19

2.3K 142 113
                                    

أفكارهُ كانت تأخذهُ بعيدًا، تُسكرِه في لحظة وَ تحبطهُ في لِحظةً أُخرى ، تجعلهُ عاليًا مِن النشوة، لِتسقطهُ لِلاسفل في طرفة عين، امامِ واقعه،

كانَ جالِساً بِسكونٍ على الاريكة دونَ فعل شيء، كوبِ قهوته قد فاحت بِرائحتهِ الجميلة. وَ شاشة الحاسوب كانت تضيء وجهه.

كانَ الوقت في اوئل الليل. قد خرجَ كُل مِن جُولين وَ هيوَنجِين بِنُزهه بِسيطة، بينما هوَ بقى هُنا لِعمل بعض عملهُ المُتراكِم،

وَلَكِنهُ قد وجدَ ذاته يُفكر، وَ يدور حول الأمر ذاته، هيوَنجِين. وَ الكثير مِنه، كيف يستطيع ازاحتهِ عِن تفكيرهِ لِلحظة، لِثوانٍ، كانَ يجدُ ذاتهُ دائماً ما يتخيل دفئ بشرته ضِده،

أنفاسهُ الدافئة، وَ المُنتظِمة أثناء نومه، تُدَغِدغ رقبتهُ، تعطيهُ شعوراً مُختَلِفاً مِن النشوة، وَ السعادة، هيوَنجِين كانَ هُنا، بينَ احضانه، زوجهُ هوَ، لِم يسمح لأي أحد بِـ الاقترابِ مِنهُ كِما فعل هوَ.

يحبُ النِمش الكثيف الذي طغى على وجنتيهِ، جميلة، ناعِمة، معَ شعرهُ الاصهِب، كانَ أثيريّ المظهر، النِمش قد طغى على جميع أجزاء جِلدهِ الأبيض، وَ احب مظهرهُ على مرفقيهِ، فَخذيهِ،

يحبذُ كثيراً اشتمام رائحته، قد قضى اللياليّ بِتقبيل خِصل شعره، وَ استنشاق رائحتها. احبَ هَذا، رُغِم إلحاح عقله عليهِ بِتقبيل شفتيهِ، غافلاً. وَلَكِنهُ لِم يستطع ان يتجاوز الحدود دونَ ان يقبل الأكبر بِه.

كانت الأمور تَتحسِن بِمرور الوقت، كانَ يحاول كثيراً قمع ذاته مِن رغبة تقبيلهِ، التي كانت تعصف بِعقله لِمدةً طويلة. وَلَكِن هوَ لِم يمنع ذاته مِن سرقة القُبِلات مِن خده، بِكُلِ مرة قد شرد، يستَمْتع بِـ احِمرار وجنتيهِ الحلو. احبَ منظرها معَ نمشهُ الكثيف.

حساس. يمكن وصف هيوَنجِين ناحية المُلامسات، بِـ الحساس، كانَ يرتعش أثر قُبلة خفيفة على خده، وَ هَذا يُثير الاخر، وَ يطمع لِلمزيد.

كيفَ سيكون مَلمِس انحناءت جسده ضِد كِف يده؟ كيف سيكون دفئ بشرته ضده؟ عُرِ جسده مع خاصته؟ كانَ هَذا يدفعهُ لِلجنون، فَـ اخذَ بِـ إغلاق الحاسوب وَ تجرع القليل مِن قهوته الباردة.

اعادَ الكوبِ عابِساً. وَ اخذ بِـ اراحة جسده ضِد إطار الاريكة، تعودُ بِه الأفكار لايامٍ قد مضت.

اول ايامٍ قد رأى بِه الاصهِب، شخصٍ عابِث، رُبما شعر بِالغيرة مِنه، كيفَ استطاعَ عيش حياته بِكُل هَذهِ العشوائية، وَلَكِنهُ سُرعانَ ما اكتشف كونهُ مُخطئ، فَـ كانت هَذهِ احد الأساليب لِنسيان ما عاناه.

الغرقُ في مُتعة الخطيئة، وَ عِدم النظر لِلخلف، عدم تحمُل ايّ مسؤولية. وَ كُلُ ما يُفكِر بِه، هوَ المحطة التالية لِلعبث. كانَ كُلَ هَذا قِناعِاً قد اختبئ خلفه، ارادَ بِقاء هَذا لِلابد، وَلَكِن الأمور دائماً ما سارت بِالعكس.

إِيْقاع الصِفْر ~ هيوَنهُو ✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن