هل لي بسماح

9 2 0
                                    

هربت دموع سيهون وجلس بالارض وهو يردد : انا اسف لين.
هلعت لين لتجري نحوه تحتضنه وتربت على ظهره : ماذا حدث.
شد بعناقه لها وبقي يبكي وكانه طفل لم تعهد لين سيهون على هذا الحال ابداً، كان دائماً متزناً وايجابياً في اتعس الظروف، ماذا حدث في هذه ال ٢٤ ساعه التي غاب بها عنها، وعندما حاولت ان تبتعد قليلاً كي ترى وجهه لمحت العلامه على رقبته، توقف النبض بقلبها و توقفت الافكار بعقلها، هدأت كثيراً من ما ارعب سيهون اللذي ابتعد عن حضنها ينظر لها ليستوعب ما رأته وبحركة لا اراديه ارتفعت يده بسرعه ليمسك رقبته.
اقتربت منه لتقل على ركبتيها وتسحب يده بيدها اليسرى والاخرى ارتفعت تلمس ما كان يحاول تغطيته: انها تينا.
قالتها وكأنها تحادث نفسها اقتربت لتطبع قبله على مكان العلامه ثم نهضت واقفه تبتعد نحو المطبخ تحتاج وبشده لشرب كأس من الماء البارد 'لن اسامحها ابداً' هذه الفكرة الوحيده التي تجول برأسها، سكبت كأساً من الماء البارد لتشربه وعندما رفعت يدها لاحظت ارتجافها الغير طبيعي، سيهون كان مصعوقاً من ردت فعلها الهادئه لذا وقف يحدق بها يحاول استيعاب ما يجري، حاولت السيطره على ارتجاف يدها لكنها لم تستطع لذا رمت الكأس بقوه على الارض فتناثر الى شظايا صغيره بدء كل شيء بعالم لين يتناثر الى قطع صغيره لكن سيهون زفر بارتياح اقترب من لين ليحملها لكنها منعته
لين : استطيع سيهون ان اتحرك بمفردي.
نظرت الى عيناه الدامعه وعادت مكانها تحتضنه : انا فقط احاول استيعاب ما يحدث، فلم اتوقعه باسوء كوابيسي.
تحدث بصوت مهزوز: الن تستمعي الي.
تنهدت وفصلت عناقها له: اتسمح بان اقول ليس الان.
نفى برأسه سريعاً: اريد ان اخبرك كل شيء وان اردتي الانفصال فسافعل، لكن عليكِ ان تعرفي باني احبك جداً ويستحيل ان اخونك باي ضرف من الضروف.
اتجهت نحو الصالون لتجلس على الاريكة وتشير له ليجلس مقابلاً لها وفعل، وقد ساد الصمت على الجانبين حتى كسرته لين: اذاً الصديق اللذي قضيت عنده الليلة الماضيه كانت تينا.
سيهون: لقد كنت اعتبرها صديق حقاً.
لين: والان.
تنهد سيهون وفرك وجهه : انها اسوء من ان تكون عدوه لي.
عقدت لين حاجبيها فلم يكن هذا ما كانت تعتقد سماعه: ماذا حدث.
سيهون : لقد كنت متعب لا اعرف ماذا حدث..
شهق فجاه: لقد سكبت النبيذ من قاروره مختلفه عن التي تشرب منها، هل يعقل.
كان يتمتم وكانه يحادث نفسه لتقاطعه لين: عن ماذا تتحدث
استعدل بجلسته: لقد سكبت لي نبيذ من قاروره ما وسكبت لنفسها من قاروره اخرى، كان منزلها فوضوياً وهي ايضاً قالت بان احدهم اقتحم المنزل وحاول ترهيبها واغتصابها لذلك ذهبت.
لين: الم تتسائل لما طلبت منك الحضور وليس منا نحن صديقتيها؟!
نفى سيهون: فكرة ربما انكم لا تزلن مستائين من بعض لذا لم تتصل بكن .
لين : اذا لما شربت النبيذ انت لا تشرب عندما يكون عليك القياده.
تنهد سيهون و وضع يداه على رأسه باستياء: لقد اثارت استيائي، اخبرتني انه انتِ المسؤله عن الهجوم عليها وانك ارسلت رجلاً لفعل هذا بها، وانه اخبرها ان لا تعبث مع سيدتها، وعندما اخبرتها ان هذا لا يثبت شيءً-تنهد واضاف- بدأت تتحدث عن اني ادافع عنك و اشياء لا اذكرها لاني سحبت الكأس وشربته دفعه واحده.
صمت ليومي برأسه : هذا صحيح كانت تضع شيء بالمشروب، لاني عندما حاولت النهوض شعرت بالدوار وتمسكت بي تحاول منعي من الخروج عندها اتصل كاي، ولا اذكر شيء غير اني طلبت منك ان لاتقلقي.
لين: اذاً انت لا تعرف ان حدث شيء بينكما، انها فقط اشياء فعلتها لتصنع شرخ بيننا.
قالت لين وقلبها مليء بالرجاء ان يكون استنتاجها صحيحاً اما سيهون فقد اغلق عيناه بالم وابتلع ما في جوف فمه بحرقه
سيهون: كلا انا اعرف ان هناك شيء خاطيء، لا اريد الحديث عن التفاصيل لكن ما فتحت عيناي عليه كان سيء جداً- بدء صوته يرتجف ودموعه تسيل- انا اسف جداً لين، لم يكن هذا يوماً شيء افكر بفعله، انا احبك ومكتفي بك .
مسح وجهه بعنف: كان علي ان اكون حذراً، كان علي ان انتبه لما اشرب وما افعل، كان علي اخبارك اين انا لتاتي الي على الاقل كل شيء فعلته خاطيء قادني الى ابشع نتيجه.
وهنا توقف حدثهما ليعم الصمت حتى نهضت لين تتجه للمطبخ
سيهون: الى اين ،
لين: سيعود كاي للمنزل ومن علي تنضيف هذه الفوضى، لا تشعره باي شيء، انه حساس سيتألم.
زفر سيهون ما بصدره: هل تقصدين ان علينا التظاهر باننا بخير امام كاي فقط.
وقفت متكئه على بار المطبخ : نحن بالفعل بخير سيهون، لن ننفصل بسبب شيء لم تتعمده، لا يمكنني ان انفصل عنك، لم اشعر يوماً ان لحياتي سيكون معنى بدونك.
اراد الاقتراب منها لشكرها لكنها رفعت يدها تمنعه : لا تفعل، احتاج ان اتقبل الامر بعد كل شيء.
اشارة نحو غرفة النوم: لقد كنت متعباً بالامس ولابد ان الامر كان صعباً عليك اليوم لذا اذهب واستريح، سانتظر كاي ليخبرني بما فعله مع ييري قبل ان انام.
اومى وغير اتجاهه الى غرفة النوم لتجلس على الارض تجمع فتات الكأس المكسور وتنظف مكانه، حتى انها جرحت اصبعها وضلت تنظر له وكانه اهم منظر في الكون، وكأنه سيلتأم ان نظرة له اكثر، وبعد ان استوعبت مرور الوقت بعد ان احسن بتنميل ساقيها نهضت لتجلس على احد الكراسي حول طاولة الطعام و وضعت رأسها على الطاوله بشرود قضت ساعتان من الوقت لا تعي ما يحدث، خلالها حاول سيهون تفقدها وقد اعتصر قلبه الماً، تسطح على السرير ودموعه تأنبه وتزيد كرهه لنفسه ولتينا.
في هذه الاثناء دخل كاي المنزل وهو يمسك بايسره و يعتصره بالم وعندما لمح لين ذهب ليجلس امامها بهدوء، لم تنتبه في باديء الامر على وجوده لكن بعد ان هاجمت رائحته انفها تيقظت لواقعها لترفع رأسها عن الطاوله ونظرت له بابتسامه: هل قبلتها؟!
نفى برأسه لتعاود سؤاله: لماذا في نهاية الموعد يجب عليك تقبيلها.
كاي: لا اريد خداعها انا فقط اعيد لها الجميل بتلبيه ما تريد.
اسندت رأسها على ذراعها : ربما تريد تقبيلك.
كاي: انا لا اريد ذلك، لا احب ذلك.
تنهدت ونظرت الى باب الغرفه خاصتها: هل تعتقد سيهون سيتوقف عن حبي الان ولن يعود له الرغبه بالتعامل معي.
امال كاي رأسه سائلاً: لماذا
رفعت رأسها بجديه تقابل عينا السامي : اعني ان تينا الطف مني معه، ولا تأنبه على اعمال الشركة، وجميله وجسدها رائع وهي ربما تحبه اكثر مني.
كاي: لما قد تحبه اكثر منك
لين: لقد انهت كل ما بيننا لاجله لانها تقلق حوله وتخاف ان استمر بايذائه وتعظيم عقدة النقص لديه.
كاي: وهل يشعر سيهون بعقدة النقص التي تتحدثين عنها.
لين: انت تعرف حتى انك اخبرتني مره اني قسوة عليه، بينما هو لم يفعل ابدا.
كاي: كلا سيهون لا يشعر بهذا، اخبرني بنه يكون سعيد جداً عندما لا تتغاضين عن اخطاءه فقط لانه حبيبك وانك تحاسبيه، يعجبه انك تفصلين بين حياتك الشخصيه والعمليه.
تنهد كاي وفرك ايسره لتعقد لين حاجبيها : ما بك
كاي: اخبريني انتِ ما بي !
ارتسمت علامات الاستغراب على وجه لين ثم نطقت متسائله: اخبرني بما تشعر.
كاي: اشعر بانك تحتضرين.
دمعت عيناه لين ثم بدأت بالبكاء وكان صوتها مرتفعاً حتى انه وصل لمسامع سيهون اللذي تنهد بارتياح على الاقل اظهرت المها.
وبعد مدة وعندما هدأت كان كاي يمسك بكفها فوق الطاوله ويحرك ابهامه عليه ليهديها رائحته كانت فواحه في كل مكان من ما ساعدها على الهدوء : كيف لرائحتك ان تفوح هكذا، الم تكن تتغير الى بشري.
نفى برأسه: يبدو ان كل شيء مرتبط بكِ وليس بييري.
عقدت لين حاجبيها ليغير كاي الجو بسؤالها: اذا لما تتالمين هكذا ماذا حدث ماذا فعل سيهون، لما المك الامر هكذا.
تنهدت لين : انها تينا لقد قامت بتخديره وايهامه بانه خانني معها ولكني لا اعرف لما اشعر بالخيانه ربما الفكره فقط تؤلمني.
كاي: بماذا تفكرين الان.
لين: لا شيء اريد ان اكون سعيده معه فقط وانت معنا، اريد الهروب، ساخبر والدي بانني اريد العيش ببلد اجنبي واغادر لافتح فرعاً هناك ولن اعود حتى تختفي تينا.
كاي: هل هذا يريحك.
لين: لا اعلم، فقط اتساءل ان كنت استحق ان اكون سعيده، ربما يتم عقابي اساساً لاني اميل اليك كثيراً هذه الايام.
نزلت دموعها على خديها: لا احب كوني متقلبه المزاج.
كاي: لست كذلك، مزاجك حاد وثابت، ولا يتم عقابك، انتِ فقط تفكرين بالامر كثيراً.
ابتسمت لين : انت محق.
انزل كاي عيناه نحو حجره بخجل ثم قال : ما هي الخيانه.
لتتعالى قهقهات لين في ارجاء الشقه حتى ان سيهون فكر ما هو الامر المضحك هكذا واللذي جعلها تضحك اصبح لديه فضول عارم لكنه لا يجرؤ على الخروج والتحدث معها الان.

في ذلك اليوم غادرت لين الى قصر والدها لتبقى هناك حتى تسترد ثباتها بينما سيهون قضى الليل بطوله يفكر بسوء حظه اللذي جلب له مثل هذه المواقف اما كاي فكان يجلس مقابلاً لسوهو اللذي يبدوا متشوشاً اكثر منه حتى .
سوهو: اذا هي لين وليست تلك الفتاة من المكتب.
كاي: كيف حدث هذا، لماذا؟!
وكز سوهو كتفه : اخرس كاي هذا رائع لاجلك.
همس كاي بصمت: انا متاكد انها تعشق سيهون كيف تحركت مشاعرها تجاهي.
مينجي المستاءة حقاً كون كاي بدء يندمج بعالم البشر ويتلقى الكثير من الحب منهم وخصوصاً حب لين كانت تجلس بالشرفه وتنظر الى الاسفل
مينجي: ربما تشعر بالالم ليس بسبب حبها لك وانما لانك تحبها.
اومى كاي لها مؤيداً : هذا ما اعتقده.
انتعض وجه سوهو: هل تقولان بان معلومات عن التحول خاطئه يا اطفال، الا تعرفون اني من ساعدت جاي هون اول سامي يصبح بشرياً وكنت صديقه المقرب.
مينجي: نعرف نعرف، سيموت كاي عن ما قريب بسبب هوسك هذا بتحويله لبشري.
سوهو: على الاقل نتوقف عن القلق كل موسم .




..
لين: انه شعور مزعج ابي.
بينما كان والدها يقوم بمراجعة بعض الملفات على مكتبه كان يتبادل الاحاديث مع مدللته
السيد مين: ما هو؟!
تنهدت لين مستلقيه على الاريكه في مكتب والدها: شعور اني اتفجر غضباً من الداخل بينما لا افعل شيء ظاهراً.
السيد مين: انتِ هكذا لانك ابنتي.
لين: ابنك رجل يحب ابنه بالقانون اكثر من ابنته.
اجاب عليها والدها دون ان يبدي اي رد فعل ولا يزال يعمل على الملفات : لم اعد ارغب بسيهون، انفصلي عنه لين.
تنهدت لين : كنت اخشى ان تقول ذلك ابي.
السيد مين: عاقبيه يا ابنتي.
نفت ذلك لين سريعاّ: لا اريد انه يحبني انا اعرف هذا، وانا افعل المثل ، هو لم يكن يرغب بالخيانه.
نهض والدها ليجلس امامها: لكنه يستحق العقاب، في النهايه افتعل الخيانه ولم يرغبها فحسب، سيكون تركك له اقوى عقاب، لا اريد ان اعاقبه انا عاقبيه انتِ.
توترت لين وبدء جسدها يرتجف: انت تطلب مني ان اعاقب ذاتي ابي، فات الاوان لقد اصبحت ضعيفه امامه.

..
بعد ان طردت تينا من وظيفتها واستنتجت ان لين هي خلف الامر فهذا واضح، واضح ان سيهون ضعيف لدرجة اخبرها بكل شيء، و واضح ايضاً ان لين ستسخطها والان ستعاني بسببها، لذا هي وبكل حقد تغلغلها قامت بفتح جهات الاتصال ودخلت الى محادثة لين لترسل لها مجموعه من الصور والفديوهات التي تجمعها مع سيهون في تلك الليله، في تلك الصور كان واضحاً ان سيهون نائماً ولا يبدي اي رد فعل، لكن رؤية هذه الاشياء ستحرق قلب لين وهذا ما تطمح له الان.



...

يدق قلبي الماً فهل تخبريني عن ما تشعرين
لما اشعر بكِ تحتضرين
هل لي ان اواسي مشاعرك وازرع بذور زهوري بك حتى تبتسمين
ماذا افعل ومتى هل تخبريني وعلي تتفضلين
المي يزداد وحزني عندما تحزنين
فهل يا ترى ارتبط قلبي بكِ الى هذا الحد وانت تفهمين
هل بادلتني لحظه وهل بسببها ساتذوق يوماً النعيم
ام سابقى في دراثين المي ابكي سراً واليك انذر الروح والحنين

سامي(سيكاي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن