القصة السابعة

23 0 0
                                    


#خربشة_قصة

وضع يده بسرواله المهترئ  ، خلله لتلتقط يداه المرتجفتان من المرض عملة معدنية ، اتسعت عيناه وبرزت أسنانه ، نهض فزعا من الفرح  ، ثم أخذ قبعته المتكومة أمامه ، وضع قطعته ثم أخذ يحسب بفاه مفتوح.

قلبه يقرع طبول الحماس ، حتى سارع نحو صيدلية  كان يطالعها منذ أيام ويرجو دخولها .

راقب ملابسه المكونة من بنطال مهترئ ممزق ، وقميص قد خلع كتفه  ، أزال أثر التراب والغبار ليبدو ملائم أكثر لبياض ذلك المكان .

" خذ  ها قد جمعت لك المال ، وأعطني بثمني هذا دواء لطفلي "

رمقه الاخر متأففا ، ثم أخذ ما بيده ، رمق القطع المعدنية بسرعة ثم دفعها اليه 
" هذا المبلغ لا يكفي ،  عليك بجلب المزيد "

" ولكن أرجوك ساعدني أنا بحاجته ...."

" انتهى الكلام ... الان ابتعد فهذا الرجل يريد ان يبتاع "

تنّحي للجانب بخزي يرمق هينة ذلك الرجل الذي يحمل مفاتيح لسيارة فارهة ، ثم لحظة أخري يتمعن في تلك الأدوية المرصوصة بعينان منكسرة  .

جر قدمه ونكّس رأسه بينما اذناه تلتقط تملق وحسن الاستقبال عكس ما كان معه قبل لحظات

ثم ذهب يجلس موضعه ، بحرج دفع بقبعته ثم رمي ببصره علي المارة يستشفي مساعدتهم  ، هذا يقْشَعِر منه وهذا يطالعه من فوق أنفه

صوت تنهدٍ عميق مر بأذنه ، استدار يطالع صاحبة ، أعطاه الأخر بسمة فجة ، ثم قّرب هو الاخر وعاء بلاستيكي يرجو به الاحسان .

ضّيق حاجباه واستكر ، أوليس هذا الشخص غني عن السؤال ، ألح في عقله السؤال وباح فمه بالكلام

" أأنت مجبر على مد يدك للناس؟! ، أمعدم أنت لهذه الدرجة ! ام بك مرض لا يسمح لك بالعمل مثلي "

لم يجد منه رد ولا اهتمام ، ثم بقتة التف له ببسمة حين رمي احدهم قطعة من المال وتابع سيره دون اهتمام

" حب المال ، دافع لفعل الكثير ، أليس افضل من السرقة ! "

نظر بتيه لما امامه ، استند علي الأرض ثم قبض على قبعته القماشية يسير بتأني متعب .

سمع المؤذن يطلق النداء فوقف  يطالع بيت المنان ، فكر في سؤال الناس ولكن لم يفكر في سؤال رب الناس .

اجتاحه الندم فذهب ركضا للرحمان، يطلب ويمد يده لمن لا يتكبر ولا يذل من جاءه بالسؤال .

قصص متنوعه 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن