4

71 32 3
                                    

تحدثت ببرود وامسكت بالسكين ونظفتها من الدماء ووضعتها بالمكان المخصص لها ونظرت اليه نظرة اخيرة
" اتصل بالاسعاف هتموت من نقص الدم كدة"
اما هو فليس هناك حديث يستطيع التعبير به عن صدمته فقط يرمقها بصدمة وكره ومزيج مختلف من المشاعر حتى ذهبت من امامه
امسك الهاتف بيده المرتجفة وهاتف الاسعاف
" ابعتولي عربية على العنوان ده بسرعة اتضربت بسكينة " تحدث بضعف وهو يلهث واخبرهم بالمكان الذي يقنط به ثم وقع الهاتف من يده واغشي عليه من فرط نزول الدماء
بعد مرور ساعة في المشفى افاق اخيرا وجدها تجلس بجانبه
" بتعملي ايه هنا..اطلعي برة انا هطلب البوليس وهوديكي في ستين داهية " تحدث بصراخ
" حبيبي بس متنفعلش عشان الخياطة متتفكش..مفيش حاجة تديني المكان بأسم دينا مش بأسمي ومش بيتي بس كانت مدياني المفتاح عشان بروح معاها دايما هناك مفيش كاميرا مراقبة تشوفني وانا داخلة الاثار بتاعتي على السكينة مسحتها كلها حتى لو شهدت ان انا الي عملت فيك كدة مفيش دليل وممكن اجيبلك ناس تتمنالي الرضا يشهدوا اني كنت معاهم وقت وقوع الحادثة..انا مش غبية يا باسم متستقلش بيا "
" مصيرك في يوم هتقعي يا مايا لو مش دلوقتي هيبقى بعدين اوعدك هتقعي على ايدي "
" انا اسفة على الي عملته فيك انا ندمانة اوي ياريتني كنت سيبتك تقتلني بس مشوفكش تعبان ومجروح بسببي " تحدثت بندم ووضعت يدها على الجرح
" ابعدي ايدك عني انتِ متخلفة عقليا " امسك معصمها بعنف
اما هى فاقتربت منه وطبعت قبلة هادئة على شفتاه وذهبت من امامه بهدوء
" الو يا عمو الحقني انا لقيت المستشفى بتتصل بيا وبيقولولي ان باسم طلع عليه حرامية واتضرب بالسكينة..بس متقلقش الجرح مش عميق وهو بقى كويس" تحدثت بصوت مخنوق
" نعم!! ابني! " انتفض من مكانه وقلبه يدق يجنون
" مستشفى ايه..انا جاي حالا "
" ابني ماله يا جميل " تحدثت والدته بفزع
" مايا بتقولي طلع عليه حرامية وغزوه بسكينة بس هو كويس "
" يا حبيبي يا ابني " امتلأت عيناها بالدموع وهرولت للأعلى لتبدل ملابسها وذهبوا للمشفى بسرعة
" هو فين يا بنتي " تحدث جميل
" في الاوضة دي يا عمو "
دلفوا للداخل وجد اكياس الدم معلقة لتعوض خسارته لدمه والمحاليل لتقويته وهو نائم على السرير بتعب ويحاول التنفس ببطأ ليمنع الألم
" ابني حبيبي" احتضنته نهلة ونظرت لعيناه المنطفأة ووجه المرهق
" يا حبيبي ايه الي بيحصلك ده بس " وضعت يدها على وجهه وظلت تتحسسه اما والده فأمسك بيده وامتلأت عيناه بدموع الندم
" سامحني يا ابني انا اسف حقك عليا "
نظر اليهم باسم بتعب وحزن وشرود ولا يقوى على الحديث ما زال مصدوم من هول الاحداث منذ الفضيحة حتى الآن قلبه يعتصر الما على موت حبيبة وعلى عدم قدرته على فعل شئ يشعر بالعجز وقلة الحيلة يشعر وكأن حياته بأكملها قد تم تدميرها على يد تلك الشيطانة اللعينة
" حبيبي انت مبتتكلمش ليه طمني عليك" تحدث والدته
" حبيبة ماتت يا ماما ماتت وسابتني " امتلأت عيناه بالدموع
" حبيبة الي بتحبها!! " تحدثت بصدمة
" اه " تحدث بوهن وشرد مجددا
دلف الطبيب للداخل
" لو سمحتوا اخرجوا وخلوه يرتاح شوية " وضع له المسكن وذهب للخارج ومعه والداه
اما باسم فأغمض عيناه بتعب وحاول النوم
" وحشتني يا حبيبي..انا اسفة اني ظلمتك سامحني..تعرف انا في مكان حلو اوي نفسي تبقى معايا فيه "
" حبيبة " اقترب ليمسك بيدها ولكنها اختفت عن أنظاره
فتح عينه ونظر حوله ادرك أنه كان يحلم
" حبيبتي في الجنة ومسامحاني ربنا يرحمك يا حبيبة هحاول اجيبلك حقك هعمل الي اقدر عليه عشان اوقع الشيطانة دي " كان يتحدث بداخله فهو لا يقوى على الحديث لأن ذلك يؤلمه
دخل سامر للغرفة ونظر له
" ايه الي حصلك وقعت قلبي عرفت من طنط وجيتلك على طول"
" تصدقني لو قولتلك ان مايا قتلت حبيبة "
" انت بتقول ايه!! " تحدث بعدم تصديق
" هو انا في وضع يسمحلي اهزر؟ "
" حبيبة ماتت!..طب عرفت ازاي! "
" هى الي قالتلي..قالتلي انها الي قتلتها وشرحتلي قتلتها ازاي مقدرتش امسك نفسي ومسكتها خنقتها قامت غزتني بالسكينة "
" انت بتقول ايه ينهار اسود انا مش قادر استوعب "
" انا متدمر نفسيا يا سامر "
" انا معاك يا صاحبي وفي ضهرك وان شاء الله هنجيب حقك وحق حبيبة من الشيطانة دي شيطانة ايه ده الشياطين يتعلموا منها!..بس خلي بالك احنا لو اثبتنا عليها اي جريمة هتتحط في مصحة عقلية لأنها مريضة هوس وسايكوباتية "
" نفسي اوقعها بالكلام واسجلها ياريتني كنت سجلت بس هى ذكية بطريقة مرعبة دي عملت كل ده من غير ما يرمشلها جفن وعليها ابتسامة مرعبة بشكل وبعدين جاتلي هنا الاوضة وعيطت وقالتلي انها ندمانة انها عملت معايا كدة وياريتها كانت ماتت في ايدي ومأذتنيش وباستني وخرجت "
" يا ابني مش بقولك عندها هوس وسايكوباتية دي خطر اوي على فكرة خلي بالك لأنها ممكن تقلب عليك في لحظة وتدمر حياتك عشان تمتلكك ولما بتحط حد في دماغها يا تاخده يا تقتله عشان محدش ياخده وهتدمرك وهتدمر الي بتحبهم وبيحبوك عشان ميبقاش ليك غيرها بس احمد ربنا انها بتحبك الحب ده عشان مش هتقدر تقتلك ولو قتلتك هتقتل نفسها وراك عشان مش هتقدر تعيش من غيرك "
" انت بتخوفني ولا بتهديني يخربيتك انت كمان "
" اسف مقصدش بس اول مرة اشوف حالة صعبة ونادرة زي دي " وضع يده خلف رأسه بحرج

على الصعيد الآخر كانت تجلس مايا على سريرها وتبكي بقوة
" كانت تتقطع ايدي قبل ما تجرح حبيبي.. انا اسفة يا حبيبي اسفة سامحني ارجوك " امسكت بسكين وطعنت نفسها لتعاقب نفسها على جرحها وايلامها له
" اه.." تنفست بألم وازالت السكين مثلما فعلت معه وذهبت للمشفى بنفسها
" ايه الي عمل فيكي كدة؟ " تحدث الطبيب
" وقعت على السكينة بالغلط "
" عموما متقلقيش الجرح بسيط مش عميق عشر غرز وهتبقي بخير بس لازم ترتاحي خالص لفترة "
امسكت بالوسادة وهو يبدأ بتقطيب الجرح وهى تتألم بقوة
" انا بعاقب نفسي عشانك عشان احس بالي حسستهولك عشان معملش كدة تاني حتى لو عملت فيا ايه انا اسفة يا حبيبي " حدثت نفسها وهى تتألم
" خلصنا خلاص "
" انا عايزة اروح لباسم الي في الاوضة الي جمبي ممكن حضرتك توديني بكرسي متحرك عشان مش قادرة اتحرك "
" لازم ترتاحي "
" لا انا لازم اروح ضروري " تحدثت بحدة
" خلاص حاضر الي تحبيه " تحدث بتعجب
ذهبت لباسم ولم تكترث لوجود سامر
" انا اسفة يا حبيبي انا هموت من الندم اني عملت فيك كدة انا غزيت نفسي بالظبط زي ما عملت فيك واتخيطت زيك انا عاقبت نفسي عشانك " تحدثت ببكاء وهى تشهق ورفعت سترتها لتريه الجرح
" يخربيتك بتعملي ايه غطي نفسك "
" حاضر"
نظر لسامر ليريه مدى جنونها وهوسها فنظر له سامر وفمه مفتوح على مصرعيه
" انا هخرج وهسيبك ترتاح يا حبيبي " اقتربت منه وطبعت قبلة على شفتاه مجددا وذهبت بهدوء
نظر سامر له ولا يعرف ايضحك ام يحزن لحال صديقه
" انت نحس..ايه ده..مش قولتلك ممكن تعمل في نفسها حاجة عشان اذتك " ثم تابع " انا اسف بس انا هموت من الضحك على منظرك وهى بتبوسك انا مشوفتش رعب اكتر من كدة "
" مرعبة اوي انا مش عارف عملت ايه في حياتي عشان تتحدف عليا واحدة زي دي " تنهد بضيق

Tell Me How You Hate Meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن