السابع عشر

3.1K 291 21
                                    


سار محسن بجوارها يتجاذبان أطراف الحديث بشكل ودى راعت من خلاله أن تسحب أفكاره للخارج وكان من السذاجة التى تسمح لها بسهولة الإطلاع على أفكاره لترى أنه ليس ساذجا كم ترآى لها بل هو يستصغر عقول النساء ، عادت تلتقط صورته المغلفة بالرقى وهى تتساءل
_ يعنى انت مابتحبش تشتغل مع الستات؟ أو شايف أن الست ماينفعش تبقى مسئولة لوحدها؟

هز كتفيه وهو يجيب موضحا لها ما أخبرها به عن الحضور اليوم خوفاً على وفاء
_ يعنى تقريبا مش في كل مكان، فى اشغال سهل الست تبقى مسئولة فيها لأنها بتعبر عن طبيعتها زى السكرتارية مثلا ، تقدر تنظم وتحدد وترتب للمدير شغله احسن من عشر رجالة لكن ما يبقاش فى ايديها القرار لأن القرار ده صعب على طبيعة الست الرقيقة.

صمتت وهى ترى الآن السبب فيما تعانيه وفاء من تخبط وعدم القدرة على إتخاذ قرار بخطوة فى هذه العلاقة فهذا الشاب يرى المرأة بصورة التابع فقط وابنتها يصعب عليها أن تكون تابعا له أو لغيره لكنها أكثر حكمة من ابنتها ويمكنها أن تتعمق فى أفكاره لذا لم تبد له امتعاضا لهذه الأفكار أو تحاول انتقاده لكنها تابعت
_ غريبة مع أن الست بتاخد قرارات مصيرية زى الجواز مثلا والطلاق أحياناً

ابتسم محسن وهو يرى أنه يسير على الطريق الصحيح والذى سيصل به لهدفه قريبا
_ لا يا طنط، قرار الجواز غالبا بنساعد البنت عليه والراجل الشاطر يعرف يفرض شخصيته ويجبر افكار الست أنها تميل ليه لكن قرار الطلاق ده أكبر إثبات أن الست ماينفعش تاخد قرار

اهتزت سميحة داخليا لكنها برعت فى طمر مشاعرها فهى الآن عليها أن تكون الأم فقط والأم تتحمل الألم لأجل سعادة ابنتها لذا اخفضت عينيها لوهلة لتسيطر على نظراتها قبل أن تعود إليه متابعة بثقة
_ بالعكس ده يمكن أصعب قرار ممكن ست تاخده بس بيكون هو الحل الوحيد والنجاة ليها ولأطفال متعلقين فى رقبتها

عادت ملامحه تستخف بما يسمع وهو يصر على أفكاره
_ اسمحى لى أعارض حضرتك، الست اللى ماتقدرش تتحمل جوزها وتفهمه وتستوعب طبيعته هتربى أطفال ازاى! اكيد هتقصر معاهم زى ما قصرت مع ابوهم، تسمحى لى اسالك سؤال

وقبل أن تقبل كان يتابع كالعادة معتبرا رأيها أمر مسلم به
_ هل حضرتك فى حياتك شوفتى ست مطلقة قدرت تنجح بأولادها كلهم من غير ما يطلع منهم حد فاشل أو معقد نفسيا أو هى نفسها تلجأ لجواز تانى علشان تلاقى راجل يشيل عنها المسئولية اكيد لا

تنفست سميحة بعمق واتسعت ابتسامتها وهى تجيب بهدوء
_ لا اعرف نموذج أم مطلقة نجحت بأولادها كلهم وكمان كانوا تلت بنات الكبيرة بقت محاسبة فى بنك كبير واتجوزت وعايشة سعيدة جدا والتانية معيدة فى كلية الألسن وهتناقش الماجستير خلال شهرين والتالتة أو الصغيرة مهندسة وانت تعرفها كويس

زاغت نظرات محسن واضطربت ملامحه وهو لا يصدق أنها تشير لوفاء ، عجز عن التحكم في انفعالاته التى بدت على ملامحه فورا وعينيه تتساءل ولسانه متوقف بتجويف فمه حتى انزلت عليه ما زاده اضطرابا
_ ولا انت مش شايف وفاء إنسانة ناجحة؟ بالعكس أنا شايفة وفاء إنسانة حازمة وتقدر تتحمل مسؤولية شركة بحالها مش مشروع زى ده

الحب لا يكفي بقلم قسمة الشبيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن