الفصل الثاني والعشرون والأخير ج1........
فتحت هناء الباب لتقول بدهشة كبيرة اشبه بالصدمة: "أمي!"
ام ماجد وهي تشير الى السائق لينتظرها وبملامح ملؤها الاصرار: "لا تريدين رؤيتي ام ممنوع ان ادخل بيتك؟"
هناء وباضطراب ولهفة: "بالعكس يا امي هذا بيتك تفضلي .... تفضلي"
دخلت ام ماجد ببطء وتبعتها هناء التي شعرت ان والدتها لم تأتي اليوم اعتباطا وانما جاءت من اجل هدف معين.
من جهة أخرى شعرت العجوز ان هناء مكسورة القلب والخاطر لانها طردتها واهانتها وما قدومها اليوم الا لسببين لتطيب خاطرها أولا ولتسألها عما يرتاب به قلبها منذ ليلة البارحة بل منذ أيام.
جلست على الاريكة الوثيرة في الصالة الفاخرة الأثاث وقالت بهدوء وصراحة: "مشتاقة الى الولد .... افتقدكم"
هناء وبسرعة واقرار: "وانا اكاد اموت من القهر.... اشعر بالإحباط منذ طردتني من بيتنا .... البيت الكبير.... الملجأ.... الحضن الدافئ .... المقر.... الأمان .... ضاع كل شيء بالنسبة الي وتبدد بليلة وضحاها .... شعرت بالوحدة بالغربة بعد ان كنت واثقة ان ذلك البيت لا يمكن ان يأتي يوم من الأيام وتغلق ابوابه بوجهي .... امي تطردني وأخي يتهجم علي في بيتي و يضربني من اجل ....."
وتوقفت عن المواصلة وبقيت تتطلع بأمها التي قاطعتها بسرعة وبنظرات ثابتة: "من اجل من؟ انت وايمان تعرفان شيء عن جابر؟ .... جابر ليلة أمس كان مستشيط غضبا .... دخل على ايمان واذاها بالقول والفعل .... اريد ان اعرف كل شيء .... ما به جابر؟"
رغم تظاهر العجوز بالحدة والثبات الا ان نبرتها تحمل بين طياتها ضعف كبير وتردد وواصلت بارتياب وحيرة وترقب: "ما مشكلته؟ ما قصته؟ ما دخلكما انت وايمان؟ .... من تلك البنت؟ فليحة اخبرتني ان جابر كان يردد كلمات غريبة وهناك بنت بالموضوع.... صارحيني هناء اياك واللف علي لست غبية واياك وان تتحججي بأن صحتي لم تحتمل انا بكامل قوتي ومستعدة لتلقي أي حقيقة ولو كانت لا تعجبني"
أطرقت هناء برأسها وقالت بخيبة وحزن: "جابر متورط يا امي .... جابر عشق بنت .... بنت بلا شرف .... سيئة السمعة .... بلا أصل ولا فصل .... وقع بشرك المومسات يا امي"
تجمدت عيون العجوز ولم تعد تحرك جفن وخلا وجهها من التعابير وحشرجت حنجرتها بصوت مخنوق وهي تهمس: "مستحيل .... مستحيل ابني لا يورط نفسه ولا يقع هكذا وقعة"هناء وبدموع: "اعلم انني يجب الا اصدمك بحقيقته لكن هذا مطلبك انت جبرتني وبالآخر ستعرفين الحقيقة عاجلا ام اجلا .... حتى تعرفين لماذا كنت وقتها منهارة وغاضبة ولماذا حسبت جلال أفضل منه؟ .... كنت مستاءة لانه متورط ب"
قاطعتها ام ماجد باستنكار وبملامح كساها الرفض والقلق والتردد وعدم الثقة بما تنطقه: "جابر يلعب .... يتسلى كعادته شأنها شأن غيرها .... ابني لم يتورط بحب غير شريف .... جابر أساسا لم يثق بالنساء ومضرب عن الزواج فكيف يثق ببنت سيئة السمعة.... ابني لا يرضا ان يجلب العار الى اهله .... لا يمكن ان يلوث اسمه برفقة بنت ماجنة .... وان ضرب بعقله وأحبها فتلك مجرد نزوة وسيتركها وينسى الامر ونحن سنساعده و"
هناء وبانفعال: "ماذا تقولين يا امي عما تتحدثين؟ فقد فات الأوان ...... جابر تزوجها .... ابنك تزوجها واسكنها في بيت خاص .... تلك الماجنة حامل بطفل جابر .... اخي ابن الحسب والنسب ابن الأصول تزوج من عاهرة"
.................................................. ........................
قالت سعاد برفض وانفعال وهي وسطهم: "لا يا عمي لا أقدر.... لا أقدر ان اتخلى عن اطفالي انهم حياتي وأملي وسبب استمراري بالنبض .... انهم قلبي الذي احميه بضلوعي تريدون انتزاع قلبي؟ .... الزواج ليس بالغصب والاجبار والا سيعتبر باطل .... لا اريد ان اتزوج قيصر ولا غيره لا اريد ان اتزوج أساسا اريد ان أعيش لأطفالي ارعاهم اعوضهم حرمانهم مازالوا بحاجة الى حضني حرام ما تفعلونه بي حرام"
أنت تقرأ
هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابر
Romansaافكار وهواجس كثيرة اجتاحت داخلها وارجحتها بين كوابيس مخيفة ملؤها الحسرات والضياع بين طيات الندم وبين امانى واحلام سعيدة وفجر امنيات على وشك البزوغ فوق عتمة واقعها تارة سعيدة تلوح لها وتارة اشباح مجهولة تطاردها تفاؤل يشوبه فزع مكتوم غير واضح المعال...