المقدمة والفصل الأول

11.1K 369 36
                                    

المقدمة

تتضارب الأفكار وتضطرب العقول حين يتعلق الأمر بالقلب، أحياناً لا نرى إلا ما يريده هذا القلب وقد يؤدى هذا لجرح غير متوقع ولجرح شخص يؤلمنا ألمه دون أن ندرك ذلك.

الحب أسمى إحساس يمكن أن يمر به إنسان وأروع تجربة مشوقة لخوضها على مر حياتنا القصيرة؛ هذا بالنسبة لمن عثر عليه قلب من أحبه بالفعل أما من أحب بلا أمل فليس له سوى الألم يتجرعه على جرعات متتابعة بلا نهاية حتى يكتب هو نهاية ألمه بنفسه.

الألم إحساس آخر يرتبط غالبا بالحب والقلوب الحائرة المتخبطة فى دربها بلا رؤية واضحة فالكل يتألم حين يتعلق الأمر بالقلب وألم من نحب يؤلم أكثر من ألمنا الخاص.

..................

الفصل الأول

تعالت دقات الطبول ليحيط كفها البارد بكفه الذى لم تتغير حرارته رغم قربها الذى يفترض أن يتلاعب بدقات قلبه وحواسه لكن بلا فائدة ، تنتبه له ويتقدما معا على هذا الممر الطويل الذى تتلألأ اضواءه الجانبية معبرة عن تراقص السعادة المفترضة فى صدور عابريه لكن لحسن الحظ تحسن الصدور كتم أخبارها فلا يعلم خباياها سوى خالقها .

سارت بقربه وقلبها ينتفض كطير ذبح بسكين بارد نصله فأخذ يرفرف لافظا أنفاسه المثقلة بسكرات العذاب.

وصلت لمقعد الأحلام حيث تدور دائما أحلام الفتيات عن السعادة المنتظرة فى حفل الزفاف وهكذا كانت حتى عدة أسابيع خلت تحلم بالسعادة والفستان الأبيض الذى يعبر عن فرحتها وسعادتها لقرب من تحب لكنها خسرت كل أحلامها تلك دون أمل في احياءها.

قدمت لها أمها كفا حنونا ظاهره يعيد ترتيب تنورة فستانها الأبيض لتتعلق عينيها بهذا الكف وتتذكر أنه نفسه الكف الذى حمل سكينا مهددا إياها بالموت ورغم أن السكين لم يؤذها بدنيا إلا أنه نحر أحلامها بالفعل ، ارتفع رأسها مع إنطلاق زغرودة سعيدة من أمها لترى أن هذا الفم هو نفسه الذى توعد لها بالموت إن فكرت في البحث عن أحلامها أو كيانها أو المطالبة بحقها في اختيار شريك حياتها.

أفاقت من شرودها على ربتة من كفه لتنظر له وكأنها ترى الموت فالزواج منه فى رأيها موت يتنفس أنفاسها.

عودة للوراء منذ أسابيع قليلة

اقتحمت سهى المنزل تصيح بأعلى صوتها باحثة عن أسرتها الصغيرة معبرة عن سعادتها
_ يا حج خيرى، يا اهل الدار، لقد وصلت البشمهندشة سهى على سن ورمح

فتح باب جانبى ليظهر أبيها الذى خط الشيب فوديه بقوة معبرا عن بلوغه العقد السادس من عمره وهو يهز رأسه لهذا الضجيج الذى تصدره ابنته الكبرى والتى لا تسأم منه مهما تأفف هو أو زوجته مشيرا بكفيه ليوقف تتابع صراخها
_ خلاص عرفنا أن النتيجة طلعت ونجحتى اسكتى بقا

الحب لا يكفي بقلم قسمة الشبيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن