قبل الأخير

3.9K 324 31
                                    

عاد عثمان للمنزل ليجده هادئا للغاية، لم يجد سهى لكنه سمع خرير الماء ليجلس منتظرا انتهائها ليطول انتظاره حتى بدأ يشعر بالملل .

هل يحتاج الاستحمام لكل هذا الوقت؟

اتجه للغرفة وبدل ملابسه وتناول شطيرة وعاد ليجلس متأففا حتى فتح باب الحمام أخيراً وعبرته سهى التى نظرت إليه

_ أنت رجعت أمته ؟ اطمنت على خالتى؟

_ رجعت من سنتين ، إيه يا سهى كل ده حمام ؟

_ ايوه هنبتدى مناقرة. بص يا عثمان حاجتين ما تسألش عن الوقت فيهم، الشاور والموبايل

_ لا والله انت كمان بتحطى شروط

انتفض لتفزع وتتراجع خطوة متسائلة

_ مالك يا عثمان؟

_ إيه يا سهى مالك مفزوعة كده ليه!

_ مش عارفة شكلك عصبى

_ لا أبدا

_ طيب انا هدخل البس وأجهز اكل خفيف

اتجهت إلى الغرفة لتجده فى أثرها فتدور وتنظر له بقلق

_ فى إيه يا عثمان؟

بدأ يتقدم منها ببطء مكره عليه

_ فكينا الجبس ، واطمنت على امى ، وصاحبتك روحت، وانا قولت لهم محدش يجى الناحية دى أسبوع على الأقل ، كلاكيت تاني مرة

تابعت التراجع مع تقدمه الحثيث منها

_ كلاكيت إيه يا عثمان انت غريب اوى النهاردة!

_ هنعيد ليلة فرحنا

ضحكت وهى تضرب كفيها وتقترب منه

_ فرحنا إيه يا عثمان ! يا عم خضتنى

وصلت إليه ليجذبها نحوه مبتسما

_ هششش اسمعى كلام جوزك لما يقولك نعيد يبقى نعيد وبكرة نسافر أسبوع نغير جو ما أنا خارج من حادثة ونقاهة وكده مش الدكتور قال راحة تامة

تلك النظرة التى يراها فى هذه اللحظة تمناها قلبه طويلا وتلك اللهفة التى تراها بعينيه تمنتها كثيراً لذا ، أحاط خصرها بذراعيه ورفعها عالياً لتنهره بدلال

_ عثمان الدكتور قال ماتشلش حاجة تقيلة

عقد حاجبيه مستنكرا وهو يردد

_ تقيلة!! ده انت عصفورة ، عصفورة علمت قلبى يطير .

تعلقت برقبته وقد حلق قلبها فى فضاءه الشاسع الذى يتسع لكل جنونها وتعقلها وعشقها الذى أشرق لينير حياتهما معا.

الحب لا يكفي بقلم قسمة الشبيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن