الرابع عشر

3.2K 295 22
                                    

حصلت على عدة غفوات قصيرة متعبة فوق المقعد بغرفته وكفها يحمل المسبحة وعينيها كلما فتحتها تتفقد الغرفة بحزن ، رأت شعاع الشمس يتسلل من الشباك وكأنه يخجل أن يعلنها أن وقت الراحة قد انتهى مع آخر انتفاضة فزعة منها، مسحت وجهها بكفيها معا ثم نهضت بتكاسل لتدس المسبحة بحقيبتها وتتجه نحو الخزانة لتفتحها وتحمل منها ما تستطيع حمله متجهة إلى غرفتها .

مرت ساعة واحدة تمكنت فيها من نقل أغراضه كلها أو إعادتها إلى المكان الذي ينبغى وجودها فيه لتبدأ تفكر فيما ستفعله.
جلست مرة أخرى لتعترف أمام نفسها أنها المخطئة وأن زواجها من عثمان بدت مجبرة عليه لكنها لم تدافع عن رفضها له ولم تتمسك بالشخص الذي اختارته دونه، لقد سمحت بزواجها من عثمان ثم حملته هو عبء تحطم أحلامها وضياع حبها المزعوم.

محسن !!!!
عليها أن تقابله فورا .

بعد ساعتين كانت تغادر المنزل وهى عازمة على التوجه لمقابلة محسن والذى كان الشخص الوحيد بحياتها الذى تمكن من التحكم فيها، كانت تسعد بتملكه وتحكمه فيها، كانت تشعر بأهميتها فى وجوده ، معاملته لها بقمة الرقى والرقة لكنه كان يفرض رأيه الذى تسعد بأتباعه دائماً فقدم لها الدلال الذى اعتادت عليه مع اهتمام بكل تفاصيل حياتها وغلف علاقته بها بتحكمه الذى بدى دائماً لصالحها فلم تقارن بينه وبين تسلط وتحكم أمها التى لم تكن تفكر فى صالحها بل فيما تراه هى.

طوال الطريق تقارن بين محسن وعثمان ولم تكن المقارنة عادلة أو منصفة أبدا فهل يمكن المقارنة بين أهمية الماء والهواء ؟

هل يمكن المقارنة بين روعة الأرض والسماء؟

بالطبع لا لذا فشلت كل محاولاتها لإرجاح كفة أحدهما دون الآخر.

وصلت للشركة التى كانت يوماً ما بداية أحلامها لترى كم كانت أحلامها خادعة.

وصلت لمكتب محسن بسهولة وطلبت مقابلته ولم تنتظر أكثر من دقائق قبل أن تسمح لها المساعدة بالدخول.
تقدمت بخطوات مهزوزة ليرى محسن سوء حالتها فيقف مستقبلا لها باحترام اعتادته منه
_ سهى!! مالك؟ اتفضلى الأول اقعدى

جلست سهى وهو بمكانه خلف مكتبه يتابع فرض سيطرته كما إعتاد
_ شكلك تعبان اوى حصل ايه؟
_ مانمتش كويس عثمان عمل حادثة امبارح وفى العناية المركزة

تبدلت ملامحه البشوشة فورا وزال كل الترحيب عن قسماته ليتبدل لشخص آخر لا تعرفه جيداً
_ آه، طيب فى حاجة أحب اوضحها لك الأول، انا لما جيت اعزى فى وفاة والدك ماكنتش أقصد أعمل مشكلة بينكم ولا كنت عاوز أوصل لك أي رسالة انت بالنسبة ليا انتهيتى يوم ما اتجوزتيه

ظهرت الصدمة فوق ملامح سهى وهى ترى سوء ظنه النابع من رؤية مقصورة لكونها امرأة بل ورؤية أشد سوءاً لشخصها
_ انت بتقول إيه يا محسن؟
_ بقول الحقيقة يا سهى انا مستحيل اخد حاجة حد غيرى استخدمها

الحب لا يكفي بقلم قسمة الشبيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن