الفصل التاسع عشر.........
ام ماجد وبحذر وترقب: "جابر! انت واقع بالحب؟ تحب امرأة؟"
التفت بسرعة وتجمدت نظراته والتهبت عينيه وقال بتحدي وإصرار: "مستحيل .... لا أحبها .... لانها لا تستحق .... اود قتلها .... أتمنى ان اقتلها.... كذابة وخائنة .... شيطانة"
ضاقت عيني ام ماجد واشاحت ببصرها ودقت عندها اجراس الخطر.
.................................................. .........................نهض غسان ببطء وهو يستعيد قوته وعادت تلك النظرة القاتمة بعينيه
رتب ملابسه واغلق ازرار قميصه ومرر يده على شعره ورفع حاجبه وتسلح بما لديه من هيمنة وجبروت وخطا الى الباب وهو بكامل رشده وشدته وكأنه أفرغ تراكمات نفسه التي تؤرقه وتضايقه كما يفعل دائما ... هنا في عزلته يظهر على حقيقته يتطلع الى نفسه بالمرآة يرى كل ضعف الدنيا بعينيه يرى مدى سواد وحلاك سريرته يرى مدى دونيته يتعرى ويتجرد من كل أسلحته ويتطلع الى مدى قباحته انه يكره ذاته ويكره الساعة التي ولد بها الى هذه الدنيا ....
رجل بلا إحساس بلا رحمة بلا توبة بلا ضمير بلا غيرة .... هذا هو غسان الأسود .... مجرد سمسار خسيس
قوي بهيئته جبان بداخله يحمل من الشر ما يجعله يصافح الشيطان
لكن محبوس بداخله غسان اخر!
.... غسان الصبي الخائف .... الضعيف الذي يرتجف!
الفاقد النسب الخجول .... الذي ترعرع على القسوة والانتهاكات والاغتصابات والدم والاتجار بالشرف والجسد مجبرا ومرغما وان اشاح ببصره رافضا يتلقى تعنيف وتوبيخ وجلد .... الصبي الخائف حبيس بأعماق روحه ويصرخ ويتردد صدى صراخه بصحراء مشاعره وضميره
بأعماق اعماقه صرخة رفض صرخة استغاثة صرخة احتضار
ويداه ممدودتان باستغاثة وسط الظلام والبرد وتحجبها العتمة وتمحو اثارها ....خطا بخيلاء بساعة متأخرة من الليل وبريق الشر والقسوة اقتحم عينيه بعد ان تغلب على الحبيس وأخبره ان حكم الإعدام الذي صدر بحقه اقترب .... ستموت أيها الحبيس وتحيا أيها الأسود ......هذا هو غسان الأسود كل مرة يقف من جديد ليرهب ويرعب ويجتث نياط قلوب الضحايا ويقمع من يجده معترضا طريقه او يحاول ان يعترض داعس على الرؤوس ليعبر ويصل الى غاياته البعيدة المدى .... الغدار الذي بإمكانه وبدون تفكير ان يعض يد المعروف والاخاء لو تبين انها تخالف اهوائه او يمكن ان تخالفها يوما.
ولما مر واثق الخطوة في الاروقة لاقته سليمة واومأت له بانحنائه لتحيته على تخطيه الازمة وظهوره بقوة اكبر وصلابة اشد واعنف وثقة اقوى فتجاوزها وهو يبتسم بفتور .... سليمة تلك ساعده الأيمن والشخصية الاثقل بحساباته .... العقل المدبر .... الساعد المنفذ ... الشريك الغامض انه يراها من حيث لا تراه ومسلط عليها ضوء خفي يمكنه من معرفة كل ثغراتها وهفواتها ويوهمها انها المتصدرة الغير مكشوفة النوايا .... يتركها بمزاجه تعمل في الظلام وتتمادى لكن متى ما تجاوزت الخطوط الحمراء يردها اليه ردا لينا ويضعها مجددا في المكان المحدد لها لتواصل طريقها كالمسيرة المؤتمرة دون ان تعي ذلك
انه يمنحها المساحة للعب لكنه المشرف على اللعبة بأكملها ومتى ما كانت النتائج بالنهاية تصب في حجره فهو يبارك لعبها الخفي لكنه ان لاح له مؤشر الخسارة حادها عن طريقها التي مضت فيه ليرجعها الى نقطة الأصل
![](https://img.wattpad.com/cover/320802590-288-k928185.jpg)
أنت تقرأ
هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابر
Любовные романыافكار وهواجس كثيرة اجتاحت داخلها وارجحتها بين كوابيس مخيفة ملؤها الحسرات والضياع بين طيات الندم وبين امانى واحلام سعيدة وفجر امنيات على وشك البزوغ فوق عتمة واقعها تارة سعيدة تلوح لها وتارة اشباح مجهولة تطاردها تفاؤل يشوبه فزع مكتوم غير واضح المعال...