|١١| الدرس السادس.

4.8K 385 307
                                    

تحذير: قد يحتوي الفصل على بعض الألفاظ القويّة.

****

هل بإمكانكم الاعتراف بسرٍ أخفيتموه طويلًا عن الجميع في لعبةٍ تستدعي الصراحة؟

أنا؟ أعتقد أنّ بإمكاني الاعتراف بسرٍ في لعبةٍ تستدعي الصراحة، ولكن أمام أُناسٍ لا تربطني بهم صِلة قرابةٍ أو علاقةٌ قويّةٌ، أو حتى قد يستغلّون سرّي هذا ضدي؛ فلمْ أعُد أثق بأحدٍ بحياتي بأكملها سوى والديّ وهذا الزوج الجالس أمامي على وشك الانقضاض عليّ وافتراسي إن لمْ أنطق بشيءٍ الآن.

لمَ؟ لمَ أنا ربي؟ لمَ تضعني بهذه المواقف أمام خالد من بين جميع البشر الذين أعرفهم أو حتى لا أعرفهم؟

وأجل، أجل أنا أُخفي عنه سِرًا كبيرًا حتى بعد زواجنا واستقرارنا لشهورٍ كثيرةٍ، حتى بعد انفتاحنا لبعضنا بكل الطرق المُمكنة، خارجيًا، وداخليًا.

ولكن، أنا أُخفي عن خالد سِرًا لأنّني بشريّة، وجميع البشر لديهم أسرارهم الخاصّة، حتى أنت أيها القارئ الذي ستعلّق الآن على هذه الفقرة وتخبرني أن لا سرّ لديك، كاذب!

ابتسمتُ، هذا كل ما استطعتُ إظهاره كردّ فعلٍ في هذه اللحظة وعينا خالد تخترقان لحمي، فعظامي، وتتغلغل نظراتهما لأعمق نقطةٍ في روحي باحثًا عمّا أُخفيه عنه.

آه، إنّه مُرعِبٌ.

استمررتُ في الابتسام أدّعي الهدوء رغم ارتجاف داخلي، يلعب معي لُعبة الضابط الصامت والمُتهم قليل الحِيلة كي يرى ارتجافي وخوفي بعينيّ وملامحي فتتأكّد شكوكه بأنّ لديّ ما أُخفيه عنه، ولكن هه، أصبحتُ مُتمرِّسةً بجميع ألاعيبك زوجي العزيز الوسيم.

جِديًا، لمَ هو وسيم هكذا حتى في أوج غضبه وشكِّه؟

أخرجتُ لساني أُمرِّره على الخطّ الفاصل بين شفتيّ ببطءٍ، ثم تركتُ لساني بالخارج قليلًا عند زاوية شفتيّ أحتضنه بهما، وتنهدتُ بخفةٍ أقترب منه على غفلةٍ طابعةً قُبلةً سطحيةً سريعةً على شفتيه، ثم ابتعدتُ أبتسم له بنفس الهدوء واللطافة ناظرةً بعينيه وكأنّ الأجواء ليست ناريةً بيننا.

ماذا؟ لقد وضع شرطًا للُعبة أنّ مَن يعجز عن الردّ على سؤالٍ يُقبِّل الآخر، ليس وكأنّني أتوق لتقبيله كل ثانيةٍ، ولكنني أفعلها بلُطفٍ كي أُخفِّف حدة الهواء حولنا.

حسنًا، أنا أحبُّ تقبيله.

«مخبِّية إيه عني؟»

كان صوته رخيمًا أرجف عظامي وكأنّ سقيعًا ألَمَّ بها مع قُربه الخطير هذا مني، حيث جلوسنا متقاربين ورُكَبُنا تتلاصق على فراشِنا، لا يفصل رقبتي عن يديه سوى سنتيمترات سيعدمها خلال ثانيةٍ وربّما أقلّ يُجفِلني.

أنا خائفة.

وخوفي يصرخ بعقلي أن يُعطي الإشارة للساني بالتحرّك ونطق ما لديّ من أسرارٍ في الحال.

دروسٌ لجعل زوجكِ يفقد أعصابه (الكتاب الرابع). ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن