4 : ليس كلّ عناق ينمّ عن حبٍّ.

20 8 5
                                    

إلى الوراء، التوقيت : حينما أنقذ كيشينغ الشخص الّذي كان ميّتًا (لاوتزي).

سمع كيشينغ صهيل أحصنة تُقبِل عليه، ممّا جعله يتأهّب للقتال، إلّا أنّ أحدهم صرخ قائلًا حالما وصل : "هل مرّ من هنا شابٌّ يشتم ويمتطي حصانًا أسودًا؟".
فكّر لثوانٍ، قبل أن يُجيب : "لا أعلم".
حينها، ردّ ييبو بِ"حسنًا"، وتابع السّير إلى الأمام مناديًا بِ "أخي، أين أنت؟!".

مشى واضعًا يديه خلف ظهره، رافعًا رأسه، ومفكّرًا بكلّ ما حدث له منذ أن راوده صُداع الثّلاث ليالٍ.
عاد إلى المقرّ بعدما أنهى عمليّة إنقاذ الميّت الحيّ دون أن يعي. فقابله جونغ تاي عند البّاب : "يا زعيم!، لقد بحثتُ عنك كثيرًا وخشيتُ أن تُصابَ بمكروهٍ!".
ربّت كيشينغ على كتفه وأكمل مشيه دون أن ينطق بحرفٍ واحد، ممّا أثار إستغراب مرافقه.

"هناك مصادر موثوقة تقول أنّ صفقة كبيرة قد تتمّ بعد يومين".
وما إن إلتقطت أذناه أخبار العمل الهامّة، حتّى بدأ بالتّكلُّم : "ما هي؟!".
استمرّ جونغ تاي بالمشي خلفه وباشر بالشّرح : "بعد غدٍ، قد تطلب مجموعة من كبار النُّبلاء شراء عشر نساء".
وأخيرًا، إنّه أوّل حدث يُفرِح كيشينغ طيلة هذه الأيّام.
"والمُقابل؟". سأل عن الرّبح الّذي سيحقّقه في حال تمّ الإتّفاق.
"عشر سبائك ذهبيّة".
توقّف لمهلة، محاولًا إستيعاب الكميّة الهائلة الّتي سيجنيها، ثُمَّ استدار رافعًا سبّابته : "إيّاك وأن تضيع الفرصة!".
هزّ الآخر رأسه بفهمٍ، فخورًا و طامعًا بحصّته من الرّبح.
على مدى أعوام كثيرة، كانوا يتلقّون العروض بلا إنقطاع، إلّا أنّها لم تكن قيّمة كهذه الصّفقة الّتي تمثّل لهم فرصة ذهبيّة لا تُعوّض.

"لكن هل هم موثوقون؟". سأل بينما يجلس على كرسيٍّ حجريٍّ، ليبدأ بالغوص في عمله بين كومة الأوراق.
"نعم، استدعاهم النّبيل ينغ يوان".
همهم كيشينغ دالّا على قبوله التّامّ بما أنّ ينغ يوان لا يغدر به.
ليس لأنّه يعتبره صديقًا لا يستطيع الإستغناء عنه، وإنّما هي مصالح مشتركة. وستكون ضربة مدمّرة للإثنين إن خالفا إتّفاقهم.

~

إلى حيثما كنّا ..
تفقّد ييبو أخاه ليتأكّد من عدم إصابته. كان هذا صادمًا بالطّبع، وقد تساءل : ألهذه الدّرجة انتشرت دماؤهم على هندامه؟!.
أُرسِلَ جنديٌّ لتلبية حاجة وليّ العهد في شراء لباس جديد، يمكّنه من إستكمال المهمّة.
سيحظى بإنتباه الجميع إن مشى وهو مغطّى بالدّم، صحيح؟!.

أسند ظهره على جذع شجرة حينما جلس على عشبٍ يابس. بينما تسطّح ييبو بجانبه، مشبكًا يديه خلف رأسه.
"أحبّ فصل الصّيف". أخبر أخاه بمعلومةٍ لا يكترث بمعرفتها.
بما أنّ الغيوم تحجب الشّمس، اعتبر ييبو المشهد مأساويًّا.
"ماذا عنك؟". سأله غير راغب بإطالة السّكوت.
إلّا أنّ لاوتزي أصرّ على إطالته، لذا دفعه ييبو بيده محاولًا إزعاجه ليتكلّم.
"الرّبيع". ردّ آملًا بأن يتوقّف المزعج عن تكرار سؤاله.
صفع جبهته عندما تذكّر أنّه سيختار الرّبيع كونه موسم تفتُّح الأزهار وباقي النّباتات الّتي لا يعرف اسمها!
"أجل أجل!، بسبب الورود!". قال، ثُمَّ انتقل لموضوعٍ جديدٍ لم يخطّط له مسبقًا.

دفترُ وِين كِي شينْغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن