الفصل إهداءٌ لصاحبة أول تعليقٍ على الفصل السابق: 25mariemaouf.❤️
....
- الجمعة، الخامس من يونيو عام ٢٠١٩.
- ظهيرة اليوم.«خالد يا حبيبي، أنت رايح فين؟ ماكمّلتش أكل ليه؟»
هل تعرفون ذلك الشعور، حينما يتملّككم التيه رغم جلوسكم وسط جماعةٍ ليست بالقليل؟
تملّكني التيه، ولازمه القلق والحيرة من وضعي وخالد ينهض عن كرسيه إلى جواري بملامح شاحبةٍ يليه سؤال والدتي عن سبب نهوضه الآن وقد بدأنا بالغداء للتو، امتلأتْ عيناه بنظرةٍ كنتُ أراها بعينيه للمرة الأولى، ولستُ أبالغ.
كانت يداه ترتجفان بخفةٍ إلى جوار وجهي المرفوع وعيناي ترمقانه بقلقٍ، ملامحه ملأها الشحوب وكأنّه تقابل مع أسوأ مخاوِفه للتو. عندها لمحتُ ارتفاع رقبته مع ابتلاعه رَمقه ببطءٍ، نظر لوالدتي وحاول جاهدًا رسم ابتسامةٍ خفيفةٍ مُجاملةٍ على شفتيه، وبصوتٍ ارتجفتْ نغماته، ردّها سريعًا:
«تسلم إيدك يا طنط الأكل جميل كالعادة، افـ..افتكرت بس إني عندي شغل مهم لازم يخلص النهاردا قبل ضروري، وعلشان أسيب ندى تذاكر للامتحان بكرا كمان براحتها وماتبقاش شايلة هم وجودي.»
سحب كرسيه للخلف سريعًا، ودون أن يرمقني بنظرةٍ أو ينطق بحرفٍ زائدٍ، تراجع عن المائدة وذراعه يصطدم بكتفي بخفةٍ نظرًا لقُرب جلوسنا من بعضنا. ولكنّه لمْ يهتم، وكأنّني لا وجود لي، ابتسم للجميع بخفةٍ يستأذن والدي بأدبٍ، ثم أسرع في خطواته تجاه باب الشقة حيث ما زال مصطفى واقفًا هناك يمسك بفستاني الأسود الذي رميته ويرمق أخيه بحيرةٍ من تصرّفه وكلماته المُرتجفة.
شعرتُ بمزيج من المشاعر السلبية، اعتراني تأنيب الضمير وعاتبني عتابًا استحققتُه؛ زادتْ كذباتي عن حدّها بالفعل، فاضتْ وأغرقتْ سفينة علاقتي بخالد. بدايةً عدم إخباري له بعلاقتي السابقة بعُمر وعدم ذِكر عُمر في حياتي، رغم أنّ خالد أخبرني في جلسةٍ عن جميع الفتيات اللائي كان لهنّ وجودٌ بحياته وانتظرني أردَّه بجميع الذكور في حياتي، ولكنني خشيتُ حينها ذِكر عُمر، خشيتُ ذِكر أول مَن امتلك قلبي ولامستُ معه حُبًا حقيقيًا نادرًا، وأول مَن دعس على قلبي الذي مددتُه له عن طيب خاطرٍ، وربما كانت الأخيرة هي السبب الأكبر في رغبتي كتم اسم عُمر وعلاقتي به عن حياتي مع خالد. أردتُ نسيانه وتناسيه، فهل أنا مخطئةٌ بجعله من الماضي وعدم ذِكر حقيقة علاقتي به لخالد سوى في موقفٍ اضُطررتُ غصبًا لذِكره به؟
عدم رغبتي في إعادة سيرة عُمر بحياتي وتلاوتها على مسامع خالد خلقتْ ظروفًا أجبرتني على الكذب كثيرًا، لمراتٍ عِدّة، وبمواقف توالدت ضخامتها؛ لمْ أخبر خالد بشأن مجيء عائلة عُمر وتناولهم الغداء معنا اليوم، بل وكذبتُ عن عدم معرفتي بحضورهم، وتصدّعتْ الكذبة حتى كشفتْ عن خِداعٍ لخالد، خدعتُه كون والدة عُمر خالتي وكونه ابن خالتي وهم أصدقاءٌ مقرّبون للعائلة فقط.
أنت تقرأ
دروسٌ لجعل زوجكِ يفقد أعصابه (الكتاب الرابع). ✔️
Humorهل تمتلكين زوجًا تريدين استفزازه؟ هل ترغبين في إثارة غضبه؟ هل تستمتعين عندما يفقد أعصابه؟ هل تتلذَّذين برؤيته على وشك حفر قبركِ وسحبكِ من قدميكِ لدفنكِ حيَّةً به؟ هل أنتِ الزوجة التي تطمح للشعور بغضب زوجها والاستماع لصوت غليان دمائه؟ إذًا.. أنتِ في...