الفصل : الحادي عشر

40 1 0
                                    

| حين وجدتك شعرت كأنني وجدت نفسي بعد ضياع بين ضلوع الألم |

| في مكتب عصام |

كانت تجلس رونق بينهُم و هُم ينظرون لها بمكر و هي لا عليها إلا الفَرك بيدها حتى احمرت من كثره الإحتكاك ، تجولت بنظراتها بينهُم فأبتسموا بسمهً بلهاء كحالها ثم حمحم عصام فجأهً مما جعل جسدها ينتفض : عامله اي يرونق ي جلابه المصايب!
نظرت لهُ بإستغراب و عينها تسأل عن اي مصائب يتحدث هي لم تفعل شئ و الرب
اكمل سراج الذي اقترب منها يتلاعب بحاجبيه بدندنه قائلاً : يا ملطشه القلوب.. يجلاب المصايب
تحدثت هي بقلق من مُحاصرتهِم قائله : الحمد لله.. هو فيه حاجه ف تعديلات الصور ، في حاجه ف شُغلى مش مظبوطه
اومأ لها عصام بُخبث و هو يقول : الله ينور عليكي ، بصي يبنت الناس شُغلك في حاجه غلط و الي عليكي انك تروحيه تصلحيه
كادت بالوقوف حتى تذهب لمكتبها لترى الأخطاء التى حدثها بشأنها مُنذ ثوان و لكن امسك سراج بيدها و اجلسها مره أخرى و عينه تُحذرها من التحرك
قالت تلك المسكينه التي تقبع بينهم : طب.. طب غلط اي و انا هصلحه و الله ، هروح اصلحه ع اللاب حالاً
عصام : تؤ تؤ ، هتروحي تصلحيه اه بس مش ع اللاب... ع اشرقت
نظرت لهُ بإستغراب و هي تقول : مالها اشرقت! هببت اي
تهجم وجه عصام عند سماعه " هببت اي " فهي لم تفعل اي شئ دون أخذ رأي تلك الحربائه و اللعنه عليها
شدد على خُصلاته و هو يقول : و الله البت غلبانه ولا بتودي ولا بتجيب... كُله منك ي مُفرقه القلوب انتِ
ضمت حاجبيها عندما ناداها ب " مُفرقه القلوب "
ثانيه اثنان... حتى ايقنت عن ماذا يتحدث بالتأكيد افصحت تلك الغبيه عن خطهُم ، ابتلعت لُعابها ببطئ ثم ابتسمت بإبتسامه واثقه و هي تقول سانده بظهرها على المقعد : هو حضرتك ي مستر عصام ، مش كُنت هتتجوز الف مبروك فرحتلك جداً... حتى اشرقت
كز عصام على اسنانه و هو ينظر لها بتوعد ثم قال : قومي صلحيه الي هببتيه ده دلوقتي حالاً و بعد كده استقالتك تكون قُدامي ولا تحبي تترفضى ع طول!
جحظت عينها و هي تقول بعناد زاد عند سيره الطرد و الإستقاله : طب مش هروح اكلمها ولا هقدم استقالتي
ثم اكملت بثقه و هي تعدل ثيابها مُتجه للخارج : انا رونق ... المَطروده
اغلقت الباب بتهكم و هي تُلقى عليهم نظره حارقه كما اعتقدت و لكنها بدت لسراج مُضحكه للغايه ، و اللعنه تُهز قلبه في تعبيرات وجهها حين تغضب ، تفرح ، تحزن ، تعاند ، تخاف ... كُل هذه الملامح يُحبذها حد اللعنه
افاق من شروده على ألم الوساده التي القاها عليه عصام و التي قطعت تفكيره بها
عصام : انا بو_لع هنا و انتَ سرحان في اي!
تحدث سراج و على محياه إبتسامه : ملامحها
ثم اخرج تنهيده و هو يسترسل حديثه : تجنن
امسكه عصام من تلابيب قميصه مُعنفاً اياه لخارج المكتب و هو يقول : اي يرب تخلص الذنوب ده
و لم يسمع سراج بعدها الا صوت قفل الباب في وجهُ
رفع كتفيهِ في استنكار و هو يقول : متعصب كده لي ده!

_______________

| عند جابر |
كان يجلس و هو يرفع يدهُ كُل ثانيه للتعزيه من الجميع ، عقله الباطنى ليس معهم بل مع والدهُ الذي دُفن منذ قليل و كأن الدقائق تمر بسنوات تكسر الضلوع ، حين وجد اباه مُحملاً بين يده و هو يمسكهُ بتحكم و يترجل على سُلم القبر و خرج منه لا يسمع سوا همهمات الإناس من حوله يدعون له و فقط

انْتَهَت الرَّسَائِلWhere stories live. Discover now