كانَ جالِساً على الاريكة، شاردُ الملامِح، وَ غارقُ الأفكار. كانَ لا يزال يُناظِر التلفاز، وَلَكِن لِم ينتبه لِأيّ شيءً مِنه.
لقدَ مرَ يومًا وَاحدٍ فقط، الا انهُ اشتاقَ اليه، تمنى رؤيته بِهذهِ الِلحظة، عِدم وجود هالة الاصهِب المُعتادة بِالجوار جعلتهُ شاردٌ اغلب الأوقات.
" بابا؟ هِل انتَ بِخير؟ "
قُطعَ حِبل إفكاره على يد ابنته، التي كانت تنظرُ اليه بِقلقٍ واضح. فَـ هِمهَمَ لِها بِهدوء. وَ بعد هَذا قد نهض لِغسل وجهه في الحمام.
ناظرَ ملامِحه بِالمرآة لِيتَفاجئ بِالتعب الذي حملتهُ تقاسيم ِ وجهه. وَ عادَ بِالتفكير حول الأمر مُجَدَدِاً.
قد كرهه افكارهُ حقاً، كره كيف كانَ يمتلك هَذا التأثير عليه. غيابَ يومٍ احدثَ تَشتُت لِم يحصل عليه في حياته. قد كرِهه كيف أنَ الأمر بيد هيوَنجِين بِالكامِل، كيف انَ جميع إفكاره تَتَمَحوِر حول ان هيوَنجِين لِم يعُد يشعر بِالراحة معه، هوَ رُبَما سيتركهُ بِالخلف. وَ كُلَ شيء كان بيده.
صفعَ خده بِرفق وَ افاقَ ذاته مِن التعمقُ كثيراً، وَ خلق دراما حوِل الأمر، فَـ العلاقة ليست مِن جانبهُ وَحسب، وَ هوَ بِالطبع لِن يسمحَ لهُ بِالذهاب وَ مُغادرتِه بِهَذهِ السهولة.
هيوَنجِين سيعودُ لِه حينَ يرتاحُ اكثر معَ الموضوع. حينَ يكُونُ مُستَعِداً لِلغرقِ اكثر.
حينَ مروره بِالمُطبخ قد لاحظ فانيلا موجودة أعلى النافِذة وَ تُناظِر الخارِج بِتركيز، فَـ اقتربَ مِنها وَ اخذَ بِالتربيتِ عليها باسِماً.
* ** *
هيوَنجِين كانَ يتسطح على الاريكة بِكامِل جسده، وَ يُناظِر السقف شاردٍ حتى تَدَخِلَ واليس في رؤيته لِيُضيق عينيه ناحيته.
" ايُها الكسوِل ~ هِل جئتَ هِنا لِتُطالِع الجماد ؟ "
سخرَ مِنه وَ ضحك، بينما اخذ جهاز التَحكُم لِغلق التلفاز لِيتنهد الاخر وَ ينهض بِالجلوس.
" انا فقط اُفكِر.."
" تواصلِتَ لِشيء ؟ "
" لا "
قالها سريعاً وَ اتخذت انظاره مجالاً اخِر حينَ تدَخِل مارك في رؤيته، وَ بدَ عليهِ المزاج الجيد كَالمُعتاد.
" تؤ، هِل التصقت مؤخرتِك بِـ الاريكة مِنذُ مجيئك ؟ "
سخرَ الاخر مِنه لِيُدَحرِج الاحِمر مُقلتيهِ مُنزَعِجاً، الا انَ مارك لِم يتوقف هُنا بِل اخذَ بِـ ازعاجهِ اكثر، تقييد حركة يديه، وَ المزاحُ معه بِطلبِ قُبلة أسفل تقرُف وَ إِبعاد هيوَنجِين له.
هَذا قِبل ان يُسحب مِن طرف واليس، وَ شكرهُ الاحِمر في سره.
" هِل تُريد قُبلة لِهَذهِ الدرجة ؟ "
تلكئ مارك، وَ قِبلَ ان يُجيب بِشيء كانَ الاخر قد لَثمَ كلِماته بِقُبلة أسفل أنظار هيوَنجِين التي اتسعت وَ تجعدت ملامِحه بغيض فَـ اخذَ بِسحب ذاتهُ بعيداً، وَ خاصة عِندما بدأَ كُلا الذكرين بِتعميق قُبلتهُم.
المشهد هَذا قد اوقدَ نارً في صدره، تذكر الأمر مُجَدَدِاً، وَ كيف كانت القُبلة حلوة مُسَكِرة.
لِم تكُن القُبلة مِن اخافتهُ في الواقع، كانَ ما يتبعُ هَذا هوَ ما آثار مشاعِر الخوفِ هَذه. كانت كُل تِلك المشاعر قوية، وَ جديدة بِذات الوقت، ثِقلها كان عظيماً عليه، بِطريقةً قاسية.
كُلُ مخاوِفه تدور حول عِدم نجاح الأمر، لِرُبَما لِن ينجح الأمر، لِرُبَما لِم تكُن مشاعِر الاخر جدية ناحيتهُ لِتلكَ الدرجة.
عِندَ عبور هَذا الخط، يعنيّ بداية شيء أقرب للأبدي، فَكانَ مُتَوَتِراً مِن كافة الأمر، فَـ هِلَ كانَ جديراً بِهَذا؟ هِل هوَ جيد لِمَينهُو؟
وَلَكنهُ في خُضِم كُلَ هَذا قد أدرِك. مَهما كان خوفهُ حوِل الأمر يجعلهُ يَتَراجع لِلخلف الا انهُ أدرِك بِأنهُ لِن يستطيع تركه. شاءَ ام أبى هَذا.
* **
477 كِلمة.
أنت تقرأ
إِيْقاع الصِفْر ~ هيوَنهُو ✔︎
Romance-يُرْغَم هيوَنجِين على الزوَاج بِطريقةٍ ما، بِرَجُلٍ يُعاكِسه بِالكَثِير. * مُكتَمِلة.