فتحت عينيها الزرقاء المشعة في تلك الغرفة
المظلمة، تلفتت يميناً و يساراً تحرك مقلتاها
حول المكان، لكن السواد إكتسى على
المكان، همست بخفوت"أين أنا"
لم يستقبلها سوى السكون، عاودت الهمس
مجدداََ"هل من أحد هناك"
و مجدداََ تتلقى الصمت كإجابة مبهمة، حاولت
التحرك لتعرف أين هي لكنها لم تستطع، شعرت
كأن جسدها مخدر، لم تستطع حتى رفع يدها
من مكانها حيث تستوطن معدتها.حاولت تزكر أي شئ، لكنها لم تستطع، حاولت
تذكر كيف أتت إلى هنا أو لماذا، أو حتى من
هي!
لكنها لم تستطع حتى تذكر إسمها، بقيت كل
هذه الأسئلة مبهمة، و هي في مكان مظلم
لا حياة فيه، لم تستطع الصراخ لطلب النجدة،
بدأت زرقاوتاها تمطر بغزارة، لا صراخ يصحب
شهقاتها، لا صدر مهتاج ولا صعوبة في
التنفس، لا صداع، فقط شلالات من الدموع.شعرت بفراغ كبير، تخيل أن تصحو لتجد
نفسك في مكان مظلم، لا تدري أين أنت
أو كيف أتيت، أو من أنت حتى، و الأسوأ
لا أحد بجانبك.بدأت دموعها تقل تدريجياََ حتى أسدلت ستار
رموشها، ليغطي جفناها عيناها الزرقاء
المرهقة من كثرة البكاء..
...
.
.
...
.
.
...
.فتحت عيناها مجدداً لكنها أقل إشعاعاََ، إنفجرت
أساريرها لرؤية الضوء، حاولت النهوض
لكن جسدها مرهق جداً، لكن مع بعض الإصرار
رفعت نصفها العلوي لتنظر حولها، كانت في
غرفة ذات تصميم هادئ و مريح، تطغى
عليها الألوان الفاتحة، كانت تجلس في السرير
متوسط الحجم في وسط الغرفة، على يسارها
نافذة كبيرة الحجم تطل على الشرق، و على
يمينها خزانة متوسطة الحجم باللون الأزرق
الفاتح، أثارت هذه الخزانة إستغرابها، رغم
كونها لا تزكر أي شئ لكن هذه الخزانة تبدو
مألوفة جداََ.أنزلت قدميها من السرير بصعوبة، فور نهوضها
فقدت توازنها كطفل يحاول المشي لأول مرة،
أمسكت الحائط و مشت بمحازاته مروراً
بالباب الذي بدى لها كباب الغرفة، وصلت
للخزانة و أخيراََ، لمستها بإصبعيها السبابة
و الوسطى، شعور غريب سرى في أوصالها.مررت يدها على باب الخزانة المصنوعة من
خشب المهاوجني الفاخر، أمسكت المقبض
بنية فتحها لكنها مغلقة، نظرت للقفل ثم
عاودت النظر حولها بنية إيجاد المفتاح.عاودت السير ناحية السرير عند ملاحظتها
للدرج بجانبه، كان المشي أسهل من المرة
السابقة، فتحت الدرج الأول، لترى أشياء
كثيرة، ألبوم صور، و دفاتر صغيرة، و أقلام
ملونة، لكن لم يكن من بينها مفتاح، فتحت
الدرج الثاني، لتجد عبوات كثيرة، للقهوة
بكل أنواعها، و حليب مجفف، و كاكاو
و أشياء غريبة، مجدداََ لم تجد ضالتها
بينهم، وصلت للدرج الأخير فتحته ببطء
و هي تأمل أن تجد ملاذها، لكن صدمت
عند رؤيتها لعشرات المفاتيح في ذلك
الدرج، أخرجتهم و أصبحت تتفحصهم
دون جدوى، لا تعلم أيهم يخص الخزانة.
لاحظت أن في كل مفتاح محفور رقم
و من الواضح أنه محفور يدوياََ، لمعت
عيناها بأمل، ثم إتجهت للخزانة بسرعة
نظرت للقفل لتجده محفور عليه الرقم
6، تحركت ناحية المفاتيح الملقاة في
السرير بإهمال، لم يطول البحث حتى
وجدت المفتاح المناسب.تقدمت نحو الخزانة ببطء شديد و هي
تتفحصها بنظراتها، لمست خشبها برقة
أدخلت المفتاح في القفل، لفته ببطء،
برقت عيناها بشدة عندما فُتحت،
سحبت الباب بسلاسة، حتى سقطت
أنظارها داخل الخزانة، فرجت فاهها
بصدمة لرؤية ما بداخل الخزانة...يتبع~
483 كلمة
أَي آراء؟! تعليقات!.
شِدّو الرِحال، سنسافر من الحاضر إلى
المستقبل عن طريق الماضي.توثيق
24/Mar/2023
مساء الخميس
11:42
دمتم سالمين♡.
أنت تقرأ
Deleted Memories
Fantastik.. في وسط متاهة هذا العالم المظلم تستيقظ تلك الفتاة لتدرك أنه ليس لها أي روابط مع ذاك العالم.. و الأسوء! لا روابط لها على الإطلاق.. تائهة و مرتابة،تحاول التشبث بحافة الحياة، لا يضئ طريقها سوى بريق عينيها الزرقاوتين'. بداية جديدة كانت نقطة تحول في حي...