الفصل السابع عشر

183 13 0
                                    

الفصل السابع عشر.........

تأملت نسرين هاتفها على منضدة المرآة في غرفة النوم وتنهدت بارتياح لقد تركه لها!

معنى ذلك انه سمح لها بإجراء مكالماتها مع اختها؟
هذا يعني انه منحها مساحة من الحرية؟

اقتربت ولمست الهاتف وفكرت بالاتصال بسعاد وقبل ان تشرع بمكالمتها رن الجرس!

خفقت اهدابها ووضعت يدها على صدرها من القادم بهكذا ساعة متأخرة؟
محمد؟ ذلك الرجل الفاسد عاود المحاولة؟ جنان؟
ابتعدت وتهاوت على المقعد في الصالة وقررت الا تفتح الباب هذه المرة

كل مرة تندم ................. لن تفتح ابدا لن تفتح.

عضت على شفتها لما ازداد الطرق وشبكت يديها ماذا لو كان محمد؟
سيفضحها امام الجيران والكل سيخرج ليرى من الطارق؟

نهضت بسرعة لما أصبح الطرق مرتفع جدا وقررت ان تكون قوية هذه المرة وتواجه ولن تختبأ
عليها الا تبقى أسيرة المخاوف
لتواجه أي كان حتى محمد لتقل له ان كنت تريدني تعال واطلبني من جابر لعله يصطدم به ويلقنه درسا
لكن لا لا تريد ذلك .... لا تريد الصدام وتعريض جابر لموقف حرج فبذلك سيضجر من مشاكلها ويعيدها بيده الى الدار!

ولا تريد أيضا ان تجعل جابر يتهور وربما يقتله بالسلاح ويضيع بسببها!

او ربما محمد يجرح جابر بسكينه او يقتله وحينها لن تسامح نفسها الموت اهون لها من ........ من.... من إيذاء جابر.

فتحت الباب لتتغير تعابيرها وتبدو عليها الدهشة والاستغراب وهي ترى فتاتين ذاتا رقي وبهاء من هيئتهما ولباسهما وعطرهما الفاخر وحجابهما!
بدتا بنات ذوات لكن هذه النظرات بعينيهما اقلقتها!

تسمرتا بوجهها وتطلعت هناء الى مظهرها بالتدريج وببريق حاقد
اما عن ايمان فكانت تقول مع نفسها "يا الله انها بنفس سني تقريبا معقول ظروفها تدفعها ان تمتهن هكذا مهنة مشينة؟"

اما هناء كانت تقول بسرها "تبدو كالملاك البريء ابنة العاهرة ما كل هذه البراءة بعينيك وكأنك ابنة ناس ومتربية! خربتن بيوت النساء بادعاءاتكن وتصنعكن النعومة والرقة
اللعنة عليك يا افعى .... اسلخي جلدك اليوم واظهري على حقيقتك تحت قسوة القضبان واخرجي كل عهرك ولسانك الداعر"

هي وبصوت هادئ وناعم: "لم اتشرف بمعرفة حضرتكما"

تقدمت هناء واقتحمت البيت مما جعل نسرين تتراجع الى الخلف من ضربة كتفها!
وتبعتها ايمان التي بدت مرتبكة وكأنها فقدت عزيمتها فهي ليست معتادة على أجواء العصابات هذه!

استغربت نسرين وقالت بنبرة قلقة: "كيف تدخلا هكذا؟ انه بيتي .... من انتما؟ من تقصدان؟"

اسرعت هناء وأغلقت الباب واقفلته وانتزعت المفتاح وتغيرت ملامح نسرين وتراجعت الى الخلف خطوات عندما قالت هناء بقوة واعتداد وحدة: "بيتك؟ من اين اتى بيتك يا حلوة؟"

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن