الفصل السابع

3.2K 277 24
                                    


اتسعت عينا عثمان وهو ينظر لها بهذا التبجح تصفه بإنعدام الرجولة ليتأكد أنها لا تفهم الفرق بين الرجولة والذكورة ، جمع ما ألقته به محاولا استماع صوت تعقله لكنها لم تمنحه فرصة ليفعل وتابعت
_ وانا مستنية إيه من ميكانيكى زيك غير أن يطلع عقد نقصه عليا ويعمل عليا راجل وهو اصلا مش راجل!

ألقى بوجهها ما ألقته به صارخاً
_ اخرسى بقا انت مش فاهمة انت بتقولى إيه ولا تعرفى يعنى إيه راجل من اصله، اتقى شرى وادخلى جوة يا سهى

تخصرت بسوقية وقد وجدت فرصتها الذهبية لتفريغ كل الغضب الذى تكنه له عليه
_ هتعمل ايه يعنى عرفت اخرك خلاص، لو انت فاكر لما بتضربنى كل مرة بتبقى راجل يبقى انت مش بس ناقص رجولة لا كمان غبى

انتفض واقفاً دون أن يرى أثر غضبه الذى كانت تخشاه بل ابتسمت بتهكم ليبادلها بقتامة غاشمة وهو يصر على أسنانه هامسا بنوايا غير محمودة
_ يبقى انت اللى اخترتى يا بنت عمى

تقدم منها لتخفى وجهها بكفيها معا ظنا أنه سيصفعها مرة أخرى لكنها شهقت وانتفضت فزعة وهى ترتفع عن الأرض لتستقر فوق كتفه وهو يتجه بها نحو الغرفة ليبدأ الخوف يزحف على صدرها ويرتجف له قلبها فتتوسله فوراً
_ عثمان نزلنى علشان خاطرى ، خلاص أنا آسفة مش هزعلك تانى

صرخت مع لطمته للباب الذى عبر عن غضبه قبل أن يلقيها فوق الفراش وقد تبدلت ملامحه تماماً
_ هى دى الرجولة اللى انت تعرفيها ؟ اوكيه هنشوف

رفعت كفيها تخفى وجهها مجدداً وهى تصرخ
_ لا يا عثمان ورحمة بابا عندك ماتعملش كده

نزع سترته بالفعل وظللها ببدنه دون أن يخبت غضبه مثقال ذرة وهو يتوعدها
_ورحمة ابوكى الغالى لاخليكى تفكرى قبل ما تنطقى الكلمة بعد كده.

افلح وعيده وهيئته فى غرس الرعب الذى كلل ملامحها فوراً لكنه بالفعل يعجز عن التراجع ويعجز عن المتابعة، عقله وغضبه يدعوه للمتابعة وقلبه يدعوه للتراجع ليجد جسراً يصل بين هذا وذاك.

رفع كفه يتلمس رأسها برفق يتنافى تماما مع الغضب الذى اجتاحه منذ لحظة واحدة لتهم بالترجى مرة أخرى لكنه كمم رجاءها بلهفة نبعت من قلبه بالفعل ، لهفة مغلفة بالرفق ومحفوفة برعاية ولين ينبعان من نقطة كان يظن أنها ظلماء ليكتشف أن انبثاق مشاعره منها ينفى كل ما ظنه ويعيده عن كل ما انتواه.

ظلت تدفعه عنها بأكف ترتجف لدقائق لكنه دثرها بدفئه ليشعر أنها تستكين بالفعل وتهدأ دفعات كفيها ، كان يحيطها فعلياً ليزيد من قربه مع هذا الاستسلام البادى منها دون أن يدرك أنه خدر حواسها برفقه ودفئه ولين لمساته ، اشتعال للمزيد من الرغبات وجد السبيل لتلبيتها يسيرا هينا وممتعا أيضاً .

أفاق عثمان من طغيان مشاعره بعد وقت لم يحصيه لكنه راض عن كل لحظة فيه ، كانت  مغمضة العينين هادئة المظهر رغم ثورة أنفاسها التى ماثلت أنفاسه ليهمس باسمها بترقب ، فتحت عينيها ليرى دموعها المتجمعة مع زيادة ثورة أنفاسها وهى تؤنبه بشدة
_ عمرى ما هسامحك يا عثمان.. عمرى ازاى قدرت تستغلنى بالشكل ده!!

الحب لا يكفي بقلم قسمة الشبيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن