الثانى والعشرين

3.5K 317 23
                                    

لم يفرض عليها معاودة القرب منه رغم أنه يشعر بحاجة متبادلة بينهما لهذا القرب لكن تهربها منه يثير ريبته، ظل يراقبها بحرص حتى تظاهرت بالنعاس ورغم ثقته أنها تتظاهر سمح لغفوته أن تسحبه منها لتدثره ببعض السكينة التى يحتاج بشدة.

لم يشعر بالوقت لكن غفوته لم تكن مريحة كما تمنى ولم تمنحه الراحة التى ينشد بل كانت عرض لمجموعة أخرى من الصور لا تزيده إلا تخبطا ، رأى نفسه يقف في سرادق يخيم عليه الحزن وفى لحظة تلاشت الصورة لتعود لتلك التى ارقت نومه وافسدت يومه بالأمس وذلك الإعتراف منها بعشق آخر لينتفض بدنه مع صوت الصفعات التى دوت كرد فعل منه .

فتح عينيه وكانت غافية فلم تشعر بتيقظه، لهث صدره طلبا للهواء وسرعان ما عاد الثقل يتزايد مرغما جفنيه على التراخى ليحاول المقاومة لكنه يجد نفسه يحملها بغلظة ويلقى بها فوق الفراش.
يعود لينتفض مع احاطته بها لينظر لها مجددا متسائلا عما فعله بها؟
وما طبيعة العلاقة بينهما؟

لم تخبت ثورة أنفاسه وكانت اجفانه تشوش الرؤية معلنة انسحاب آخر لذلك العالم المخيف ليرى دموعها مع تردد كلمات غير واضحة عن السماح والاستغلال.

انتفض مرة أخيرة وكانت مستيقظة تعجبت انتفاضته
_ مالك يا عثمان؟
_ كابوس

نفس الحجة التى لا يملك غيرها مادام متخبطا فى حيرته وممزقا بين صراعه وبين الواقع .
اقتربت لتمسح ما يظهر من وجهه برفق وهى تبتسم
_ الدكتور هيفك الرباط النهاردة

اومأ وكأن الأمر لا يعنيه وهو يغمض عينيه لترجوه بلهجة معتادة الدلال
_ اصحى يا عثمان بقا انا قاعدة لوحدى من بدرى

تنهد وهو ينظر نحوها متعجبا انصياع قلبه رغم تخبطه مقابل تلك الابتسامة التى كللت وجهها معبرة عن سعادتها بتلبية رغبتها وكم كان الثمن زهيدا فى نظره .

..............

انضم محسن إلى طاولة الطعام برفقة والديه وقد لاحظت أمه تبدل أحواله بشكل لا يرضيها خلال الأشهر المنصرمة لذا قررت ووالده أن زواجه سيكون مفضلا فى هذا التوقيت فهما لا ينتويان خسارة ابنهما لذا تحدثت بمجرد جلوسه
_ محسن احنا شايفين انك خلاص المفروض تتجوز، فى بنت تحب نخطبها لك ولا نختار إحنا؟
_ اختاروا انتو يا ماما

لاحظت أنه لم يفكر لحظة واحدة لذا نظرت إلى والده الذى لم يجد تفسيرا منطقيا لتبدل أحواله ومزاجه لذا تساءل
_ وايه الشروط اللى تحبها فى البنت اللى هتجوزها؟
_ اكون أول راجل فى حياتها وتوافق تقعد فى البيت لا تقولى شغل ولا مشاريع ولا وجع دماغ، عاوز ليدى تحب الدلع والشوبنج والسفر ماعنديش مانع تعمل جمعية خيرية ولا تشترك في نوادى البلد كلها بس تبقى ليا انا وبس

تبادلا النظرات فيبدو حازم لأمره ومحدد لشروطه بشكل واضح وليس ما يطلبه صعبا بل يرى والده أنه يبحث عن صورة من أمه لذا نظر نحوها مبتسما
_ شوفى له كوبى منك يا نيرو

الحب لا يكفي بقلم قسمة الشبيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن