Part 1

649 67 212
                                    

رسائل تحت وابل الرصاص
مقدمة

يقولون إنَّ ما بين الحرب والحب رسالة مختلفة، كتلك العلاقة التي تجمع بين الماء والنّار ولم نكتشفها بعد؟ أي تناقض ذلك الذي بدأت أفكر فيه؟ وأي علاقة تلك التي نحاول اكتشافها وتجمع بين هذين المتناقضين؟ الحرب تبدأ تلميحًا، ثم تسمعها تصريحًا، وهكذا هو الحب أيضًا... ولكن النهاية مختلفة بالتأكيد.
قراءة ممتعة
                                              (1)
فتحت عينيَّ بفزع عندما تسلل دَوّي الانفجار إلى حلمي ليُفيقني بقسوة من نومي  نهضت بهلع هرعتُ خارج المنزل لأحرر كلابي من أطواقها، لقد كان الناس في حالة من الذعر وتركوا سياراتهم ومنازلهم الحي يكاد يخلو منهم ،
قبل اشهر استأجرنا هذا المنزل لقربه من الجامعة الوطنية ، فنحن مجموعة طالبات من محافظات عراقية مختلفة . فضلنا استئجار المنزل على الأقسام الداخلية الخاصة  ، انها رغبة عوائلنا في النهاية ولم نمانع كان الامر ايجابياً ، خمس طالباتٍ عراقيات في خاركيف ، ندرس تخصصات مختلفة ، ميكانيك الطائرات كان حلماً صعبًا في العراق إلا انه الان كاد أن يتحقق لولا الحرب .
_________________________________
رفل إحدى رفيقات السكن اتخذت مقعدها تعتصر جبينها وتضع إحدى يديها على ركبتها قائلةً: الموضوع طلع صدق ! كل ظني بس حجي صارت الحرب
كانت خائفة والصدمة واضحة على وجهها ، قلت بنبرة متأسفة : مااعرف هيج يصير قلت انتظر اخوية التقي بي ونطلع منا
‎تدور اسئلة كثيرة في ذهني مثل ماذا سيحدث لنا جميعا؟ إلى أين تمضي الأمور؟ هل سأعود مرة أخرى؟ هل سأرى
‎أخي  مرة أخرى؟
فمهما كان نوع العلاقة بين افراد العائلة فهي المستقر الاخير للانسان .
لاتوجد أية أجوبة في الوقت الراهن على أيِّ سؤال يبادر أذهاننا .
لم يكن لدينا سوى حمام المنزل إنه المكان الاقل ضررًا فيما لو تعرض
المنزل للقصف ، لقد دعت الحكومة الاوكرانية المواطنين بالتوجه إلى الملاجئ ، تمكنت اثنتين من رفيقات السكن من المغادرة ،الثالثة ترقد في احدى المستشفيات تعاني من كسر في الساق  وقد تم تجبيره. لم نتمكن من المغادرة لمساعدتها   ، وأيضًا لايمكننا التحرك في الوضع الحالي بسبب الغارات المستمرة واقتتال الشوارع .
سئمت الجلوس في الحمام مع الكلاب ورفل كانت تزيد الوضع صعوبة بخوفها فهي من الأشخاص الذين لايملكون القدرة على التحكم بسلبيتهم ، خرجت رغم إصرارها على بقائي برفقتها ، القصف القريب يهز المنزل بين الدقيقة والأخرى  تتأمل عيناي السقف مع كل هزة، اقتربت من آلة صنع القهوة فهي رفيقتي في كل يوم مهمت ساء الوضع ، اخذت نكهتي المفضلة من الدرج وكانت الاخيرة ووضعت كوبي الأبيض بانتظار امتلائه بقهوة البندق ،
لم يكن يوماً عادياً ، محاولات يائسة لالتقاط إشارة اتصال او انترنت ، شوارع شبه فارغة ، ضجيج المدافع ، برد يتسلل الى المنازل ينهش القلوب خوفاً ، نحن محاصرون اينما ذهبنا ، اينما قررنا البحث عن الحياة تلاحقنا الحروب كشبح يلعن خطواتنا .
قاطع سرحاني صوت ركل باب المنزل المفزع هرعت مخرجة رأسي فقط من باب المطبخ دون جسدي ، لأرى مايحدث ، وأيقنت بأنها القوات الروسية وهي تداهم المنزل . ارتعش قلبي خوفاً بعد رؤية أسلحتهم واجسامهم الضخمة ، القسم الأكبر منهم كسر الباب والقسم الآخر بقي خارج المنزل ، انتشروا في المكان بسرعة كإنتشار الاصباغ في الماء ، خرجت رفل مع الكلبين من الحمام وسرعان ما وجه احدهم البندقية صوب رأسها ليحثها على السكوت ولتجثو أرضًا .
اتمنى أن يكون حلمًا وأن مانراه ليس حقيقيًا، في العراق كان افراد عائلتي يمازحونني على الدوام بأنني قليلة حظ أينما وليت وجهي إلا أن خالتي كانت تعترض عليهم دوماً دفاعاً عني حسناً خالتي اتمنى لو كان بإمكاني أن اخبركِ   بأنني استحق لقب البومة الذي رافقني لأعوام بجدارة . أمسك أحد الجنود مرفق يدي اعتصره كمن يعتصر حبة طماطم ليصنع صلصة ، حاولت التنصل منه إلا أنه أقوى مني بكثير انحنيت قليلًا لأعض يده ، وبحركةٍ سريعة أسند حزام بندقيته على كتفه وصفعني بخفة لإبعادي فقط ، ولكن الطنين في اذني إثر هذه الصفعة استمر لثوانٍ فقدتُ قدرتي على السمع لأقل من دقيقة حينها ايقنتُ بأن علي أن اجثو على ركبتيَّ بجوار رفل ، وبينما كنت أفعل ذلك دخل رجلٌ طويلُ القامة قوي البنيان يرتدي زياً عسكرياً روسياً زيتونياً ، معطفاً  ذو شارات ازراره متقابلة،    وقبعة عسكرية ،  يحد حزام خصره مسدسٌ في محفظة جلدية  ويدخن سيجارته ، ينفث دخانها كتنين غاضب ، وبَّخ جنديه وهو يدلف بخطواته الواسعة وحذره مرددًا بصعوبة والسيجارة مابين شفتيه : لقد نهيتكم عن التصرف بعنفٍ مع العُزَّل !
-انها اوكرانية الا تستحق ذلك ياسيدي ؟
قاطعتهما بحنق اناظرهما حيث يقفان امام مكان جلوسي : تدعي روسيا ان الاوكرانيين يتنكرون بالزي الروسي لايذاء شعبهم ولكنكم   روسيون ولقد ضربني هذا الوغد للتو
لم يتمالك الثالث أعصابه فضرب رأسي بأخمص بندقيته شعرتُ بألمٍ خفيف ودوارٍ أيضًا ، لاوقت لاستعراض شجاعتي في هذه الأجواء الرومانسية للغاية بقيت صامتة بينما قال ضابطهم ممشوق القوام وسيم الطلّة سيء الخلق : يبدو أنكِ تستحقين تلك الصفعة .
نظرت مطولًا في عينيه عندما أطال نظرته الى وجهي بعد جملته ، انشغل جنوده بتفتيش المنزل فهم قلقون من الأفراد الذين لم يغادروا منازلهم في خاركيف شكاً منهم بأنها مقاومة او خدعة أو أنهم يخبئوون الاسلحة . جلس على الاريكة البيضاء القريبة من باب المنزل وضوء النهار المار من النافذة  خلفه سقط على كتفه ذو النجمتين ،أخرج سيجارته من فمه ليَنفث دخانها وهو يحملق في وجهي حتى شعرت بأن هنالك خطبٌ ما في وجهي ، قال بنبرة هادئة بالكاد التقطتها اذنيَّ : انا أعرفك من مكان آخر وفي ظروف أخرى
استطرد وهو يبعد قبعته ويرفعها عن رأسه ليظهر شعره  البني المصفف بعناية : ألستِ خائفة كصديقتكِ
وضع القبعة على ركبته وصفف شعره بيده الأخرى
-أيموت الإنسان مرتين ؟ ان كان هذا يومي فلاداعي للخوف لن يغير الخوف قدري
سحبت رفل انفاسها الثقيلة  وناظرتني بعينين لامعتين بعد جملتي هذه ، بينما رفع الآخر حاجبيه معجباً وساخراً بابتسامة صغيرة في آنٍ واحدٍ وهو يقول : شجاعة أم غباء ؟
-اتطلقون سراح الاغبياء؟
ضحك فظهرت اسنانه البيضاء بين شفتيه اللتان  حدهما شاربين بنيين  خفيفين من الاعلى  ونهض من مكانه مرددًا: نتركه ليلقى حتفه إما بالجوع او الغارات او وابل من الرصاص 
-شجاعة ام غباء ؟ الا تخافون الانتقام
قلت تلك العبارة فتظاهر بعدم سماعها مردداً : لقد التقينا من قبل
واردف قائلاً : وتتحدثين الروسية بطلاقة
-هل ستقتلنا ام أنَّ هذا الحوار سيطول كثيرًا ؟ -
بدأت ابتسامته بالخفوت التدريجي حين اعاد قبعته على رأسه رتبها بيديه كلتيهما حابساً عقب السيجارة بين شفتيه وقال : من الممكن أنه كان محقاً بشأن صفعك
عيناي متسعتان بصدمة , حدقتيهما مسمرة عليه بهلع , قلبي  يرتجف وشفتاي منقبضتان بشدة
كانت لحظات الصمت تلك الفاصل بين الأحلام الوردية ومرارة الانتهاك ، سعل او تنحنح و هو يعتدل واقفاً : الى المنزل المجاور
-ماذا بشأنهما
-اتركوهما لعل وابل من الرصاص سيتكفل بهما . سنأخذ واحداً من الكلاب الثلاثة
قال ذلك وكأن اغضابي راقه حد المتعة  فقلت باستيعاب متأخر: لاأمتلك سوى كلبين
ابتسم ببرود وألقى بنظراته على الجنود ليضحكهم : اشكُ في ذلك فهناك كلب يعض في هذه الغرفة
كان الانفعال يُتَرجم على ملامحي بالاحمرار ، هل أحرجني للتو ؟ منذ متى وأنا اتعرض للإحراج أو حتى أشعر به . لدي قدرة عجيبة على المكابرة في أي وقت
-يمكن احسه قصفج
سألت رفل بفضول فقلت : صدق صايرة تفسرين زين
قاطعنا وملامحه تضج فضولاً : ماهذه اللغة التي تتحدثانها ؟
-انها العربية
اجبته فوراً
فسألني : سوريا ؟
نفيت بهزة رأس وقلت : العراق
ثم أردفت : يازمال
عقد حاجبيه واستفهم : "يازمال "مامعنى هذه الكلمة
ابتسمت عندما نطقها بضم حرف الزاي وقلت : معناها الصبر
-الصبر
عقف شفتيه ورفع حاجبيه معجبًا بالمعنى نظرت لرفل التي كانت ستضحك وتفضح أمري .
