تغيير المسار

49 3 15
                                    

نهض سيهون متوجهاً للغرفة حيث قام بفتحها ثم تحدث موجها كلامه لكاي : هذه الغرفة شاغرة ، دائما ما تبييت الفتيات هنا عندما يزرنا في وقت متأخر .
اومىء كاي متفهما ثم اقترب من سيهون الذي كان يزيل أغطية السرير ينظر الى الغرفة منصتا لما يتحدث به الطويل المشغول : هذه الغرفة مطله على الشرفة ، لذا تستطيع ان تلعب مع ازهارك وطبورك من النافذه .
امال رأسه جانبيا وملامحه اللينة الطفوليه كانت فتنه لسيهون : الن تغضب لين مني ؟
قام سيهون بقرص وجنة كاي ليتذمر الاخر : لا تقلق لين لطيفة لن تفعل ، انظر لقد تبخر غضبها تجاهك بثواني - عاد ليقوم بوضع الاغطية النضيفه على السرير - سوف اصطحبك معي للتسوق ، تحتاج بعض الثياب ، جسدك مثالي سيليق عليك اي شيء ترتديه .
ابتسم كاي مقتربا منه ليساعده : شكرا .
في تلك الاثناء طلت عليهما هيئة لين الناعمه وبدئت بتنضيف اثاث الغرفة وتحدثت : اعتقد ان علينا تغيير الستائر وشراء مبخرة صغيره - تركت ما بيدها والتفتت لكاي الذي كان ينظر لها حيث كانت تقابله بظهرها - ام تفضل ان احضر لك بعض اواني الازهار بدلا عن المبخرة .
ابتسم بوسع ونظر الى سيهون مباشرةً ، لتتسائل عاقدة حاجبيها : ماذا هناك !!
قهقه سيهون ثم استرسل : كنت اخبره توا اني اود شراء بعض الملابس لاجله ، ما رأيك ان نقوم بجولة تسوق طويلة اليوم ؟
عادت لتنضيف الاثاث : ماذا عن والدي الن يرغب برؤيتك اليوم ؟
حرك رأسه نافيا واقترب يحتضن خصرها متكأ برأسه فوق كتفه : ساعتذر منه، دعينا نستمتع اليوم ، همم ؟
استدارت فورا مبعدة سيهون عنها ووجهت نظرها لكاي الممتعض لترفع سبباتها بوجهه : اياك والتطفل على حياتنا الشخصية سيد كاي .
قهقه سيهون وحرك رأسها يمينا وشمالا بقلة حيلة ، اما كاي فقد اقترب منها وحوط يديه على خصرها مع تبويزه صغيرة بشفتيه ، ضربت كتفه بخفه وامسكت بكتفيه مبعدة اياه من ما جعل سيهون يقهقه بشده : اشعر وكأننا قمنا بتبني طفل للتو .
ولين احتدت نبرة صوتها : هل نسيت الشرط ، لا اقتراب .
اخفض رأسه محافظا على تبويزة شفتيه ليحتضنه سيهون ويسحبه الى غرفة الجلوس ، يجلسه بخفة عليها : انتظر هنا قليلا سنغير ثيابنا ونخرج - ثم نادى بصوت مسموع للين - اكملي ما لديك سريعا فلدينا جولة تسوق طويله .
.
.
.
قضى الثلاثة يوم لا ينسى ، ولأول مره منذ زمن لين كانت تستمتع بوقتها بحق ، عبث الاثنان كثيرا مع كاي خلال شرائهم الثياب لاجله ، فقد اختارا له معظم الأشياء بشكل طفولي جدا ، كل ما اختارته لين لاجله مليء بالرسومات من الملابس المريحة الخاصة بالنوم وحتى الملابس العاديه إلى الراقية ، إلى ان قرر سيهون اختيار قميصان رسميان تحسبا إذا ما أصطحب كاي معه لمكان ما ، وانهى الثلاثة يومهم المجنون بالكثير من الضحك والجنون في احدى المطاعم المفضلة لسيهون ، لم يكن مطعما من النوع الراقي هو فقط كان عاديا جدا مختص بأنواع وجبات الدجاج والبيرة ، وكان جليا انه وجبة عشاء اليوم ام يفترض ان نقول انها الغداء ، لانها عادة تفويت احدى الوجبات الأساسية .
جلس سيهون على الطاولة التي يجلس عليها كاي بمفرده وتكلم بصوت مليء بالنشاط : أين لين ؟
اجابه الأخر وهو يشير حيث يقف المحاسب وأمامه لين : ذهبت تقوم بطلب الطعام .
سيهون : إذا هل أخبرتها ماذا تود ان تأكل ؟!
تحدث وهو يضع رأسه فوق يديه المتعاقدة فوق الطاولة ، ليجيبه الآخر رافعا كفيه بغير اهتمام : لن اشعر بطعم الطعام على كل حال .
عقد سيهون حاجبيه : الا تأكلون ؟
نفى برأسه ليطرح الآخر سؤاله باستغراب : كيف تعيشون إذا ؟ هل ربما تتغذون على طاقة البشر .
وقهقه نهاية كلامه فقد اطلقها كدعابة كالجو الذي عايشوه اليوم تماما .
كاي : طاقتنا نستمدها من طاقة الطبيعة ، حيث ان كل حركة بالكون تولد وتستهلك طاقة وهذه الحركات الكونية تستنزف منا الطاقة وتمدنا بها ايضا .
