- الجمعة، الخامس من يونيو عام ٢٠١٩ـم.
- العاشرة وسبعٌ وخمسون دقيقةً صباحًا.«ماتقتلوش بالله عليك، مش حبًا فيه، لا أبسلوتلي.. بس لو قتلته خالتو هتبقى حزينة، وماما هتبقى حزينة علشان خالتو حزينة، ولما ماما تبقى حزينة هتكغهك (هتكرهك)، ولو ماما كغهتك (كرهتك) أنا هبقى حزينة وهكغهك (هكرهك) علشان خلّيت ماما حزينة. ولو كهغتك مش هنعغف (هنعرف) نكمّل حياتنا مع بعض وهنتطلّق، ولو اتطلّقنا أنا هبقى حزينة جدًا وهكتئب علشان أنا بحبك. يغضيك (يرضيك) كل دا يحصل؟»
الملامح الحزينة مع الشفاه المُرتجِفة، تفعيل.
النبرة المُستميلة مع الحزن والقهر، تفعيل.
النظرات البريئة التي يغمرها العشق، تفعيل.
كلمات الحب بين كلمات الحزن، تفعيل.
دموع التماسيح؟ حسنًا.. تفعيل.ولكنّ ما قابلني من خالد بعد كلماتي المتوسِّلة الحزينة هذه هو تفعيله لوضع النظرات المُظلِمة الذي أظنّه سيُميتني بسكتةٍ قلبيةٍ بها ذات يومٍ. جديًا، لمَ نظراته مُرعِبةٌ هكذا؟ لقد كنتُ أضحك ساخرةً من الكُتَّاب عندما يذكرون أن شخصيةً برواياتهم أظلمتْ عيناها وأصبحتْ نظراتها مخيفةٌ سوداويّةٌ، وأقول كيف لعينيّ بشريّ أن تُظلِم وتصبح سوداء فجأةً؟ والآن رأيتُ كيف تصبح العين مظلمةً، سوداء، مُخيفةً، وممَن؟ من الرجل المدعوّ زوجي الذي سأقضي معه بقيّة حياتي.
«ويقول لك يا مُزَّة ليه وهو عارف إنك متجوّزة؟ حتى لو مش متجوّزة، مالوش أي حق يقول لك كدا. دا مُتحرّش حقير.»
أتاني هُتاف خالد من بين أسنانه يضغط على حروف كلماته الأخيرة التي بالتأكيد وصلتْ لأذنيّ عُمر بالخارج، وحسب فِطنة الآخر التي أعرفها جيدًا وعانيتُ منها كثيرًا في علاقتنا السابقة، بالتأكيد سيعرف عُمر أنّ مَن يصرخ بغرفتي هو خالد، وما يصرخ به خالد موجَّهٌ له بالتأكيد.
ولكن لا. لن أسمح لخالد بإحراجي أمام أُسرتي، أمام خالتي ووالدتي ووالدي الذين لمْ يكُن لديهم علمٌ بعلاقتي العاطفيّة السابِقة بـعُمر. ولن أسمح لهذا بالحدوث بسبب حالة خالد الغاضبة وثورانه غير المُبرَّر هذا.
غِيرته هذه أصبحتْ تخنقني كثيرًا.
ولمْ أجد أمامي سوى تفعيل وضعِ الخطورة واستخدام ورقتي الأخيرة، والرابِحة.
امتلأتْ عيناي بالدموع بالفِعل بعدما ذكَّرتُ نفسي بموقِفٍ حزينٍ سابقٍ في حياتي كي يُعطي دماغي أمره لعينيّ بإظهار الدموع بمهارتي الخارِقة التي أتقنتُها من كثرة التمثيل بالبكاء أمام والدي كي أُثير جانبه الليّن وشفقته ليوافق على ما أُريده، والتي أصبحتْ ترتجف على جِفني السُفليّ بارِزةً لعينيّ خالد الذي انقشعتْ ظُلمَة عينيه فجأةً ينظر لي بهدوءٍ إلى حدٍ ما. وإلى هنا، بدأتُ بخطوتي الرابحة.
أنت تقرأ
دروسٌ لجعل زوجكِ يفقد أعصابه (الكتاب الرابع). ✔️
فكاهةهل تمتلكين زوجًا تريدين استفزازه؟ هل ترغبين في إثارة غضبه؟ هل تستمتعين عندما يفقد أعصابه؟ هل تتلذَّذين برؤيته على وشك حفر قبركِ وسحبكِ من قدميكِ لدفنكِ حيَّةً به؟ هل أنتِ الزوجة التي تطمح للشعور بغضب زوجها والاستماع لصوت غليان دمائه؟ إذًا.. أنتِ في...