الفصل الرابع

217 16 1
                                    

الفصل الرابع .........

كان جابر يسير في أروقة الدار مترنح بخطواته ويمسك بسترته وكان قاصدا الباب الخارجي بعد ان قضى وقته مع فاتن والذي اختصره بحصوله على مبتغاه فقط شأنها شأن أي فتاة في الدار كأنها لا تهمه ولا يعرفها!
لكنه عندما وصل الى الباب الخارجي ادار وجهه ببطء وبعيون ناعسة تطلع الى سليمة التي همست خلفه: "جابر .... اريد ان احكي معك"
أشار لها بيده وكأنه يقول لها ليس الان الا انها قالت وهي تسير خلفه الى الشارع: "موضوع هام جدا"
قال بدون ان يقف او يلتفت اليها: "دفعت وليس لكم شيء عندي"
هي وبسرعة: "بخصوص نسرين"
ابطأ الخطوة والتفت اليها ثم استدار وقال وقد ضاقت عيناه: "مرة أخرى يا سليمة؟ وعدتني ان تقنعيها وتلينين قلبها ولم أجد الا نفور وصد منها البنت لا تريد ان تسلم لي وليس لي بلغة العنف وانت تعرفينني ومع ذلك فقدت صوابي واذيتها أكثر من مرة ولم اعد اشعر بالارتياح للأمر كله .... اما ان تخضع لي بإرادتها واما ابتعد ليس لي كلام اخر واعتقد انني اعطيتك كلما اتفقنا عليه"

سليمة وبنبرة هادئة: "يجب ان نتكلم في مكان ما لدي كلام كثير يهمك"

قال ببرود: "اتبعيني نتكلم في سيارتي"

امر السائق ان ينزل وينتظره وصعدت سليمة وأغلقت الباب.

بعد مرور نصف ساعة تقريبا قدمت له هوية نسرين وبقية متعلقاتها وتطلعت به وهو يشعل سيجارة وينظر الى ما بيدها وقالت له بجدية: "هذه قصة الصبية باختصار وبمنتهى المصداقية وهذه هي حقيقتها واوراقها الرسمية "
ولما رأت بعينيه نظرات الارتياب قالت: " منذ عرفتني كذبت مرة عليك او اخلفت وعد؟"
اكتفى بالصمت ولم يتناول منها الهوية وواصلت: "ان ابتعدت عن البنت ستكون بيد غسان وسيشغلها وهي غير مؤهلة لذلك العمل وربما تفعل بنفسها شيء كما حاولت سابقا .... اخبرتك عن قصة البنت وليس لي هدف سوى خدمتك لانني اعلم إنك راغب بها"

قطب جبينه وقال بتجهم: "ما قصدك؟ ماذا تريدين؟"
اجابت بجدية: "خذها .... خذ نسرين لك"

.................................................. .....................................

بعد مرور يومين ....

دخلت سليمة الى غرفة نسرين وقالت لها بابتسامة: "سأزف اليك خبر ستقبلين الأرض ساجدة من السعادة يا بنت"

نسرين وبدهشة: "ماذا؟ أخبريني ارجوك؟"
سارت سليمة نحوها ووضعت يدها تحت ذقنها ورفعت وجهها اليها قائلة: "انت محظوظة يا نسرين .... ستخرجين من هنا كما وعدتك .... جابر وافق ان يتزوجك"

اتسعت عينيها وبهت قلبها وكأنا لم تستوعب ما سمعته ونهضت بسرعة وامسكت يدين سليمة قائلة بلهفة وابتسامة مقترنة بدموع: "صحيح .... ساخرج؟ وافق جابر ان يتزوجني؟ يا الله لا اكاد اصدق نفسي كيف حصل هذا اخبريني"
سليمة وبابتهاج: "اول مرة أرى ابتسامتك الحلوة .... حصل يا نسرين جابر يحبك ولم يتردد وافق وسيأخذك قريبا"
تلاحقت أنفاسها ووضعت يدها على بطنها وقالت بقلق: "والطفل؟ عرف جابر؟"

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن