تلك الأمسية لم تكن أمسية عادية! لقد رن هاتفي أكثر من عشرين مرة، حتى أني تلقيت مكالمة من شخص لم يكن ليتصل بي أبدا! لقد فاجأني اتصاله أكثر من أي شخص آخر لذلك بدت تلك الأمسية غريبة، تركت كل الأشخاص الذين اتصلو بي وأرسلت له وحده رسالة.."لقد اتصلت بي؟" هكذا كنت أتساءل عن سبب اتصاله ولكنه أجاب بأنه كان مخطأ وأنه كان يريد الإتصال فتاة أخرى تحمل نفس اسمي كنت سأغضب وأرد على تلك الرسالة أخبره فيها أن يحذف رقمي وأن لا يحاول الوصول الي مجددا لولا اتصال صديقتي الذي منع هذا الغضب لدرجة أني نسيت الأمر فورا وزال كل شيء بعدها..
بقيت لأيام في فراشي لا أعرف أكان الوقت الذي يمر ليلا أم نهارا! اثنين أم خميس أم أنها الجمعة؟ لقد تلاشى فجأة الوقت والزمن والمكان بعد ذلك الخبر الذي قالته لي صديقتي دون أن تشفق علي!
لا أتذكر سوى أني كنت أختنق ألما.. وددت لو أجد شخصا واحدا أستطيع الاتصال به لأبكي بحرقة وأخبره أني لا أستطيع تحمل كل هذا وحدي! أو ربما لأسأله لماذا تعاقبني الحياة بهذه الطريقة! ألم يكفي ألم الستة سنوات الماضية! ألم يكفي أنها سرقة مني هاني وأسامة في ذلك الحادث المريع لماذا اذا! لماذا أستمر في معرفة أن كل من حولي يختفى هكذا دون سابق انذار! دون أن تسنح لي الفرصة لوداع أخير! دون أن أقول ما أود قوله! هكذا تباغتني بأحداثها وتجبرني على تحملها والمضي قدما كأن لا شيء منها سيؤثر بي! وأني ملزمة في كل مرة أن أبتسم وأستمر، ولكني لا أريد هذه المرة أن أنسى أو أتناسى وأتجاهل كل هذا.. بل أني لا أقوى على ذلك.. الغصة بحلقي لا تزول على الرغم من بكائي.. كيف لي اذا أن أتجاهلها وأستمر كأنني لم اخسر شيء وقطع قلبي متناثرة في كل مكان من هذه الغرفة اللعينة.. أود أن أتحرر من كل شخص أعرفه.. وأغادر لمكان بعيد جدا.. لمكان لا أحد يعرفني فيه.. ولا أعرف فيه أحد.. أريد أن أغير اسمي وكل شيء يذكرني بي.. أريد أن أكون شخصا آخرا غير مجبورا على تحمل هذا الألم بعد الآن.. شخصا يستطيع أن يصرخ منتحبا لجرح ينزف.. لا أن يختبأ خلف لحاف سريره ليخفي الجرح ودموعه وصرخاته الصامتة.. أريد أن أجد من أستطيع الإعتراف له أني لست بخير..
ثم تأتي لعنات أمي المتواصلة لأني تجاوزت الساعة العاشرة ولازلت نائمة.. لم أنم أبدا.. منذ ذلك الخبر..
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀_____________________
مرحبا بكم مجددا هذه تكملة الجزء الأول كيف كانت؟ هل أعجبتكم؟ وهل أنتم متشوقون لتكملة هذا الجزء يا ترى؟ أخبروني في التعلقات 👇👇🤍🤍
أنت تقرأ
وهم
Fantasyأريد أن أعود للوراء برهة بعد.. أريد أن أقوم بكل الأشياء التي منعت نفسي عنها! أريد أن أقول كل تلك الكلمات التي تراكمت بداخلي.. أريدها أن تغادرني وتتجه دائما للشخص الصحيح في الوقت المناسب!.. هل ستستطيع فعل ذلك يا ترى؟ أم أنها ستعيد نفس الخطأ! تعتبر كج...