21

2.2K 135 18
                                    

افرجَ عِن جفونه بِبطئ. ناظر السقِف، وَ الظُلمة، لِم يقبع دَاخِل أحضان مَينهُو التي اعتادَ عليها، فَـ نهضَ بِبُطئ لِيجلس، وَ استغرب مِن كونهِ لا يزالُ مُرتدَياً ذاتَ الفُستان. رُبَما ثِملَ كثيراً فَـ نسى، هَذا ما دار في رأسه

نهض وَ أضاء الضوء، وَ اخذَ بِتغيير ملابسه لِشيء ابسط بِكثير، وَ مُريح.

كانت لِحظات مِن الشرود قد تذكرَ بِها كُلَ ما حدثَ البارِحة، فَـ رمشت عينيهِ، وَ تفاجئ مِن فعلته. كيفَ كانَ قادِراً على هَذا؟

الاحراجُ قد انتابه مِن الخروج، فَـ بقى على سريره لِمُدةً قصيرة، فَـ مَينهُو قد قاطعَ سهوته بِفتح الباب وَ اطلَ عليهِ بِبسمة وَلَكِن ما إنَ لاحظه وضعه حتى زِم شفتيهِ.

" هيوَنجِين؟ هِل هُناك مُشكِلة؟ "

سئلَ فوراً وَ جاوره بِالجلوس جانبه، على السرير. لِم يكُن ينظر اليه، بِل اطرقَ بِرأسهِ لِلارض بِتفكير مطول.

" ما حدث بِالامس.."

" ماذا بِشانه؟ "

همسَ مَينهُو بِسؤالٍ اخر، وَ انتابهُ شعورِاً سيء، لأنهُ يعرف، كِلاهِما يعرف، بِأنَ قُبلة امس اخذتهُم لِخطوة مُتَسرِعة في علاقتهُم، هُم الاثنين.

كانت هُناك نقاط واضحة، لِلمرور بِها جميعاً، لِلوصول إلى تقدمٌ جيد. دونَ تسارع او تباطؤ. فَما حدثَ بِـ الامسِ كانَ تسارُع.

لِرُبَما كانت ستكون اعتيادية لِاشخاصٌ كُثِر، وَ حتى لِمَينهُو رُبَما، وَلَكِن ليسَ هيوَنجِين الذي يمتلك خوفهُ الخاص مِن العلاقات. إنَ اخذَ الشيء بجدية فَـ لِن يُحب ان يخطوّ خطوةً تجعلهُ يشعُر بِعدم الراحة، بِجواره.

وَ هَذا ما شعرَ بِه، بِهَذهِ اللحظة بِالذات تمنى لو لِم يثمل بِالامس، ليتهُ نامَ بِدلَ هَذا.

هزَ مَينهُو رأسهُ بِتفهُم، رُغِم أنَ هيوَنجِين لِم يقُل شيئاً. الا انهُ فهِمه، كانَ لديهُم ذَلِكَ التفاهِم على طوِل المُدة، دونَ داعي لِلحديث.

" هِل تود تناوِل الفطور؟"

هزَ هيوَنجِين رأسهُ بِـ الايجاب، لِيبتسم مَينهُو وَ يهمُ بِالنهوض لِلخارِج لِيترك الاحِمر معَ أفكاره.

كانت طاوِلة الإفطار هادئة دونَ ثرثرة الذكران المُعتادة، وَ هَذا كانَ غريباً.

" هِل تشَاجرتُما؟"

سئلت جُولين وَ توقفت عِن تناوِل حِبوب الإفطار، لِيُقهقه هيوَنجِين نافياً بِرأسه.

" لا، نحنُ بِخير "

هَمْهَمت بِتفهِم وَ عاودت إِلتِهام الحبوب. وَ عمَ الهدوءُ مُجَدَدِاً.

بِمُجرِد ان أنهى هيوَنجِين إفطارهِ حتى نهض مِن مكانه، وَ اتجه لِيطبع قُبلةً خفيفة على وجنة الصغيرة التي تفاجئت.

" سأنشغِل هَذهِ اليومين."

نطق بِـ اختصار، وَ بعدها اتجه لِلاخر وَ طبعَ قُبلة على وجنتهُ هوَ الاخر، هيوَنجِين قد تردد مِن الأمر في البداية، وَلَكِنهُ فقط فعل ما أراد قِبلَ خُروجه مِن المنزِل بِعد ان لوحَ لِعزيزيهِ أمام الباب، وَ ذهِبَ مُبتَسِماً.

جُولين قد ذهِبت لِلداخِل، بينما بِقى مَينهُو بِذات الموضع، يُسند بُجبهته ضِد الباب وَ مشاعرٍ سيئة قد انتابته.

يعرفُ جيداً لِماذا رحِل، وَ لا يستطيع مِنع ذاته، مِن التفكير في اسوء الاحِتِمالات.

* **

400 كِلمة.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
إِيْقاع الصِفْر ~ هيوَنهُو ✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن