للمرّة الثانية على التوالي، تقوم ميان ميان بدعوة لاوتزي عبر رسالةٍ نصيّة أنهت كتابتها، لقضاء المهرجان سويًّا، فَلا يقابلها بردٍّ يُطفئ نار شوقها.
كيف عساها تعلم إن لم يُبلغها أحد بعدم وجوده في قصره؟.
كان في طريقه لحلّ أمرٍ عاجلٍ قد طرأ.
شكّل فريقًا مثاليًّا للإتّجاه نحو المنطقة الّتي يهرب سكّانها منها. سيلتقي بالأشباح اليوم!.عند مقابلته لوالده صباحا, أبلغه المستشار بالتفصيل عما يُسمع في الأرجاء ..
~
إلى الوراء :يجلس الملك مُنحني الظهر، مستندًا على يده الصّامدة على جانب كرسيّه، مغلقًا عينيه الغائرتين بتعبٍ يثير الشفقة في قلوب الناظرين. في غرفة المجلس الفسيحة، حيث تتسلل أشعة الشمس الخافتة عبر النوافذ العالية، ينبعث جو من السكون المهيب.
"هل أنت بخير؟" سأل لاوتزي بهدوء، بينما ارتجف الملك فجأة، باحثًا بعينيه عن صاحب الصوت الذي قطع نومه القصير.
"قليلًا"، رد الملك بصوت مبحوح، قبل أن يضحك ضحكة جافة سرعان ما تحولت إلى سعلاتٍ متتالية. صبر لاوتزي حتى انتهت السعلات، ثم اقترب أكثر.
"أأستدعي الطبيب الملكي؟" سأل لاوتزي بقلق واضح.
نفى الملك مشيرًا بيده بالنفي، ثم أوضح بصوت هادئ أن نومه لفترة قصيرة كفيل بإعادة نشاطه كما كان.
فضل لاوتزي عدم الإطالة في الحديث، حرصًا على عدم تحميل والده المزيد من التعب: "أتستطيع إخباري الآن؟"
أومأ الملك برأسه إشارة للبدء، وسمح للرجل الذي يقف على جانب الغرفة منتظرًا أوامرهما بالتقدم.
تشجّع الرجل بخطوات ثابتة نحو الملك ولاوتزي، وقام بإحناء رأسه احترامًا. بدا على وجهه علامات القلق، وكأنه يحمل أخبارًا مهمة.
"جلالة الملك، سمو الأمير، هناك تقارير تفيد بحدوث اضطرابات في المعبد. يبدو أن مجموعة من الكهنة غير راضين عن بعض القرارات الأخيرة".
تبادل الملك ولاوتزي نظرات سريعة، قبل أن يجيب الملك بصوت هادئ: "ما طبيعة هذه الاضطرابات؟ وهل هناك خطر على سلامة المعبد أو العاملين فيه؟".
أجاب الرجل بجدية: "الكهنة يعترضون على التعديلات التي أجريناها. يعتقدون أن هذه التغييرات تخل بتوازن المعبد المقدس. هناك بعض التوترات بينهم وبين الحراس، لكن لم يصل الأمر إلى العنف بعد".
وقد قصد بذلك، أنّ الحرّاس أصبحوا يمنعون القلّة القادمين للعبادة مشكّكين بنواياهم.
على الرغم من تفشي الشائعة المشهورة، إلّا أنّ هناك أشخاص ما زالوا يلجأون للمعبد، غير آبهين بها.
أنت تقرأ
دفترُ وِين كِي شينْغ.
Fantasyكي شينغ الّذي فقد ذاكرته يشعر بالخوف ممّا كتبه داخل دفتره السرّي ويحاول الهرب من ماضيه للنجاة بحياته، تحت اشتداد الضغوطات من مساعديه لإستكمال ما بدأوا به. لا مجال للتراجع الآن، لقد أصبح عدوًا للملك و لِوليّ العهد!. -كي شينغ يبدو غريب الأطوار-