ارتفعت شدة صوته بحدة  عندما قال : أسرعوا ، لاتنسَ الكلب  دان
فزعت إثر هذه النبرة شعرتُ بأنني لمحت طرف غمزة
-حاضر سيدي
أجاب الجندي ثم شعرت بأن احدهم يجتذب التيشيرت من كتفي ليرفعه بقبضته قليلًا
قلت بخوف دفين :ستأخذونني معكم ؟
ضحك وقال بنفي محدثًا الجندي: ليس هذا يا دانييل
تركني الآخر بدفعة صغيرة ولحِق بسيده ، اخذ المنزل يهدأ من ضوضائهم حتى خروج آخر رجل منهم والذي امسك بطرف الباب وضربه بقوة
نهضت من مكاني لاتفحص مقبض الباب التالف لقد اتلفوه بركلتهم الشبيهة بركلة الثور ، قالت رفل : نحتاج قنفتين نحطهم ورا الباب حتى ينسد
دفعت بالاريكة البيضاء بإتجاه الباب واسندناها عليه
جلستُ عليها بيأس وقلت : وهسة
رفل : منكدر نروح لمريم حاليًا شوفي الشارع مو مال نطلع
-اول وتالي حنطلع الاكل هذا يكفي اسبوع بس
بدأت بالتفكير بعد ان ثنيت ركبتيَّ امام وجهي وأسندت وجهي عليهما وقاطع صوت تفكيري صوت القصف القريب جداً والذي هز المكان بالكامل احتضنتني رفل فزعةً فربتتُ على كتفها ومسحتُ على شعرها . وتفكيري بمريم يكاد يعدم أيةَ فكرةٍ أُخرى
__________________________________
خيم الظلام تماماً على المكان و لم نقطع حتى الآن سوى مرحلة اليوم الاول
ولا نعرف عدد الأيام التي سنمضيها بالانتظار ، مضت ساعات الليل ببطئ لم نتمكن من النوم طويلًا كانت ساعة واحدة حتى ظهر أول شعاع لشمس النهار ، قررت ورفل التوجه إلى المستشفى مهما كانت الظروف للتأكد من سلامة مريم .
إلا أن فكرة ترك المنزل في ظروف كهذه فكرة غير صائبة بالمرة
فطلبت من رفل المكوث والانتظار وعدم فتح الباب إلا بعد سماع صوتي ، مشيت مسافةً قصيرة حتى نهاية الشارع ، لاتوجد مواصلات . الشوارع مقفرة ، مشيتُ لمسافةٍ أكبر وعيناي تتأمل الدمار مستذكرة العراق ، البناية العسكرية تعرضت للقصف ، سيارات محترقة وأُخرى مدعوسة بدبابات . ركام واطارات سيارة محترقة في كل مكان . رماد ، رائحة بارودٍ وحريق . لفح الهواء البارد وجهي فاغمضت عيني لوهلة وأسرعتُ الخطى حتى توقفت سيارة سكوتر بيضاء  اخفض سائقها النافذة وقال : انني متجهٌ إلى مركز المدينة إن كانت وجهتكِ على طريقي فلاضير من ايصالك
لم يثر الرجل ريبتي كان  ابيض البشرة بلحية وشعر اشيب ، خمسيني العمر ، لم يبدُ لي سوى ارداته الواضحة للمساعدة قلت له وأنا اهم بركوب السيارة على عجل : المستشفى القريب من فضلك سيدي لن انسى مساعدتك طوال حياتي
-لابأس نحن في وضع على بعضنا مساعدة البعض الآخر
تبادلنا الحديث حول الأوضاع لمدة لاتزيد عن الخمس دقائق  إنه على معرفة كبيرة بما يحدث وحذرني من الخروج في الأيام القادمة لأن خاركيف من اكثر المدن خطورة في اوكرانيا ، بعد نهاية حديثه  ترجلت شاكرةً إياه على فضله متجهة الى المستشفى بعد دخولي في الفرع المؤدي إلى بابها الخلفي
في شارع دانيليفز . الردهة الكبيرة للاستعلامات في المستشفى
تتكون من عدة مقاعد وشاشة تعرض الاخبار تتوسط الشاشة الجدار خلف موظفيّ الاستعلامات ، تجمع المرافقون وبعض الممرضين والاطباء ليستمعوا لآخر الاخبار بفضول رغم عجلة بعضهم وتوقف بعضهم عن المسير وعيونهم تتقد فضولاً وخوفاً
ظهرت المذيعة في الشاشة لتنقل الخبر : اتهمت منظمة العفو الدولية، الإثنين، روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، قائلة إن الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين.
سألت الموظفة التي بدت يائسة للغاية عن صديقتي مريم فأخبرتني بأنها تم اخراجها برفقة اخيها ليلة البارحة ، اختلط عليّ الشعور بين الاطمئنان والخوف عليها وبين تفكيري في طريقةٍ للعودة إلى رفل . ركض الممرض واوقع سجلاته أرضًا ثم نهض وتركها مردداً : هجوم روسي احتموا
اخترق طبلة اذني صوت الهيليكوبتر القريب والتي بدت انها تحط على سطح المستشفى  ، صوت مرتفع قادم من مدخل المستشفى يردد : ايديكم خلف رؤوسكم اجثوا ارضاً ، بسرعة
اعاد الجملة صوت آخر ثم تلاه جندي اخر وهو يهم بضرب من لا يصغي الى الكلام بأخمص بندقيته بخفة
جثوت على ركبتيَّ ووضعت يدي خلف رأسي ، نفثت هواء صدري بقلة صبرٍ فأنا هربت من العراق لكي لاأواجه موقفًا كهذا ولأتجنب حياةً كهذه  ،
وقف الجنود في وضع الاستعداد مع التحية السريعة ، وبإشارة عادوا بثوانٍ قليلة لما كانوا يفعلون
-انتشروا في جميع الطوابق لاأريد لأي سلاحٍ أن يتبقى في هذه المستشفى
-وماذا عن االمسلحين سيدي -؟-
سأل جنديٌ فرفعت رأسي لأرى الضابط الذي داهم المنزل بالأمس ، يحرك نظراته بين الوجوه لمن جثى امامه  وهو يتفحصها واحداً تلو الآخر حتى وقع نظره على وجهي فتوقف لثانيتين وكأنه استذكره .
-يمكن للعزل المغادرة انها أوامر 
لم يكمل جملته حتى قاوم أحد المستسلمين جندياً وحاول ضربه مستلاً مسدسًا من أسفل سترته الصوفية الرمادية  ولكنه كان بطيئاً مقارنةً بالروس ، لقيَ حدفه اثر رصاصة وسط جبينه فوقع ارضاً ارتفع صوت صراخ الخائفين ، أما انا فشعرتُ برغبة في البكاء ، ليس خوفًا إنما بسبب اليأس وعيش الواقع المتكرر لأن الأمنيات ، قليلها سليم ، بعضها عرجاء، وأخرى مصابة بشلل دائم انها ضريبة أن تكون عراقيًا تهرب من الحرب وذكرياتها وخوفها تحمل امنياتك  لتقع في حربٍ ليست حربك فتصاب امنياتك بالعرج .
أحسست بالغثيان يشكل كتلًا حراريةً في صدري ويهرش لساني فقمت  وسمعت اصواتهم ترتفع وهم يأمرونني بالجلوس ، ذراعي تحوط بطني محاولة سد الطريق على القيء ، شعرت وكأن بصري يضعف وجسمي ينمل وأني سافقد وعيِي  لا محالة . كنتُ سأقع مغشيًا عليّ وآخر ماشاهدته وجه ذلك الضابط وهو يلقي بسلاحه على الأرض بحركة سريعة ليمنع وقوعي ، تحول كل مااراه الى اللون الابيض  ، استفقت على صوت احدهم وهو يقول : سيدي بيتر ما الذي تفعله هذه الفتاة هنا ؟



نهاية البارت الأول
اراؤكم + مشاركاتكم وهالسواللف

رسائل تحت وابل الرصاص حيث تعيش القصص. اكتشف الآن