اومئ سيهون متفهما ثم توسعت ابتسامته لصوت لين المبتهج والتي سحبت الكرسي كي تجلس : إذا وأخيرا سأتناول الدجاج الحار .
نفى سيهون برأسه : كلا عزيزته وأخيرا سنشرب البيرة منذ زمن ولم اتذوقها ، اشعر بالشوق حقا - حرك رأسه ينظر لكاي ثم طرح سؤاله سائلا - ماذا تعتقد هل علي التزوج من البيرة ؟!
رفع كاي كتفاه كونه لا يعرف ماذا يجيب ، لتسأله لين متحاذقه : هل تعرف ما يعنيه الزواج كاي أصلا !!
وضحكت ثم عقد سيهون حاجبيه موجها نظره لها : هل تعتقدين من انك ستفلتين مني الان - حرك نظره لكاي - لا تقلق كاي ساعلمك كل شيء .
حركت يديها الاثنتان بحركة متقاطعه رافضه : توقف عن افساد الفتى سيهون .
كاي : من الذي لم يكن يطيق رائحتي حتى !!
تظاهر كونه مصدوم كون لين الان تحاول الحفاظ على برائته ليقهقه سيهون : خسرت حقك به لين ، هو لي وحدي - رفع حاجبيه لكاي - أليس كذالك بني ؟!
تنهد كاي وهز رأسه بقلة حيلة ثم نطق وقطع كلامهم النادل عندما وضع أطباق الدجاج أمامهم واخذ سيهون يقدم بعض قطع الدجاج لكاي : حاول تذوقه ، ربما تشعر بشيء .
امسك كاي بالشوكة كونه وجد صعوبه باستخدام عيدان الطعام واخذ القطعة التي قدمها له سيهون ، تنهد وهو ينظر لها يحاول ان يتخيل كيف يكون طعم الطعام ومذاقه ، تمنى لو بامكانه تجربة الطعام وتذوقه ، وكل من سيهون ولين يترقبانه بصبر ينتظران ان يتذوقه بصبر ، عندما حطت الشوكة بين شفتي كاي المكتنزة والاثنان أمامه يتمعنان النظر بشفتيه من ما جعل منظره مثير للريبة ، ملامح الحماس مرسومه على وجه سيهون والتساؤل يغطي لين حتى تنهد كاي واخفض رأسه واضعا الشوكة جانبا على الطاولة : لا شيء .
ربتت لين على رأسه وأمسكت الشوكة تعيدها ليده : إذا تخيل المذاق بعقلك - أمسكت بيده لتوغز الشوكة بقطعة صغيره من الدجاج الحار وقربتها لشفتيه لتوميء له - تخيل وكأن فمك و شفتيك فقط  هما من وضعتا في احدى افواه بركان ، حيث لا يوجد رياح ، فقط شعور حرق .
فزع وجه كاي ينظر لها بتساؤل : لما تأكلون شيء كهذا ؟!
قهقه الاثنان ثم تحدث سيهون : انصت فقط وأغمض عيناك بينما تمضغ ما بفمك .
لين : عندما تبدء بابتلاع فتات الدجاج رويدا رويدا ستشعر بانه شب حريق ساخن بنيران حمراء وهاجة بحنجرتك ، في هذه الحالة انت تود ان تشرب الماء البارد لإخماد حريق حنجرتك ، لكنك لن تفعل لان هناك نكهة لطيفه . اووف كيف أشبهها لك - تنهدت وسط حديثها متسائلة - شيء وكأنك تقف بقرب نباتات النعناع المنعشة وطعم الحلاوة الذي يلازم شعور الحرق ، ايضا سيكون هناك الكثير من العرق على جبينك وستشعر بدفيء مبالغ به بجسدك .
امسك سيهون كوب البيرة الكبير ليقدمه له : وعندما تشرب البيرة الان ستشعر وكأن النعناع مع الثلج دخل جوفك ليقوم بانعاشك .
ابتسم كاي ونطق : وكأنك تقوم بتعذيب نفسك لتكافيئها ، ما هذا انتم البشر غريبوا أطوار .
قهقه سيهون واخذ الاثنان يتناولان الطعام وكاي يشاركهما الجلوس بدون شيء هو بحد ذاته امر غريب ، لذا استمر بمضغ الطعام ببطء بينما سيهون ولين اخذا يتحدثان قليلا عن العمل والكثير من الأحاديث الجانبية التي جعلا كاي يشترك بها حتى انتهت امسيتهم بالعودة للمنزل وقد توجهوا لغرفة كاي من فورهم يغيرون الستائر وشغلت لين مكيف الهواء ، شرح سيهون لكاي كيف يحصل على حمام دافيء وكم يضع من الصابون ، لقد اختار كاي رائحة المفضلة بنفسه بالنسبة لغسول الجسم والعطر ، فكل من سيهون ولين يؤمنان بان رائحة الشخص تعبر عن شخصيته. ونستطيع القول ان درجة عطور كاي المفضلة هي تلك العطور الزيتية بنكهات كحولية صناعية وذرات من عطور الزهور الطبيعيه ، كان المزيج الذي اختاره كلاسيكيا معقدا قليلا .

سامي(سيكاي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن