تعرفت على هناء فور انتقالي لهذه المدينة..! لقد كان يظن البعض أننا توأم.. على الرغم من أن ملامحنا كانت تختلف عن بعضها تماما.. كان لنا نفس الإهتمامات والأحلام.. ربما لهذا كنا نبدوا كتوأم!؟.. الا أني أحببت ذلك! حينها كان يمكنني أن أبدأ من جديد! دون أن يعرف أحد ما حصل.. مدينة أخرى جديدة.. حياة أخرى جديدة.. الآن يتسنى لي أن أتظاهر قدر الامكان!..
على الرغم من أننا اخترنا نفس التخصص..! الا أننا لم نكن في نفس المجموعة.. كنا نلتقي في محاضراتنا المشتركة.. أو صدفة بعد انتهاء الحصص! كنت أحيانا أشعر أني لست بذلك القرب منك..! كنت أشعر أننا أصدقاء الصدف فقط.. نلتقي صدفة نتبادل أطراف الأحلام.. نتقاسم شكولاطتنا المفضلة!.. ونغادر..! أتذكر أننا بقينا نتحدث في مفترق الطرق.. الا أن قام الشرطي بتحذيرنا.. أنه لا يجب أن نقف هنا لأنه مكان خطير..! كم ضحكنا على ذلك اليوم وبقينا نتذكر ذلك طويلا..!
أستيقظ هذا الصباح وأنا أعرف أني سأصل متأخرة.. لذلك لا أستعجل المغادرة.. ستغادر الحافلة على أية حال.. لنبذل جهدنا كي نبدو جميلين اليوم..
كنت أعرف أني سألتقي بهناء.. هناك محاضرة مشتركة بيننا.. حين وصلت كان باب المدرج مغلق.. فكرت مرارا في التراجع والعودة لغرفتي.. كنت أفكر في ذلك السقف الذي سأراه حين أستلقي كل مرة في المساء.. وكل تلك الأحلام التي أرسمها على لوح جدار عالي بعيدا عني وقريبا منك.. الا أن فكرة أني سأجد هناء بالداخل وقد حجزت لي مقعدا بجانبها تجعلني أتراجع عن فكرة مغادرتي.. أستجمع شجاعتي وأمر من ذلك الباب.. يراني الأستاذ.. يكمل الشرح غير مبالي يتأخري.. أبحث بعيني عن مكان هناء وأسرع للجلوس.. بجانبها..
بجانبها حيث أشعر أن جميع قيودي فكت.. وأحلامي أزهرت.. أتابعها وهي تتابع المحاضرة.. تحب تخصصها.. بينما أنا اخترته لأهرب بعيدا عن كل شيء.. تقول لي هامسة هل تابعتي حلقة البارحة؟..
أحاول تذكر أي المسلسلات اتفقنا أن نشاهده هذا الأسبوع.. ولا شيء في ذاكرتي الخرقاء التي تتذكر كل شيء مؤلم.. ولا شيء آخر
ببابتسامتها المشرقة التي تبعث في النفس الراحة.. تقول لقد وقع في المسبح.. كان المشهد مضحكا جدا.. وتنتظر مني ردا بينما أنا أحاول ترتيب همسها وأخمن ما الذي قالته لتوها..! وقع أين؟ أقول هل وقع في المرحاض¿
تضحك.. أضحك أنا الأخرى وننسى أننا داخل قاعة المحاضرات.. ينظر لنا الأستاذ يقول يمكنكما مغادرة القاعة..نغادر بهدوء.. أفكر أنه من الجيد ما حصل.. الجو منعش في الخارج.. وجدران قاعات المحاضرات الصفراء الباهتة تضيق.. وتضيق فأختنق!..
نضحك بأصوات ملؤها الحرية والسرور في الخارج.. تقول لقد قلت لك أنه وقع في المسبح.. أدرك أن المسبح والمرحاض لا علاقة لهما ببعض وأنهما مختلفان تماما نطقا وحروفا.. أقول اااه المسبح!! لماذا لم أسمع ذلك! لا أعرف كيف سمعتك تقولين المرحاض! تضحك وتقول حسنا حسنا لا ترددي ذلك.. إنه مضحك!.. أقول أرأيت كيف طردنا بكل أدب.. تضحك مجددا وتقول لقد كان جانتلمان.. فنضحك سويا.. نشتري شكولاطتنا المفضلة.. نجلس هناك في مكاننا الذي نحبه بعيدا عن الكلية.. وسط الجامعة.. بجانب زهرة الحظ.. نتقاسم الابتسامات والضحكات.. الحكايات لا تمل منا ونحن كذلك.. لا نمل من بعضنا.. ويمر يومنا بكل هناء!
أنت تقرأ
وهم
Fantasyأريد أن أعود للوراء برهة بعد.. أريد أن أقوم بكل الأشياء التي منعت نفسي عنها! أريد أن أقول كل تلك الكلمات التي تراكمت بداخلي.. أريدها أن تغادرني وتتجه دائما للشخص الصحيح في الوقت المناسب!.. هل ستستطيع فعل ذلك يا ترى؟ أم أنها ستعيد نفس الخطأ! تعتبر كج...