القصة 11

46 0 0
                                    

#صبرٌ_جميل

في جوف الليل المعتم تناثرتْ النجوم  بعشوائية  على السماء القاتمة ، بينما  تدلى القمر ساطعا يشِعُ ببهجة .

حينها أخذتْ قدم "صُهيب" تشُق طريقها نحو المنزل ، جسده الهزيل أعرب عن تعبه فانحنى كجِزع شجرةٍ أبا إلا الانحناء إثر ضغط الدنيا .

دخل المنزل الذي بنسمة الهواء قد يسقط ، حائط مائل وباب مُتآكل،

سقف من حصير بالي نالت منه آفة الارض .

ثبّت  الباب قليلا بتلك الصخرة الكبيرة  ،  حرك جسده نحو السرير  الوحيد بتلك الغُرفة .

أخذ حظه من الهواء بقوة وأخرج زفرات الألم التي تجيشُ بصدره .

اتكئَ بجِزعه على السرير مغمض العينين؛ فإرهاق اليوم وتعبه كفيل بجعله ينام واقفاً ، فتح عينيه إثر سماع صوتها المرهق الذي ينادي عليه .

اعتدل بإرهاق يُطالع تلك السيدة ، لكن الشقاء والتعب أهرمها ، خطت تجاعيد التعب محياها وكّون شيبُ البؤس رأسها .

" أنلت  اليوم حظ جيد من الزاد ؟"

تساءلت وهي تجلس بقربه حتى شغَر جسدها النحيل  كل مساحة السرير   من صِغره  ، طالعت عيناه المحمرة التي انحدرت نحو كيس بلاستيكي شفاف ، يكشف  بعض من قطع الخبز  والقليل من الطعام ما يسد رمق شخص ليس أشخاص .

" هذا ما جنيتُه لليوم "

أجابها برضى تام ، حامداً ربه الرحمان الذي أعطاه بعرقه الحلال.

زفرتْ براحة مع إغماض عينيها ثم بيدها التي تشققت من شقاء الدنيا، حملت الكيس وتوجهت تُحضّره لأكله .

بينما هو توجه يُغّير ملابسه التي اُبليت كما صاحبها ، ثم بدّلها بأخرى ليست افضل منها حالا ، لم يكن له خِيار من ملابس ، فهناك واحدةٌ فقط جيدة تاركا اياها  للمناسبات الفاخرة التي يتطلب حضوره  بأبهى صورة .

لم يدم الكثير وسرعان ما دخل " سعيد" ملقياً التحية عليهما

" أبي ، أمي لقد عُدت ! "

تكلم صائحا يخبر عن وصوله ، توجه لنبع الحنان وبئر الامان موطن الاحساس  ، حمل يدها ثم طبع بها قُبلة تعبر عن حبه ثم إحترام اظهره بإتقان .

" كيف حالكِ اليوم ؟"

أرسلت له بسمة حانية ،عيناها تطلق الدعوات التي تُرجمت داخل قلبها وعقلِها سرعان ما انطلق بها لسانِها

"بخير بني ، ربي يحرسك ويحميك "

اهداها بالمقابل نظرة امتنان وشكر ، ثم توجه لأبيه او صديقه وخليله ، ملجأ كل صبي ودرعه الحامي

" مرحبا بالغالي "

" أظنني ورّثتك جزء من غلاتي "

شاكسه وناكفه كالعادة ثم نصحه  وشحدة بكلامه ، شد وجذب وحديث عابر عن أيامه ودراسته .

قصص متنوعه 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن