الفصل : التاسع

23 1 0
                                    

كان يجلس على الطاوله و امامه ابنته تتجرع مياه حنى تذهب لدراستها
اردف و هو يأخذ اللبنه : عهود بابا مش محتاجه حد ف حياتك يعوضك عن عدم وجود والدتك
نظرت له عهزد بإبتسامه و قالت : ربنا يخليك ليا يبابا ، طالما انتَ موجود يبقى مش هحتاج حاجه
تنهد ثم قال : عارف يحبيبي ، بس انا حقيقي تعبان و اكيد محتاجه بنت زيك انا مش هتقدري تقوليلي كُل حاجه صح!
عهود بإستغراب : بابا؟ هو انتَ بتفكر تتجوز!
ترك الملعقه من يده و قال : تقريباً ده لو وافقتي انا مش هعمل شئ انتِ مش عايزاه يعهود
عهود : مين! حد اعرفه
عصام : موافقه ولا لأ؟ و شخص بيحبك فعلاً
إتكأت على ذراعها و هي تقترب منه و غمزت قائله : اشرقت صح! وقعت يبابا؟
ابتسم و هو يقول : موافقه ولا لا يقلب بابا؟
عهود : هاجي معاك و نتقدملها ... انا ولى امرك دلوقتي
عصام : روحي جامعتك عشان متتأخريش يلا
اطاعته و هي تخرج من المنزل بأكمله و اختفت إبتسامتها و هي شارده
أما عند عصام فشرد بالطعام و هو يتذكر حديثه مع رفيقه سراج
_FLASHBACK_
| في المستشفى |
سراج بعصبيه : مكنش فيه داعي ابداً إنك تعمل كده! انتَ حابب تشوفها مكسوره يعني
عصام بندم : خلاص يسراج مكنش ده الي ف بالى ابداً ، كُنت عارف انها هتزعل بس مش الي انتَ بتقوله ده!
سراج : اللهم طولك يروح ، يبني انتَ قايم من البنج و دماغك مش فيك حرفياً من امتى و انتَ بتفكر بتخلف كده؟
عصام بتعب : خلاص يسراج ، هقول لعهود و الموقف هيتصلح ع طول،  سيبني ارتاح لأني بجد تعبان .
_Back_
اخذ يلملم طعامه و هو شارد كيف يخبرها بإنه يريد التزوج بها .
••••••••••••••
| في الشركه |
كانت تجلس في مكتبها ثم دلف عليها و هو يقول : مُمكن اتكلم معاكي شويه!
نظرت له بإستغراب و قالت : انا!
اومأ فقالت : اتفضل
قال و هو يجلس : حبيت اعرف الي طالبه وصل لحد فين!
رونق بعدم فهم : حضرتك عميل عندنا؟
هز رأسه بنعم فقالت بذوق : تقدر تسأل مستر عصام اكيد قابلته سابقاً او السكرتيره
قال و هو يلعب بالأقلام امامه : امم ، هو فيه طلب تاني صراحه
رونق : حسيت بكده ، اتفضل إذا كان في مجال الشُغل
ابتسم لنجاح خطته و هو يقول : للأسف مش شئ للشغل ، ده الكارنيه بتاعي انا عازمك على العشا يريت تقدري تيجي لأنه شئ مُهم جداً ارجوكي
رونق : لا ... احب افهم لي!
قال و هو يرتدي نظارته : متقلقيش ، مُجرد كلمتين محتاجك فيهم مش اكتر
اومأت بقلق و هي تلتقط منه " الكارت " و تضعه في حقيبتها
قال و هو يخرج : مُنتظرك بالليل
نظرت لحقيبتها و هي تخرج هاتفها
رونق : الو يماما ، اسفه بجد مش هعرف اتعشى معاكِ عندي شُغل .... يعني مش زعلانه!
والدتها : لا يماما ده شُغلك ربنا معاكي
رونق : تسلميلي ، ادعيلي بس .
| في الخارج |
جلس على المقعد مُنتظراً إذن عصام بالدلوف
دلف عليه و هو يعدل من سترته و قال : مساء الخير
عصام بترحاب : مساء النور ... اتفضل ي استاذ جابر
جابر : اخبار الشُغل اي!
عصام : التيم جاهز ، مستنين تأكيد الميعاد من حضرتك ... كُنت هبعت للرقم الي سيبته بس سبقتني و جيت
جابر : بُكره ان شاء الله ، الساعه 11:30 يكونوا موجودين زي ما اتفقنا؟
عصام : على اتفاقنا بإذن الله
خرج و هو ينظر حوله لعله يجدها في مكان ما و لكن لا أثر لها هُنا
دلفت بعدها اشرقت للمكتب و هي تقوب بجمود : حضرتك طلبتني ، نعم!
عصام : امم ، بكره الساعه 11:30 تكونوا في الملجأ ده ... حفله التصوير الي اتكلمنا فيها و الورق ده اعطيه لحد يصوروه
قالت اشرقت و هي تأخذ الاوراق من فوق المكتب و تتجاهل النظر اليه : تؤمرني بحاجه تاني !
عصام : فنجان قهوه
اومأت و كادت تخرج و لكن اوقفها صوته و هو يقول : بدون سكر
اومأت مره أخرى و هي تفتح الباب و لكن انتفضت بعيداً عنه عندما رأته يقفز تقريباً من المقعد و يغلق الباب و قال : مالك! مش مظبوطه انهرده لي؟
اشرقت : مالى؟ يمكن شويه ارهاق من امبارح مش اكتر
عصام : لا .... بتتجاهليني من الصبح ، الحتى القهوه طلبتها منك بدون سكر مع انك عارفه اني بشربها بسكر
اشرقت ببرود : حضرتك الي هتشربها ، حضرتك الي هتستحمل مرارتها مش انا! و يمكن حضرتك غيرت رأيك مثلاً مش مضطره إني أسأل ... بعد إذنك عشان ابلغهم بشُغل بكره
افسح لها الطريق و هو ينظر لطيفها بهدوء ، ما بالها اليوم حتى لم تسأل عن حاله!
••••••••••••••
| في منزل رونق |
كانت والدتها تضع الطبق فوق السفره حتى تأكل و بدأت تشعر بالدوران مره أُخرى ، مُنذ الصباح و هي لم تشعر إنها بخير و لم تريد إزعاج ابنتها و إخراب ليلتها في العمل بسبب مرضها
استندت على طاوله المطبخ و هي تنظر حولها باحثه عن الدواء التي كتبه له طبيب القلب بالمره الأخيره و لكن تذكرت انها تضعه بجانبها على الكومود ، حاولت الذهاب للغرفه و لكن دون جدوى شعرت و كأنها إن خطت خطوه واحده سوف تقع مغشى عليها ، أخذت هاتفها و هي تبحث عن رقم جارهم عمرو الذي دونته رونق تجنُباً لهذا الموقف و بالفعل لم يمُر سوى دقيقتين و كان يرُدَ عليها عمرو
قالت و هي تمسك برأسها : عمرو يبني و النبي اطلعلى ، رونق مش هنا و انا مش عارفه اصلب طولى
عمرو : فُريره هكون عندك تؤمريني
ثانيه    اثنان و كان صوت الجرس هو من يعُم المكان ، تساندت على الحائط حتى تصل للباب ، و كأنها وجدت مُنقذها الذي يدرى ما حدث و وقعت مغشي عليها
اسندها عمرو و هي يحملها بخفه بسبب ضئاله وزنها لكِبر السن و وضعها على المِقعد و هو يرُش عليها بعض المياه علها تفيق
اسندت يدها على يد المقعد و هي تتشاهد فقال بخوف : عندك الدوا ولا انزل اجيبه
رفعت ابهامها نحو غرفتها فقال بحرج : لمؤاخذه هتضطر ادخل الأوضه عشان اجيبه
دلف سريعاً باحثاً عنه حتى وقعت عيناه عليه ، التقطه سريعاً و هو يأخذ كوب الماء من فوق الطاوله و قال : بتاخدي قد اي! حبايه؟ اتفضلي بالشفا
مر دقيقتين و هو يجلس بجانبها فقط ينظر لملامحها التي ظهر عليها الشيب و عينها التي يظهر عليها المرض فقال و هو ينظر للسفره واضح إنك مأكلتيش عشان كده دوختي
نهض و هو يأخذ طاوله صغيره و يضعها امامها و فوقها صحن الطعام
عمرو : كُلى عشان الدوا الي اخدتيه
هزت رأسها بلا و هي تقول بصوت يكاد مسموع : مليش نفس ، هجيب الي ف بطني لو حاجه لمست بوقي
عمرو : طب اتصل برونق ؟
قالت والدتها و هي تعدل من جلستها : لا لا ... عندها شُغل مش عايزه اقلقها ، و انتَ يبني لو وراك شُغل روح ما تعطلش نفسك عشاني
قال و هو يربت على اناملها : معنديش و لو عندي مش هشيبك ميصحش ، هقعد معاكي لحد ما رونق تيجي مش هسيبك لوحدك
والده رونق : تسلم يبني ... كتر خيرك .
•••••••••••••
^ مساء ذات اليوم في مطعم ^
دلفت للمكان و هي تنظر حولها باحثه عنه حتى وجدته يلوح لها بيده
جلست امامه و هي تقول : مساء الخير
جابر : مساء النور ، تحبي تشربي اي؟!
رونق : اسفه مش هقدر اشرب حاجه ، احب بس اعرف حضرتك عايزني في اي!
جابر بإبتسامه : اكيد تعرفي صديق عصام ... سراج
عقدت حاجبيها و هي تقول : اكيد ، بس حضرتك جايبني هنا عشان تشألني عن معرفتي بيه او لا!
جابر : نشرب حاجه الاول و بعدين نتكلم تشربي اي!
بعد دقائق وصلت مشاريبهم و بعدها قالت : شُكراً ، اتفضل سمعاك
جابر : كٌنت عايز اقابله او مش دلوقتي بس حابب اعرف منك شئ
اومأت ليسرسل حديثه : حكالك اي شئ عن زوجته السابقه!
رونق بإستغراب : زوجته؟ انا حقيقي معرفش هو كان متجوز ولا لأ بس حضرتك بتسأل لي!
جابر : كُنت عامله مُفاجأه لذِكرى خاصه بينا ، انا بس غبت كتير عنه فحابب اعرف كمان .... الاستوديو بتاعه ات.ح.رق ازاي و لي مبلغش ؟
رونق : صدقني معرفش ، بس هو تقريباً عارف مين الي ح.ر.قه لكن مبلغش لي معرفش و انا مش شخص قريب منه عشان يحكيلي اي شئ خاص بحياته .... مسألتش مستر عصام لي! هيعرف اكتر مني
نظر للكوب امامه و هو يغير الموضوع : امم ، هحاول اشوف معلومات من حد تاني ، بس يريت محدش يعرف بمُقابلتنا دي لأني حابب اعمله مفاجأه بمناسبه رجوعي لهُ .... رجوعي .
•••••••••••••
^ في منزل عصام ^
دلفت عهود من الباب و هي تُلقى بحقيبتها أرضاً و تجلس على النقعد بإهمال بسبب إرهاقها لكثره المُحاضرات
اخذت تعبث بهاتفها حين وصول والدها ، فتحت التطبيق و هي ترى من ارسل لها طلبات الصداقه يبدو و كأنها لم تفتحها مُنذ زمن هناك مئه و سبعون شخصاً يريد صداقتها!
اخذت تُقلب بهم حتى رأت شخص يُسمى Gaber و هي تُدقق في صورته ثم قالت بسخريه : جابر! و كمان باعتلى ادد؟ عبيط ده ولا اي
-: هو مين الي عبيط يبابا ؟
نظرت خلفها و هي تعدل من جلستها و تقول : ازيك يبابا؟ حمد الله على سلامتك
عصام : الله يسلمك يحبيبي ، عملتي اي انهرده ف جامعه .... قولتي ان عندك محاضرات كتير
عهود بتعب : اووف كتير اوي و تعبت جداً ، انتَ بقا عملت اي مع اشرقت
عصام : كُنتِ تعبانه ، اطلعي ريحي شويه
عهود : لا عايزه اعرف ، قالت اي ؟
نهض و هو يأخذ مفاتيحه و يقول : مقولتلهاش ، بتتجاهلني انهرده
ثم دلف لغرفته دون سماع ردها
نظرت لطيفه هي الأُخرى و هي تهمس : غريبه!
 
                                       _________________                 
#سلمى_اسامه
#انتهت_الرسائل
اسفه جداً على التأخير ♥️

انْتَهَت الرَّسَائِلWhere stories live. Discover now