16

703 76 89
                                    

كون استمتاعك وعودت شخصيتك القديمه..
لم يعني هذا ابدا ان كل شيء قد ذهب
ولازال خوفك من الفقدان، الاصوات المفاجئه، تصويت الضوء نحوك،الوحده، جميعها ترعبك
وتخيفك

وبالطبع اولها الفقدان والوحده..
فمع كل يوم تكتشفين ان بقائك لوحدك يسبب لك الحزن والتعب بلا اي سبب
مع زيادة التفكير السلبي كعادتك
ومع كل يوم يزداد خوفك منهما اكثر واكثر

وهل هناك اقبح من ان تكون تخاف من البشر وتخاف من الوحده في الآن ذاته؟
تقلقين من ان يدخل شخص لحياتك كالخيط للشمعه
يذيبها ويدمرها لينير هو

لذا عمتك قناعتك واكتفائك بمن لديك

ايام وشهور مرت لتمر معها سنه
وها انتي الان من طلاب السنه الثانيه
سنةٌ قد مرت عليك، غرزت في دماغك كالنحتٍ على الحجر
ولن تفارقك ذكارها حتى يرى الناس جثمانك

وها قد اصبح طلاب السنه الثالثه او.. الذين كانوا طلاب السنه الثالثه يبحثون عن وكالة لتقبلهم، وهناك من يطمح لتكون لديه وكالته الخاصه
ومن من بينهم؟ من الذي اصبح مطراً للانشغال عنك؟
مع كل يوم يزيد انشغالها بما لديها من اعمال ومهام، ويجعل هذا ايضا يقلل من فرص اللقاء بها
وكونها ليست هنا، لجئتي الى طلاب السنه الثانيه، حسنا قد اصبحوا الان من طلاب السنه الثالثه، لكنك غير متقبله لهذه الحقيقه بعد
لازال ذالك الكتاب... تم اهدائه لك في اول عيد ميلاد لك معهم
لازال موجود، لم يخدش حتى
اعدتي قرأته مراراً وتكراراً دون كللٍ او ملل

وبتقربك منهم، تتذكرين كيف انك في احد الايام اتيتي باكيه عند باكوغو ليساعدك في الرياضيات
وبعد توسل وبكاء شديد، قد ساعدك اخيرا

ومع كل خطأ ضربة على رأسك، وكان تدريسه اشبه بتعذيب لا بتعليم
لكن حين كتابته بعض الجمل، قد كان الخط مؤلوف
بالضبط، نفس ذالك الخط على الكتاب

وليطري على ذهنك حين سألتي ايمي
"هل انتي من وضع الكتاب؟"
"تقريبا"
لم تقل نعم.. اكانت تقصد بقولها انها فقط وضعته على الطاوله؟
ما ايقظك وقتها من شرودك هو ضربه كونك سرحتي عن الدرس
مسحتِ رأسك لتكملي معه بتأفف

من المحزن ان من كنتي تقابلينها بالساعات قد اصبحتي تقابلينها بالدقائق، ولو اشتد الامر ساعتين
ومع كل يوم يقل الوقت والزمن

ولطالما كانت الوحده شيئاً ثقيل على عاتقك، ولا من طلاب السنه الثانيه، الذين هاهم من كبار المدرسه، لا احد منهم متفرغ لك
فهم على ابواب التخرج، الامر كان كاتماً وخانقاً لك، كونك كنتي لا تستطيعين قضاء يومك بدونهم
ماذا سيحدث لو لم يكن هو موجود؟
فوحده من كان يجلس معك كونه يعرف انه من الخطر تركك لوحدك
وحتى طلاب فصلك انشغلوا بمهامهم، تكلمينهم يومياً، لكن ليس طول الوقت
لذا هو الوجيد المتفرغ لكِ غالباً
وان كان لديه واجبات حللتي معه
وان كان يعد الطعام بدأتي بسرد القصص عليه الى ان ينتهي
اي قصه
مهما كان سخيفه

الْأَعينْ الْبيضآء||white eyes ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن