها ، ابد جاتكم عطيه ..
تميم بغضب : لا والله يبه المره ذي بعصيك ، بنتي ماتروح عطايا ..
واكملوا الجلسه بالتعليقات المُضحكه وانفسهم الخفيفه وكل مِنهم يُغيض الأخر .. وإبنة تميم تنتقل من يد الى يد حتى اخذت اديم إبنتها وهي تدخل لـ تُرضِعها ..
______
نام في مجلس والده .. وإستيقظ الساعه 9 صباحً ومشى لـ جناحه يدعوا انها فتحت الباب .. وصل للجناح وحاول فتحه .. وسحب يداه بخيبه وهو يرى انها لا تزال غاضبه .. جاءه صوت والدته التي تقول : لا تركض ورا هالصعلووك وتعال افطر معي !..
غضِب عابد من مُناداة والدته لـ زوجته بهذا الأسم الذي لطالما حذرها مِن قوله .. نزل بغضب وقال وهو يقِف امامها : انا تدرين ويش مشكلتي ؟ اني خابر انتس على طبعتس ما تغيرتي ورحت احط حرتي على المسكينه الي دافعت عني وهي توها جديده على حياتي !..
سلمى برهبه من صوته الغاضب وعيناه التي يتطار مِنها شرار القهر .. قالت وهي تتصنع القوه : ويش بلاه طبعي ؟ ..
عابد : بلاه ان يفكر في الناس وتفكيرها ولا يرحم عياله !..
صمتت سلمى بخوف .. وذهب عابد راكضً وهو يسمع صوت باب جناحه يُفتح .. دخل ورأها مُتزينه و واضح من زينتها مُحاولة إخفاء الأنهيار الذي عاشته لوحدها .. مقفيه بظهرها ولا تلتفِت له .. إقترب وهو يقول : ريم !..
ريم لفت عليّه وقالت بإبتسامة غيض : الحين صار اسمي ريم ؟ وقبل شوي الي ما احشم ولا استحي ؟..
إقترب عابد وهو يمد يده له وسحبت ريم يدها مِنه وهي تقول بغضب : لا تقرب مني ! ..
عابد بحزن وندم على افعاله التي يكرهها هو بنفسه : انا اسف ياريم ، والله ..
وقطع حديثه ريم التي قالت : تدري يا عابد ؟ انك اذا زعلتني ابدأ اشك في مكانتي بقلبك ! اجلس اردد اسأله كثيير بيني وبين نفسي ! مثل " هو ماعمره حبني ؟ هو ما يعزني ؟ طيب دامه يبي يشتري رضاي ليه يزعلني من الأساس !! ..
ضاق عابد بشكلً واضح على ملامحه التي تبدلت للأسوء .. و حاول بيأس ان يقول بأخر ترجي : غلاتس يا ريم ما يفوقه اية غلا ، شفتي فيني الي ماشافته امي ولا لاحظه ابوي ، بلاي اني اعصب ويسود كل شي قدامي وتخوني تصرفاتي !..
ريم : كل يوم ! كل يوم تخونك تصرفاتك وانا الضحيه ! الي اسويه ما يبين في عينك ؟..
لم يستطع عابد قول اي شي اكثر .. كما إعتدنا مِنه .. لا تتحدث سِوى تصرفاته .. لسانه عاجز .. سحبها وهو يُعانِقها ويشِد في عناقها .. وكأنه يُخبِرها انه في اشد ندمه .. ان هذا لن يتكرر .. انها اغلا ما لديه .. انه احمق عندما فرط بِها .. دمعت عيّنا ريم وهي تعرف شخصية عابد .. وما يؤلِمها اكثر .. انها تعرِفه ..
_____
وصل تميم لـ قرية خالد .. ونزل وهو يحمِل الحقائب .. واديم تمشي بتعب وهي تحمِل بيّن يديها صغيّرتها .. طرق تميم الباب وجاءه صوت زياد الذي كان قريب من الباب اصلاً .. وقفت اديم خلف تميم وعِندما فتح زياد الباب ورأهم خرج فورا واعطى اديم طريق وهي تدخل .. سلم زياد بإبتسامه على تميم وهو يقول : مبروك يابو شيخه ..
تميم وهو يُبادله الإبتسامه : الله يبارك فيك وعسانا نسمع بشارتكم قريب ..
إبتسم زياد وهو يقول : نعطي الكبار حقهم بعدها نجيب ..
تميم : متأكد هذا كلامك ؟..
زياد بضحكه : خلها على ربك ..
تميم : على وين شكلك مستعجل ..
زياد وهو يتذكر : اي والله بروح اجيب إلهام ، اخوك قليل الخاتمه خلاها وراح ..
ضحك تميم : والله المسكين قوموه من نومه وراح للبل عل طول ..
زياد : اني خابر اعرفه ..
ثم مشى تميم وهو يتجه للأبل ايضاً يلهي نفسه عن اديم قليلاً .. وإتجه زياد لأخته ..
دخلت اديم وإستقبلتها اسيل بإبتسامه وهي تأخذ شيخه منها وتُسلم عليّها : يااااههلااا بالشيخه وامها ..
اديم : يا هلابج ..
خرجت منيره بسرعه عِندما سمِعت صوت إبنتها وقالت وهي تراها : يااامرححبا ، قطعت الأمل في تميم يوم شفته صامل يبيتس ..
اديم وهي تُقبِل رأس والدتها : والله ماقدرت تعبانه وابي ارتاح ..
صوت ساره تُناديهم وهي في الصاله : تعاااالو عندي وخلوا عنكم سوالف الحوش ..
دخل الجميع عند ساره وسلمت اديم عليّها ثم إستلقت بتعب وهي تقول : ايييه ابي الراحه هذي ..
وقفت اسيل وهي تُحضر فراش وتفرشه لـ اديم وترتب لها المكان وقالت : الحين ارتاحي زين ..
ساره بإبتسامه لـ اسيل : والله زين تسوين ..
ثم قالت وهي تلف على اديم : خلاص هذا مكانتس عشان اذا جاو ضيوف بعد تقدرين تاخذين راحتتس ..
وبعد ساعه من جلستهم ومن بينهم إستلقاء اديم على الفراش .. جاءهم صوت إلهام وهي تدخل عليهم وتقول : تحسبين انتس رحتي مني يا اديم !..
ضحكت اديم وهي ترى إلهام تدخل : عزالله ما افتكيت ..
إلهام وهي تسلم عليهم : ما مني فكه ..
جلست إلهام بعدها واخذت شيخه من اسيل وهي تُحدِث الجميع : والله ما شفتوا فرحتهم بذا النتفه ، ماشاءالله تبارك الرحمن ..
منيره : ماعليهم ملامه ، اول حفيده الدلع كله لها ..
اديم بإبتسامه : تستاهل بنيتي ..
_____
قبل عِدة ايام .. في الكويت .. تحديداً بيت ابو متعب .. يجلس عبدالله برفقة عمه وقال بضيق من الحديث الذي سمِعه عمه : انت صادق ياعمي ؟..
العم بغيض : اي صادق ، عيل بيعاملها ابوك جذيه بدون سبب ؟..
عبدالله وهو يرفع كِلتا يديه ويمسح وجهه بقهر وغيض من غفلته عن كل ذالك ..
قال العم وهو يُزيد بكلامه ويحرق قلب عبدالله اكثر : واختك راحت وخذوها هالچلاب وانت ساكت!..
عبدالله بغضب : وانا شنو عرفني ان هذي سواياهم !..
وقل العم وهو ينهي الحديث الذي كان يقوله مُنذ عِدة ساعات : الحين عرفت ! وسكوتك بعد هالمعرفه هو ضعف منك !..
ثم خرج وترك خلفه عبدالله الذي رمى الفنجال على الجِدار حتى اصبح فُتات .. وبتصرفه هذا يعود لتصرفات ابيه عِندما يغضب .. وقف عبدالله وهو يتوعد .. ان يُعيد له سمعته .. ويأخذ من تربطه بالدم والتي عارها من عاره ..
_____
بعد اربعة ايام .. في البر .. عند سند وتميم .. الساعه 5 عصراً ..
دخل سند الخيمه وهو يفسخ ثوبه العادي ويرتدي ثوب نوم .. وترك شِماغه وقال وهو يأخذ المفتاح من ثوبه الي فسخه : تميم دورت شمال ؟..
تميم وهو يُعدِل النا التي امامه : ايه ، الجهاز معك تكلمت فيه ؟..
"الجهاز معروف عند البدو في البر لـ سؤال العرب الي حولهم عن مافقدوا او اي شي من دون ارسال "..
سند وهو يخرج : اي تكلمت وعادني بتكلم مره ثانيه وبروح ادور مره ثانيه بعد ، مهوب طبيعي لها ثلاث ايام ندور ذا الناقه ولا عيّناها ..
تميم : شكلها ماخوذه ، وانتبه الشمس قدهي بتغيب والطريق عسر ..
ذهب سند وركب سيارته وتحدث في الجهاز عن صِفات الناقه التي إختفت ورد عليه إثنان عن عدم رؤيتهم لهذا الوصف .. ومشى وهو يزفر بضيق باحِثاً عنها .. طال الوقت ومشت الساعات وأبعد سند جداً وهو يبحث .. ثم ادرك وضعه و وجد الساعه 11 مساءً .. وهذا الوقت في البر يُعتبر متأخر جداً .. وقد تأخر في العوده .. اصبح المكان مُظلِماً ولا يوجد نور غير نور سيارته .. مشى بخطوات حذره وهو ينسى من اين اتى .. كما هي عادته لا يحفظ الإتجاهات وهذا عيّبه .. اوقفه نور سياره ضئيل جداً يقِف على بُعد مِنه .. اسرع له وهو يظن ان هناك ما يحتاج المساعده .. وقف ونزل لـ السياره وهو يقول : يا عرب ؟..
إقترب رجل من عِند السياره .. وقال بعد ان بانت ملامحه لـ سند : انت سند بن فالح ؟..
نظر سند حوله بلمحه سريعه وهو يشعر بكثرة الأنفاس حوله .. وقال بتوجِس : من انت ؟..
وصرخ بعدها سند مُتألماً وهو يسمِع كلِمة الرجل الذي قال : انا الي جاي ينتقم لأبوه ..
نظر بجانبه لـ الرجل الذي طعنه وعاد بسرعه .. إنحنى بتألم شديد وهو يشد على جرحه ويقول بصراخ : ان كاان فييك خير يا رخمه وقف قدامي لا تجي جنبي فالظلااام !..
انهى جملته ثم سقط بقوه على الأرض وهو يفقد التوازن .. قال الرجل وهو يضرب بقدمه كتف سند : تحسب انك يوم تقتل ابوي بيمشي الموضوع بعد ما تتسترون عليه !..
وبعدها اغمض سند عيّناه وهو يفقِد اخر حيل له .. ولسببً ما كانت الطعنه لها الم وتأثير قوي ..
احد الرجال : جابر نخليه ؟..
جابر وهو يُبعِد قدمه من كتف سند : خله وعساه يفقد انفاسه مع وعيه ، عبالهم انا مثل عبدالله اخوي !..
ثم ركبوا سيارتهم .. وتركوا سند في هذا الخلا فاقِدً وعيّه .. و الم الطعنه ينتشِر في جسده ..
_____
عِند تميم .. عِندما غابت الشمس واظلم الجو .. خاف على اخيه الذي يعرفه جيداً .. سيء جداً في حفظ الإتجاهات صباحً .. فـ كيف سيعود الأن والجو مُظلِم !.. ركب سيارته وتحدث في الجهاز وهو يُنادي سند بلقبه المُعتاد .." ارسل ارسل يالسند ، رد علي كانك تسمعني !".. لم يرد سند وخاف تميم وبدأ يشعر ان هناك ما حدث .. تأخر الوقت كثيراً .. حرك سيارته ومشى في ارجاء الصحراء وهو يبحث عنه بقلق .. ومر على كُل مخيمات البدو الأخرين وكُلاً مِنهم يقول انه لم يرى سياره او رجل بهذه المواصفات .. حتى وصل عِند مجموعة شباب بخيمتهم ومن الواضح انه ترتيب سريع او بقاء مؤقت .. إقترب مِنهم حتى وقف امامهم وقال : السلام عليكم ياعرب ..
اجاب احدهم وهو يقول : وعليكم السلام ..
لاحظ تميم اللكنه وعرف انه ليس سعودي .. قال : انتم مب من اهل الديره ؟..
الرجل : هالله هالله ..
وبدأ يسألهم تميم عن مواصفة سيارة سند .. ونظروا لبعضهم وقال الرجل : لا للأسف ..
تميم وهو يُحرك ومرتاب مِنهم ومن وضعهم ونظراتهم المُريبه : يعطيكم العافيه ..
ذهب تميم واكمل البحث وعقله عِند تِلك المجموعه .. تذكر عزبة ابو مسلط وذهب لها وهو يدعوا ان يكون الشباب فيّها .. وصل ولاحظ نوراً في الخيمه ودعى ان يكونوا مسلط وعابد .. إقترب بسيارته وهو يصرخ بكل صوته : فزعتكم يال مسلط ..
ال مسلط هو إسم العائله كامله بما ان هذا إسم جدهم .. خرج مسلط وعابد من الخيمه وهم يركضون بعد ان سمِعوا صوت تميم وعرفوه .. اقبل الإثنان من تميم وقال عابد بعجل : ابشر بنا !..
مسلط : ويش العلم يا رجال !..
تميم يتحدث بسرعه وهو يختصِر : سند من العصر طلع يدور الناقه وللحين ماله حس ! ، وشاك في شلة شباب وجيهم ماتبشر ! ..
مسلط : ليه شاك فيهم !..
تميم : يوم سألت عن سند تغيرت وجيهم وابطوا فالرد !..
ركض عابد وهو يأخذ من سيارته سلاح .. وعاد وهو يقول بغضب وفزعه : امش وابشر بالي يرد اخوك !..
ركب مسلط وعابد مع تميم في السياره .. ومشى تميم لتلك المجموعه التي لم يرتح لها والتي تبعد عنهم قليلاً .. وصل ولاحظ عدم وجود اي نور .. وقف تميم ونزل عابد بسرعه وهو يفتح الخيمه وصرخ على تميم ومسلط بصوت طويل ليسمعوه في السياره : مااابه احد !..
وقبل ان يبتعد من الخيمه صدمت قدمه في صخره كبيره وشغل فلاش هاتِفه وهو يضعها عليها .. ولاحظ سكين صغير مرمي بجانبه وعلى الصخره كُتب بالفحم الأسود .." دم متعب ما يروح".. وعلى رأس السكين بعض الدم .. صرخ يُنادي الشباب ونزلوا مُسرعين .. وعِندما قرأ تميم المكتوب ونظر لـ الدم الذي على السكين صرخ بغضب وهو يقول : وااااالله درييييييت ! وجيهم خسييسسه !..
وعاد يركض وركب سيارته وهو يأخذ السكين معه .. ركض خلفه مسلط وعابد وركبوا معه وهم لا يقلون عن غضبه .. ومشوا في الصحراء ليلهم كله وهم يبحثون عند سند .. وللأسف .. اشرقت الشمس وسند مُختفي .. طوال البحث وتميم كل بعد عِدة دقائق يضرب الدركسون بقهر وهو عاجِز عن الوصول لأخيه .. قال مسلط وهو يفقِد الأمل : خلنا نبلغ الشرطه يا تميم ! الوقت راح وحنا نحوس في ذا البران !..
تميم بعجز : اشرقت الشمس الحين ، خلونا نصلي ونرجع ندور ! دام الدنيا مسفره بنعيّنه ..
وكان مع حديثه هذا يدعوا من كُل قلبه .. ان يجِده .. توضوا وصلوا .. وتميم في كل ركعه وكل تشهد يدعوا الله ويرجوه .. ان لا يحصل لـ سند ما يتوقع .. ان لايكون الدم الذي على السكين دمه !..
بعد ان إنتهوا من الصلاه .. ذهب تميم لعزبة ابو مسلط .. ونزل مسلط وركب بسيارته وذهب للإرسال وهو يُبلغ الشرطه عن الحاصل .. وذهب عابد بسيارته وهو يكمل مع تميم البحث عن سند .. وكلاً مِنهم بسياره ليوسِعوا دائرة البحث ..
_____
قبل عِدة ساعات .. عِند الرجل النازف والمغشي عليّه .. مر احد العمال الأجانب الهارِب من مخيّم صاحِبه .. ورأى امامه السياره وقبل ان يركب لاحظ الرجل الساقِط .. حمله واركبه السياره ومشى مُسرع قبل ان يعرِف صاحِبه عن هروبه .. وعِندما وصل ومع شروق الشمس عِند الخط السريع .. والذي لا يمر معه سِوى الشاحِنات او المسافر من مدينه لـ مدينه .. وانزل الرجل من السياره بعد ان اخذ كل مافي جيّبه .. وتركه بملابسه ودمه على طرف الشارع ساقِط .. فعل العامل معروف .. ولكنه معروف ناقص وسيء جداً .. ولسوء الحظ ايضاً .. لم يلحظ العامل إصفرار وجهه الرجل .. وإنخفاظ قدرته على التنفس ..
_____
اصبحت الشمس في عِنان السماء .. وسند حتى الأن مفقود .. تميم وهو يُحدِث نفسه : سند مهوب في البر ! دورت في الخلا كله ولا له اثر !..
ومشى بسرعه وهو يتجه لأقرب مكان يستطيع منه الوصول للإرسال للمكالمه ..
_____
وقفت إحدى الشاحِنات والتي يقودها رجلاً يمنّي الجنسيه .. وحاول ضرب الطريح على وجهه .. ولم يستجِب له .. وحمله لـ شاحِنته .. وبعد إغلاقه للباب وركوبه لمكان السائق .. توقفت سياره اتيه من الصحراء .. ورفع صاحِبها هاتِفه وهو يتصل .. مشى اليمنّي بعد ان نظر على عجل لصاحب السياره .. ونزل صاحب السياره من سيارته وهو يلحظ الشاحنه التي كانت واقفه وذهبت .. وتجاهلها هو يتصل على سالم .. راجياً مِنه المساعده .. وإخباره عن كل شي .. واخبر سالم زوجته .. وبكت حنين وهي تتصل على والدها .. وهكذا انتشر الخبر .. وعرف الجميع .. وإنتهى اليوم .. وسند بِلا اثر .. وكأن الأرض بلعته .. وخبئته بأحشائها ..
_____
في الديرة .. وتحديداً بيت الجده .. تجلس امام غنمها وامامها وسميه التي تتحدث وتحاول ان تُغير جو الجده .. ولكن ذالك لم ينفع .. كان بال الجده مشغول .. على تِلك المراءه التي إتصلت وقالت بأنها اتيه .. ومرت ثلاثة ايام ولم تأتي .. لم تُخبِر الجده العنقاء عن حضور والدتها .. ولا تعرف السبب الذي لم يجعلها تُخبِرها .. قالت وسميّه وهي جالسه امام الجده : يامه في سياره وراتس جايه ؟..
لفت الجده بفرح وهي تعتقِد انها العنقاء .. ولكن ظنها يخيب وهي ترى إمراءة اسيويه تنزل من سيارة التاكسي .. وتُعطيه المال وتمشي مُتجِهه إلهم .. تبدلت ملامح الجده للكُره فوراً .. وهي تتذكر إبنها محمد .. فور رؤيتها لهذه الأسيويه المُحجبه .. مشت حتى وقفت امامهم وقالت بعيّنان ممتلِئه : ام محمد !..
قالت الجده وهي تتكيء على عصاتِها وتقِف : جعلها تبكيتس !..
وقفت وسميّه بعدم فِهم وهي تحاول ان تُمسك يد الجده بس ان لاحظت رجفة قدمِها .. قالت وسميّه بعفويه : من انتي ؟..
ام العنقاء وهي تلف بنظرها لـ وسميّه وتقول : وين ميشا ؟..
لفت وسميّه عيّنها للجده التي قالت : اسمها العنقاء !!..
شهقت وسميّه بعد ان فهِمت : انتي ام العنقاء !!!..
غضِبت الجده من الإسم الذي قالته وسميّه .. وابعدت يد وسميه المُمسكه بيدها ومشت بخطوات سريعه راجِفه وهي تدخل .. تبِعتها ام العنقاء وهي تقول بضيق وحزن : إلى الان يا ام محمد !..
الجده وهي تلف عليّها وتقول بصوتً طويل : لين نهاية العمر ! المره الي تركت بنتها وهي صغيره ويش نرجي منها بعد هالعمر كله !..
ام العنقاء وهي تدمع "طبعاً لهجة ام العنقاء مكسره مثل ماقلت فـ بكتبها باللغه العربيه " قالت : لم ترحموني عِندما كان محمد حي ! كيف تريدوني اتحمل وهو غائب ! حاولت بكل الطرق اخذ إبنتي معي ولكني كنتي قاسيه وانتي تحرميني منها ! لم تتركي لي الفرصه بأن اعيش معها !..
الجده بغضب : ولو ينعاد الزمن ماني بتاركه بنت محمد معتس ! بنت محمد تنتمي لهالمكان ! وبتبقى طول عمرها في هالمكان ! ولو انتس مثل ما تقولين ام ! كان تحملتي وبقيتي مثل ما تحملت العنقاء هالعيشه !..
ام العنقاء وهي تبكي : تم نبذي في كوريا ! واخذ كل حقوقي لكوني مسلمه لرجلاً مسلم وام لأبنه مسلمه ! لم يكونوا اقل مِنكم قسوه بل اكثر من ذالك ! وتحملت وحاولت العوده بالرغم من صعوبة الأمر ! ومنذ ثلاثة سنوات وانا احاول الإقتراب مِنكم والعوده لصغيرتي ! ..
الجده وهي تُقفي وتُعطي ظهرها لأم العنقاء وترفع طرف شالها وهي تمسح تِلك الدمعه الهارِبه من عيّنها القاسيه .. كبُرت وزادت الرحمه في قلبها .. كُلما كبر الإنسان اصبح عاطفيّ اكثر .. والسبب الأكبر في رحمتها لها .. هي كونها اسلمت ونُبِذت .. وهذا بحد ذاته قهراً على المُسلمين ..
قالت ام العنقاء وهي ترى من اقفت واعطتها ظهرها : اعطيني فرصه يا ام محمد ! وسأثبت للجميع اني والدتها وانني ظُلِمت !..
الجده وهي تكمِل مشيّها : الفرصه تعطيتس اياها العنقاء ، ماهي انا ..
ام العنقاء : واين هي صغيرتي ؟..
الجده : تزوجت ..
ودخلت غرفتها واغلقت الباب وتركتها خلفها .. ومشت ام العنقاء وهي تخرج لـ وسميّه وتحاول مِنها فِهم كل شي .. بالرغم من صعوبة وسميّه في التعامل مع المراءه التي لأول مره تراها إلا انها رحمت حالها بعد ان سمِعت كل النقاش ..
_____
في بيت فالح .. الأوضاع ليست بخير .. بين خائف ومتوتر .. لم يجلس فالح وهو يذهب يُمنةً ويُسره .. وقفت نسيم وهي تقترب من والدها وتقول وهي لا تقل عن شعوره : يبه طالبتك اقعد شوي !..
فالح : شلون تبيني اقعد وسند ماينعرف وضعه ! شلون تبيني اقعد ودمه في راس السكين !..
لم يكن كلامه عادي وهو يمر على مسامع حنين التي بكت .. وقفت نسيم وهي تحاول بقوه ان لا تنكسر وتضل قويه .. بينما قد تكون اكثرهم ألمً ..
لم يستطع فالح البقاء اكثر .. وخرح مُتجه لـ سالم .. الذي برفقته تميم ..
____
في بيت خالد .. إلهام صامِته صمتً مُريب .. لدرجة خوف اهلها من انهيارها النفسي .. من بعد ما حصل لها وهم يرجونها تبكي ولا تكبِت شعورها بداخلها .. لانها وكما هي عادتها .. تعيش انهيارها بداخلها فيتأكل قلبها .. ويبدأ الألم يقضي على عقلِها .. حاول زياد جعلها تتحدث ولكنها كانت تدعي عكس ما يشعرون به .. وهي تُخبِرهم انها بخير .. وان سند لن يطول غيّابه وسيخرج سليمً مُعافى .. وكان هذا ما تحاول هي ايضاً إقناع نفسها بِه .. وقف زياد وهو يُشير لوالده انه عجز عن جعلِها تُصفِح عن ما بها ..صمت خالد وهو لا يريد الضغط عليها اكثر .. وقفت إلهام وهي تتجه لغرفتها .. وتعود لسجادتِها وتُكرِر الدعاء وتبث ضيقها وخفايا قلبِها لخالِقها ..
_____
وإما عن سالم .. رفع بلاغ على كُل المناطق المُحيطه بمكان إختفاء سند .. وبدأ امن الطرق في كل منطقه بالتفتيش وإيقاف كل سياره تُشابه سيارة سند والتحقيق معها .. كان تميم يجلس برفقة سالم وهو يهز قدميه بتوتر .. ويقف كثيراً ويخرج ينفس عن غضبه ثم يعود وهو يرجوا ان هناك خبراً وصل لـ سالم .. ولكن الوقت يمشي وساعات فقد سند تزداد اكثر .. خرج تميم بإنهداد حيل و وقف امام البوابه وهو وبكل حرقه يضرب بابها بشده .. ولكن اوقف انهيار عصبيته إقبال ابيه عليه بوجهه شاحب مُرهق .. ركض تميم لوالده وهو ليس افضل مِنه حال .. وقال بخوف لأبيه : يبه علامك جاي ! الضغط عندك نازل !..
فالح بتعب : وانت تبيني اقعد في ذا البيت مع نياح الحريم وبكاهم ؟ ..
صمت تميم واخذ ابيه وإتجهوا لـ سالم الذي لم يترك الهاتِف وهو يتصل على الكل من محطات ومن كل شي قد يجد معه معلومه ولو بسيطه عن سند .. وعلى دخول تميم وابيه .. فز سالم وهو يقول : لقيينا السياره !..
فالح وقدماه ترجِف : وييييينه !..
سالم وهو يأخذ مفتاح سيارته من الطاوله : امن الطرق لقوا سيارة سند وبنفس رقم اللوحه !..
مشى الجميع بخطوات سريعه رأفه بحال فالح الذي عجِز عن الركض .. وصلوا لـ السياره وركبوا مع سالم الذي اسرع فوراً للمنطقه الذي مُسِكت فيه سيارة سند .. وبعد ساعتان من مشوار الطريق .. والذي يتضِح ان سيارة سند إبتعدت عن مكان الإختفاء .. وصل سالم ونزل تميم يركض يُسابق خطواته لسيارة اخيه المركونه جانِباً .. خرج احد العساكر من المبنى الصغير وقال : هنا هنا داخل ..
قالها بعد ان عرف سالم وتأكد ان تميم معه .. ركض تميم ودخل وهو يدعوا من كل قلبه ان يكون سند .. ولكن للأسف يخيب ظنه وهو يرى رجلاً هنديّ الجنسيه يجلس على الكرسي وعلى وجهه ملامح الخوف .. وصل سالم وفالح ودخلوا وهم يرون ما رأءه تميم .. قال فالح بخيبة امل : وين سند !..
العسكري : هذا الراعي هو الي كان يسوق السياره ..
تقدم تميم وهو يُمسك الهندي من ياقته ويصرخ على وجهه بغضب وهو يقول : ويييين راعي السيياره !..
امسك سالم بيد تميم وهو يُبعِده عن الهندي الذي بكى بسبب صغر سنه و ضياعه في هذه الدوله التي يجهلها .. قال سالم وهو يُحدِث الهندي : وين لقيت السياره ؟..
تحدث الهندي وبدأ يخبرهم كل شي بلغه عربيه مُكسره ويتخلل كلِماته بعض المُصطلحات الهنديه .. وفهِم سالم ان هذا الشاب بعمر ال 18 عامً واتى من الهند ليعمل سائقً ولكنه أُخِذ رغمً عنه ليرعى الأبل في الصحراء وهرب عِندما نام صاحِبه وركض في الليّل المُظلِم وشعر بالإنقاذ الإلاهي عِندما وجد سياره في طريقه ولكنه لم يستطع الذهاب وترك الجريح ينزف واخذه و وضعه على الطريق العام ليُنقذه رجلً نبيل .. وهرب هو بأخذ كل اموال المُصاب لعدم توفر معه اي شي قد ينقذ حياته .. إقترب سالم من الهندي وهو يقول : وين حطيت المصاب !..
بدأ الهندي بالشرح وعرف سالم المكان .. وعادوا يركبون السياره وهم يأخذون الهندي معهم .. وصلوا للمكان ونزل تميم على عجل حتى قبل ان تقف السياره .. واقبل على المكان الذي اشر الهندي عليه .. ولكن للأسف كل المكان خالي .. ونزل الجميع وهم يمشون بشكلً فوضوي على المكان ويدورون بدقه .. وفي مكان يقِف فيه فالح سقط على ركبتيّه وهو ينهار .. ركض تميم بسرعه لأبيه فوجد بقع دم امام ناظِر ابيه .. إقترب الهندي وهو يتذكر جيداً .. ويؤكد لهم ان هنا وضع الجريح وانه بالتأكيد هذا دمه !.. لف تميم بإنفعال كبير وهو ينهال على الهندي بالضرب .. انقهر وفار دمه .. كيف له ان يترك اخيه وهو ينزف هذا الكم الهائل من الدم !! كيف يتركه طريحً مصابً عاجِز ويسرقه بكل سهوله ! .. امسك سالم بتميم وبصعوبه إستطاع ذالك .. ليس من السهل السيطرة على تميم وهو غاضِب .. لطالما كان صعبً ومن المستحيل تهدأته .. وبما ان الموضوع يخص اخيه .. فمن سابع المستحيلات يهدأ .. او يرتاح له بال .. ولكن السبب في هدوء تميم الأن هو والده .. سقط على الأرض جاثياً .. وكسره وهدم ثباته هو دم إبنه المنتشر على الأرض .. والذي من الستحيل ان يكون حياً .. و دمّه ملىء مكانه .. امسك تميم بيّد والده وهو يكبِت دموعه .. ورفعه وهو يحاول ان يجعله يقِف .. ولكن هيهات لقدما فالح .. التي عجِزت عن حملِ صاحِبها .. إقترب سالم وهو يُعين تميم ويمسِك كُلاً مِنهم يد .. ويمشون وهو بقِلة حيله يسحب اقدامه .. ركبوا السياره .. اعادوا الهندي للمبنى الذي اخذوه مِنه .. وركب فالح وتميم سيارة سند وعادوا بِها للمنزل .. وفي السياره كُل شي يخصه .. هاتِفه .. بياناته .. وماله .. اي انها دلاله .. ان سند بقي من دون شي ..
_____
مر اليوم الثاني .. والتحقيق لا يزال جاري والبحث مُستمر .. لعلهم يجِدون شي يُثبت انه حي .. او على الأقل جثته .. ليُصدِقوا انه فارقهم .. لا تزال إلهام ترجف ليلاً وتعجِز عن النوم .. ولم تكُن وحدها .. الجميع بلا قوه يستمِرون في عيش يومهم .. لاحظت ساره إصفرار وجهه إلهام وهي دلالة على عدم الأكل وقِله النوم .. إقتربت وهي تُمسِك كف صغيرتها : إلهام اكلي يابنيتي ! شلون تبين تفرحين بشوفته وانتي تذبحين نفستس الحين !..
إمتلئت عين إلهام من حديث والدتها ولم تبكي .. ولكنها لوهله خافت فِعلاً ان تفقِد نفسها قبل لُقيّاه .. واخذت عِدة لقمات من ما تُقرِبه والدتها لها .. خرجت ساره وهي مُتعبه من حال إبنتها الذابل .. وكأنها عادت مُجدداً لتِلك الحاله المُخيّفه .. دخلت ساره على خالد في المجلس .. ولم يكن حاله عاديً وهو بوجهه الشاحِب .. قالت وهي تجلِس قِباله : حال إلهام ماهو طيب يا خالد ! ..
خالد : ماتنلام يا ساره ! وغصب عني وعنتس بتتعب ! روحها بترجع مع رجعة سند ، ومالنا الا الدعاء لرجعته !..
رفعت ساره شالها وهي تمسح ماهرب من عيّناها .. ثم قالت بحزن : وزياد ويّنه !..
خالد وهو يحاول ان لا يرى دموع زرجته كيّ لا يضعف هو ايضاً : فالح طاح بالمستشفى بعد الي شافه ! وخليته يروح يعيّنهم دامني مقدر اترك بنيتي !..
ساره بضيّق : زين تسوي ، وإلهام لا تدري باللي شافوه !..
خالد : اي انتبهوا تعلمونها ..
"يقصدون دم سند الي شاوه وانهيار فالح بعده عشان ما يزيد تعب الهام"..
_______
في مكان اخر .. اي بالتحديد دوله أخرى .. عبير وهي تدخل على عبدالله وهي لا تقُل عنهم خيبه بعد ما سمِعوه : متى بنمشي يا عبدالله ؟..
عبدالله وهو يقِف ليُكمِل الإستعدادات : بكرا خليج زاهبه ، جابر وين ؟..
عبير : جابر راح من اسبوع لـ السعوديه ، من سمع الكلام وهو مايشوف دربه !..
عبدالله : جابر هذا ماعنده واحد واثنين ، مشكلته كبيره !..
_______
في الديره .. وتحديداً بيت الجده .. دخلت العنقاء وهي بحال يرثى لها بعد حال زوجها .. مُنذ ان إنتشر خبر سند وحال فهد سيء .. ولم يستطِع تركها وتوصيلها لأهلها إلا اليوم .. بسبب إنشغاله .. دخلت وهي تُنادي جدتها : يامه !..
قبل ان تخرج الجده خرجت إمراءه بملامحه لم تنساها العنقاء .. إمراءه بملامحها الأجنبيه من المستحيل ان تكون غيرها !.. إقتربت المراءه وهي تنظر للتي امامها .. فتاة بهذا النضج والجمال .. من المستحيل ان تكون صغيرتها اصبحت هكذا !.. ومع تقدم ام العنقاء بخطوات سريعه لابنتها .. كانت العنقاء تعود للخلف بخطوات اسرع وهي تبتعِد عنها .. لم تعرِف لماذا فعلت ذالك .. ولكنها خائفه مِنها .. تخاف من المراءه التي تركتها لوحدها وهي تذهب مُنقِذتاً نفسها بكل انانيه .. قالت ام العنقاء بدموع : ميشا !..
إشتمئزت العنقاء من صوتها ومن مُناداتها بهذا الأسم الذي تكرهه .. وجائها صوت الجده وهي تقول : العنقااااء ..
لم تُجِب العنقاء وهي لا تزال تنظر بتمعن للتي امامها وهي تُحاول ان تفهم .. لماذا اتت بعد كل هذه السنوات .. لن نكذِب ونقول انها بدون اي مشاعر تنظر .. شعور الإشتياق إجتاحها وعصر قلبّها .. ولكنها وبعِناد لم تستسلم وتركض لها بلهفه .. بل تجاهلت كل شعورً عاطفي وتذكرت كل سيئات اعمالها .. خرجت الجده وهي تتكيء على عصاتِها .. ورأت مُحاولة حفيدتها بإخفاء رغبتها بالصمود العنيد .. ونادت مره أخرى وهي تُحاول إخراجِها من عتمة مشاعِرها : تعالي يا بنيتي ..
مشت العنقاء بخطوات سريعه لجدتِها وسلمّت عليها .. قالت الجده : يالله حي بنت محمد ..
إبتسمت العنقاء وقالت : الله يحيتس يامه ، بشريني عنتس جعلني فدا هالوجهه ..
إبتسمت الجده التي لاحظت مُحاولة العنقاء في التصرف بطبيعيه .. وقالت بكل حنيّه : طيبه ماعلي خلاف ، مير اني شفقه على قهوتتس ..
العنقاء : ليه ما يسوونها لتس البنات ؟..
الجده وهي تضرب العنقاء بعصاتها بشكلٍ خفيف : لو يسويها لي اهل الديره كلهم ماتجي نفس قهوة بنت محمد ..
ضحكت العنقاء وهي تبتعد من عصاة الجده التي تضربها : ابشري والله بقهوة بنت محمد ..
ثم مشت العنقاء بخطوات سريعه تحاول بها الهرب من النظرات التي لم تبتعِد عنها .. لم يغِيب هذا الحديث القصير على مسامِع ام العنقاء .. التي تتأمل كل تصرف من صغيرتها .. كيف تمشي .. كيف تتحدث .. كيف تُحرِك يداها .. ولم يُخفى عليها لهجة صغيرتها التي تتحدث مِثل جدتها كثيراً .. نُطق الكلِمات .. مخارج الحروف .. لكنّه بدويه بحته ..
______
لم يُخبِر تميم احداً ان ابناء مِتعب لهم يد بما حصل .. ليس خوفً عليهم .. ولكنه بقدر ذالك يخاف من اذية اديم .. يجلس مع والده في المستشفى .. اصبح فالح بحالٍ عاجِز وهو وقد اقنع نفسه انه فقد سند .. دخل سالم وامسك تميم بيّده وهو يُخرِجه .. لف سالم على تميم وهو يقول : علامك ؟..
تميم بصوتٍ قصير : هالعلم يا سالم لا يطلع مني انا وياك. ..
سالم بريّبه : اهرج اخلص علي !..
تميم : عيال متعب !..
سالم بعدم فِهم : من متعب !..
تميم بقِلة صبر : الكويتي ابو زوجتي !..
سالم وهو يفهم : علامهم عياله ؟..
بدأ تميم بإخبار سالم عن ما رأه في ذالك اليوم .. قال سالم : وتوك تتكلم ! ..
وذهب سالم مُسرِعا لمركز الشرطه .. وهو يبحث عن اسماء عيال متعب .. ومن فيهم دخل السعوديه .. واين ذهبوا بالضبط ..
وعاد تميم بضيّق وهو يجلس عِند والده .. بما ان والده الصلب وقع وعجِز عليه تحمل مارأى .. كيف ستصبر يا تميم ؟..
______
عِند اديم .. جالسه في الصاله الصغيره .. وترضع صغيّرها من ثديّها .. جاءها إتصال من اخيها عبدالله .. وإبتسمت بشوق ولهفه وهي تُجيب .. جاءها صوت عبدالله وهو يقول : مبروك ماجبتي ..
إبتسمت اديم برضى وهي تقول : الله يبارك فيك يانور عيني ، اخبارك عساك طيّب ؟..
عبدالله : ابد ما ناقصنا إلا انتي ، وبنجي بكرا انا وعبير نسير عليج ..
اديم بفرحه : صصج ؟..
عبدالله : اي صج ، زهبي عمرج ..
اديم براحه : ابد تعالو ولكم عيوني ونظرها ..
ثم اغلقت وهي سعيده جداً .. انها واخيراً ستُقابِل إخوتها ..
________
صباح اليوم التالي .. الساعه 5 فجراً .. إتصل سالم على زوجته .. جاءه صوتها وهو مبحوح جِداً .. وعرف انها بكت حتى إختفى صوتها .. اخبرها انه عِند الباب وتخرج للعوده للمنزل .. ركبت حنين معه وهي لا تزال تشهق .. وكان ذالك بسبب كثرت البكاء .. مد سالم يده وهو يمسِك كفها .. في مُحاولةً لطمأنتها .. ولكنه بحركته هذي جعلها ترفع يدها الأخرى وهي تضعها على عيّنها وتُكمِل بُكاءها بصوتٍ مسموع .. تقطع قلب سالم من حالها .. وصل للمنزل وفتح لها الباب وهو يساعدها على المشي .. حامل وزاد تعبها انهيارها النفسي .. جلس على الكنب واجلسها بجانِبه .. وقال وهو يرفع كفيّه ويمسك بوجهها وهو يقول : ابشري بي تكفين يا حنين ، لا تزيدين بكى طالبتس !..
رفعت حنين كفها وامسكت يده وهي تقول ببكاء ويُخلل كلِماتها الشهقات : كيف اكف دمعي وانا مدري ويش هو حال سند ظهري ؟ انا من لي يا سالم غير اخواني !..
كلِماتها كانت احد واقسى من السكين القاتِل .. لانها وبكلِماتها انكرت وجود سالم في حياتها .. كان وقعها قوي وهي تنغرس في قلبه .. صمت بشعورً غريب ألمه .. وسحبها لصدره وهو يعانِق روحها وتُكمِل حنين بكاءها ..
_______
في الستشفى .. عِند تميم الذي غفى وهو يجلس على الكرسي مُقابِل والده .. فز بسرعه وهو يسمع صوت ابيه يقول وهو مُغمِض عيّناه .." يالسند ".. عاد تميم وهو يجلس بخيبه وإنهيار .. بعدما عرف ان والده وصل لحالً يُرثى له .. خرج ورفع هاتِفه وهو يتصل على سالم .. واخبره سالم ان هناك احد من ابناء متعب اسمه جابر دخل السعوديه مُنذ اسبوع .. ويبحثون الأن عن الأماكن التي ذهب .. ولم يصِلوا لشي غير انه دخل السعوديه .. اغلق تميم الهاتِف بخيبة امل .. كيف يختفي فجاءه ! .. مر يومان وهو لا يستوعب انه مفقود ..
يُتعِبه ويُرهِقه الجلوس دون فِعل شي .. رفع هاتِفه وجاءه صوت خالد وهو يقول : السلام عليكم ياوليدي ..
تميم بصوته المبحوح المُتعب : وعليكم السلام يا عم ..
خالد بحزن : ويش حالكم ؟..
تميم : ويش تهقى الحال وسند دمه في كل مكان وهو ماهو موجود ؟..
قال خالد وهو يعرف جيداً شعور تميم : روح دوره يا تميم ، ان مالقيت اخوك انت ماحدن بلاقيه ..
تميم بتعجب وكأن خالد يقرا جُعبته : شلون ياعم ! وابوي على هالسرير كل ليل يوّن واسمع تنهاته ؟..
خالد : ابوك علي ، وانا بجيّه لين تعود علينا تبشرنا بأخوك ، لا تسوي سواتي وتتسلم وتنتظر العمر يجيبه ، ان ماجبت اخوك الحين يا بياخذه الموت ولا بتفقده لين يملى الشيب لحاكم ..
لا يختلف شعور تميم الأن عن شعور خالد قبل عشرات السنوات .. عِندما فقد اخته وإختفى اثرها .. يعرف جيداً شعور الفقد .. وشعور إنهداد الحيل والتعب .. ولانه يعرف .. لن يُعيد الكره .. وسيُساعد حتى يُبشر بلِقاء إبنهم واخيهم .. وسند ليس إبن فالح واخ تميم .. بل إبنه وزوج إبنته ومُنقِذها .. وقد يكون السبب الأكبر في مساعدتهم هو حال إبنته السيء ..
______
خرج تميم من المستشفى راكضً .. بخطواته السريعه يتعدا عِدة عتبات من الدرج .. ركب سيارته واغلق بابها بقوه .. وقفت امامه سيارة زياد وهو يوقِف تميم قبل ان يمشي .. وقال وهو يُشير له بالوقوف : وقف وققفف ..
وقف تميم وقال بعجل لـ زياد : لا توقفني تكفى ..
زياد : ماني موقفك ومعك في خطوتك ، بس لا تروح مستعجل وانت ماتدري وين تدوره !..
تميم بتعجب : وانت ويش دراك ؟..
زياد : علمني ابوي عشان اجيبه للمستشفى ، ولاني مخليك تروح وانا قاعد اشوف وجع اختي وفقد سند واسكت ! نلقى سند مع بعض ولا نقعد مع بعض ..
إبتسم تميم بفتور وهو حقاً بحاجه لمن يساعده : والله ان حقك كبير يا زياد ..
زياد وهو يركب مع تميم في السياره : عادك ما شفت شي ، امش صوب الضلع ..
تميم بعدم فهم : ضلع ويش ؟ ماعندي وقت اروح صوب الضلوع ..
زياد بإصرار : يارجال روح الضلع الي حول ديرة ال مسلط ، وهناك لحاء يسدون اللزوم ..
مشى تميم وهو يُسرع .. بخوف من إضاعة وقت اكثر .. وهذا اكثر ما يكرهه .. وصل تميم لـ الضلع .. وحول الضِلع تتوقف العديد من السيارات .. وكلها يعرفها وبالتأكيد لا يجهل اصاحبها .. نزل بصدمه وهو يمشي بإتجاههم وبجانبه زياد الذي يمشي بخطوات اسرع منه .. وصل و وقف مطلق يستقبِل صديقه وهو يقول : تعال يا بوشيخه ، وشد حزامك .. "شد حزامك بمعنى اعتمد وابشر بالي تبي "..
وصل تميم حتى وقف بجانبهم .. ولم يكُن مطلق فقط .. بل فهد ايضاً .. وبجانبهم مسلط و عابد ..
قال تميم وهو ينظر لهم : علامكم مجتمعين هنا ؟..
مسلط : سند اخونا يا تميم ، وكل واحدن فينا عليه جماله من سند ..
فهد وهو يضرب صدره : حرقة صدري ما يطفيها الا محيا وجهه الضحوك ..
عابد بكلِماته المُعتاده: ماني بدانيه ولاني متشفق بقربه لكن من يزهمني بيلقاني سلاحه ..
"يقصد عِندما طلب تميم فزعتهم وزهم عيال ال مسلط"..
لم يعرِف تميم ماذا يقول وهو يرى وقفتهم معه وعجِز لسانه عن قول كلِمةً تصِفهم في هذا الموقف .. قطع عليهم وصول سيارة سالم ونزل مِنها وبرِفقته ذيب .. وصل سالم و وقف بجانِبهم وهو يرى وجهه تميم الذي لم يفهمه : علاامك !..
تميم بفخر وإعتزاء بِهم : علامي الجميل الي ماني بقادر ارده !..
قال ذيب وهو يقترب : فالح وعياله فعلوا الي تعجز شيوخ القبايل تفعله ، والي بنحاول نرده الحين ما يعد ولا يحمِل !..
إستقام تميم و وقف بثقه وشجاعه وإحتماء بِهم .. وكأنه بِهم زاد قوةً .. لديه سند واحد ولكنه بِهم اصبح لديه اسنِده .. اكتاف قويه عريضه يتكيء عليهم في ضعفه كما يتكيء الأن .. شعوره الأن لهم كما يقول الشاعر
" عدّيت ربعي بالرخا و أتعبوني
من كثرهم مجمل عددهم يهول
-
و عدّيتهم وقت القسى و أحرجوني
لقيتهم زادوا عن رقمي الأول " .. ضل فقط تميم بقِلة حيله ينظر لهم بنظرات إمتِنان .. وكأنه يقول لساني عجز وعيوني هلّت لكم خفايا جوفي .. قال سالم وهو يضرب كتف تميم ويقول بصوته الجهير : سبب تأخيري في البحث يا تميم هي انتظاري اوامر الي فوقي ، لكني معك ومعكم يارجال بندور سند بدون انتظار امر ولا ترقب رجا احد !..
ثم اخرج هاتِفه ولفه عليهم وهو يقول : بحثت في كل الشركات الي مرت شاحناتها مع طريق فقد سند في ذاك اليوم ، وخذيت اسم ورقم كل شاحنه وسياره وراعيها ..
مطلق : و ويش بنسوي الحين ؟..
سالم وهو يُنظِمهم .. اعطى كل مِنهم مكان و وجِهه حول تِلك المنطقه يبحث عنها .. وبعد ان بدأ يذهب الجميع مسك سالم بيّد تميم و زياد وقال وهو يأخذهم : انتو تعالوا معي ..
تميم بغضب : وين اروح معك ! الرجال يدورون سند !..
سالم وهو يلف على تميم : تبي جابر ؟..
تميم وهو يعقِد حاجِباه : هو الي سوا ذا السواه !..
سالم وهو يركب السياره : هو الي جاء قريب من المنطقه ، ودخل للبر وتقول انت انك شفت اسمهم وسكينهم وتذكر ملامح الرياجيل !..
تميم وهو يركب بجانب سالم : ايي اذكر ! واذكر حقدي وحرقة جوفي !..
زياد وهو يركب خلفهم : كم شخص هم ؟..
سالم وهو يُشغِل السياره ويتجِه لـ وِجهته : الي عرفت انهم خمسه ، وان زادوا ونقصوا مانيب داري !..
زياد بتساؤل : وليه ما علمت الرياجيل الباقي ..
سالم : دامنا بنروح لـ راس الحيه لازم هم يدورون ، ان لقيناه نعلمهم وان نلقوه نكسر ضلوع الرخمه وناخذه معنا ..
وذهبوا للمكان الذي سيكون فيّه جابر .. كما يعرف سالم ..
_____
بيت خالد ..
دخلت اديم وهي تحمِل صغيرتها على إلهام الجالسه على سريرها .. وقفت امامها وقالت اديم بإبتسامه : فاتج إلهام شنو سوت شيوخ ..
إلهام بذبول : ويش سوت ؟..
رفعت اديم صغيرتها في وجهه إلهام وقالت : ابتسمت !..
نظرت إلهام لـ ثغر شيخه التي اصبح عمرها اسبوع وقد إبتسمت طيف إبتسامه صغيره .. ضحكت إلهام وهي تأخذها وتقول : تججججنن ، شوفي كأنها تدري انتس توريني !..
ضحكت اديم براحه بعد إبتسامة إلهام وقالت وهي تلمس انف شيخه : ايي تشوفين ؟ تفهم هالنتفه ..
قالت إلهام وهي ترفع نظرها لـ اديم : بيجي اخوتس اليوم ؟..
اديم بإبتسامتها : اي بيجي بعد شوي هو وعبير ..
إلهام : واخيراً صح ..
اديم : اي والله مشتاقه حيل لهم ..
قطع عليهم رنين هاتِف اديم التي رفعته بضِحكه وهي ترى إسم اخيّها : يامرحبا ..
عبدالله : مرحبا بج ياوخيتي ، بتنزل لج عبير تسلم عليكم وبعدها تجوني بالسياره انتي وياها ..
اديم بتعجب : ليش ؟ انزل سلم على امي وتقهوا شوي ..
عبدالله بإصرار : لا والله منحرج من اهل البيت ، و ودي نتمشى شوي معج قبل نرجع ..
اديم بإبتسامه : ابشر ، يالله خل عبيروه تنزل ..
ثم اغلقت وخرجت بلهفه تستقبل عبير .. دخلت عبير وإبتسمت وهي تُعانِق اختها .. اديم : يااااالله حيها ، يابنت اششتتقتت لجج ..
عبير وهي لا تزال تُعانِق اديم : يابنت شنو ذا تغيييرتييي ! وين هاذيك النتفه !..
اديم وهي تبتعد من عِناقها : وين نتفه وانا ام !..
عبير وهي تتذكر : اي صح مبروووك ..
اديم وهي تُمسِك كف اختها وتدخل بِها لداخل المنزل : امشي شوفيها يا خالتها ..
رأتها منيره واقبلت عليها بفرحه وهي تستقبِلها وتسلم عليها بكُل حنيّه وكأنها والدتها : ياهلا ياااهلا بضي عيني ..
عبير وهي تليّن لحنيّة منيره بالرغم من سوء ما سمِعت عنها : ييااهلا بج ياعمه ..
ثم عانقتها و إرتاحت للحنان الذي تجِده في عِناقها .. وبدأت تُسلِم على اسيل وساره اللتان عرفتهم اديم عليها .. ثم دخلت برفقة اديم للغرفه لترى صغيرتها .. وكانت امامهم إلهام التي تحضن شيخه وهي جالسه على سريرها .. وقفت إلهام عندها رأتهم واقبلت تسلم عليها بإبتسامه حزينه .. لاحظت عبير ذبول هذه الفتاة .. بعد السلام خرجت إلهام وهي تتركهم لوحدهم .. لفت عبير على اديم وهي تسأل : متضايقه هي ولا ؟..
اديم بحزن : ايي ياعمري عليها ، زوجها مفقود وهو مصاب ولا نعرف وينه !..
عبير بتساؤل : وكيف رجال كبير ينفقد !..
اديم : راح يدور ناقتهم بالبر وفقده تميم وحصل سكين فيه دم بمكانه وحصلو سيارته وكل اغراضه لكن هو ماهو موجود ..
تذكرت عبير مكالمة جابر في احد الأيام وكان يقول " خذ احد ابلهم وخلهم يفقدونها والي بيجي يدورها استدرجوه لين اجيكم ".. ولكنها لم تُعطيّه اهميه .. وصُدِمت وهي تربط الأحداث وتعرف ان المُتسبِب هو اخيها .. ومن كلام اديم .. فمِن الواضح انهم لا يعرِفون .. وقفت عبير وقالت وهي تحاول ان تُبيّن معرفتها : يالله امشي عبدالله ينتظر ..
اديم وهي تتذكر : اي صح ، يالله اجهز والبس شويات ..
إنشغلت اديم وهي تتجهز .. وإقتربت عبير من احد ادرج اديم وفتحته بهدوء وهي تدعي النظر والتأمل .. وجدت مِحفظه .. وفتحتها وهي تأخذ بطاقة الهويه الخاصه بأديم وخبأتها في حقيّبتها .. لفت اديم وقالت وهي تنظر لـ عبير : شفيج ..
عبير بإرتبارك : هالبيت اثاثه وكل شي بسيييط !..
اديم بإبتسامه : وهذا الي خلاه مميز ومريح ..
إقتربت عبير بإبتسامه وهي تخرج برفقة اديم لـ عبدالله .. قالت اسيل وهي تُحدِث اديم : وين تروحين تتمشين ومعك هالصغيره ..
اديم : ايي باخذها معي ماغير شوي وبجي ..
عبير : اتركيها معهم عشان ما تزعجج وحنا من زمان عن بعض ..
اديم : والله صدقتي ، اجل خذيها اسيل ..
إقتربت اسيل وهي تأخذها .. وخرجت اديم وهي تتجِه لـ اخيها وبرِفقة اختها ..
رأته ينزل من سيارته ويستقبِلها بإبتسامته الحانيه التي لاطالما إشتاقت لها .. عانقته وقبلته وهي تشعر بأمان مُختلِف عِندما إحتواها .. قال وهو ينتهي من السلام عليها : يالله حيها ، عزالله انج فقده ..
ضحكت اديم وهي تُجيِب بشوق : الله يحيك يابعد راسي ، الفقده والله انتو يا اخوي ..
وركبوا بعدها السياره .. اديم بجانِب اخيها عبدالله وفي الخلف تجلِس عبير ..
______
وصل سالم للمكان .. في إحدا احياء الرياض المُظلِمه .. منازل مُهترِءه .. هدوء مُخيف .. وقف سالم عِند إحدا المنازل وهو ينظر لهاتِفه ثم قال : هذا هو المكان !..
فتح تميم الباب ونزل بسرعه .. نزل خلفه زياد على عجل وهو يقول : يارجال اركد ..
تميم وهو يمشي بخطوات كبيره لـ باب المنزل : اركد وهم قدامي !..
وقف سالم بجانِبهم وهو يقول : وعشان نمسكهم لا تستعجل وتخرب كل شي !..
صمت تميم وهو يهز قدمه بشكلٍ مُكرر على الأرض .. مد زياد يده وبدأ يضرب الباب .. ولم يسمع صوت ومد تميم يده وضرب الباب بقوه .. وصلهم صوت رجل وهو يقول : جاااايك جااااايك ..
فتح الرجل الباب وقال بحذر وهو يجهل الواقفين : عسى ما شر !..
تميم عرف ملامح الرجل ولم يُخفى عليّه ذات ملامح التوتر التي رأها سابِقً .. إقترب بسرعه خاطِفه وهو يُمسِك ياقة الرجل بقوه ويقول بصراخ : عسى ماشر !!!!..
توهق سالم من إنفعال تميم ودخل هو وزياد وهم يسحبون الرجل معهم .. قال تميم وهو ينحني لـ الرجل بعد ان ضرب قدمه سالم واجلسه : سند وينه !..
الرجل بإرتِباك : من انت !..
تميم وهو يخرج السكين من جيّبه ويمده في وجهه الرجل ويقربه لـ خده : اخو الي غدتوا به !..
زاد خوف الرجل بعد ان عرفهم .. وحاول ان ينسحب بهدوء ولكن حركة زياد كانت اسرع وهو يقِف خلفه ويضرب ظهره بقدمه .. قال الرجل بإبتسامة مكر : انت بكامل عقلك تدوره ! حظك اذا عاده بعد السم حي !..
تميم بصوت طويل شبيه بـ الصراخ : سممتوووووهه !!..
امسك سالم بياقة الرجل وهو يقول : بويش سممته !..
الرجل : السكين الي انطعن به مسموم !..
جلس تميم بقِلة حيله .. عاجِز عن تصديق ما سمِع .. امسك بِه زياد واوقفه وهو يقول : اثببتت ! لا ترتخي وانت عادك ما شفت اخووك !! ..
ابعد تميم زياد من امامه .. وابعد سالم عن الرجل .. وامسك هو بياقة الرجل وقال وهو يتحدث من بين اسنانه بغضب : ويش سويتوا بأخوي ! ويش سوا لكم ! لييييييه هان عليكم وهمّلتوه !..
الرجل بصدمه من تميم .. قال وهو ينفعِل : ويش سوا لنا ! قتل متعب وبرأ نفسه ! تحسبه بعد فعّله بنخليّه !..
تميم بصدمه : سند ما قتله ! سند مُتهم وتبرأ من التهمه !!..
الرجل: اي هذا الي تبون تقنعونا به ! لكن دام الشرطه ماخذت حقنا ! بناخذ الدم بالدم وان حيّا هاللي تسميّه اخوك ! بنرجع ناخذ روحه !..
تميم بغضب وهو يُمسِك فك الرجل بقوه ويضغط عليها حتى إحمر وجهه : وانت تحسبني بخليك ؟ انا الي باخذ روحك وانا الي بعلمكم شلون تنتقمون ..
امسك سالم بـ تميم وسحبه .. اخذ زياد تميم وهو يتحدث معه : خلنا نلقى سند طالبك ، لا تتهور لا تضيع الفرصه من يدينا ..
لف تميم عنهم وهو يضرب الأرضيه بقوه .. بقِلة حيّله .. قال سالم وهو يُحدِث الرجل : جابر وينه !..
الرجل بإبتسامه : راح ينهي الي جابت العار لأبوهم ..
سالم : اهرج زين وانطق بالصحيح !..
الرجل : هذا هو الصحيح وعيال متعب ماهم مخلين اختهم عند قتالين ابوهم واكيد صاحبة العار ماهي سالمه !..
ابعد زياد يده الي تُمسِك تميم وامسك الرجل وقال بإنفعال وهو يحاول ان يفهم من هي المقصوده : تقصصد زوجته منيره ؟!..
الرجل : ومن غيرها تجامع الرجال في ديار الغرب !..
ضرب زياد الرجل بقوه على وجهه وامسكه سالم وهو يقول لهم : خذوا سيارتي وبسرعه عودوا للقريه ! مابه رجال عند الحريم !..
ركض تميم وتبِعه زياد بعد ان اعطى ضربه اخيره لـ الرجل .. وبقي سالم وهو يتصل على الشرطه لإمساك من هم موجودين في المنزل والقضاء على ما يستطيعون مِنهم .. عِندما ركب تميم السياره رفع هاتِفه وهو يتصل على اديم .. ولكن وللأسف وما قهره هو انها لا تُجيب ..
______
في سيارة عبدالله ..
نظر عبدالله لـ التي نامت بخمول بجانبه .. وقال وهو يُحدِث عبير : شكلج كثرتي المنوم ! نامت من اول كاس !..
عبير بتوتر : وانا شدراني ياعبدالله ، من التوتر صبيت الي بالعلبه كله ..
عبدالله بخوف : الله يهداج ، عسى ما يضرها ولا يتعبها ..
عبير : خلك منها الحين ، ليه تعطي جابر عنوان عمتي منيره ؟!..
عبدالله : ادري شنو خايفه منه ، لكنها ماتستحق رحمتنا يا عبير وافهمي خلاص ، هالحرمه راعية عار و كانت تستعطفنا لين شفنا ابوي اردى خلق الله وهو كان يحمي عرضه من رداها ..
صمتت عبير وهي قلبها يتاكل وترحمهم .. كما هي الأنثى دائماً .. حنونه جداً وتتنازل لقلبها وتتعاطف..
قال عبدالله وهو يرفع هاتِف اديم : هالرجال ما وقف وهو يدق !..
عبير : رد عليه ..
عبدالله وهو يُغلِق الهاتِف : برد عليه لامن وصلنا الكويت ..
______
في بيت خالد .. مستلقيه إلهام و واضِعه رأسها في حضن والدتها التي بيدها تلعب في خصلات شعرها المُبعثره .. وأمامهم تجلس منيره التي تنظر لساعتِها كل خمس دقائق متعجِبه من تأخر اديم .. ومعهم اسيل التي في حضنها صغيرة اديم ..
إعتدلت إلهام و وقفت وقالت ساره : وين رايحه ؟..
إلهام بخطوات ثقيله : لغرفتي يمه ..
ساره : تنفسي يا بنتي شوي ، اتركي هالغرفه ..
إلهام وهي تخرج : ماحولي نفس يمه ..
قالت ساره بعد ان خرجت إبنتها : هالبنت بتطيح وهذا الي خايفه منه ..
اسيل : اتركيها ترتاح ، مراح تسوي الا الي تبي ..
منيره وهي تنظر لـ ساعتها : تأخرت اديم ولا يتهيء لي ؟..
اسيل : مع اخوانها عادي لو تأخرت ..
منيره بخوف : مع اخوانها بس قالت لي مراح اطول اكثر من ساعه ، والحين لهم ساعتين ولا ترد علي !..
ساره : وليه ما ترد ؟..
منيره : هذا الي مخوفني ، وحتى عبدالله غريبه عليه يجي ولا يسلم علي او يقابلني !..
اسيل : تشكين يسوون فيها شي ؟..
منيره بثقه في عبدالله الذي تعرفه : لا والله ما اشك في عبدالله ، لكني ماني مرتاحه لكل شي يصير وعبدالله مبطي مايتصل ولا يجي ! وجاو بعد فقد سند وخذوها بدون شوفتي ؟!..
ساره بريبه : علامتس اهرجي زين ويش تفكرين فيه ؟..
منيره بخوف : مدري لكن قلبي قارصني يا ساره ..
اسيل وهي تقطع حديثهم : في ريحة شي يحترق ..
ساره وهي تشم : ماخبرت شي على الفرن ..
منيره وهي تقِف : الريحه جايه من برا ..
ساره بِلا مُبالاه : اجلسي بس انتي فيتس بلا اليوم ..
منيره وهي تعود وتجلس : والله مدري ..
عِند إلهام .. دخلت غرفتها وأقفلت بابها وجلست على السرير كما هي كئابتها مُنذ إختفاء حبيبها .. إستلقت حتى غفت عيّناها بهدوء دون ان تشعر ..
بعد دقائق كثيره وقفت منيره بخوف وهي تقول : الريحه قويه يا ساره قومي نشوف !..
ساره وهي تقِف : اكيد احدن هنا يحرق له محرقه ماهي جديده ..
منيره : قلبي قارصني امشي نطلع ..
مشت منيره وخلفها ساره وهم يخرجون من الصاله الداخليه مُتجهين لـ الحوش ومجلس الرجال الذي فيه .. شهقت منيره وهي ترى النار مُشتعِله حول الباب .. رجعت للخلف وهي تحذر ساره .. نظرت ساره بصدمه وهي ترى الباب الذي إسود لونه وبدأ النار ينتشر حول الجِدار ويقترب من المجلس .. رجعت ساره تركض وهي تبحث عن هاتِفها وتصرح على اسيل : يااااابنت البيت ششببب !..
وقفت اسيل بصدمه وهي تحمِل شيخه بيّن يديها .. اخذت ساره هاتِفها وإتصلت على زياد وصرخت وهي تخبره عن إحتراق المنزل وهم بداخِله .. ركضت منيره للمطبخ وهي تحمل القِدر الكبير وتملأه ماء وتخرج راكضه وتحاول بيأس ان ترش عليه .. اغلقت ساره المكالمه وركضت وهي تضرب الباب على إلهام التي لم تُجِب عليهم .. خرجت بركض وهي تتجه لنافِذة إلهام التي بالقرب من جِهة الحريق .. ومن الواضح ان الدخان قد دخل عليّها وربما قد يكون كتمها وهي نائمه ..
لا استبيح القِراءه دون لايك وكومِنت ..
-
صرخت مع النافِذه وهي تُنادي إلهام التي تراها امامها مُستلقيّه على السرير ومُغمِضه عيّنها .. عادت ساره وهي تأخذ هاتِفها وتتصل على ابو سالم أخيها .. واخبرته وهي ترجف وتبكي .. لا تزال منيره تركض بالقدر وتسحب كل ما تقدر من الماء وترش .. الحريق لم ينتشر جداً .. ولكنه قد حبسهم وهو يتركز على باب الخروج .. واسيل بالرغم من حملها لـ الصغيره إلا انها كانت تحاول مُساعدة منيره وهي تركض معها بقِدر ماء .. ذهبت سارة للمستودع الصغير الذي خلف السور واخذت مِنه صنبور الماء الطويل وذهبت بخطوات راكضه للمطبخ وهي تركب الصنبور وتخرج به بسرعه وترش بشكل عشوائي على اللهيب المُشتعِل .. وما إن إنطفئت النار حتى اصبح كل المكان مكسيّ بلون السواد .. و وصل بعضها لمجلس الرجال واحرق نِصفه .. سقطت منيره على ركبتيّها وهي مُتعبه .. وذهبت اسيل وهي تُبلِل وجهه شيخه بماء خوفً عليّها من الكتمه .. وذهبت ساره وهي تعود بسرعه لإبنتها التي لا تزال مُغمضه وقد ملأ غرفتها الدخان الأسود الناتِج عن الحريق .. وصل ابو سالم وحاول هو وعِدة رِجال فتح الباب بالرغم من حرارته التي لا تزال تُعجِز الكل عن لمسِه .. فُتِح الباب ودخل وهو يركض وينادي اخته : سسساااره !..
خرجت له ساره وهي تركض وتصرخ وتقول : إلهام ياااخويي منكتمممه ولا ترد علينا !..
ابو سالم وهو يسرع بخطواته ويدخل : وينهيي !..
ساره وهي تبكي وتمشي خلف اخيّها : في غرفتها مقفله !..
وصل ابو سالم لباب الغرفه وضربها بقوه ولم تُفتح .. وصل زياد وتميم ونزلوا وهم يركضون لـ الداخل .. وقف تميم عِند باب المدخل وهو يحترق لـ الدخول وإنهار قهراً وهو يرى السواد يعُم المنزل واطرافه مُحرقه .. دخل زياد ورأهم يضربون الباب .. قالت ساره وهي ترى إبنها يركض نحوهم : زيااد اختك مقفله الغرفه عليها ومنكتمه !..
إبتعد ابو سالم وإقترب زياد وهو يضرب الباب بكل قوته ويفتحه بقوه .. ركض نحوها وهو ينادي بإسمها ولكنها وللأسف كانت شاحِبه والغرفه مكتومه .. حملها وركض بعد ان غطتها والدتها بعبائتِها .. أبتعد تميم وهو يعطي طريق ليخرج زياد بأخته .. ركب زياد السياره ومعه والدته وأخته التي لم تتحرك حتى الأن .. ومشى مُسرِعاً للمُستشفى .. ضرب تميم باب المنزل بقوه وهو يناذي بأسم اديم .. خرجت له منيره وهي واضعه الشال على رأسها .. وقالت وهي تُحدِث تميم : اديم للحين ما رجعت يا تميم !..
تميم بغضب : وهي وين راحت !..
منيره : راحت مع اخوها عبدالله قبل ساعتين واكثر !..
تميم بإنفعال : ومن سممحح لها تطلع معهم !!..
منيره بعدم فهم من غضب تميم : جاء اخوها يسلم عليها وطلعت معهم شوي !..
تميم : جاي يسلم عليها ! توه يجي يسلم الحين ؟! سند مطعون ومفقود ودمه في كل مكان بسببهم ! وبيتكم احترق عليكم وإنكتمت زوجته بسببهم !! وتقولين جاي يسلم !..
لم تفهم منيره وهي تنظر بصدمه .. ولاحظ تميم انه رفع صوته على منيره بدون ان يشعر .. وبدأ يخبرها عن ماحصل ومن هم السبب .. صُدِمت منيره وهي تخاف اكثر على اديم التي اصبحت بيّن يديهم .. وبما انهم ابناء متعب .. ستكون إستعادة اديم مُرهِقه جداً وصعبه ..
رفع تميم هاتِفه على عجل وهو يتصل على سالم ويخبره عن اخذ عيال متعب لزوجته وخطتهم في إستعادتها .. ورجا سالم ان يمنع سفر عيال متعب خارج السعوديه والبحث عن اسمائهم ومراقبة تحركاتهم .. واغلق بعد ان اخبره سالم انه سلم من كانوا في البيت وإتجه فورا لمكتبِه ليبدا البحث عن عبدالله بن متعب وإقافه فور وصوله لنقطة التفتيش .. يعيش تميم حالياً اصعب فترات حياته .. بين فقد اخيه وتناثر دمه في كل مكان .. وبين انهيار ابيه وعجزه عن مقاومة ألمه .. وبين اخذ زوجته .. وقطع على نفسه شريط الأفكار الحزين .. وهو يفكر في سياره يستخدِمها لـ الذهاب .. بما ان السياره التي اتى بِها اخذها زياذ على عجل وهو ينقذ اخته .. جاءه ابو سالم وهو يسأله عن مابه !.. واخبره تميم عن عجزه وعدم وجود وسيله تجعله يركض خلف احد الثلاثه .. فأعطاه ابو سالم سيارته وطلب مِنه ان لا يعود إلا ومعه البشائر .. الأخبار التي تُعيد الفرح على مُحيّا الجميع .. واخذ تميم السياره وهو يشعر بإمتنان .. لكل من سانده في اشد لحظاته كسراً .. ومشى بسرعه مُتجهه لـ سالم .. للحصول على زوجته .. بينما البقيّه يبحث عن سند ..
_______
وصل زياد للمستشفى وحملها وهو يركض ويخبرهم انها منكتِمه وكانت نائمه وحولها سموم الحريق ينتشر .. اخذوها بسرعه وبدأو برؤية حالتها .. وبعد عِدة دقائق من دخول إلهام ومُعالجتها .. خرجت الطبيبه وهي تُحدِثهم .. واخبرتهم انها قد إستشقت الكثير من الدخان السام وبسبب ضِعف المناعه والخمول الجسدي قد سبب لها إغماء وفقدت نفسها .. ولكنهم احضروها بسرعه وهذا ساعدهم في إنقاذِها وتم تفادي الخطر .. ولكنها تحتاح لـ الراحه واخذ الأكسجين وبعض المُغذيات المُكمِله لـ المناعه ..
جلست ساره بفتور وقالت بعد نفس عميق : اوجعني قلبي يازياد ، خفت تروح بنتي مني !..
زياد بخوف : بسم الله عليتس يمه ، لا تفكرين ذا التفكير واكسري الشر ..
ساره وهي ترفع يدها وتضغط على صدرِها : يالله ياربي لك الحمد ..
زياد بقلق : يمه فيه احد غير إلهام تعب ؟..
ساره وهي تتذكر : لا الكل طيب ولحقنا الحريق قبل ينتشر اكثر ..
زياد براحه : زين الحمدلله ..
رن هاتِف زياد ورفعه وهو يرى إسم والده .. اجاب وجاءه صوت ابيه القائل : ويش العلم من الي حرق البيت ! ويش اخبار إلهام !..
زياد : يبه تعوذ من ابليس ، إلهام طيّبه وحالتها زينه مير انكتمت شوي ، والحريق هقوتي عيال متعب ..
خالد بعدم فهم : ويش دخل عيال متعب !..
زياد : سالفه طويله يبه ، بيجيك العلم لامن جيتك ..
ثم اغلق بعد ان تأكد والده ان إلهام بخير وان الجميع في امان وبحاله جيده ..
ساره وهي تُحدِث زياد : ويش الي عيال متعب ! هالعائله ما خلصنا منها !..
زياد وهو يجلس بتعب : هالعائله عيّت تخلص وتخلصنا ..
ثم بدأ يُخبِر والدته عن كل ماحصل وماتسبب به عيال متعب .. وتعِبت وهي تسمع انهم سيُتعِبونهم اكثر ..
_______
بعيد جداً .. منزل مُكتض .. العديد من العامليّن .. الكثير من الجنسيّات .. غُرف مُهترئه .. يخرج رجلً صاحِب الجنسيه اليمنيّه .. ويبتعد عن الإزعاج والأنفس الكثيره التي في المكان .. اجاب على هاتِفه وهو يسمع المُتصِل يقول : انت اتيتني برجالن ماهوب معلومن حاله وهملته عِندي !..
الرجل : حاكيت لك ان الرجال مسموم وانت تعرف هالأمور ..
المُتصل : وانت تعرف اني ما اداوي الا بفلوس !..
الرجل : بعطيك الفلوس لكن لا تخليّه !..
المُتصل : اتحراك واتحرى الفلوس معاك ..
الرجل قبل ان يُغلِق : حاكيت لك الفلوس بتاتيك لامن داويته ..
وإبتعد وهو يمشي مشغول البال .. يعيش اليمنّي مُغترِب وفقير .. لا يملك مال ليستطيع العيش لوحده او على الأقل بناء عائله .. ولكن ولسبب ما .. شعر انه يجب عليه إنقاذ هذا الطريح .. من بيّن جميع مشاويره ومروره من العديد من الطرق .. لم يمر في حياته مع هذا الطريق .. ولكن وبسبب مرض السائق المسؤل عن هذه الشاحِنه إضطر هو ان يسوقها وستتم الزياده في اجره .. وعِندما رأى الرجل ولاحظ جميع السيارات تتجاهل وجوده .. عرف انه مُرسل .. ان الله اراد مِنه إنقاذ هذا الرجل .. وبداخِله شعور قوي .. يُخبِره ان هذا الرجل سيُنقِذه من شتات حياته .. وقف اليمنّي ينظر امامه بتعمن .. لـ السياره التي تدور حول منزِلهم .. إقترب اليمني وسألهم وهو يقول : السلام عليكم ؟..
الرجليّن وهم مِن داخل السياره : وعليكم السلام ..
ثم سأل احدهم : تعرف علي ال **** اليمني ؟..
اليمنّي بريبه : اعرفه ، بغيتوا منه حاجه ؟..
الرجل : بغينا منه نشّده ، ننشده عن رجال طريح ..
اليمنّي ولا تزال الريبه تُعانِق قلبه : وانتو سبب طيحة الطريح ولا ربعه ؟..
الرجل وهو ينزل من السياره : حنا خوانه !..
اليمنّي بشِده : اثبت لي ..
الرجل الذي نزل بصوته الغاضِب قال بإستفزاز : اختصر الحكي وعطنا العلم ! ثلاث ايام ندوره ولا حصلناه !..
نزل صديقه من السياره وقال وهو يُهدأة : عبيد اسكت واترك عنك المشاكل ! حنا ندور سند وتميم ينتظرنا لا تسوي الي يسود الوجهه !..
اليمنّي : تميم ؟..
مسلط : اي تميم ، تعرفه ؟..
اليمنّي وهو يتذكر : لا ما اعرفه ، لكن الطريح ناداه كثير وكأنه يزهمه !..
مسلط بفرحه : هووو بعيييينه ! تكفى ودنا صوبه !..
عابد وهو يركب السياره : امش معنا معاد به وقت !..
وقف اليمنّي بتردد وقال مسلط : انت في وجهي ما يجيك شي ، دلنا على رفيقنا طالبك !..
تردد اليمنّي كثيراً ولكنه رأى الصدق ولهفه في عيّنهم وقرر واخيراً ان يُرافِقهم .. بدأ يدلهم على المكان مشوا بين بيوت كثيره مُتداخله في بعضها من حيهم الصغير .. وتوقف عِند منزل مُبتعد قليلاً عنهم .. نزل اليمنّي المُسمى بـ علي .. ومشى حتى وقف امام الباب .. وخلفه مسلط وعابد بخطواتهم الحذِره يتبعونه .. مد علي يده وهو يضرب الباب بقوه .. جاءه صوت صديقه وهو يقول : انته عِلي ؟..
علي : ايوه ..
فتح صديقه الباب وصُدِم وهو يرى من يقِفون خلفه بملامح جديّه .. قال علي وهو يدخل : ربع الرجال ..
صديقه : فلوسي يا عِلي !..
تغيّر وجهه علي ولف على مسلط وعابد .. قال مسلط : فلوس ويش ؟..
علي وهو يُخبِرهم .. انه عِندما وجد الطريح ورأى وجهه .. لمس مكان الدم ولاحظ النزيف الذي في جنبِه .. ومن إصفرار وجهه وصعوبة تنفسه عرف ان الطعنه ليست عاديه .. واخذه بسرعه لصديقه .. والذي كان طبيبً في اليمن ولكنه وبسبب الحروب والشتات إغتربوا هنا .. ولم يأتي في راسه بذالك الوقت الا صديقه صاحب الخلفيه المُسبقه في هذه الأمور .. ولكنه رفص وبشِده عِندما طلب مِنه بسبب خوفه من ان ينقلِب ذالك عليّه .. و وعده ان يُعطيه ما يُريد من المال و وافق وهو خائف بسبب حاجته الشديده للمال ..
قال مسلط : بعطيك الفلوس انا ، والحين قبل اطلع لكن اول شي ورني الطريح وخلنّي اتأكد من سلامته !..
صديق الرجل بإصرار : ماتدخل الا لين اشوف الفلوس !..
غضِب عابد وإنفعل .. مسك مسلط يد عابد وقال وهو يُحدِث علي : هنا صرافه قريبه ؟..
اشار علي لمكان قريب واخبره عن وجود صرافه فيه .. تبِع عابد مسلط وقال وهو يُحدِثه : من وين بتجيب الفلوس !..
مسلط : ماعليك بتصرف ، لكن خلك هنا لا يروح سند من يدنا !..
عابد بإستسلام : ماعليك عندي ..
وذهب مسلط يُحضِر المال .. وبقي عابد الذي يعرف ومتأكد ان مسلط لايملك ذالك القدر من المال الذي سيُعطيه الرجل .. وعاد ادراجه وهو يقِف برِفقة الرجليّن ..
_____
وصل تميم عِند سالم ونزل بسرعه وهو يُسابِق خطواته .. عجِز عن الركض والطرد خلف كُل امر .. ومن مكان لأخر يدعوا ان يجِدهم .. ان ينتهي ركضه الطويل بلِقاء .. برؤيتهم .. وقبل ان يدخل عِند سالم .. خرج سالم وهو يمشي بسرعه ويقول وهو يرى تميم : امش امش لقيناها ..
مشى تميم خلفه وهو يقول : زوجتي ؟..
سالم بعجل وهو يركب السياره التي اتى بِها تميم : اي مسكوه في نقطة تفتيش وهو رايح للكويت ..
مشى تميم بسرعه .. وخوف ان لا يكون مِثل سند .. عِندما ظن انه سيّجِده .. خاب ظنه وهو ينهار بفقده اكثر ..
______
عِند نقطة التفتيش .. صوت صافيِرات الشرطه .. وإنتشار ضوئها الأحمر والأزرق في كل مكان .. نزل عبدالله من السياره بعد ان اوقفوه جانِبً .. قالت عبير بخوف وهي تراه ينزل : وين بتروح وتخليني !..
عبدالله : بدق على جابر وجايج ..
إقترب الشرطي وهو يرى عبدالله يبتعد عن السياره وقال وهو يمسِك كتفه : على وين ؟..
عبدالله : عندي مكالمه ضروريه !..
الشرطي بريّبه : خلك قريب مني لا تبعد !..
عبدالله وهو يُكمِل خطواته ويقِف قريب مِنه : ابشر ..
رفع هاتِفه واتصل على جابر .. وجاءه صوت جابر الذي بان عليه التوتر : على شنو داق !..
عبدالله : الشرطه مسكتني !..
جابر بغضب : وانت ماتسوي شغل سنع !..
عبدالله الذي دائماً تفشل خططه الشريره .. على عكس جابر الذي يحفِر لـ الشر وتنجح في كل مره .. قال عبدالله : انت تعرفني زين ياجابر ، والشرطي اتصل على زوجها وقايل جاي بالطريق !..
جابر بإنفعال وهو يصرخ على الهاتِف : وانت بتخليه ياخذها ! هذي اختك ! هذي بنت متعب ! ماترجع لهم لو يحرقونك ويحطون السكين برقبتك !..
عبدالله بقِلة حيله وهو يعجز عن المكر : اكثر من كذا ياجابر انا عاجز ! الشرطه وقفتني شنو تبيني تسوي ؟ ادخل نفسي في مشكله مع الدوائر الحكوميه ؟ انهي نفسي بنفسي ؟!..
جابر : وينك ؟ اي شرطه ؟ وصف لي محلك !..
بدأ عبدالله بإخبار جابر عن مكانه وعند اي شرطة تفتيش تم إمساكه ..
_____
بعد اكثر من نِصف ساعه .. عاد مسلط وهو يحمل بيّن يديه مبلغ كبير .. إقترب وهو يقِف امامهم وقال وهو يرفع المال امام اعيّن الرجل : نقدر ندخل الحين ؟..
الرجل : نقدر ..
فتح الباب وطلب مِنهم التقدم .. مسك عابد بكتف مسلط وهو يقول : من وين جبت هالفلوس !..
مسلط بقلق : الفلوس ماهيب هم ، همنا الحين سند وخلنا نحصله !..
عابد : عادني برجع اسألك ، وانتبه تلف وتدور !..
فتح الرجل باب الغرفه .. ومن الواضح انه يستخدِم هذه الغرفه لأغراض خاصه .. دخل مسلط بسرعه .. وخلفه عابد الذي لم تكُن خطواته اقل من مسلط .. وبداخل الغرفه سرير حديدي .. مُستلقي عليّها بوجهه اصفر .. وملامح مرهقه .. ولكن من الواضح انه حي وهذا الأهم .. اسرع مسلط وركض وهو يقِف امامه ويمسك يده ويضع اصابِعه على عروق معصمه .. وإطمئان اكثر وهو يشعر بالنبض .. قال الرجل من خلفِهم : طلعت السم لكنه محتاج تبرع دم لان الي استنزفه كثير ..
مسلط وهو يلف بقوه على الرجل : مسموم !!..
علي : ايوه مسموم ، لكن السم كان على الجلد ومادخل وهذا سهل علينا انقاذه ..
عابد بإنفعال : وليه ما وديتوه المستشفى وياخذ دم ! او على الأقل عشان يلقونه اهله !..
مسلط وهو يحمِل سند : الوقت ماهو وقت جدال !..
مسك الرجل كتف مسلط وقال : حقي !..
مسلط بغضب وهو يعطي الرجل ماله : خذه الله لا يجعل لي عندك حاجه !..
وخرج بسرعه وهو يذهب بـ سند ويركب السياره .. تبِعه عابد وهو يركب في محل السائق ويسوق .. وصل للمُستشفى ودخل وهو ينادي عن حاله طارئه معه .. إقترب الطبيب وهو يأخذ سند من بين يد مسلط ويستلقيه على السرير المُتحرك .. سأل الطبيب عن مابه ؟ واخبره مسلط انه متسمم لثلاثة ايام .. ولكنه أنقِذ من السم والباقي لايعرِفون .. دخل الطبيب وهو يرى حالة سند .. لف عابد على مسلط الذي يجلس بجانِبه على الكرسي .. وقال : علمت تميم !..
مسلط وهو يتذكر : يوووووه ..
ورفع هاتِفه وإتصل على تميم .. ولكن لم تصِله إجابه واعاد الإتصال ولا فائده .. واغلق هاتِفه وهو ينوي إخباره لاحِقاً ..
خرج الطبيب وناداهم .. دخلوا وهم خائفين من ما يسمعون .. جلس الطبيب وجلسوا قِباله .. قال الطبيب مُتحدِثًا : المريض وبسبب الإسعافات الأوليه المُتنقه قدر يتفادا السم وإنتشاره، لكنه خسر كثير من الدم ومحتاج متبرع سريع !..
مسلط وهو يقِف : انا اقدر اتبرع له ؟..
الطبيب : ايش فصيلة دمك ؟..
مسلط : O ..
الطبيب وهو يقِف : تقدر ، اتبعني ..
عابد وهو يقِف : واذا احتاج زياده انا موجود ..
الطبيب : خلك قريب ولا تروح ، احتمال يحتاج زياده ..
قال مسلط بقلق : طيب ليه للحين وهو مغشي عليه ؟..
الطبيب : لانه تعرض لإرهاق ونزيف ، وهذي لحالها كفيله بأن تجعله خالي من الطاقه ..
وبعدها خرج مسلط مع الطبيب وهم يتجِهون لـ التبرع وسحب الدم .. واثناء ذالك كان سند تحت المغذيات لإستعادة طاقته التي فقدها بسبب إغماءه ثلاثة ايام ..
أنت تقرأ
رواية فيك القصيد المعتق
Poetryأحياناً يكون ألم الماضي هيّ قُوة الحاضِر .. حربُ الماضي وماتاهَتِها تختلِقُ جسارتً وهيّمنة .. الماضي أرهق وأنهكَ تلك الشخصِيات وهدم سعادةً .. لـ يصنّع بدلها جبرُوتً قادِراً على صدِ الهجماتَ .. مالذي حدث لـ حُبِهُما ؟ ماهو سبب الفِراق والعيش الأليم ؟...