تحذير : يحتوي الفصل على مقاطع عنيفة.
إن كنتَ من أصحاب القلوب الحسّاسة أو لم يتعدّى سنّك الخامسة عشر، فَلا تقرأ.
ولا تحاول تقليدها.
~
"سموّك. الإمبراطور يطلب حضورك"
أخبره الخادم حالما انحنى احترامًا لمنصب الجالس على كرسيٍّ من الذّهب الصّافي ينتمي إلى طاولة وُضِعت عليها النّباتات بشكلٍ مصطّف ومرتّب، من الأصغر إلى الأكبر.
همهم هو كدلالة على الفهم، وسرعان ما أفلت النّبتة الخضراء الّتي يرعاها، فَأرجعها إلى مكانها، لتلبية طلب والده.
كمحبّ للنباتات، إنّها تمثّل له هواية يستمتع بها، ويقدّر وجودها في العالم، أكثر من العالم أنفسهم.
أحكم ربط شعره بدبّوسه الثّمين وفرد كتفيه مستقيمًا في مشيه كالإبرة، ثُمَّ اتّجه نحو قصر أبيه، كان يبعد حوالي ستّين مترًا عن قصره. وبالتّأكيد كان أضخم، ويغطّيه الذّهب الخالص.
لم يكن يحبّذ تصميمه، بل اعتبره بذخًا وتعجرفًا. لكنّ الإمبراطور يبقى الإمبراطور، والقرار يُنسَب له.
انحنى الحارسان الواقفان خارج بوّابة القصر كالتّماثيل. واحدٌ على يمينها، والثّاني على يسارها. فاستمرّ بالمشي بينما يتفقّد بأنظاره دورات الحرّاس الجائلة الّتي تبدأ مع غروب الشّمس.
داست قدماه على الدّرجة الأولى .. كان الدّرج طويل، وهو يصل الباحة الشاسعة بالقصر.
"أخي!"
نداءُ صبيٍّ شدّ سمعه.
كان هذا صوت الأمير (تشينغ ييبو). الإبن الأصغر للعائلة الحاكمة، والبّالغ من العمر 17 عامًا، الأخ غير الشّقيق له.
هو المفضّل لدى والده، نتيجة حبّ الإمبراطور الشّديد للمحظية (فينغ يي). ولولا صغر سنّه لتسلَّمَ الحكم مستقبلًا. لكن القواعد هي القواعد، ولا تتغيّر فجأةً في فترة قصيرة من الزّمن، لذا الأفضليّة للإبن الأكبر ليكون وليًّا للعهد.
"استمرّيت بزيارة قصرك لمدّة ٣ أيام، بِمَ كنتَ منشغلًا؟!"
باح بمكنون صدره بينما يلفّ يده على عنق الآخر ساحبًا إيّاه بتريُّث إلى قصر والدهما، محاولًا تمضية أكبر وقت معه.
"بعضُ الأعمال" تمتم ناظرًا نحو القصر كَخطّ مستقيم لا يعرُج هنا وهناك.
"لم يسمحوا لي بالدُّخول حتّى!، أنسيتَ إخبارهم بأنّني مُستثنى؟!" توقّف مبديًا تعجّبه، ثُمَّ أكمل حينما لم تتوقّف الآلة الّتي يحادثها.
"سأُخبرهم المرّة القادمة" ردّ مختصرًا.
"_أجل افعل ذلك!، عاقِبهم على سوء أفعالهم أيضًا، أرادوا الإمساك بي لطردي خارجًا عندما أوشكتُ على الصُّراخ باسمك لتسمعني!.
_وهل استطاعوا؟.
_بالتّأكيد لا!، سحبتُ سيفي مهدّدا، لذا ارتعدوا خوفًا وتراجعوا
_لِمَ لم أستطع سماع ندائك إذًا؟".
صمت الإثنان، انتظر هو الإجابة الّتي يعرفها، أمّا أخاه فتهرّب منها.
بالطبع لن يُحرج نفسه بقول أنّهم رموه خارجًا.
أنت تقرأ
دفترُ وِين كِي شينْغ.
Fantasíaكي شينغ الّذي فقد ذاكرته يشعر بالخوف ممّا كتبه داخل دفتره السرّي ويحاول الهرب من ماضيه للنجاة بحياته، تحت اشتداد الضغوطات من مساعديه لإستكمال ما بدأوا به. لا مجال للتراجع الآن، لقد أصبح عدوًا للإمبراطور و لِوليّ العهد!. -كي شينغ يبدو غريب الأطوار-
