!! القدر

5.5K 518 45
                                        

هذا العالم غامض جدًا ، لا نعلم مالذي يخفيه لنا القدر لكننا مازلنا مؤمنين به، لا نعلم متى سيأتي ذلك الحدث الذي سيقلب حياتنا رأسًا على عقب كما حدث معي، لانعلم متى ستزول المشاكل التي تواجهنا لكننا نبقى متمسكين بالأمل، سأعود الآن إلى محور حديثي:

عدت للمنزل برفقة ياتو وفورًا رميت نفسي على السرير ثم نمت لساعات طويلة ، لقد مرت فترة منذ ان نمت بتلك الطريقة . الغرفة باردة والسرير دافي، لقد كانت الغرفة مهيأة فعلًا للنوم، استيقظت في اليوم التالي بعد ذلك السبات الطويل ولكن !!!!

لحظة لحظة !! أين أنا؟! كيف عدت لغرفتي القديمة .. أنا متأكد بأنها غرفتي ، أغراضي جميعها عادت الى مكانها بعدما اختفت في ذلك اليوم، سريري الصغير ، حقيبتي المدرسية ، أقلام التلوين ، ملابسي القديمة..

فاليخبرني احدكم هل هذا حلم أو حقيقة، ارجوكم أخبروني بأنها الحقيقة وكل ما مررت به كان مجرد كابوس مزعج .. هذا ما كنت افكر به في تلك اللحظة

خرجت مسرعًا من غرفتي وتوجهت إلى غرفة والداي ، توقفت عند الباب لأنني تذكرت بأنهم انتقلو إلى منزل آخر ، بقيت مترددًا هل أدخل أم لا..

انخذت قراري وقررت الدخول للغرفة، بدلًا من أن احاول فتح الباب حاولت العبور من خلاله ولكنني اصطدمت به ، ماذا حدث؟! أمسكت بمقبض الباب وحركته لينفتح الباب .. فوجئت برؤية والدتي ووالدي جالسين في الغرفة ، فجأة صرخت والدتي وبدأت تبكي بينما والدي كان منذهش وهو ينظر إلي، هنا أدركت بأنها أصبحا يستطيعان رؤيتي

أصبح قلبي يخفق بقوة ، جسمي بدأ يرجف ، شعرت بحرارة كبيرة تجري في عروقي ، والدتي ووالدي تذكراني .. تذكرا من أكون .. أصبحا يستطيعان رؤيتي مجددًا ، لم أستطع تمالك نفسي ، جثوت على ركبتي وبدأ أبكي بشدة لدرجة أن عيني بدأت تؤلمني من البكاء

اقترب مني والدي ثم حضنني وهو يبكي ويقول:
"كيرا انا اسف سامحني، أرجوك سامحني يا كيرا، كيف نسيتك ، كيف استطعت نسيان ابني الوحيد ، ارجوك .. ارجوك سامحني"

ثم اقتربت مني والدتي هي الاخرى وحضنتني وهي تقول:
"سامحني ، أرجوك سامحني ، أنت اردت التواصل معي لكنني لم اعطك الفرصة ، في تلك الليلة لو تواصلت معك بالكتابة ..."

قاطعتها وقلت:
"لا عليك يا امي فقد كنت انا المخطئ ، كنت اخيفكم بدلًا من أن أحاول جذب انتباهكم لي"

وفقت والدتي ثم أمسكت بيدي وأجلستني على سريرها.. بدأت تمسح دموعي بيديها الناعمتين ثم قالت لي:
" أصبح وجهك أصفرًا ونحيف، هل كنت تأكل جيدًا يا عزيزي؟!"

تفاجأت من سؤالها "هل كنت تأكل؟" متى كانت آخر مرة تناولت فيها الطعام؟! كيف استطعت العيش طول هذه المدة بدون تناول لقمة واحدة؟ ...
صمت لفترة ثم ابتسمت وقلت لها:
"بالطبع كنت اتناول طعامي بشكل جيد ، هارو وياتو كانو دائمًا يعدون لي الطعام"

هل أنا شبح ! (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن