الحادى عشر

3.2K 277 20
                                    

أغلقت سهى باب الغرفة وهى تشعر بسعادة كبيرة سرعان ما تسربت منها وهى تتجه نحو المرآة تطالع صورتها بدهشة وتبدأ لوم نفسها على ما أقدمت عليه، ما الذى تغير؟ هو عثمان الذى ترفضه لما تسأله رأيه؟

كان عليها إبلاغه قرارها المسبق وحسب .
اقتربت من المرآة تنظر إلى عينيها بتركيز ويخيل إليها أن هناك فتاة أخرى تراها تنظر لها بتحدى متسائلة
( ماكنش ده اسلوبك مع محسن كنت دايما موافقاه على كل حاجة إيه الفرق بين محسن وعثمان؟)

ارتدت للخلف كمن يستنكر المقارنة وهى تنظر لتلك الأخرى مستخفة
( الفرق بين محسن وعثمان؟ مفيش وجه مقارنة بينهم اصلا، فين محسن وفين عثمان! محسن الشاب الراقى ، المتحضر، الأرستقراطى، إيه يوصله عثمان الحرفى اللى عايش في حارة وبيشتغل في ورشة وريحة البرفان عنده معناها الجاز؟)

ضربت كفيها وهى تستخف بما يدور بينها وبين نفسها من حوار لتشتيت انتباهها عن الخطأ الفادح الذى اقترفته لابد أن عثمان الأن يظن أنها تهادنه وهى بالطبع لا تفعل ، ربما أثر الملل على منطقية تفكيرها لكنها بدءاً من الغد ستكون لها حياة مختلفة.

.....................

تقدمت وفاء مرة أخرى رغم أن المساعدة تحاول الوقوف بطريقها راجية
_ ارجوك يا بشمهندسة ماينفعش تدخلى من غير معاد أو الباشا يطلبك
دفعت وفاء ذراعيها وهى تصيح بحدة
_ وانا قولت هدخل يعنى هدخل ولو عاوز يفصلنى عادى انا اصلا هستقيل

عادت المساعدة خطوة نحو الباب أمام دفع وفاء التى لا تبدو مستعدة للتنازل لكن فتح الباب عنوة وتساءل محسن بحدة
_ إيه اللى بيحصل هنا؟

تجاهل وجود وفاء لعلمه أنها خالفت أوامره وتوجهت للقرية وحدها وتابعت العمل بل ومارست نقدها اللاذع على المهندس الذى يعمل للشركة منذ سنوات وانجز خلالها العديد من المشاريع الناجحة لذا نظر نحو مساعدته بحدة
_ انا مش قولت لك انى تعبان مش عاوز دوشة ؟

وقبل أن تتحدث الفتاة المسكينة التى اوقعها سوء حظها بينهما كانت وفاء تعقد ذراعيها متهكمة
_ تعبااان! لا عذر قهرى فعلا علشان تمنع موظفينك يقابلوك ، وتعبان من امته حضرتك؟ وتعبك ده مش خلاك تحس بالناس اللى بتدوس عليهم

تستفز عقله كلما تقابلا ولا تكف عن نقده بتسلط يكرهه ورغم أنها المخطئة تقف أمامه تتهمه بالتجبر ، رفع سبابته مشيرا لها
_ الزمى حدك ووطى صوتك هنا مكان راقى

فهمت أنه يشير إلى بيئتها الأصلية والحى المتواضع الذي نشأت فيه لتزداد ملامحها تهكما وهى تهز رأسها بأسف
_ مكان راقى! وناس راقية! بس مفيش عندهم مانع يكدبوا ويغشوا ويدلسوا علشان الفلوس تزيد والرقى يزيد معاها، عموما أنا إنسانة عشوائية والمكان الراقى ده مش مناسب ليا علشان كده اتمنى تقبل استقالتى .

الحب لا يكفي بقلم قسمة الشبيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن