#صبرٌ_جميل
في جوف الليل المعتم تناثرتْ النجوم بعشوائية على السماء القاتمة ، بينما تدلى القمر ساطعا يشِعُ ببهجة .
حينها أخذتْ قدم "صُهيب" تشُق طريقها نحو المنزل ، جسده الهزيل أعرب عن تعبه فانحنى كجِزع شجرةٍ أبا إلا الانحناء إثر ضغط الدنيا .
دخل المنزل الذي بنسمة الهواء قد يسقط ، حائط مائل وباب مُتآكل،
سقف من حصير بالي نالت منه آفة الارض .
ثبّت الباب قليلا بتلك الصخرة الكبيرة ، حرك جسده نحو السرير الوحيد بتلك الغُرفة .
أخذ حظه من الهواء بقوة وأخرج زفرات الألم التي تجيشُ بصدره .
اتكئَ بجِزعه على السرير مغمض العينين؛ فإرهاق اليوم وتعبه كفيل بجعله ينام واقفاً ، فتح عينيه إثر سماع صوتها المرهق الذي ينادي عليه .
اعتدل بإرهاق يُطالع تلك السيدة ، لكن الشقاء والتعب أهرمها ، خطت تجاعيد التعب محياها وكّون شيبُ البؤس رأسها .
" أنلت اليوم حظ جيد من الزاد ؟"
تساءلت وهي تجلس بقربه حتى شغَر جسدها النحيل كل مساحة السرير من صِغره ، طالعت عيناه المحمرة التي انحدرت نحو كيس بلاستيكي شفاف ، يكشف بعض من قطع الخبز والقليل من الطعام ما يسد رمق شخص ليس أشخاص .
" هذا ما جنيتُه لليوم "
أجابها برضى تام ، حامداً ربه الرحمان الذي أعطاه بعرقه الحلال.
زفرتْ براحة مع إغماض عينيها ثم بيدها التي تشققت من شقاء الدنيا، حملت الكيس وتوجهت تُحضّره لأكله .
بينما هو توجه يُغّير ملابسه التي اُبليت كما صاحبها ، ثم بدّلها بأخرى ليست افضل منها حالا ، لم يكن له خِيار من ملابس ، فهناك واحدةٌ فقط جيدة تاركا اياها للمناسبات الفاخرة التي يتطلب حضوره بأبهى صورة .
لم يدم الكثير وسرعان ما دخل " سعيد" ملقياً التحية عليهما
" أبي ، أمي لقد عُدت ! "
تكلم صائحا يخبر عن وصوله ، توجه لنبع الحنان وبئر الامان موطن الاحساس ، حمل يدها ثم طبع بها قُبلة تعبر عن حبه ثم إحترام اظهره بإتقان .
" كيف حالكِ اليوم ؟"
أرسلت له بسمة حانية ،عيناها تطلق الدعوات التي تُرجمت داخل قلبها وعقلِها سرعان ما انطلق بها لسانِها
"بخير بني ، ربي يحرسك ويحميك "
اهداها بالمقابل نظرة امتنان وشكر ، ثم توجه لأبيه او صديقه وخليله ، ملجأ كل صبي ودرعه الحامي
" مرحبا بالغالي "
" أظنني ورّثتك جزء من غلاتي "
شاكسه وناكفه كالعادة ثم نصحه وشحدة بكلامه ، شد وجذب وحديث عابر عن أيامه ودراسته .
أنت تقرأ
قصص متنوعه 2
Short Story🥈#2في الفصحى قصص باللغه العربيه الفصحى ،،، تابعها ففيها العبر والفائده